تأهيل علمي وسلوكي واكتشاف لمهارات الموهوبين وزرع الوعي بأهمية العمل ودوره الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع
المراكز الصيفية للطلاب بالحديدة..
الثورة / أحمد كنفاني
تلعب المراكز الصيفية دورا بارزا في توجيه طاقات الطلاب وملء صيفهم بالمفيد وترك العنان لهم لكي يرفّهوا عن أنفسهم بعد عناء عام دراسي وما تخلله من دروس واختبارات وذلك كله للحاق بركب العلم والتعلم و تعد هذه الفترة من العام والمقدّرة بنحو شهر ونصف كافية للترفيه عنهم وتجديد معنوياتهم نحو عام دراسي جديد لكنها تعد في الوقت نفسه فرصة عظيمة لكشف مواهب الطلاب وتأهيلهم علميا واجتماعيا وسلوكيا من خلال تشجيعهم وإلحاقهم بالبرامج الصيفية الموجهة لهم سواء عن طريق المدارس أو النوادي أو الجهات التطوعية وغيرها لنيل الاستفادة من وقت الفراغ .
ومن خلال هذا الاستطلاع الذي قامت به ” الثورة ” في محافظة الحديدة نحاول إلقاء نظرة على أهمية المراكز الصيفية والإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية ومكتبي وزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة لتفعيل دورهما التربوي والاجتماعي إذا ما علمنا أن هذه المراكز تقدم أنشطة متنوعة وهادفة في جميع المجالات ومن شأنها تلبية رغبات واهتمامات الطلاب وتشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة .. ونستعرض كذلك دور أولياء الأمور في توظيف الإجازة الصيفية لأبنائهم الطلاب وجعلها مثمرة وآراء القائمين على تلك المراكز والتربويين والطلاب أنفسهم واليكم حصيلة ما جاء فيه :
* بداية التقينا بالقائم بأعمال محافظ الحديدة – رئيس اللجنة الفرعية للمخيمات والمراكز الصيفية محمد عياش قحيم والذي دشن في الـ23 من يونيو الجاري فعاليات فعاليات المراكز الصيفية بمحافظة الحديدة بمدرسة الثغر الأساسية للبنين بمديرية الميناء فعاليات وأنشطة المراكز والمخيمات الصيفية بالمحافظة وأشار قحيم في حديثه لنا إلى تدشين ثلاثة مراكز صيفية في كل مديرية من مديريات المحافظة بإجمالي 291 مركزاً ومخيماً صيفياً خلال هذا العام وأكد على أهمية استغلال الطلاب العطلة الصيفية بما يعود بالنفع والفائدة على حياتهم العلمية والعملية وأوضح أن المراكز الصيفية بما تتضمنه من أنشطة وفعاليات وبرامج تربوية وتعليمية وتدريبية ستعمل على تنمية قدرات ومهارات النشء والشباب في مختلف الجوانب وحث القائمين على المراكز الصيفية على العمل خلال فترتها المحددة بأربعين يوما من أجل تعزيز عوامل الصمود والحرص على تعليم النشء كتاب الله وحفظه وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة وأبدى استعداد قيادة المحافظة تذليل الصعوبات لإنجاح المراكز والمخيمات الصيفية لتحقيق الأهداف المنشودة منها وحث الطلاب المشاركين في المراكز والمخيمات على استغلال أوقات فراغهم بما يعود بالفائدة عليهم داعياً القائمين على المراكز وأولياء الأمور إلى التعاون لإنجاح المراكز والمخيمات الصيفية وما تحويها من أنشطة مختلفة.
