في مسيرتهم الجماهيرية الكبرى بصنعاء احتفاء بالذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر:
اليمنيون ماضون لتحقيق أهداف الثورة في التحرر من الوصاية والحفاظ على سيادة اليمن واستقلال قراره السياسي
¶ ثورة الـ21 من سبتمبر مثلث بداية الطريق للتصحيح الوطني وتحصين المجتمع
¶ اليمن الحر المستقل هو وطن الجميع وثورته جاءت من أجل العزة والكرامة
¶ إذا لم يستجب تحالف العدوان للمبادرات السلمية فالرد سيكون أكثر إيلاماً للعدو
الثورة / سبأ
شهدت ساحة باب اليمن في العاصمة صنعاء عصر أمس مسيرة جماهيرية حاشدة بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر تحت شعار “حرية واستقلال”.
ورفع المشاركون في المسيرة أعلام الجمهورية اليمنية واللافتات المعبِّرة عن ابتهاج الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية التي تأتي واليمن يخوض معركة الحرية والاستقلال.
ورددوا الهتافات المؤكدة على مضي الشعب اليمني قدما حتى تحقيق كامل أهداف الثورة في التحرر والاستقلال من الهيمنة والوصاية الخارجية والحفاظ على سيادة الجمهورية اليمنية واستقلال قرارها السياسي.
وأكدوا استمرار الصمود والثبات في مواجهة تحالف العدوان حتى تحرير كامل تراب الوطن من الغزاة والمحتلين.
وفي المسيرة ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي كلمة حيا فيها ثوار 21 سبتمبر وجماهير الشعب اليمني الحر الأبي الرافض للخنوع والعدوان.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر كانت بداية الطريق نحو ثورات تصحيحية، ثورة بناء وتحصين للمجتمع، ثورة فكرية واجتماعية تقضي على الثارات والاختلالات الداخلية وتقف ضد الفساد والعدوان.
وقال” هذا العيد هو عيد الانتصار وسنستمر في خوض تصحيحنا و صمودنا، من أجل ثورتنا التي تحمل شعار “حرية واستقلال”، ليحظى شعبنا بالحرية والاستقلال فأبناء اليمن أحرار يرفضون الخنوع والاستكبار “.
ولفت عضو المجلس السياسي الأعلى الحوثي إلى المشاكل والاغتيالات اليومية التي كانت تحدث قبل ثورة 21 من سبتمبر بدعم من الدولة والنظام نفسه.
وأكد أن الثورة جاءت من أجل الحق والعدالة ولازالت مستمرة .. وقال:” ساحاتنا اليوم مليئة بالأحرار ممن قدموا ويقدمون الدماء من أجل الاستقلال والحرية والصمود وأن يحظى الشعب اليمني بالعزة والرقي والتقدم .. لافتا إلى أن الثورة واجهت منذ يومها الأول المؤامرات تلو المؤامرات.
وبيَّن أن الشعب اليمني نهض على قدميه وجاءت هذه الثورة ملبية لطموحاته وتطلعاته ولم تكن في يوم من الأيام مرتهنة لأحد .
كما أكد الحوثي أن اليمن الحر المستقل هو يمن الجميع وهذه الثورة لا تخضع ولا تقبل بالذلة والمهانة بل جاءت من أجل العزة والحرية .
وأضاف:” نقول لدول العدوان ونحذرها، قدمنا المبادرات الأولى ولم تقبلوها وهذه المبادرة قدمت من أجل صون الدماء، فإن قبلتموها فهذا ما نريده حلا سلميا لشعبنا وإن أبيتم فلن نقدم رقابنا، بل ستتألمون أكثر كما قال قائد الثورة “.. مؤكدا أن التصعيد لا يرد إلا بالتصعيد.
وأوضح عضو المجلس السياسي الأعلى أن اليمن ليس بحاجة إلى اعتراف دول العدوان بقوته لأن الشعب اليمني هو الذي يعرف ويثق بأن لديه قوة تستطيع أن تردع العدوان وتجبره .. وقال:” نحمل العزيمة والقرار والتطور مستمر وسيؤلم السعودية ومن خلفها الأمريكي، سياستنا واضحة أمام العالم، لسنا ممن يرسل الرسائل السياسية الغامضة إن سالمنا سالمنا بصدق وإن حاربنا حاربنا بصدق”.
