محمد عبدالمؤمن الشامي
عندما تسير في شوارع العاصمة صنعاء وشوارع المحافظات والمديريات والقرى في بلادنا من المهرة الى صعدة وتقرأ الاسماء المكتوبة على اللافتات التجارية باختلاف أنواعها على الشركات التجارية والوكالات التجارية والأسواق والمراكز والمحلات التجارية والمطاعم تجد انها تحمل العديد من التسميات التجارية وكل يوم نسمع عن فتح شركة أو وكالة أو سوق أو مركز او محل، وهذا أمر طبيعي فالاسم التجاري هو الاسم الرسمي للشركات التجارية أو الوكالات التجارية او الاسواق أو المحلات التجارية او المطاعم الذي يستخدمه لتمييزه عن غيرها، وذلك كله طبيعي جداً، لكن الأمر غير الطبيعي والمؤسف أن معظم الأسماء التجارية المكتوبة على تلك الشركات التجارية والوكالات التجارية والأسواق والمراكز والمحلات التجارية والمطاعم في شوارع العاصمة صنعاء وشوارع المحافظات والمديريات والقرى تحمل أسماء دول ومدن ومعالم وشخصيات عربية وأجنبية لا تمت للهوية الوطنية أو الثقافة أو الحضارة أو تاريخ اليمن بأي صلة، وهذا عكس تلك الدول العربية أو الاجنبية فمعظم الأسماء التجارية فيها مستوحاة من هوية وثقافة وتاريخ وحضارة تلك الدول العربية والأجنبية، وهذا ما يعكسه ذلك من تأثير على منظومة الهوية الوطنية والشخصيات والمعالم لتلك الدول وتحويل الأنظار إلى هذه الأسماء التجارية أكثر من اهتمام أصحاب البلاد بالهوية الوطنية والتاريخ والشخصيات الوطنية والمعالم التاريخية للوطن.
وهنا يجب التنبه من استمرار هذه الظاهرة وتأثيرها على ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا وتراثنا وحضارتنا، فالهوية الوطنية والثقافة والحضارة بمعاييرها المختلفة من معتقدات وقيم دينية واجتماعية واقتصادية وعادات وتقاليد وأعراف وأحداث تاريخية تعكس عراقة هذا الوطن وتميز الهوية الثقافية الوطنية وما توفره من انتماء وتماسك وطني، فالانتماء يأتي من تعزيز الهوية الوطنية وتأصيل الثقافة وغرس روح الانتماء والمواطنة اليمنية، لذلك يجب علينا أن نعي خطورة تلك الظاهرة على الهوية والتاريخ والحضارة والثقافة الوطنية اليمنية، ونعمل على خلق وعي بين أبناء الوطن الواحد بأهمية ان تكون الأسماء التجارية تمثل الهوية والانتماء والتاريخ والحضارة والثقافة اليمنية، وأن نعمل جميعًا على صناعته بإرادتنا وإيماننا .