* وعلى ذات الصعيد دشن مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة بالتنسيق مع نادي شباب الجيل وإشراف قيادة السلطة المحلية بالمحافظة في الـ30 من يونيو الماضي فعاليات المراكز الصيفية للاتحادات والأندية الرياضية بمحافظة الحديدة وأوضح مدير مكتب الشباب والرياضة عماد البرعي أن المراكز الصيفية التي ستستمر على مدى اسبوعين ستشهد عددا من الأنشطة الرياضية والثقافية والمسابقات المختلفة ولفت إلى أنه سيتخلل الفعاليات محاضرات عامة عن العدوان وأهدافه وخطر أمريكا ومسابقات ثقافية و أنشطة رياضية مختلفة في كرة القدم والتايكواندو والكاراتية والكنغ فو والتاي بوكسنج ولعبة الباركور والملاكمة والطائرة ونوه البرعي بأهمية إقامة مثل هذه الأنشطة واستغلال إجازة العطلة الصفية في اكتساب المعلومة المفيدة وممارسة الرياضة والترويح عن النفس .
* وقال وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد محمد أن أثر الاستثمار التربوي والاجتماعي في العطل الصيفية له أهمية كبيرة لا تقدر بثمن وتبرز أهميتها بين تنمية وتعزيز المهارات وبين كسر جوانب الملل والفراغ ومن معوقات هذا الاستثمار عدم الدراية الكافية من قبل الابن أو الوالدين في أهداف هذا الاستثمار واكتسابه لتعزيز واستكشاف القدرات التي يمتلكها الأبناء فهناك جوانب كثيرة يحتاجها الأبناء ونضعها كمقترحات علها تشع علينا من نوافذ الاهتمام ومنها المراكز الصيفية وما تحويها من أنشطة مختلفة وأكد عبدالجبار أهمية دور المراكز الصيفية في تحصين الطلاب والشباب وحمايتهم من الحرب الناعمة التي تشنها دول العدوان فضلا عن غرس قيم الوسطية والاعتدال في نفوسهم واستغلال فترة العطلة المدرسية في تحفيظ القرآن وعلومه وإبراز مواهبهم في مختلف المجالات وأشار إلى أن الهدف من المراكز الصيفية هو الحفاظ على الطلاب والشباب من الفراغ أثناء العطلة المدرسية ومنع استغلالهم وتزويدهم بمعارف وعلوم نابعة وتعزيز حب الوطن في نفوسهم في ظل ما تشهده المحافظة من عدوان وتصعيد عسكري وأشاد بجهود القائمين على المراكز في تفعيل البرامج والأنشطة المختلفة حاثا إياهم على بذل المزيد من الجهود واستغلال العطلة الصيفية بما يعود بالفائدة على الطلاب والطالبات في التحصيل العلمي والمعرفي ودعا أولياء أمور الطلاب إلى دفع أبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية، وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة .
* من جانبه أكد التربوي الأستاذ ابراهيم عبده فخ على أهمية تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية وشغل أوقات فراغهم واثرائهم تعليميا وتوجيهيا معتبرا المراكز الصيفية فرصة لتجديد النشاط واستثمار الوقت فيما يفيذ .
? فيما طالب أولياء أمور ومنهم محسن مناجي كدش ولؤي المحسن وطارق عبدالواسع وفؤاد ياسر بالتوسع في تكثيف البرامج الصيفية المتنوعة الدينية منها والثقافية والرياضية والاجتماعية وتوسيع قنواتها لصرف الأبناء عن التسمّر أمام الأجهزة الإلكترونية المختلفة التي باتت شغلهم الشاغل وإبعادهم عن السهر لساعات متأخرة من الليل وضرورة دعمهم وتأهيلهم علمياً وسلوكياً بنشاطات متميزة تقودهم للتطوير الدائم لمستقبل نحن أحوج ما نكون لجهودهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم وأكدوا أهمية تلك المراكز باعتبارها تزرع الوعي في نفوس النشئ والشباب بأهمية العمل ودوره الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع .
