الوحدة بريئة مما يجري في المحافظات الجنوبية من شللية وانقسامات وعمالة وارتزاق لدول العدوان والاحتلال
منسق عام الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال لـ “الثورة”:الوحدة اليمنية نواة للوحدة العربية
> انقسامات المرتزقة وصراعهم في جنوب الوطن انعكاس لصرع القوى الاستعمارية وأدواتها في الخليج من السعودية والامارات
> حدوث حرب عالمية فزاعة لابتزاز دول العربان (الخليجية) فعبر التجارب السابقة كانت التوترات تنتهي بامتثال الخليج لأسياده
لقاء/ محمد إبراهيم
قال منسق عام الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال القائم بأعمال وزير السياحة-أحمد العليي، إن اعادة تحقيق الوحدة اليمنية مثلت نواة الوحدة العربية الشاملة ما جعل أحرار العالم وبالأخص أحرار العالم العربي يرحبون بها ويعتبرونها منجزاً قومياً على طريق لم شمل الأمة العربية والاسلامية.. موضحاً أن الوحدة اليمنية بريئة مما يجري في المحافظات الجنوبية من انقسامات وصراعات بل تمثل الملاذ الأخير والحصن لكل اليمنيين..
وأكد العليي في حوار صحفي لـ “الثورة” أن الوحدة اليمنية مثلت ركيزة أساسية لقوة الدولة اليمنية والمنطقة والعالم، رغم ما واجهتها من تحديات داخلية تمثلت في الاخطاء السياسية والصراعات، والتحديات الخارجية المتمثلة بالعداء الخفي والمعلن لها من دول الخليج وعلى رأسها السعودية، لافتا إلى أن التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط جراء تشَنُّجَات القوى الدولية الكبرى أمريكا وإيران، لا يمكن ان تفضي إلى حرب عالمية وإنما هي فزاعة معروفة ومعتادة عبر المراحل المتعاقبة لابتزاز دول الخليج المال والثروة… إلى تفاصيل الحوار:
واليمن تعيش الذكرى التاسعة والعشرين لإعادة تحقيقها.. كيف تنظرون للوحدة اليمنية وما هي التحديات التي تواجهها وما هي الأهمية التي تمثلها للأمة العربية..؟
– نبارك لشعبنا من خلالكم بمناسبة ذكرى قيام الوحدة التاسعة والعشرين، في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م ذلك الحدث الكبير والعظيم الذي عمل من أجل تحقيقه شعبنا اليمني ربما لعقود تجاوزت ثلاثة عقود ذلك الحلم الذي واجه مشاكل مثيرة وواجه تحديات وواجه مؤامرات من قبل وأخص هنا النظام السعودي الذي لا يعجبه العجب، ويريد أن يبقى اليمن مشطراً مقسماً من أجل تمرير أهدافه لمنع الاستقلال السياسي في اليمن وأيضاً للسيطرة والهيمنة على مقدرات شعبنا التي ترتبط أساساً بقوته الاقتصادية ووحدته الديموغرافية، وتوجهه نحو بناء قاعدة اقتصادية عريضة يستطيع اليمنيون من خلالها تحقيق أمنياتهم في التنمية والبناء الحضاري باعتبار أن اليمن بلد حضاري وله موروث وتاريخ حضاري إنساني أيضاً كما لا يخفى أيضاً أن اليمن هي منبع لكافة الثقافات والحضارات العالمية.. هذا الحدث الوحدوي العظيم قوبل حقيقة بترحيب كبير من كافة الشرفاء في العالم وأخص هنا شرفاء الوطن العربي الذين كانوا يحلمون دوماً بتوحيد الأمة العربية، فكانت الوحدة اليمنية خطوة محورية باتجاه الوحدة العربية الشاملة، إلا أن أنظمة عميلة ومرتزقة المنطقة العربية وبالذات الخليجية تعمل ضمن أجندة خاصة بأهداف الهيمنة الأمريكية هي التي وقفت حائلا لفترة طويلة..