وجدد التأكيد على أن النظام الجمهوري هو النظام القائم والمستمر وأن النهج الديمقراطي هو الذي نتطلع إليه ونريد ممارسته والعمل به بمجرد توقف العدوان .. ومضى يقول: “نريد أن نرى كفاءات وأن يحكم أبناء الشعب أنفسهم، وإن كنا في هذا الوضع الاستثنائي بحاجة لعدم التعاطي مع الإشاعات والحفاظ على استمرار تفاعلنا الثوري وأن نعلم أن دول العدوان بكل ما تمتلك تحيك المؤامرة تلو المؤامرة على اليمن”.
ولفت إلى أهمية وحدة الصف وعدم القبول بالثارات وإثارة المشاكل .. داعيا محافظي المحافظات إلى تشكيل لجان والنزول لإبرام الصلح في مختلف القضايا وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وما لم يتم حله يٌعقد صلح عام إلى أن ينتهي العدوان.
وشدد الحوثي على أهمية الوقوف إلى جانب القيادة والجيش والمؤسسات الأمنية والعسكرية وأبطال القوات المسلحة الذين يقفون في كل مكان ليذودوا عن الوطن.
وقال:” نحن بحاجة إلى تعزيز وحدتنا لأننا نحمل مشروع يمن واحد فيه المواطنة المتساوية ويؤمن بحقوق الآخرين، لا يقبل بإلغاء الآخر يمن يدعو الجميع -كما قال رئيس المجلس السياسي- إلى المصالحة العامة”.
وتابع:” هذا هو شعبنا، وهذه هي جمهوريتنا، وهذا هو يمننا يمن ديمقراطي نفخر به وبتاريخه العريق في الإسلام وفتوحاته وحضارته وفي قوته وقيمه ومكارمه وأخلاقه، تاريخه الذي لا يستطيع أحد أن يشوهه، وما نحن اليوم إلا جزءً من ذلك التاريخ نساند شعبنا ونقف إلى جانبه ونقدم كل ما نقدم كثوار من أجل الحفاظ على يمن مستقل بسيادة حقيقة ولا يجب أن تنتقص سيادتنا ولا أن يرتهن قرارنا مهما تكالب علينا الأعداء”.
فيما أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد في كلمة حكومة الإنقاذ الوطني أن ثورة 21 من سبتمبر أخرجت اليمن من الوصاية والارتهان وحررت القرار السياسي.
وقال:” إننا في حكومة الإنقاذ الوطني نؤكد استمرار الثورة حتى تحقيق النصر، كما نؤكد على المبادرة التي أطلقها الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وهي رسالة سلام نتمنى على قوى العدوان الاستفادة منها “.
وأشار إلى أن حكومة الإنقاذ وكل مؤسسات الدولة يجب أن تكون وفيًة ومخلصة للشعب اليمني وعند مستوى تطلعات أبناء اليمن والمرابطين التواقين إلى تحقيق انجازات توازي وتساوي الانتصارات العسكرية في مختلف الجبهات.
وهنأ الجنيد القيادة الثورية والسياسية على الانتصارات التي تحققت على مدى السنوات الماضية من عمر الثورة وتتحقق اليوم والتي بها استعاد الشعب اليمني صوته وقراره وإرادته وتشكًل بها الضمير الاجتماعي، وانتصرت في مسارها الهمم الصادقة.
ولفت إلى أن ثورة 21 سبتمبر استنهضت في اليمنيين ما خمل من الإباء وأطاحت خنادق الطغيان وسقطت أمام جموعها قوى الخيانة والارتهان، بمشاركة كل الفئات والأطياف من خلال استشعار المسؤولية تجاه العزة والكرامة والاستقلال.
وتطرق إلى أن هذه الثورة لامست طموح الشعب اليمني التواق لاستعادة مكانته ودوره الريادي في التخلص من معوقات ومراكز القوى المرتهنة في وجودها وقرارها للخارج والتي حالت طيلة الفترة الماضية دون استفادة اليمن من مقدراته وثرواته لإحداث وتحقيق التنمية.
