طورنا الأسلحة القديمة .. أنشأنا مراكز بحوث.. استفدنا من كوادرنا العسكرية التي اُحيلت للتقاعد
سياسيون لـ” الثورة ” : حربنا الدفاعية انتقلت إلى مرحلة الرد والردع.. وموازين المعركة بدأت تتغير لصالح اليمن
> معادلة مطار مقابل مطار أو ميناء مقابل ميناء .. أظن أننا قد تجاوزناها.. وباتت المعادلة اليوم إنهاء العدوان كاملاً
> المعادلة العسكرية مطاراتنا مقابل مطاراتهم لن تتوقف حتى تحقق نتائجها.. وستواصل طائراتنا المسيرة الأخذ بثأر شعبنا
> السعودية أمام فرصة أخيرة للخروج من المستنقع.. وأتوقع بأنها ستفوت هذه الفرصة وتذهب للخيار الذي يتمناه عدوها ولا نتمناه لها ولا للمنطقة
> الحكيمي: في الحروب عبر التاريخ نجد أنها تبدأ قوية ثم تبدأ بالضعف مع إطالة أمد الحرب.. إلا في ما يتعلق بحربنا الدفاعية ضد السعودية نرى العكس تماماً
> الأسد: النظام السعودي بات مهترئاً بسبب سياساته الداخلية والخارجية
> د/ عطا: القدرات اليمنية باتت رقماً صعباً في إدارة المعارك والعقول والاستخبارات
> هديان: المعادلة العسكرية انقلبت لصالح اليمن بعد حوالي خمسين شهرا من العدوان
> صفوان: الحرب لم تعد دفاعية بل أصبحت حرب رد وفي نفس الوقت حرب ردع
استطلاع/مجدي عقبة
«حرب رد وردع ما بعد التاسع من رمضان ليس كما قبله»..
هذا ما أجمع عليه الكثير من السياسيين والخبراء والاكاديميين ورواد الفكر الذين رأوا أن حربنا اليوم لم تعد دفاعية كونها دخلت مرحلة جديدة قلبت موازين القوة رأسا على عقب لصالح اليمن وجعلت العدو السعودي يستجدي العالم ويتوسل إليه بحثا عن تضامن وتعاطف يقيه بأس اليمانيين حيث وجد نفسه في موقف المدافع بعد استنفاده كل خياراته العسكرية طيلة اربعة اعوام دون جدوى مقابل قوة يمنية متصاعدة وبنك اهداف يحوي بداخله عمليات نوعيه قادرة على فرض معادلات جديدة ربما تتجاوز معادلة “مطاراتكم مقابل مطاراتنا” لتصل إلى معادلة “سيادتكم مقابل سيادتنا ووحدة اراضيكم مقابل وحدة أراضينا”..
(الثورة) التقت ببعض السياسيين والخبراء والاكاديميين وسألتهم عن قراءتهم لما آلت إليه الحرب بعد العمليات الاخيرة للجيش واللجان التي استهدفت مطارات ومنشآت العدو وتوقعهم للمرحلة القادمة نتابع :
يقول عضو المكتب السياسي لانصار الله حزام الاسد : هذا التصعيد العسكري الكبير للجيش واللجان الشعبية وتنفيذ عمليات نوعية لسلاح الطيران المسير والقوة الصاروخية يأتي بعد أن تمادت دول العدوان في عدوانها وحصارها علي الشعب اليمني واستمرارها في اغلاق المطارات وتجاهل قياداتها تحذيرات السيد القائد عبدالملك الحوثي في عدة خطابات من مغبة استمرار عدوانهم وحصارهم وجرائمهم بحق أبناء الشعب اليمني.
موضحا أن هذه العمليات تأتي في سياق معركة الردع والرد التي سيكون فيها الجيش واللجان الشعبية صاحب المبادرة والقرار بعد أن فقد العدو كل خياراته وأوراقه المهمة ليتحول مسار المعركة بالنسبة للجيش واللجان من موقع الدفاع الى الهجوم في ظل ظروف مهترئة يعيشها النظام السعودي بعد ان ضاقت به كل الحلقات المحيطة به بدءا من داخل الاسرة الحاكمة التي تشهد تجاذبات وصراعات محمومة مرورا بالمجتمع داخل المملكة وما تتعرض له معظم الفئات والمكونات من ظلم واضطهاد وصولا الى استعداء محيطه الاقليمي والدولي من شعوب وانظمة لا سيما عربية واسلامية تقربا من نظام الكيان الصهوني واسترضاء لامريكا وكذلك ما يشهده معسكر العدو اجمالا من حالة تفكك وتصادم وصراع على تقاسم المناطق المحتلة لا سيما في جنوب وشرق بلادنا .