برأيكم لماذا وقفت هذه الأنظمة أمام الوحدة اليمنية..؟ وكيف تنظرون لمسيرة الوحدة منذ اعلانها والعوامل المؤثرة في مسارها على المستوى الداخلي والخارجي.. ؟
– الوحدة اليمنية هي ركيزة القوة اليمنية ودولتها، ما يعني أن دولة قوية في اليمن، ستحول دول تحقيق أهداف القوى الاستعمارية على ممرات الملاحة الدولية.. خاصة أن اليمن لها موقع استراتيجي ولها أيضاً مكانة خاصة تؤدي بالضرورة إلى استنهاض هِمَم أبناء الشعب اليمني والانطلاق نحو تحقيق الكثير من أمنيات هذه الشعب العظيم، لهذا سعت دول الخليج وبالذات السعودية إلى اضعاف الوحدة عبر تدخلها ونفوذها في اليمن عبر رموزها وتابعيها في هيكل السلطة اليمنية منذ اعلان قيام الوحدة..
أما بالنسبة لمسيرة الوحدة اليمنية منذ اعلانها في 22 مايو 1990م، والتحديات والعوامل التي أثرت في مسارها على المستوى الداخلي والخارجي، فربما الظروف السياسية الاقليمية والدولية لم تساعد نظامي الشطرين في تحقيق الوحدة في تلك الفترة إلا أن الرغبة الجامحة لدى اليمنيين كافة كانت أحد العوامل التي ساعدت في تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990م دون تجاهل العوامل الإقليمية والدولية وأقصد هنا بالصراع العالمي ما بين القطبين الرئيسيين المنظومة الاشتراكية والمنظومة الرأسمالية ربما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة وبقاء قطب واحد متمثل بالرأسمالية العالمية قد جعل من عملية التدخل في شؤون اليمن عملية محصورة في قطب واحد وبالتالي عندما رأى ذلك القطب أن هناك إمكانية لتحقيق الوحدة وفق أجندة خاصة تخدم في الأخير في الواقع توجهات ذلك القطب تحققت الوحدة اليمنية إلا أنه شابها الكثير من المصاعب والتحديات..
ماذا كانت تمثل لليمنيين كحلم تم تحقيقه..؟ وما هي المصاعب التي رافقت تحقيق الوحدة..؟!
– مثل حلم تحقيق الوحدة اليمنية لكل أبناء اليمن أهمية بالغة منذ الستينات حيث سعت قيادة الشطرين الى الوحدة منذ وقت مبكر.. في صنعاء كانت حقيبة وزير دولة لشئون الوحدة ملازما للحكومات التي تشكلت وحتى قيام الوحدة في العام 1990 م بينما كان للوحدة في عدن مشروع وهدف للنظام السياسي الذي حكم جنوب الوطن لأكثر من عقدين .
أما تلك المصاعب تتمثل في رؤية من كانوا يحكمون شطري الوطن وهناك رغبة لتحقيق ربما أجندة خاصة بالنظامين وليس تحقيق أمنية الشعب اليمني في وحدة تقوم على أسس صحيحة وهذا جعل من مسألة استمرار وبقاء الوحدة أمراً صعباً وخاصة مع اندلاع الصراع في عام 1994م وهو ما سمي يومها بحرب الانفصال أو مواجهات صيف 94م التي للأسف الشديد استطاع النظام الذي كان يصدر على مناطق الشمال الهيمنة ونشر إيديولوجية وبرامج تتعلق بنظام السياسي الشطري في شمال الوطن وتعميمه على كافة المحافظات اليمنية. لاشك أن مواجهات صيف 1994م ما تلاها من نتوءات قد أوجدت خوفا وجعلت الكثير من شرفاء الوطن ومحبيه يضعون أيديهم على قلوبهم كنا جميعا تجاوزناه لو أن قيادة الوطن تجنبت الكثير من الأخطاء ووضع مصلحة اليمن فوق كل المصالح لوفرت كل تلك المعاناة والقلق الذي لازلنا نشعر به حتى الآن.
اليوم.. ما هو توصيفكم لما يجري في الجنوب، ما يجري في حضرموت ما يجري في عدن، ما يجري في المهرة من احداث وصراعات..؟! وماذا تعني للوحدة ؟!