وقال: “عندما تبنت هذه الثورة تلك الأهداف بعظمة شعب الإيمان والحكمة وعلى رأسها التحرر من الوصاية والارتهان للخارج، جسدت بالفعل الإرادة القوية والصلبة للشعب اليمني وقدرته على استعادة قراره السياسي والسيادي “.
وأوضح الجنيد أن حالة الوعي المجتمعي والالتفاف الشعبي حول القيادة والمبادئ الثورية والأهداف الطموحة تمثل الٌبعد الوطني والإيماني المجسد لارتباط اليمنيين بهويتهم.
وأضاف:” ثورة 21 سبتمبر حققت العزة والكرامة والانتصار للإرادة اليمنية رغم ما واجهته وتواجهه من تحديات كبيرة على رأسها العدوان والحصار الخانق وتركة الاختلالات الإدارية والمؤسسية التي رافقت كل أعمال الدولة في مرافقها والتي كانت طيلة العقود السابقة سمة من سمات الوظيفة العامة وعمل الوحدات الإدارية”.
وتناول نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ما حققته ثورة 21 من سبتمبر من إنجازات تفوق عمرها القصير، من خلال تطوير الصناعات العسكرية والصاروخية والطيران اليمني المسيَّر الذي قلب موازين المعركة العسكرية لصالح أحرار اليمن .
وأكد أن اليمنيين يتجهون اليوم من خلال الرؤية الوطنية إلى بناء الدولة لتحقيق التنمية والتطور والاستقلال والسيادة الوطنية وتمكين المواطن اليمني من استخراج ثرواته ومقوماته وإدارتها لصالح التطوير والتنمية والاستثمارات الناجحة.
كما تطرق الجنيد إلى أن ثورة 21 سبتمبر لم تقم على غايات سلطوية، لكنها قامت من أجل تحرير اليمن من هيمنة الاستكبار ودفاعا عن سيادة الوطن وكرامته.
وقال:” الثورة التي تستند إلى قيادة حكيمة وشعب يستمد إرادته من خالقه لا يمكن إفراغها من أهدافها وسلبها قضيتها، هذا ما ينطبق على ثورة 21 سبتمبر التي لازالت في رعيان عطائها وبدايتها تتجاوز بجهود المخلصين التحديات والعوائق وتمضي في تنفيذ أهدافها وتعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية والتنموية وتحقيق العزة والكرامة لليمن أرضا وإنسانا”.
بدوره أشار مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلَّامة شمس الدين شرف الدين في كلمة العلماء إلى أن ثوار 21 من سبتمبر يحملون ذروة الإيمان في قلوبهم حين خرجوا على الظلم والجور والطغيان، حاملين أرواحهم على أكفهم متوكلين على الله.
وقال:” لطالما ردد المرددون وأنشد المنشدون في اليمن “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” بينما في الحقيقة كان الأوصياء على اليمن كٌثرا يتحكمون في قراره وسيادته وفي كل تفاصيل وجزئيات الشعب اليمني، استأثروا على خيرات بلادنا عبر أياديهم العميلة، وبدلا من أن يعتز ويستفيد الشعب اليمني من خيراته وثرواته ويستقل بقراره وسيادته، كان مرتهنا كما هو معلوم للخارج بدءاً من السعودية اليد الطولى لأمريكا وإسرائيل ودول الغرب “.
وأكد أن ثورة الشعب اليمني كانت عصية على الكسر والالتفاف كما حصل لما يسمى بثورات الربيع العربي، لذلك شن العدوان حربه على اليمن منذ خمس سنوات، يمارس الضغط بالحرب والقتل والتجويع وإلحاق كل أشكال الأذى باليمن واليمنيين.
وأضاف:” أبناء اليمن سيمرِّغون أنوف الطغيان والجبابرة والطاغوت ” .. داعيا إلى ضرورة استمرار النفس والوهج الثوري، من أجل تخطي العقبات بروحية العزة والكرامة والتوكل والثقة بالله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولفت العلَّامة شمس الدين شرف الدين إلى أن خيرية هذه الأمة مرهون بالجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وقال:” إنَّ ما يبعث في قلوبنا الطمأنينة والثقة والارتياح هو وجود قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى وكل ولاة الأمر الذين انتظموا في سلك واحد لمجابهة العدوان “.
