معارضة الشهيد القائد لحرب 94 م الظالمة كانت أحد أسباب حروب النظام السابق على أبناء صعدة
التمسك بالوحدة واحترام إرادة أبناء الجنوب موقف ثابت لأنصار الله
> أنصار الله والجنوبيون أعلنوا في الحوار الوطني اتفاقهم للعمل على إنجاح الحوار والخروج بنتائج يقبلها أبناء اليمن شمالاً وجنوباً
> القضية الجنوبية ظلت حاضرة في معظم خطابات قائد الثورة بعد العدوان على اليمن
> الرئيس الشهيد الصماد أول رئيس يمني يعترف بمظلومية الجنوبيين ويكفل الحق الديمقراطي في التعبير عن مواقفهم وآرائهم
> حضور الملف الجنوبي مطلب أساسي لأنصار الله في أي تسويات أو مفاوضات للوصول إلى الحل الشامل في اليمن
الثورة/ محمد شرف الروحاني
احترام موقف وإرادة أبناء الجنوب موقف ثابت لأنصار الله وهذا الموقف ليس وليد اللحظة وإنما هو متجذر منذ العام 94 م عندما عارض الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هذه الحرب الظالمة وأعلن رفضه لها في مجلس النواب الذي كان عضوا ً فيه آنذاك وبعد ثورة الحادي عشر من فبراير واثناء مؤتمر الحوار الوطني أصدر الحراك الجنوبي وأنصار الله بياناً مشتركاً حول مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، وأعلنا اتفاقهما على تنسيق مواقفهما للعمل على إنجاح الحوار والخروج بنتائج يقبلها أبناء اليمن شمالاً وجنوباً، لتأتي ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 م ويشترك الجنوبيون في التوقيع على اتفاق السلم والشراكة كشريك أساسي في بناء الدولة اليمنية، وعندما شن العدوان حربه الظالمة على اليمن ظلت القضية الجنوبية محور اهتمام القيادة الثورية والسياسية فقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – لم يغفل القضية الجنوبية وكانت حاضرة في اغلب خطاباته وبعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى أبدى الرئيس الشهيد صالح الصماد مسؤولية عالية في استيعاب الحقوق والمتطلبات الاجتماعية لأبناء المحافظات الجنوبية، وفي التمسك بالوحدة اليمنية أحد مكتسبات الثورة وحاجة الشعب ودعاهم للحوار للخروج بحلول ترضي جميع أبناء الشعب شماله وجنوبه ليظل احترام موقف وإرادة ابناء الجنوب موقفاً ثابتاً لأنصار الله.. وخلال كل جولة للحوار حرص أنصار الله ان يكون هناك حضور كامل للملف الجنوبي في أي تسويات سياسية أو مفاوضات محلية أو عربية أو دولية تهدف إلى تقارب وجهات النظر للوصول إلى الحل الشامل للأزمة في اليمن.
من المواقف التاريخية الهامة التي اتخذها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي موقفه من الحرب على الجنوب في صيف 94م ، حرصاً منه على أرواح الناس ، وعلى بلده وأبناء شعبه في عدم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي أقدمت عليه السلطة وحزب الإصلاح (الاخوان المسلمين ) آنذاك ، محاولاً منع الحرب على الجنوب عبر تشكيل فريق مصالحة بين الطرفين المتصارعين ساعياً بكل جد واهتمام إلى تجنيب اليمن الحرب ، وبعد عناء وتعب في محاولة لوقفها ، إلا أنها كانت قد أطلت برأسها حيث رفض السيد العلامة بدر الدين الحوثي هذه الحرب الظالمة ورفض أن ينصاع كما انصاع الكثير من العلماء وكان مصيره النفي وكان السيد حسين بدر الدين الحوثي البرلماني الوحيد الذي نظم مظاهرة في صعدة رافضة للحرب الظالمة وكان من السلطة في تلك المرحلة أن جهزت حملة اعتقلت فيها الكثير من طلاب السيدين ، وتدمير المنازل ونهب البيوت ، كان من بينها منزل السيد العلامة بدر الدين الحوثي وكان من احد أسباب الحروب الست الظالمة على مشروع السيد حسين بدر الدين الحوثي وعلى محافظة صعدة هو موقفه الوطني المشرف من خلال رفضه الحرب على الجنوب وظل الجنوبيون يقدّرون مواقف العلامة السيد بدر الدين الحوثي، وابنه السيد حسين، التي رفضت حرب 94 بين الشمال والجنوب، كما رفضت فتاوى التكفير التي أصدرها حزب الإصلاح والشيخ عبدالمجيد الزنداني ضد الجنوب باعتبارهم من الكفار.