وأضاف: برغم اطالة امد العدوان في الوقت الذي خلف فيه الكثير من الجراح والآلام والمآسي للشعب اليمني الا ان صمود ابناء الشعب اليمني بجيشه ولجانه مثل فرصة سانحة لتطوير قدراته العسكرية مؤكدا في الوقت ذاته ان الجيش اليمني بات يمتلك منظومات دفاعية وهجومية لا يمتلكها العدو وهو ما جعله اليوم يعيش حالة الترنح ما قبل السقوط والتلاشي مع أن الكثير من تلك المفاجآت العسكرية لم تدخل ميدان المعركة بعد .
موضحا ان الاسلحة الجديدة تعتمد على الجيل الرابع الذي يتمتع بتقنيات وتكنولوجيا فائقة وتكتيك عال من حيث المدى ودقة التصويب والقدرة التدميرية الهائلة للأهداف التي يتم تحديدها بعد الرصد والدراسة الدقيقة لها عبر مصادر ميدانية وتقنيات حديثة رفدت بنك الاهداف اليمني بأكثر من 300 هدف لدول العدوان .
ولهذا فلا خيار امام العدو إلا الجنوح للسلم بوقف عدوانه وفك حصاره عن الشعب اليمني والدخول الجاد في المسار التفاوضي مالم فما ينتظره هو السقوط المخزي والهزيمة المدوية .
بدوره قال الاكاديمي بجامعة عدن سامي عطا لـ(الثورة) إن “هذه العمليات العسكرية الاستثنائية التي تأتي بعد أربع سنوات من العدوان الهمجي والبربري على بلددنا إنما تؤكد أن قدرات قواتنا المسلحة تتعاظم وتنسف أكاذيب تحالف دول العدوان الذي يستهين ويقلل من هذه القدرات”، مضيفا إنها تؤكد للعالم أن قواتنا المسلحة بدأت انعطافة وتحولا استراتيجيا في مسار إدارة الحرب من الدفاع إلى الهجوم، كما أن العمليات أكدت أن المملكة وترسانتها العسكرية الضخمة ليست في مأمن وتعري هذا النظام العدواني الذي يهدر مقدرات شعبه في التسليح وصفقاته المهولة على سلاح بلا فاعلية”.
وأشار إلى أن “هذه العمليات تؤكد أيضا أن مقاتلينا باتوا رقماً صعباً ويمتلكون قدرات إدارة المعارك العقول والاستخبارات”، مضيفا “لقد أرسلت هذه العمليات رسائل إلى العالم أن شعبنا عصي على الإخضاع ويستحيل أن يعود إلى طاعة المملكة أو يقبل بالهيمنة”.
والأهم من كل ذلك، حسب قول عطا، هو أن “عمليات المطارات أكدت بأننا على طريق تحقيق الردع الاستراتيجي للعدوان ولا خيار أمام المعتدين إلاّ أن يذهبوا إلى القبول باستقلال وسيادة بلدنا ولن يتحقق أمنهم إلاّ من خلال الإقرار بهذه الحقائق والمعادلات الجديدة التي أنجزها الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير”.
من جانبه يقول عبدالله سلام الحكيمي، السفير بوزارة الخارجية إننا نجد في تاريخ الحروب عبر الزمن أنها تبدأ قوية ثم تتراخى وتضعف مع إطالة أمد الحرب إلا فيما يتعلق بالجيش واللجان الشعبية في اليمن التي تواجه قوى العدوان والغزو والاحتلال الاجنبي، وهي حرب تحرر وطني بامتياز”، مشيرا إلى أن ما يحصل في اليمن هو العكس من القاعدة العامة للحروب، “فعلى مدى ما يقارب خمس سنوات من العدوان بدأنا من ضعف ثم مررنا بمرحلة امتصاص صدمة العدوان الدولي والاقليمي ضدنا – دون مبرر او مسوغ- ثم واجهنا العدوان بإمكانات تسليحية محدودة، انما بروح معنوية عالية، تعكس عدالة ومشروعية مقاومتنا لعدوان آثم داهمنا دون ان يصدر منا اي فعل ضدهم”.
وأكد الحكيمي أن “قدراتنا التسليحية تنامت بوتيرة تصاعدية في ظل حصار بري بحري جوي مطبق تماما، مع اكتسابنا خبرات واساليب قتالية بالغة الاهمية تحت لهب المعارك ونيرانها المدمرة”، مشيرا إلى تطوير ما توافر في المخازن من اسلحة قديمة”.
