بشائر النصر والمصالحة الوطنية
عبدالفتاح علي البنوس
بصدور قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم154لسنة 2019م بتشكيل فريق المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي المكوَّن من عشرين عضوا برئاسة الأستاذ يوسف الفيشي نستطيع القول إن بشائر النصر اليمانية باتت تلوح في الأفق، وإن المتغيرات التي تشهدها المحافظات الجنوبية والتطورات الميدانية المتسارعة الوتيرة هناك وردود الأفعال والمواقف الدولية والأممية تجاهها تشير إلى أن الأزمة اليمنية في طريقها نحو الانفراج، وأن العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تكبد خسائر باهظة جدا لم تكن في حسبانه ولم يكن يتوقعها بعد أن تصور أن الذهاب لقتال اليمنيين واحتلال أرضهم وانتهاك سيادتهم ونهب ثرواتهم أشبه بالفسحة والنزهة التي لا تحتاج سوى أسابيع قليلة لحسمها..
فتشكيل فريق المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي يعني أن هناك تفاهمات ومشاريع أفكار ومقترحات لإيقاف العدوان ورفع الحصار عبر بوابة المصالحة الوطنية الشاملة التي تغلق كافة ملفات الماضي وتعمل على طيها وفتح صفحة جديدة يرسم اليمنيون خلالها ملامح الدولة المدنية الحديثة ، الدولة التي يتشارك فيها كل اليمنيين الأحرار ، الدولة المستقلة القرار والإرادة التي يتنافس فيها الجميع من أجل رقيها وتطورها ونموها وازدهارها وتقدمها في مختلف مجالات الحياة وعلى مختلف الأصعدة..
اليوم الأمريكي يُلوِّح بورقة الحوار والتفاوض مع القوى الوطنية بعد أن قام بحلب البقرة الحلوب بما فيه الكفاية وكبَّدها خسائر كبيرة ، وجلب عليها سخط وكراهية كل شعوب المنطقة بسبب رعونة بن سلمان وصبيانية محمد بن زايد ، ولم يعد الحسم العسكري مطروحا من قبل الأمريكي وخصوصا بعد أن شاهد التحول النوعي في القدرات العسكرية اليمنية الدفاعية والهجومية وأدرك أن العقول اليمنية قادرة على منافسة العقول الأمريكية والتغلب عليها في ظل توفر الإرادة السياسية والدعم والإسناد الوطني ، والبيئة الحاضنة لهذه العقول التي نجحت في زمن قياسي في تصنيع الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية بتقنية يمنية يمنية وفرض معادلة جديدة للحرب أجبرت قوى العدوان على الخنوع والخضوع والذهاب نحو استجداء الخيارات السلمية القائمة على الحوار والتفاوض..
بالمختصر المفيد: المصالحة الوطنية خيار القيادة الثورية والسلطة السياسية والتنفيذية والتشريعية ، وهي خيار الشعب اليمني الصابر الصامد قرابة أربع سنوات ونصف ، ونحن إذ نبارك تشكيل فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي، فإننا نتطلع إلى أن يكون الفريق عند مستوى الثقة التي منحت له ، وأن ينطلق في عمله من الثوابت الوطنية، وأن يتحلى بذات المرونة التي يتمتع بها الوفد الوطني والتي أشاد بها الجميع ، الملفات كثيرة والتفاصيل معقدة ولكن من أجل اليمن يهون كل شيء إلا التفريط في السيادة والتضحيات الجسام التي قدمت والمساس بالثوابت الوطنية.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.