الحروب الست
وفي الحروب الست التي شنّها النظام السابق على أنصار الله تعاطف شعب الجنوب بكل فصائله ومكوناته مع الحركة، وخرجت مسيرات ومظاهرات للحراك تدعم أبناء الشمال، خصوصاً عند بدء نشاطه عام 2007، تاريخ بدء الاحتجاجات السلمية للحراك الجنوبي على النظام السابق.
في المقابل، ردّت أنصار الله بالتضامن مع القضية الجنوبية باعتبارها قضية عادلة ومشروعة، بمعزل عن الأفكار حول طريقة حلها ومعالجتها، ولا سيما أن مكونات الحراك الجنوبي تنطوي على تباين جوهري حول الصيغة التي يجب تبنيها لحلّ القضية الجنوبية.
وفي الحروب الست حاول النظام السابق دقّ الإسفين بين أبناء شمال اليمن وجنوبه، باستقدام وحدات عسكرية محسوبة على الجنوب للمشاركة في الحروب على أنصار الله لكن هذا الأسلوب لم ينطلِ على الطرفين، فلا الوحدات الجنوبية قاتلت بجدّية للشعور لديها بعبثية هذه الحروب، وفي المقابل، عاملت أنصار الله الأسرى الجنوبيين باحترام، ولم تكن الاستفادة منهم كأسرى حرب للمبادلة، بل أطلق سراحهم من دون مقابل، حتى إنهم نقلوهم إلى الحدود الجنوبية مع مصروفهم الشخصي.
أكثر من ذلك، ففي بعض الأمكنة التي كانت فيها الوحدات العسكرية الجنوبية محاصرة، كان مقاتلو أنصار الله يتركون لهم ممرات آمنة للانسحاب وفي بعض الحالات مع أسلحتهم الفردية، وهو الأمر الذي ترك انطباعاً إيجابياً عند الجنوبيين، وساهم في فتح قنوات تواصل بين قيادات في الحراك وأنصار الله.
وعام 2009، اشتدت وطأة النظام على معارضيه، فشن حملة اعتقالات شملت كوادر الحراك الجنوبي وأنصار الله لتجمع سجون الأمن السياسي والقومي كوادر وناشطي الطرفين، وقد تم خلال مدة السجن بناء علاقات متينة وصداقات قوية، إضافة إلى التفهم المشترك لقضية كل طرف.
ثورة 2011م
وعند اندلاع الاحتجاجات في صنعاء عام م2011، وقع الانقلاب داخل النظام، عبر تمرد حزب الإصلاح وآل الأحمر حميد وأخيه حسين عبدالله الأحمر وقائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر) على حكم علي عبدالله صالح، علماً بأن آل الأحمر ظلّوا شركاء أساسيين في الحكم لثلاثين عاماً، وكان لهم الدور الأساسي في إقصاء الجنوبيين من السلطة وحرمانهم حقوقهم، كما كان لهم الدور الأساسي في شنّ الحروب ضد أنصار الله في الشمال ، ويعرف اليمنيون أن الفرقة الأولى مدرع والألوية المحسوبة على الإخوان هي التي قادت الحروب ميدانياً.. في المقابل انخرط أنصار الله والحركات الشبابية الشمالية في الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات جنباً إلى جنب مع شركائهم في الحراك الجنوبي.