* وأوضح عبدالله صادق حسن – أحد المشرفين العاملين في المركز الصيفي بمديرية الحوك أن البرامج الصيفية لها دور كبير في خدمة المجتمع من خلال شغل أوقات فراغ الطلاب خلال فترة الصيف ببرامج مختلفة تعمل على صقل مهارات الطلبة وعلى دعم انتماء الطالب للوطن وقائده ومجتمعه وعائلته واكتشاف المواهب لدى الطلبة وصقلها وتوجيه طاقتهم الايجابية وتدريبهم على تحمل المسؤولية والمشاركات الاجتماعية وأهميتها في تحقيق التكافل الاجتماعي وخدمة البيئة واستغلال أوقات الفراغ في خدمة المجتمع من خلال تنمية روح العمل .
* وأشار القائم بأعمال مدير عام مديرية الحوك علي باري إلى إن المراكز الصيفية لها دور كبير في صقل أفكار شباب المستقبل بأهمية العمل بشكل عام سواء كان عملا تطوعيا أو عملا حكوميا أو خاصا، فالعمل عبادة كما أنه يخدم به نفسه ومجتمعه ووطنه معتبرا أن حب العمل يجعل الشخص مبدعا ويميزه في أي عمل يؤديه .
* وأضاف مدير الإدارة التربوية بمديرية الحالي حسن وهبان أن المراكز الصيفية لها دور إيجابي في تنمية أفكار الطالب وتوجيهها إلى الطريق الصحيح من خلال تعريفهم بأهمية خدمة الوطن والمجتمع في أي مكان يوجد به الفرد فعندما يدرك الشاب أهمية الإخلاص للوطن فإنه سوف يخدم وطنه في أي موقع يوجد فيه وأكد وهبان أن فكرة المركز الصيفي ليست فعاليات تقام في فترة الصيف ليس فقط في استغلال فترة فراغ الطلاب استغلالا مثمرا، فالهدف أكبر وأشمل وأؤكد أن المركز يعمل على غرس حب العمل لدى الفرد من خلال مشاركة الجميع في النتائج المتحققة في إنجاح العمل وتحقيق الأهداف من إقامة المراكز الصيفية كما أن تحقيق أهداف المركز في ترسيخ حب العمل والإخلاص للوطن، فكلما تمكنا من جذب أكبر عدد من الشباب لهذه المراكز وتم غرس حب الوطن لديهم وحب القائد فإن مستقبل الشاب سيكون مضمونا كما أن خدمة الوطن تكون قد تحققت. فإذا عملت كل المراكز الصيفية على غرس هذه الفكرة لدى منتسبيها فسوف ننشئ جيلا تربى على حب وطنه وقائده والحمد لله نحن الآن بالمراكز الصيفية بالحديدة تمكنا من تقوية أسس هذه المراكز وأهدافها الواضحة وهي تخريج جيل متعلم مثقف يحب وطنه يهدف إلى خدمته في كل وقت وفي أي موقع .
* ولفتت الأستاذة نهى صالح قاسم إلى أن نجاح أي فكرة لا تأتي إلا من خلال حب الشخص لعمله ففكرة حب العمل لا تأتي إلا من خلال حب الفرد لخدمة المكان الذي ينتمي له ونوهت إلى أن توعية الطلاب بحب الوطن وزرعها في نفوسهم.
* وعبرت المشرفة الاجتماعية نوال احمد عيسى برأيها بالقول : لاشك أن للأندية والمراكز الصيفية دورا بارزا ومهما في صقل المواهب وتطويرها والأخذ بيد المبدع إلى الأمام بصورة أكثر نضجا واحترافية وأيضا لها دور مهم في إكساب الأبناء مهارات جديدة من ناحية اجتماعية من حيث الاختلاط مع أقرانه واكتساب صفات سلوكية جديدة أو تغذية صفات سلوكية أخرى وتنميتها وتعزيزها ناهيك عن إكساب الأبناء مهارات تقنية متنوعة من حيث الدخول في دورات متميزة في المجال التقني أو العمل اليدوي والإسعافي وغيرها إضافة لذلك أيضا القضاء على أوقات الفراغ التي يقضيها الشاب أو الشابة في أشياء لا فائدة مرجوة منها.