وعن سر الصناعات العسكرية اليمنية قال الحكيمي “أنشأنا مراكز بحوث تصنيعية وتطويرية، واستفدنا من كوادرنا العسكرية التي احيلت للتقاعد، تلك التي ابدعت اثناء دراساتها في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية في مجالات التصنيع العسكري والتكنولوجيا العسكرية، اضافة الى كوادر جديدة كثيرة التحقت بمجالات التكنلوجيا والتصنيع العسكري، ووظفنا طاقاتهم بأقصى قدر ممكن فكانت قفزاتنا التسليحية مذهلة حقا في مجال القدرات الصاروخية وخاصة منها الباليستية وآخرها الصواريخ الباليستية المجنحة من اروع صواريخ الكروز، اضافة الى الطيران القتالي المسير، وهناك قدرات تسليحية اقوى واكثر تطورا سيزاح الستار عنها في قادم الايام قد ترسم مسارا مختلفا للحرب والسياسة”.
وأوضح أن الامر بعد كل هذا التحول أصبح مختلفا لم تعد تحدده معادلة مطار بمطار او ميناء بميناء او منشأة بمنشأة، مؤكدا أن “معادلة كهذه قد تجاوزناها، وباتت المعادلة اليوم انهاء العدوان كله وبكل ما ترتب عليه من توابع، ووقف كل مقاومتنا وحقنا المشروع باستخدام كل الوسائل والامكانيات المتاحة للدفاع عن انفسنا”.
وأشار إلى أن الحل الوحيد للعدوان يتمثل في “وقف الحرب العدوانية كاملة مقابل سلام عادل شامل، يحقق سيادتنا الوطنية واستقلالنا الوطني وحقنا في العيش على ارض وطننا بكرامة اعزاء نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا، هذه هي المعادلة العادلة الحقة التي اما ان يقبل بها المعتدون طواعية، او سنفرضها بتضحياتنا وصمودنا وعدالة قضيتنا فرضا”.
وترى الإعلامية منى صفوان أن الحرب “لم تعد دفاعية.. بل أصبحت حرب رد.. وبنفس الوقت حرب ردع”، مؤكدة أن هذه هي الفرصة الأخيرة فعليا للسعودية للخروج من المستنقع.
وتضيف صفوان لـ(الثورة) “رغم أني أتمنى أن تلتقطها السعودية وتفوت الفرصة على أعداء المنطقة، الا اني أتوقع ان تفوتها، وتذهب للخيار الذي يتمناه عدوها ولا نتمناه لها ولا للمنطقة”.
وقالت “ما أراه، وليس فقط ما أتوقعه، ان اليمن ذاهب الى نصر وسيطرة، وانه اصبح قادرا على إعادة ضبط الامور المنفلتة في المنطقة ، وقيادتها”.
أما الأمين العام للتيار الوطني الحر إبراهيم هديان فيرى أن المعادلة العسكرية انقلبت لصالح اليمن بعد حوالي خمسين شهراً من العدوان حيث امتلكنا زمام المبادرة في ضرب عمق دول العدوان من خلال منشأتها العسكرية والاستراتيجية مما استدعى نظام آل سعود للهرولة نحو العالمين العربي والإسلامي لمد طوق النجاة من الصواريخ والطائرات اليمنية التي لا تخيب الهدف وتزيد في الوجع والبكاء لدول العدوان .
وأوضح أنه وفي ظل عدوان غاشم هناك صبر يماني حكيم يعبرعن أهداف الثورة الشعبية في أهمية استقرار المنطقة وسلامتها وأمنها الاستراتيجي، وأضاف في “المقابل لم يكن هناك أدنى مؤشرات العقل والحكمة لدى قيادات آل سعود حيث واصلوا استكبارهم وعدوانهم على الجار الشقيق والشعب المسلم والمسالم ومن خلال هذه التطورات الحاقدة وغير المنطقية لم يكن بيد القيادة إلا الرد القوي حفاظا على الشعب ومكتسباته وثورته الناشئة والرائدة”.