سارع الخليجيون إلى احتواء الثورة، وأطلقوا المبادرة التي استقال بموجبها صالح، وعيّن نائبه هادي رئيساً للجمهورية آنذاك.. لكن هذه الخطوة لم توقف الثورة الشعبية، وبقيت قضيتا الجنوب وصعدة تتصدران أولوياتها ورغم أن المبادرة الخليجية كانت مجحفة بحق أنصار الله والحراك الجنوبي، لكنهما وافقا على حضور مؤتمر الحوار الوطني الذي رعته الأمم المتحدة عبر مبعوثها جمال بنعمر وشكل المكونان ائتلافاً، وصوّتا معاً في مجموعتي العمل حول الجنوب وصعدة لزيادة وزنهما السياسي مقابل المكونات الأخرى.
وقد أصدر الحراك الجنوبي وأنصار الله بياناً مشتركاً حول مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، وأعلنا اتفاقهما على تنسيق مواقفهما للعمل على إنجاح الحوار والخروج بنتائج يقبلها أبناء اليمن شمالاً وجنوباً.
حاولت القوى التقليدية تفريغ مؤتمر الحوار من محتواه ومضمونه، وتسليم أهم قضايا الوطن إلى مراكز القوى التقليدية، ليضعوا لها المخرجات بالمحاصصة السياسية في ما بينهم فما كان من أنصار الله والحراك الجنوبي إلا أن علقا مشاركتهما في الجلسة العامة الثالثة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، ورفضا المشاركة قبل التوافق على حل لقضيتي الجنوب وصعدة، إضافة إلى إعادة بناء الدولة .
وخلال مؤتمر الحوار الوطني قدم انصار الله رؤية لمعالجة القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار في يوم 29/7/2013م أكد أنصار الله فيها على أهمية تنفيذ النقاط الاحدى والثلاثين للبدء بمعالجة القضية الجنوبية وما ترتب عنها من الانتهاكات والحقوق، وإدراج كل تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان المتعلقة بالقضية الجنوبية منذ حرب صيف 1994م ضمن مواضيع العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بحيث يتم تطبيق المبادئ والتدابير الخاصة بالعدالة الانتقالية وفق المعايير الدولية على كافة تلك الانتهاكات ، وبحيث يتم الاعتراف بكل تلك الجرائم والانتهاكات دون أي تبرير من قبل القوى الحاكمة في صنعاء حينها والاعتذار عنها وإنصاف ضحاياها وتعويضهم وجبر ضررهم، وكذا الإصلاح المؤسسي لأجهزة ومؤسسات الدولة المتورطة في تلك الانتهاكات وإعادة هيكلتها بما يضمن حماية حقوق المواطنين وحرياتهم وصون كرامتهم.
ودعا أنصار الله في الرؤية المقدمة حول المعالجات والضمانات للقضية الجنوبية للبدء باتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة من شأنها أن تبني الثقة وتخلق البيئة الملائمة لحل القضية بشكل جذري، معبرين عن استيائهم البالغ نتيجة التمنع من جانب والمماطلة من جانب آخر في تنفيذها.
اعتذار الحكومة
في الواحد والعشرين من اغسطس 2013م قدمت حكومة باسندوه اعتذاراً للجنوبيين ولسكان محافظة صعدة، عن الحروب التي شنّها النظام اليمني السابق في الماضي.. وفي بيان الاعتذار الصادر عن الحكومة، اعتبرت الأخيرة أن “السلطات السابقة كانت المسؤول الأول وليس الوحيد عن حرب 1994 وحروب صعده، وما ترتب عليها من أثار ونتائج .