ودعا إلى عودة أبناء اليمن في الخارج إلى بيوتهم وأهاليهم وشعبهم فلا خير لهم في البقاء في صف العدو بعد أن كشر أنيابه واتضحت مطامعه وسعيه الحثيث لاستئثار واستعمار الشعب اليمني واحتلال أرضه واستغلال ثرواته وخيراته.
وانتقد النفاق العالمي الذي لا يمكن المراهنة عليه .. وقال: ” حين استهدف الشعب اليمني عصب المملكة السعودية شركة أرامكو توالت الإدانات والاستنكارات العالمية وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية، ولم يستنكروا مجازر السعودية أو يدينوها إزاء ما تقوم به من قتل الأطفال والنساء والأبرياء واستهداف كل مفاصل الحياة في اليمن”.
وأضاف: ” من هنا نذكًر الجميع والدول العربية والإسلامية بقول النبي عليه الصلاة والسلام ” لزوال الدنيا أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم”.. وأنتم تصرخون اليوم من أجل قليل من البترول والمال في الوقت الذي صمتم فيه وتجاهلتهم ما يحل بالشعب اليمني من كوارث وجرائم وفظائع ارتكبت بحق الإنسانية “.
واختتم كلمته بالقول:” إنا والله لنرى نصر الله قريباً لهؤلاء المستضعفين الذين استضعفتموهم وستكون العاقبة للمتقين، وقد رأيناه في صمود الشعب اليمني خلال خمس سنوات رغم الدمار والمال الوفير لدى دول العدوان والنفاق الدولي الملتف حول المعتدي “.
كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ألقاها محمد الزبيري القائم بأعمال أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن هنأ في مستهلها الجماهير المحتشدة ومن خلالهم كل أبناء اليمن بالذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر المباركة.
وأكد أن الشعب اليمني ظل يوقد شعلة الثورة بدمائه ومسيراته على مدى خمس سنوات مضت وقدم في رحابها الآلاف من الشهداء دفاعا عن الحق ورفضا للولاءآت الخارجية.
ولفت إلى أن الحراك الشعبي الذي رسمته أهداف الثورة يؤكد أنها ثورة شعبية ولم تكن انقلابا عسكريا كما يسوِّق الأعداء، جاءت ضرورة حتمية ووطنية لتصحيح مسار الثورات وتجديد وتصويب أدائها وتجسيد قيمها، فكانت بحق مستجيبة لمطالب الشعب.
وأشار الزبيري إلى أن هذه الثورة تمكنت من حشد الطاقات والإمكانيات والرجال في مواجهة أعداء الأمة وأعتى عدوان على مر التاريخ .. وقال:” في العام الخامس للثورة تحققت انتصارات غيَّرت معادلة التوازن السياسي والعسكري بما يعيد تموضع اليمن إقليميا ويسهم مع محور المقاومة في إسقاط المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة”.
وأكدت كلمة الأحزاب السياسية استمرار عنفوان الثورة والتحشيد الشعبي للجبهات، الذي يمثل الضمان الحقيقي لبناء يمن ديمقراطي حر مستقل ودولة لكل اليمنيين.
واعتبر الأحداث التي تشهدها المحافظات الجنوبية عملا مدانا يهدف تفتيت اليمن لتنفيذ مشاريع خارجية .. داعيا المجلس السياسي الأعلى إلى العمل على كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الوطن أرضا وإنسانا تجسيدا للدستور.
ولفت الزيبري إلى أن المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى خطوة ايجابية هدفها إحلال السلام والأمن والاستقرار .. داعيا كل المعنيين إلى استغلال هذه المبادرة والتعامل معها بكل ايجابية .
كما أكد أهمية الالتفاف حول الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة كونها تمثل المشروع الوطني .
تخلل المسيرة قصيدة لشاعر الثورة معاذ الجنيد ولوحة فنية لفرقة 21 سبتمبر.