– ما يجري هو انعكاس للصراعات بين دول العدوان ومرتزقتها وهي محاولة لاجتزاء لأراضي يمنية لتمرير مصالح السعودية والخليج بشكل عام وهي مصالح أمريكية.. أما ماذا تعني للوحدة فليس لها صلة بالوحدة، إلا من ناحية استهداف الوحدة بصفة رئيسة، أما عن كون الوحدة سببا كما روج ضعاف النفوس ومريدو الفتنة والشتات اليمني، إذا كان سؤالك يعني ذلك، فإن الوحدة بريئة كل البراءة من ما يحدث حقيقة في أرض الوطن الوحدة هي أمنية وغاية لشعبنا اليمني كافة لكن ارتباط مصالح أولاً دولية وإقليمية ومحلية أيضاً بأجندة خاصة هي التي تسير المواضيع هذه كلها وتدفع بالضرورة إلى إيجاد شريحة اجتماعية معينة لها مصالح سياسية إلى رفض أولاً ربما الوحدة أو محاولة تعكير الأجواء من قبل الإمارات..
لماذا الإمارات بالذات..؟ وكيف لها أن تعكر الأجواء ..؟!
– الإمارات تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي، تعمل على إيجاد حالة من الكراهية الشطرية ما بين الشمال والجنوب بهدف إيصال الناس إلى مرحلة من اليأس ومرحلة من رفض الوحدة القائمة اليوم ربما نحن في أمس الحاجة اليوم إلى مسألة إعادة وترتيب البيت اليمني من الداخل وقيام وحدة حقيقية تقوم على أساس مصالح للناس كلهم وأيضاً تقوم على أسس الشراكة الوطنية التي لا تستهدف أحداً أو تقصي أحداً أو تهمش أحداً هذه هي القيم التي يجب أن تقوم عليها الوحدة اليمنية لكن أقول أن العدوان يعمل بشكل سافر في عملية إيجاد هذه النبرة من الكراهية بغرض تمرير أهداف وهي أهداف خاصة به للسيطرة على أكثر من مكان ونهب ثروات الوطن..
برأيكم ما السبيل الذي يجب على اليمنيين انتهاجه ازاء الوحدة اليمنية..؟
– أنا أرى أن على كافة شرفاء الوطن سواءً في الشمال أو الجنوب العمل بجد والعمل بيقين من أجل تثبيت دعائم هذه الوحدة ولو أدى الأمر إلى إعادة الحوار من جديد ووضع مفاهيم حقيقية لقيام وحدة حقيقية صالحة لكافة الأزمنة وخاصة أننا نشهد حراكات لا تعبر بالضرورة عن احتياجات المجتمع وإنما تعبر عن احتياجات الخارج الذي ظل دائماً يتحكم في مصير وأجندة وقضايا متعلقة بمصالح وطنية كبرى، اليوم نحن أمام تحدي العدوان وأمام تحدي الاحتلال وما يجب العمل من أجله هو الاندفاع بالضرورة إلى مسألة أولاً إيجاد حالة من الحب وتمتين العلاقات بين أبناء الشطرين وأيضاً منح الحقوق كافة، هناك حقوق سياسية منقوصة ربما النظام في الشطر الشمالي كان قد استهدف الكثير من قوى ومكونات سياسية كانت ناتجة عن خلافات أيضاً سادت المحافظات الجنوبية، نعرف أنه من بعد قيام ثورة 14 أكتوبر وما حدث من استقلال اليمن الذي نتج عنه صراع ما سمي يومها الجبهة القومية وأيضاً جبهة التحرير هذا أدى بالضرورة إلى انقسام داخل المجتمع الجنوبي تحديداً وما رافق ذلك بعدها من صراعات داخل المكون السياسي الذي حكم الجنوب وهو ما سمي بعدها بالحزب الاشتراكي، إذاً كل تلك الصراعات أدت بالضرورة إلى وجود حالة انقسام حاد داخل المجتمع الجنوبي استغلها حقيقة من وقع على الطرف الرئيسي من وقع على الوحدة ودفع بالأمور إلى حالة الكراهية التي توجد اليوم، حيث تم الاستئثار بالسلطة من قبل