ثورة 21 سبتمبر
توالت الأحداث وجاءت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر والتوقيع على اتفاق السلم والشراكة وكان الجنوبيون حاضرين فيه باعتبارهم احد المكونات الأساسية التي ستشارك في بناء الدولة اليمنية، وبعد شن العدوان على اليمن لم يغفل أنصار الله القضية الجنوبية وظلت من القضايا المحورية فالجنوبيون حاضرون ومحور اهتمام كبير من قائد الثورة السيد عبدا لملك بدر الدين الحوثي ومن القيادة الثورية ومن القيادة السياسية التي أتت بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس الشهيد صالح الصماد.
قائد الثورة والقضية الجنوبية
لم يغفل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – ما تعانيه المحافظاتُ الجنوبية في خطاباته لكلِّ عام من أعوام العدوان، إذ تطرق في كل حطاباته خلال العدوان، إلى الموضوع صريحاً وفي أكثر من فقرة في كل خطاب، حتى أن بعضَ الخطابات تكادُ تستأثرُ معاناةُ الجنوب من الاحتلال بـجُــلِّ الخطاب.
وألزم الجنوبيين، الحُجّةَ بالتحرك لتطهيرِ مناطقهم من الجماعات الإجرامية، ودعا مَن يتحسس منهم إلى أن “يتفضل ليتحملَ مسؤوليته، فلا يقبل بأن تكون منطقتُه أرضيةً ليتَحَـرّك منها أولئك بكل أمن واطمئنان”، وسيكون إخواننا الجنوبيون قد كفوا الجيشَ واللجان المؤونه للنزول لتطهيرها، وإذا لم يبادر أهل الجنوب لمناهضة تلك المنظمات التي تمتهن الاغتيالات وتفجير المساجد ليس ثمة باعثٌ للتحسس، من مواجَهة الجيش واللجان الشعبية وملاحقتهم للقاعدة وشركائها، إذْ لم يكن من العدل والإنصاف أن تُعطى القَاعِـدَة وداعش وشركاؤهما الحقَّ في الاحتماء بأية منطقة فتذهب لتقتل وترتكبَ أبشع الجرائم وتفعل ما تشاء وتريد ثم تكونُ محميةً هناك.
ولم تكن ثمة مطامعُ من تحرُّك الجيش واللجان في الجنوب والجنوبيين، وتم وضعهم في الصورة الحقيقية للمشهد، أَجْلَى كُلَّ ذلك السيدُّ في خطابه الثاني بعد العدوان، يوم الاثنين 20 أبريل 2015م الموافق 2 رجب 1436هـ “نقول للإخوة في الجنوب: نحن لسنا غزاة، نحن منكم وأنتم منا، ونحنُ نقول نحن جاهزون دائماً على الدوام لنمُدَّ أيدينا لإخوتنا في الجنوب؛ للتعاون معهم في دحر القاعدة وللتعاون معهم لمواجهة أَي غزو أجنبي، ونحن مستعدون أن نتيحَ لهم المجالَ ليكونَ لهم الدورُ الأساسُ، وليكونوا هم هناك المعنيون الأساسيون ونحن إلَـى جانبهم للمساعدة، أن يكونوا هم المعنيون بأمورهم، أن يكونوا هم من خلال السلطات المحلية”.
وتكرَّرَ نُصْــحُ الصادق وتحذير المشفق من ألاعيب الغزاة، في خطابه الخامس بعد العدوان في الثاني من أغسطس 2015، “أتوجه إلى الإخوة في الجنوب لأن هناك محاولة لخداعهم، النظام السعودي يلعب لُعبته مع كُلّ المرتزقة وخارج إطار المرتزقة ويستهدف حتى الكثير من الشرفاء بأُسْلُوْب الخداع والتَّضْـليْل”.
