عبد الجليل الرفاعي
ويسألونك عن “أبهَا” و”جيزانِ”
أيُّ المَطارينِ أضحى يندبُ الثَّاني؟!
أيُّ المطارينِ مَا انفكَّت مِلاحَتُهُ
تُذيبُ نهرَ الأسى مِن عَينِ سَلمانِ؟!
أيُّ المَطارينِ قد أنَّت مَدارجُهُ
واستنجدت ب”جُميحٍ”و”الحُميقاني”؟!
توسَّلت ل”جُبَارِي” أن يُخَلِّصَها
أجابَ عُذراً فمَا هذا بإمكاني
أيُّ المَطارينِ أضحى للعَمى غَرَضَا
وصَارَ لايعرفُ القاصِي مِنَ الدَّانِي؟!
أيُّ المطارينِ مَا ذاقَ الكرى أبداً
لمَّا رأى”قاصِفاً” في شكلِ ثُعبَانِ؟!
أتى لِيسحقَ مَن صُبَّت قنابلُهم
على نِساءٍ بريئاتٍ وصِبيانِ
على كُهولٍ إلى مأواهُمُ اضطجعُوا
وما استفاقُُوا سِوى أشلَاء جُثمَانِ
على أكُفٍّ بِجُنحِ اللَّيلِ قد رُفِعت
تَشكو إلى اللهِ مِن عُدوانِ جِيرَانِ
شَنُّوا عليها بِنصفِ اللَّيل عاصِفَة ً
وَحشِيَّة ًفَجَعت شِيبَاً بِشُبَّانِ
واستهدفوا فِتية ًما أذعنُوا أبَداً
في كُلِّ تاريخِهم للمُعتدِي الجَانِي
لم يَخضعُوا لِعُلوجِ الإنجليزِ، فهل
سَيخضعُونَ بيومٍ مَا لِسَلمَان؟!
هَيهاتَ هذا مُحَالٌ في ثقافتِهم
سَل في المعاركِ عنهُم كُلَّ سُودَانِي؟!
كيف احتسَى المَوتَ مُرَّاً مِن بنادِقِهِم؟!
وكيف خَرَّ صَرِيعَاً بالدَّمِ القانِي؟!
سَل مَن تجَنَّدَ لِلعُدوانَ مُرتَزَقَاً
وبَائِعَاً نفسَهُ بَخسَاً لِ”شَيطانِ”؟!
هل في الوغَى مثلُنا بين الورى أَحَدٌ؟!
إنَّا بسَاحِ الوَغى أفواهُ بُركَانِ
تَهابُ صَولتَنا الدُّنيا بِأجمَعِها
فكيفَ يهزمُنا جَيشُ ابن نَهيَانِ؟َ!
إنَّا لُيُوث ٌلِسَاحات الوَغَى خُلِقُوا
إنَّا لُيُوثُ الوَغَى في كُلِّ مَيدَانِ
إذا رَحَى الحَربُ دارت نحنُ نُشعِلُها
ناراً على كُلِّ بُوذِيٍّ ونصرانِي
فَلا نُبالي بأمريكا ومَا حَشدَت
لِحربِنا إنَّنا أحفادُ قحطَانِ
ونحنُ جَيشُ”ابنِ بدرِالدِّينِ” صَولتُنا
في الحَربِ يعرِفُها جَيشُ ابنِ سَلمَانِ
كَم في عَسِيرٍ لنَا مِن صَولةٍ ولَكَم
مِن صَولةٍ وُثّقَت عنَّا بِنَجرَانِ؟!
على المَسيرَةِ قد بُثَّت وشَاهدهَا
على الهَواءِ مُلوكُ الإِنسِ والجَانِ
إنَّا أُولُو البَأسِ عنَّا اللهُ أخبرَكُم
ألم تكُن ل”ابنِ آوَى” خَيرُ بُرهَانِ؟!
إنَّا أُولُو قُوَّةٍ لا يَستهينُ بِها
إلأَّ امرِؤٌ أَحمَقٌ مِن آل نَهيَانِ
لو كُنتَ تَعقِلُ يا”مَهفُوفُ” مَاغَرِقت
رِجلاك في حَربِ أتبَاعِ “ابن عدنَانِ”
لو كُنت تَملِكُ لُبَّاً مَا انزلَقتَ إلى
حَربٍ تجرّعتَ فيها كُلَّ خُسرَانِ
ولا تَلَقّيتَ مِنَّا ضَربَة ًقَصَمَت
ظَهرَ البَعيرِ بِأبهَا أو بجَيزَانِ
ولا حَلِمتَ بمُلكِ قُمتَ تنسِفُهُ
في كُلِّ مَجزَرةٍ أَودَت بِإنسَانِ
لن ترتقي العَرشَ ما دَامَت أصَابعُنا
على الزِّنَادِ وفينَا نَبضُ شِريَانِ
في صنعاء 1/ يوليو/2019م