مكون واحد وهو مكون الطرف المنتصر بعد 86م كانت حرب دموية وصراعاً كبيراً بين أجنحة السلطة داخل الجنوب ولهذا نقول أنه لو تمت بعد العام 90م مباشرة عملية مصالحة وطنية داخل الجنوب وليس داخل الشمال ربما كان الشمال أكثر توحداً ولكن كان الجنوب ممزق سياسياً وبالتالي الارتباط الوثيق بطرف ضد طرف آخر وبعد 94م حصل العكس أيضاً انتقل النظام الشطري ليستوعب الطرف المنتصر في ذلك الصراع وبالتالي نجد أن الأمور بنيت على أسس غير صحيحة، نتمنى اليوم حقيقة أن تبنى على أسس صحيحة وأن لا يهمش أو يقصى أي طرف كان لأن الجميع يمنيون بالضرورة ولهم حق الحياة ولهم حق الاستفادة ولهم حق المشاركة ولهم حق المشاركة أيضاً الابتعاث من جديد نحو وطن قوي يكبر به اليمن ويستفيد كافة الوطنيين والشرفاء من أبناء الوطن العربي والإسلامي من هذا الكنز الكبير ومن هذه القدرة الكبيرة العظمية التي تستدعي اليوم أن نقف جميعاً معها لنبني وطناً قوياً وعزيزاً يواجه العالم في الواقع مواجهة لكي يبني نفسه ويعيد عملية التنمية التي تأخرنا عليها طويلاً.
اليوم تشهد المنطقة العربية والشرق اوسطية توترا ينذر بحرب أمريكية – إيرانية ولكن على الأرض اليمنية كما يرى بعض المحللين.. برأيكم هل سيقود هذا التوتر إلى حرب عالمية..؟
– الحرب العالمية الكبرى وشائعات وقوعها.. فزاعة تعكس لعبة الدول الكبرى على دول العربان وأقصد هنا دول الخليج لشفط أو لحلب الكثير من أموال دول الخليج هذه الدول التي أصبحت عبئاً على الأمة العربية كافة وعلى الأمة الإسلامية اليوم الأموال الخليجية هي التي تدمر الكثير من بقاع العالم الأمور الخليجية هي التي تنتج الإرهاب وأخص هنا أموال السعودية والإمارات، إذا هناك عملية ابتزاز واضحة وهناك ضعف في الأداء من قبل الشعوب .. الشعوب التي يجب أن تتحرك كما تحرك الشعب اليمني عندما وصلنا إلى مرحلة من الفساد مرحلة من غياب الأفق السياسي الواضح الذي يجمع اليمنيين تحرك الشعب اليمني بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في 2014م وتحديداً في 21 سبتمبر أقول اليوم أن هناك غضباً عارماً يجري الآن في عروق كل أبناء الأمة العربية والإسلامية نتيجة للعبث بأموال الأمة ومقدراتها ونتيجة لتصرفات هؤلاء الحكام الذين اندفعوا حقيقة إلى أحضان أمريكا وإسرائيل ويعملون في كافة الأوقات من أجل خدمة القضايا الصهيونية ليس إلا على حساب قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية اليوم لا شك أن هناك ابتزازاً واضحاً وأن هناك اختراعاً لعمليات ربما أو التغني عن إمكانية إيجاد صراع كبير في المنطقة لا أشك أن هذا لن يحدث إطلاقاً وربما العهود الماضية أو سنوات عشنا هذه اللحظة لكن لم يحدث فيها أي مواجهات وإنما كان الانفراج هو سيد الموقف بسبب امتثال حكام الخليج لمتطلبات كل حالة على حدة ودفع مليارات من الأموال تغذي الخزائن الأمريكية وأيضاً تستفيد منها معظم الدول الأوروبية وللأسف الشديد بينما الشعوب العربية والإسلامية تعيش حالة فقر مدقع ولا تستفيد من هذه الأموال التي حبا الله هذه المنطقة وهذا المكان من العالم بها دون الاستفادة منها إطلاقاً.