وحينها لم يلتفت أبناءُ المحافظات الجنوبية إلى كُلِّ ذلك التطمين ومحض النصح والنذير المبكر من الاستهداف من قبل الغزاة ومرتزقتهم، وأن “ما يفعلُه هادي اليومَ يستهدفُ استئصال القضية الجنوبية”، وفعلاً استطاع الغزاة ومرتزقتهم تغييبَها ولم تعد تستطيعُ “حراكاً”، وها هي الأحلامُ الوردية بـ”جنات عدن” والمغلّفة بـ”الشرعية” التي أتى بها الأمريكي والإسرائيلي والسعودي تلمَعُ في سكاكين داعش والقاعدة لتقيمَ إماراتها، والاغتيالات والاشتباكات والفوضى على أشدها في كلّ منطقة دخلها الغزاة في الجنوب.
وخلال اللقاء الأخير للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مع قناة المسيرة عندما سأله المذيع عن تقييمه لتنامي الرفض الحاصل لبعض المحافظات الجنوبية والشرقية للسياسات الإماراتية والسعوديّة خاصة ما يجري في المهرة وقبل ذلك في سقطرى وعدن، التي تشهد بين الآونة والأُخْــرَى مظاهرات تطالب برحيل الاحتلال عيانا بيانا.
أجاب السيد عبد الملك قائلاً : في بداية الغزو الأجنبي للبلد والمحافظات الجنوبية كان هناك حملة تضليلية هائلة، لمحاولة تصوير هذا العدوان وهذا الغزو أنه لمصلحة أبناء المحافظات الجنوبية، أضف إلى ذلك كان هناك استغلال للمشاكل السابقة والأزمات الداخلية لتعقيد النفوس هناك، ولكن مع الوقت، ومع الممارسات الإجرامية ومع السلوك الذي هو سلوك احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من جانب الإماراتي تحت الإشراف الأمريكي والبريطاني هناك يقظة وهناك وعي يتنامى في المحافظات الجنوبية وهناك إدراك لطبيعة هذا الدور الإجرامي والذي هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة ويصادر الحرية وينتهك الكرامة ويمارس الظلم والقمع وصولا إلى السجون الإماراتية التي تحدث عنها العالم، واتضح أمرها وفضحوا بأنهم يمارسون فيها حتى جرائم الاغتصابات وجرائم كثيرة، جرائم الاغتصابات، جرائم القتل، جرائم الاستهداف، المعاناة الاقتصادية، كُــلّ أشكال الجرائم حاصلة، في البداية كان البعض يصور لهم ويخيل إليهم أن عدن ستتحول شبيها بحال دبي وأبو ظبي، أَو بحال جدة، وأن المال الخليجي سيتدفق للمواطنين، وأن المواطنين هناك سيدخلون في جو جديد من الوضع المعيشي، الترف والراحة والازدهار والرخاء، يعني كان هناك حملة سياسية إعلامية هائلة لصناعة تقبل للاحتلال، ولكن ممارسات هذا الاحتلال وجرائمه الوحشية وتكشف الكثير من الحقائق أوجد هناك فرصة جديدة لتحَــرّك واع ومسؤول من هذا الاحتلال وهذه مؤشراته حاليا واضحة هناك، الفئة المستفيدة والمتجندة مع الإماراتي هي فئة محدودة والخونة والعملاء، لكن هناك الملايين من أبناء المحافظات الجنوبية يعيشون حالة الاضطهاد الظلم، القمع، الإذلال، الامتهان للكرامة، الوضع المعيشي الصعب، الوعي بأن الذي يجري هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة وأنه انتقاص للحرية ومصادرة للحرية، فهناك أمل في المستقبل إن شاء الله لتحَــرّك كبير يتنامى هذا التحَــرّك حتى يتحقّــق الانتصار بطرد المحتل، وتطهير تلك المناطق منهم ومن سيطرة العملاء والخونة.