*من جهتها طالبت الأكاديمية صفاء سمير القاسمي مكتب وزارة التربية والتعليم بتكثيف الأندية الصيفية الخاصة بطلاب المدارس خلال العطلة الصيفية معتبرة ان ما تم الاعلان عن افتتاحه من تلك المراكز ضئيل جدا مع كبر مساحة المحافظة باعتبارها تمثل أكثر عطاءً وفائدة للطلبة آملة من الجهات المعنية أن يوجهوا اهتمامهم للأبناء عن طريق إقامة دورات مختلفة ومتنوعة وتوجهها لمثل هذه القرى البعيدة عن مركز المحافظة ليكتسب الطلاب مهارات متنوعة كغيرهم في المدن الأخرى .
* واستمعنا للعديد من آراء الطلاب المنضويين في اطار تلك المراكز ومنها في مدرسة الثغر وغيرها وعبر الطلاب عبدالرحمن ايهاب صالح بوخمي ومناجي عمر كعكع وثامر عوض نعمي واكرم علي محمد سالم ونصر سند القباطي وابراهيم سالم سعيد عن سعادتهم بالالتحاق بالمركز الصيفي واكدوا انه شغل أوقات فراغهم بما يتناسب مع ميولهم ومهاراتهم وكيفية استكشافها وتنميتها .
* وأيدت مجموعة من الطالبات فكرة اقامة المراكز الصيفية المدروسة أهدافها مسبقا والتي تلامس الواقع وتحد من السلبيات بشرط الاعداد لها مسبقا وتحقق أكبر استفادة من الالتحاق بها كما يجب أن تجمع بين العوائد التربوية والعلمية والثقافية أو بمعنى أوضح تكون محددة الأهداف مسبقا كما يجب أن يكون هناك أشياء متجددة ومرنة كالزيارات والرحلات الميدانية وتنمية روح المنافسة بين الطلاب وأشارت الطالبات سعاد مفتي هبط وبثينة سعيد فتيني وارباب محمد مخضري وكنان فارع فقيرة وحسنة معوضة كداف وصفية عبدالله خنن إلى أن استغلال الإجازة الصيفية للطلاب شيء من الضروريات وخاصة لتنشيط طاقاتهم واستغلالها فيما يناسبها من أجل الحد من ضياع وقت الفراغ ولكن ما تشهده المحافظة من العدوان والحصار والتصعيد تظل عائقا لدى الكثير وذلك لحاجة الناس إليها فيما يخص أمورهم المعيشية وغيرها ويرن أن بعض المدارس جميل أن يقام فيها بعض الأنشطة التي تخدم الأبناء فيما يعود عليهم بالنفع خصوصا تلك التي تقع في الأحياء ذات الإمكانات المادية الضعيفة .
* وحول البرنامج الصيفي الذي أعدته مديرية الميناء والمستهدفين منه قال مدير الادارة التعليمية أن البرنامج الصيفي لطلبة المدارس يأتي استمرارا لجهود مكتب وزارة التربية والتعليم في تقديم رسالتها التربوية والتعليمية وتعزيز أدوارها خارج نطاق الدراسة الفعلية وذلك عن طريق تقديم مناشط تربوية مختلفة ممتزجة فيها المعارف والتطبيق والترفيه ولفت إلى أهمية المراكز الصيفية في تحقيق جملة من الأهداف ويأتي في أولوياتها غرس مفهوم الاعتزاز بالوطن وقائده وكذلك بناء شخصية ايجابية من أجل المساهمة بشكل مباشر في تأهيل الطلبة لخدمة مجتمعهم وكذلك تأكيد أهمية القيم في حياة أبنائنا الطلبة.