مراكز الشباب ومراكز المسؤولين.. الظرافي أنموذجاً

 

حسن الوريث

مركز هنا ومركز هناك وكلها تحت مسميات تطوير الشباب والفتيات وتنمية مهاراتهم وإعداد القيادات النسوية والشبابية إعداداً جيداً وجميعها تحت إدارة وزارة الشباب والرياضة لكن من يتتبع الأمر يجد أن وزارة الشباب والرياضة ومسؤوليها لا نجدهم فيها إلا عند حفلات الاختتام لما تسمى دورات تدريبية وتأهيلية من أجل التقاط الصور التذكارية وإصدار التصريحات الإعلامية بأن الوزارة تهتم بالشباب والفتيات وتجتهد للارتقاء بهم.
هذه المقدمة البسيطة لم تكن سوى غيض من فيض مما لمسته أنا وشاهدته وبالتأكيد يشاهده ويلمسه الكثير من الشباب والفتيات عند زيارتهم لأي مركز من تلك المراكز والتحدث مع مسؤوليها الذين ما يكادون يجدوا صحفياً أو إعلامياً إلا ويشكون بمرارة وألم أوضاع هذه المراكز المزرية والتي تعاني أشد المعاناة جراء الإهمال الشديد من قبل الوزارة وكل مسؤوليها الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء متابعة هذه المراكز واحتياجاتها والبحث عن آليات لتطوير عملها ورفدها بالإمكانيات اللازمة لتقوم بدورها كما ينبغي وكما هو في قرارات ولوائح إنشائها.
سأتحدث عن مركز من هذه المراكز الذي لفتت نظري تسميته أولاً وأوضاعه التي يكافح طاقمه على إبقائه حياً يرزق ثانياً، والإهمال الشديد بل النسيان من الوزارة ثالثاً وهناك رابعاً وخامساً وسادساً إلى عاشراً وربما أكثر لكن سنكتفي بالثلاثة ذلكم هو مركز إعداد القيادات النسوية في ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء والذي يعني من تسميته أنه متخصص في قطاع المرأة والفتاة وتطوير وإعداد قيادات نسوية وبالتأكيد أنه ومن تسميته لابد أن يكون مركزاً نموذجياً يهدف إلى إعداد القيادات النسوية إعداداً علمياً سليماً يصل بالمرأة إلى كافة مستويات القيادة من خلال برامج التأهيل والتدريب التي يفترض أن تكون في المركز لكن الوضع مختلف تماماً فهذا المركز القابع في ملعب الظرافي كأنه ليس في أجندة الوزارة وصندوقها بأي حال من الأحوال إلا كما قلت في حالات تلك الزيارات التلفزيونية والإعلامية من قبل المسؤولين في الوزارة.
مركز الظرافي لإعداد القيادات النسوية يمتلك طاقماً يكافح ويكافح ويكافح من أجل الإبقاء عليه يعمل ولو في أبسط الحالات وأضيقها من خلال إقامة تلك الدورات البسيطة التي يقيمها وبمبالغ رمزية ربما لا تكاد تغطي تكاليف المدربين الذين يتطوع البعض منهم بل ويتنازل بجزء من مستحقاته التدريبية تقديراً لطاقم المركز المتميز وتسهيل أمور من يلتحقن بهذه الدورات من الفتيات والنساء في مجالات التدريب المختلفة والتي منها الكمبيوتر واللغات والخياطة والمهارات الحياتية للنساء وهناك أنشطة توقفت تماماً نظراً لعدم توفر الموازنات اللازمة لتنفيذها رغم أهميتها وربما لا يعرف الكثير أن المركز لم يتسلم أي شيء من الوزارة منذ أكتوبر من العام الماضي.
عموماً إنشاء مثل هذه المراكز الدائمة للشباب والفتيات فكرة جيدة لأنها جاءت بديلاً للمراكز الصيفية التي طالبناً كثيراً بإلغائها لأنها كانت تستنزف الكثير والكثير من الأموال دون أن تكون لها فائدة تذكر على أرض الواقع فقد كانت عبارة عن ظاهرة صوتية وإعلامية فقط وبرامج على الورق ليس إلا ولكن للأسف أن هذه المراكز الدائمة تحول معظمها إلى مجرد مبانٍ وهياكل أجور في الموازنة فقط والبعض منها يتم إهماله كما هو حال مركز إعداد القيادات النسوية في الظرافي ومركز إعداد القيادات الشابة في الوزارة القديمة والذي تحول إلى مركز خاص بعيداً عن مهامه وعمله الحقيقي في إعداد وتطوير القيادات الشبابية والرياضية.
اعتقد أن المطلوب من قيادات وزارة الشباب والرياضة البحث عن تفعيل هذه المراكز المتخصصة وتطوير آليات عملها ودعمها وفق استراتيجيات ورؤى حقيقية وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لتقوم بدورها في تنمية قدرات الشباب والفتيات والرياضيين وتطوير مهاراتهم في العملية الإدارية والفنية وكما تحدثنا مراراً وتكراراً بأن شبابنا يحتاجون إلى من يرعاهم ويأخذ بيدهم وسيحققون كل ما تظنونه بأنه مستحيل فالشباب اليمني قادر على عمل كل شيء والشواهد على ذلك كثيرة وبالتأكيد فإن علينا أن نهتم بمراكز تأهيل وتدريب الشباب وليس بتكديس الوزارة بالمسؤولين واختراع مراكز ومسميات لهم من أجل التوصيف الوظيفي.

قد يعجبك ايضا