معلم ودروس

 

إبراهيم محمد علي الحمزي

كنت ملازماً للأستاذ والمناضل محمد عبدالرحمن الرباعي طيلة فترة عملي مديراً لسكرتارية الاتحاد، وكنت انتهز فرصة جلوسي معه من الصباح إلى ما بعد الظهر عندما لا تكون هناك أعمال أو اجتماعات أو مقابلات، وكان الحديث يأخذنا الى تاريخ وأحداث كنت أجهلها من تاريخ اليمن المعاصر.
الأستاذ الرباعي – رحمه الله – كان معاصراً ومرجعاً لتاريخ واحداث اليمن منذ اربعينيات القرن الماضي، وكان مدرسة، وعندما يتكلم عن ذكرياته ويسرد الاحداث التي عاصرها كان أسلوبه جميلاً وممتعاً دون قدح أو مدح لأحد، وقد استمعت منه الى الكثير من الأحداث حتى ما بعد حرب 94م، وكنت استوقفه في الكثير من الأوقات لأسأله واستوضحه عن بعض الأحداث والمواقف، لأعرف عنها أكثر، لأنها كانت غائبة ومغيبة عنا أو وصلت إلينا ناقصة ومغلوطة، فلم يكن يزعجه ذلك، وانما كان يرد برحابة صدر وحب المعلم لتلاميذه.
وكم كنت ألح عليه ان يتم تدوينها أو تسجيلها صوتياً كذكريات عاصرها وعايشها وساهم في بعض منها لكي تستفيد منها الاجيال، فكان يرفض ذلك ويقول: يكتب عني الآخرون
عندما قمنا بزيارته إلى المستشفى قبل وفاته مع بعض الاخوة وكان في أشد مرضه، كنا نسأله عن صحته وحاله وهو يكلمنا عن حال اليمن ووضعه والعدوان عليه، وحضر طبيبه يريد أن يطمئن عليه وعلى صحته فسأله عن وضعه وصحته لكنه رد يكلمه عن وضع اليمن، الطبيب قله يا أستاذ نحن الآن في وضعك انت، لأنه كان في حالة حرجة جدا وبرغم ذلك لم يغب اليمن عنه.
رحم الله الأستاذ الرباعي كان عظيماً بمواقفه وحبه لليمن
رحم الله الأستاذ الرباعي وأدخله فسيح جناته.

قد يعجبك ايضا