الرئيس الصماد والقضية الجنوبية
لقد كان الشهيد الرئيس الصماد داعماً رئيسياً للقضية الجنوبية، وكان دائماً ما يؤكد على ضرورة الحل العادل لها ويؤكد على تضامنه الكامل مع القضية الجنوبية. وكان يحرص على أن يكون ملف القضية الجنوبية من الملفات الساخنة في أي طاولة مفاوضات أو لقاءات مع أي وفود دولية أو أجنبية تتواجد في صنعاء.
كان حريصاً على أن يكون هناك حضور كامل للملف الجنوبي في أي تسويات سياسية أو مفاوضات محلية أو عربية أو دولية تهدف إلى تقارب وجهات النظر للوصول إلى الحل الشامل للأزمة في اليمن: الحرب والعدوان والاحتلال.
الرئيس الشهيد الصماد كان وراء إقناع المبعوث الدولي لليمن بضرورة اللقاء مع القيادات الجنوبية في صنعاء والاستماع إلى آرائهم وقناعتهم وتوجهاتهم السياسية للوصول إلى الحل الشامل للقضية الجنوبية في إطار التسوية السياسية الشاملة للأزمة في اليمن وإيقاف الحرب والعدوان وإنهاء الاحتلال للجنوب.
وكان يقول إن المواقع الاستراتيجية المهمة لمحافظات الجنوب سوف تسهم في التنمية والبناء والتطور في اليمن وفي الجنوب بالذات وفي نهضة الانسان اليمني.
وكان يقول دائماً إن الحل لكل المشاكل يبدأ بتحقيق حياة أفضل للمواطنين وتحسين مستواهم المعيشي والاقتصادي.
الرئيس الشهيد الصماد كان على يقين كامل بأن حل القضية الجنوبية هو من أوليات المجلس السياسي في اليمن وإن حلها سيسهم في استقرار اليمن وأمن حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، برحيل الشهيد الرئيس الصماد خسرت القضية الجنوبية مناصراً وداعماً لها في كل المجالات، وخسر أبناء اليمن والجنوب واحداً من أفضل وأنبل الرجال.
في التعامل مع القضية الجنوبية، أبدى الرئيس الصماد مسؤولية عالية في استيعاب الحقوق والمتطلبات الاجتماعية لأبناء المحافظات الجنوبية، وفي التمسك بالوحدة اليمنية أحد مكتسبات الثورة وحاجة الشعب، مبينا أن العيب ليس في الوحدة ذاتها، ومعترفا بالأخطاء التي أدت إلى إخفاق التجربة فواقعيا ليس لدى الرئيس الصماد ولا أنصار الله أي مصالح مادية مترتبة على حرب 94 ومرتبطة ببقاء واقع الوحدة المشوه السائد.. مما يجعلهم أكثر القوى اليمنية الفاعلة مقدرة على إنصاف أبناء المحافظات الجنوبية وحل هذه القضية حلا عادلا.
وجاء في كلمة الرئيس الشهيد صالح الصماد في مناسبة العيد الوطني الـ27 للجمهورية اليمنية: “لقد مر سبعة وعشرون عاما منذ استعاد شعبنا وحدته المباركة، وهي فترة ليست بالقصيرة أو الهينة، جرت خلالها مياه كثيرة في عمر الوحدة، صاحبتها سلسلة من الإنجازات والإخفاقات والتحولات التي ألقت بظلالها الكثيفة على مجمل التفاعلات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية في البلاد منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، غير أن الوحدة اليمنية في خضم كل هذه التحولات ظلت الثابت الوحيد الذي لم يتزعزع عند اليمنيين، والمنجز العظيم الذي سيظل اليمنيون يفخرون دوما بأنهم حققوه ودافعوا عنه وحافظوا عليه، ومع إدراكنا لحجم التعقيدات التي أحاطت بقضية الوحدة اليمنية والمضاعفات السياسية والنفسية والاجتماعية لها، ندرك ويدرك شعبنا المؤامرات التي يخطط لها تحالف العدوان، وتتكشف يوما بعد يوم ضد وحدة الشعب اليمني شماله وجنوبه لتفكيكه إلى دويلات وكانتونات متناحرة، وأحب أن أذكر كم أيها الشعب الكريم، أن السعودية كانت هي العدو الأول للوحدة اليمنية، وهي من ساعد على نمو الإخفاقات التي ظن اليمنيون أنها بسبب الوحدة، وكانت الداعم الأساسي للشخصيات والقيادات التي أساءت إلى إخوتنا في الجنوب، وهم يعلمون ذلك.