وتطرق هديان إلى الخيارات الاستراتيجيه التي اعلنتها القيادة والتي تحققت ويراها المراقبين يوميا من صواريخ باليستية تصيب أهم المدن السعودية إلى الاقتحامات الميدانية في جنوب المملكة وصولا إلى مدن الربوعة والخربة وعمق جيزان ونجران وعسير وصولا إلى المفعول السحري المتمثل في الطائرات المسيرة ( وهنا لابد من الإشارة التاريخية) ان الجيش اليمني متمثلا في قوته الجوية أول من أطلق الطائرات المسيرة في حرب بين بلدين بكوادر وعقول محلية ليمثل الخيار الاستراتيجي الأكبر في دك مملكة آل سعود ،،
لكنه يقول إن المعادلة العسكرية اليوم “مطاراتنا مقابل مطاراتهم”، إذ لم تتوقف طائراتنا المسيرة في الأخذ بالثأر والرد القوي والتاريخي في ضرب قواعدهم العسكرية ومنشآتهم الحيوية وصولا إلى مطارات الإمارات في مفاجأة تاريخية وعسكرية تؤكد المدى الكبير الذي وصلت إليه القوة اليمنية.
من جانبه يرى المحلل السياسي عبدالجبار الحاج اننا بدأنا مرحلة نوعية اخذت فيها المعركة مع العدو السعو اماراتي مرحلة جديدة واستراتيجية ووطنية بحق فيما لو استمرت كذلك.
ففي صبيحة يوم الثلاثاء التاسع من رمضان 14 مايو 2019م اطلق سلاح الجو اليمني سبع طائرات مسيرة نحو هدفها المرسوم وحققت هدفها منفذة بدقة عالية عملية نوعية ناجحة في قصف أهم منشآت ارامكو النفطية في قلب مملكة الشر السعودية.
مؤكدا أن هذه العملية وما تلتها من عمليات نوعية اخذت المعركة تنحو منحاها المختلف جوهريا واخذت تنتقل من ارضنا الى ارض العدو وبهذا النوع من العمليات تطلع اليمنيون الى معركة استرداد الارض والكرامة الى معركة وطنية نحوها تتشابك أياديهم ضد العدو الخارجي.
الحاج اشار الى العمليات النوعية التي تلت عملية التاسع من رمضان بواسطة سلاح الجو اليمني المسير الذي سجل قدرات فائقة في اختراق الجو السعودي ووصوله الى عمق أرضه وإصابة اهدافه بدقة.
موضحا أن هذا التحول النوعي في هذه الضربات هو في انتقال المعركة الى ارض العدو وهذا هو الخيار الذي سيغير ميزان المعركة ليس في اتجاه ايقاف العدوان فحسب بل في سبيل تحرير كل شبر من مياهنا وأرضنا وجزرنا المحتلة وهو تحقيق لاستراتيجية الحرب الوطنية اليمنية في مواجهة تحالف العدوان وهي معارك تشكل تحولا نوعيا ينبغي ان يمضي على هذا النحو لجعل المعركة وطنية بين تحالف عدواني بقيادة السعودية والامارات ضد الشعب اليمني ويستهدف احتلال ارضه ومياهه وتفكيكه وقتل ابنائه .. وبالتالي هكذا تتحول الحرب فعلا الى حرب وطنية يلتف حولها ويخوضها كل اليمنيين.. من اجل استعادة ارضهم وكرامتهم.. وليست حربا يمنية – يمنية كما يريد العدو تصويرها.
الحاج تطرق الى العمليات البرية التي ينفذها الابطال بالتزامن مع العمليات النوعية لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية قائلا : هناك وسيلة جديدة وفعالة دخلت ميدان المعركة البرية وهي حرب الأنفاق التي استخدمها الفيتناميون وجعلوا منها طرقا وملاجئ ومخابئ امتدت بعضها لآلاف الكيلومترات للنفق الواحد..
وما لفت نظري في عمليات المعركة البرية التي يخوضها مقاتلونا في جيزان ونجران وعسير عندما شاهدت مقاطع الفيديو لأبطالنا وهم يشقون طريقهم في بطون الجبال عبر انفاق طويلة وفي تقديرنا ان تقنية الانفاق التي دخلت ميدان المعركة تقنية هامة وستؤدي هي الاخرى الى قلب الميزان وبالتالي ستنجز تفوقا جديدا يفضي الى تعطيل مفعول سلاح الجو السعودي بكل انواعه وكذا تعطيل فعالية سلاح الدبابات والدروع بمختلف انواعه وهي تقنية تحقق تقدما هائلا لقواتنا في العمق السعودي وهي اقل الطرق كلفة لحرب التحرير وباهظة التكاليف على العدو الذي سيجد كل اسلحته فاقدة الفعالية والتأثير في ميدان المعركة.
بقي ان اقول تعليقا على تصريحات الاستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد المفاوض إنني وأنا أتابع تصريحاته المتزامنة مع هذه العمليات الأخيرة فإنها ارتقت الى مستوى المفاوض المقاتل .. وأقف أمام تأكيده على نقطة مطاراتنا مقابل مطاراتهم.