عواصم/وكالات
حث التحالف الديمقراطي للمحامين، أحد جماعات الاحتجاج الرئيسية في السودان، “بعض الدول العربية” على عدم التدخل في الشؤون السودانية والتوقف عن دعم المجلس العسكري الحاكم.
ووفقا لوكالة “رويترز”، فإن تصريحات التحالف “تستهدف فيما يبدو السعودية والإمارات ومصر، التي يقول محللون إنها تحاول تعزيز نفوذها في السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل الماضي”.
وقال التحالف، وهو جزء من تجمع المهنيين السودانيين: “نطلب من بعض الدول العربية كذلك أن تكف يدها عن السودان وعن مناصرة ودعم المجلس العسكري وتوطيد دعائم حكمه بغرض حفظه وحمايته لمصالحها الخاصة الضارة بالدولة السودانية ومواطنيها”.
وطالب أيضا الحكومات الأجنبية باتخاذ موقف بشأن مداهمة قوات الأمن لمخيم الاعتصام في الخرطوم أمس الأول، وقتلها 35 شخصا وإصابة المئات في تلك العملية. وقال إن المعتصمين كانوا يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي.
من جانب آخر أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، أمس الثلاثاء، عن قلقه من الصراع على السلطة في السودان وتحويل هذا البلد إلى ساحة لصراع جهات أجنبية.
وأعرب السيد عباس موسوي في معرض تعليقه على تصاعد حدّة الأزمة الداخلية في السودان، عن قلقه من تصعيد التوترات وترسيخ الخلافات الداخلية في هذا البلد، معرباً عن تعازيه ومواساته لأسر قتلى وضحايا الأحداث الاخيرة، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بمطالب الشعب وأهمية تسليم السلطة فورا الى المدنيين.
وتابع: من الضروري تخلّي جميع الأطراف الداخلية للصراع في هذه الأزمة عن نهج توجيه الاتهامات وترسيخ الكراهية الداخلية وعدم ثقة الأطراف بعضها البعض، والسعي للخروج من الأزمة عبر اتباع توجهات سياسية وديمقراطية والحوار بين الأطراف.
كذلك دعا موسوي إلى يقظة الشعب السوداني تجاه تدخل الأطراف التي لديها سوابق في خلق العنف والتطرف وتدريب ونشر الإرهاب في الشؤون الداخلية للسودان، محذراً من تدخل القوى الأجنبية التي يمكنها التسبب في تعقيد واطالة الأزمة، معرباً عن قلقه من الصراع على السلطة في هذا البلد وتحويل السودان إلى ساحة لصراع جهات أجنبية.
كما أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أمله في أن تنهي جميع الأطراف الداخلية السودانية الصراعات عشيّة عيد الفطر المبارك وعلى أساس احترام مطالب الشعب السوداني، والمضي بخطوات في مسيرة عودة الاستقرار الداخلي والأمن للشعب السوداني.
كما رفضت روسيا أي تدخلات خارجية في السودان، ودعت كل قواه لإبداء أقصى درجات المسؤولية وحل النزاع سلميا، مرحبة بنية المجلس العسكري تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات خلال 9 أشهر.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء: “نتابع بدقة تطورات الأحداث في السودان ونوجه من جديد دعوة إلى كل القوى السودانية لإبداء أقصى درجات المسؤولية وحل النزاعات السياسية الداخلية في البلاد بوسائل سلمية وديمقراطية على أساس حوار وطني واسع”.
وأضافت الوزارة: “في هذا السياق نرحب بتصريح رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، حول تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة السلطة في البلاد خلال الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات عامة في السودان خلال 9 أشهر، ننطلق من أن هذه الخطوات تهيئ الظروف الضرورية لإرساء استقرار صارم للأوضاع في البلاد”.
وشددت الخارجية الروسية في البيان على اعتبارها “تسوية المشاكل الداخلية للسودان شأنا استثنائيا للسودانيين أنفسهم”، موضحة أن “أي ضغوط خارجية وإنذارات ولا سيما تدخلات غير مقبولة ومحفوفة بخطر تهديد المجابهة”.
ويمر السودان بفترة اضطرابات عقب عزل الجيش السوداني، يوم 11 أبريل، عمر البشير من الرئاسة، بعد 3 عقود من حكمه، على وقع احتجاجات شعبية واسعة متواصلة منذ نهاية العام الماضي، قتل خلالها عشرات الأشخاص.
وشكل الجيش بعد الإطاحة بالبشير ما سمي بالمجلس العسكري الانتقالي لإدارة السلطة مؤقتا في البلاد، ولا تزال طبيعة الجهة التي ستقود المرحلة الانتقالية بعد عزل البشير نقطة الخلاف الرئيسة، بين القادة العسكريين والقوى المدنية والسياسية المنظمة للاحتجاجات.
وازدات الأوضاع توترا بعد أن احتشد آلاف الأشخاص، أمس الأول، أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم مطالبين بتسليم السلطة للقوى المدنية، لكن الاعتصام تم تفريقه من قبل القوات الموالية للمجلس العسكري، الذي اتهمته المعارضة بقتل 35 شخصا على الأقل خلال تفريق المتظاهرين.
Next Post