ولأول مرة منذ حرب صيف 94م يعترف رئيس يمني بالظلم الذي لحق بأهالي المحافظات الجنوبية، ويكفل الحق الديمقراطي في التعبير عن مواقفهم وآرائهم وتنظيم أنفسهم، بما لا يتعارض مع قناعات السواد الأعظم من الشعب أي الأغلبية كما تنبه الرئيس الصماد بأن مشاريع العدوان لا يقتصر خطرها على الوحدة اليمنية، بل يمتد إلى ضرب الوحدة الجنوبية التي تحققت عقب ثورة 14 أكتوبر، إذ تسعى دول العدوان اليوم إلى تفكيك الجنوب اليمني وإعادته إلى التقسيمات التي كانت سائدة إبان الاستعمار البريطاني.
وفي خطاباته المتواصلة قدم الرئيس الشهيد صالح الصماد، النصح لأبناء المحافظات الجنوبية منوها إلى مشروع العدوان وممارساته التي تهدف إلى تصفية الجنوب من أبنائه الأشداء وتسليمه إلى القاعدة وداعش، نافيا أن يكون التدخل الأجنبي من حيث جوهره الاستعماري جاء من أجل مساعدة قطاع من الشعب اليمني، وهذه المسألة المنطقية يثبتها واقع الاحتلال الإماراتي لجزيرة سقطرى داعيا الجنوبيين إلى العودة إلى الصف الوطني مؤكدا أن صدور القوى الوطنية في صنعاء مفتوحة لأبناء الجنوب اليمني، لحل القضايا على أساس وطني يمني عادل بعيد عن أطماع دول العدوان الأجنبية.
ومما جاء في كلمته في العيد الرابع والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة: “إنني بهذه المناسبة أتوجه بالخطاب إلى كل أبناء اليمن وأخص بالذكر إخوتنا أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية نحن كنا ولا زلنا نمد لكم يد السلام والمصالحة ومعالجة مشاكلكم التي حصلت تعالوا لنحل مشاكلنا بعيدا عن أهداف ونوايا تحالف العدوان التي أصبحت واضحة وضوح الشمس مهما تغابيتم ومهما أنكرتم”.
وقد أبدى الرئيس الصماد اهتماما كبيرا بالمؤامرات التي تهدف إلى إحراق أبناء المحافظات الجنوبية في معارك لا طائل منها وليس لها علاقة بالقضية الجنوبية اليمنية، بل تأتي في إطار خدمة الأهداف الاستعمارية الأمريكية التي تهدد الوطن اليمني ككل، وليس أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية منه فقط.
ولم ينظر الرئيس الشهيد صالح الصماد للجنوبيين الذين زج بهم العدوان في معاركه الخاسرة ضد الجيش واللجان الشعبية على انهم اعداء بل مغرر بهم ودعاهم للعودة عن غيهم وتغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية.
شريك في المفاوضات
وفي حين نرى التهميش الذي يلحق بأبناء الجنوب في كل جولة مفاوضات تجري بين صنعاء والطرف الأخر وتغييبهم عن طاولة المفاوضات نرى حرص أنصار الله ان يكون هناك حضور كامل للملف الجنوبي في أي تسويات سياسية أو مفاوضات محلية أو عربية أو دولية تهدف إلى تقارب وجهات النظر للوصول إلى الحل الشامل للأزمة في اليمن.