رئيس الإدارة اليمنية الحرة
بكيل الحميني
في ظل انقسام حاد بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان ظل العدو يراهن على تفكيك الجبهة الداخلية نتيجة للتباينات التي كانت حاصلة بين القوى الثورية ممثلة باللجنة الثورية العليا كونها من تدير البلاد منذ بداية العدوان وبين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه الذي كان يومها خارج قرار السلطة العليا إلا أنه وبعد عودة الوفد الوطني من الكويت ابرم اتفاقا سياسيا بين كافة القوى الوطنية المناهضة للعدوان (أنصار الله وحلفاؤهم – المؤتمر وحلفائه) ونتج عن ذلك الاتفاق إعلان ميلاد المجلس السياسي الأعلى ليصبح بعد ذلك هو أعلى سلطة تدير البلاد وتزكية الأخ صالح علي الصماد رئيسا له.
وهذا ما أثار حفيظة تحالف العدوان الذين سعو جاهدين من وقتها على إجهاض هذا الاتفاق الذي تبددت أحلامهم على عتباته وإن كانوا قد نجحوا نوعا ما عبر إحداث فتنة ديسمبر إلا أن حكمة وحنكة وقدرات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس الصماد وإحساسه بالمسؤولية الوطنية العليا الملقاة على عاتقه حالت بينهم وبين أحلامهم الشريرة حيث استطاع احتواء المشكلة ولملم الشمل وردم الفجوة وضمد الجراح وأعاد المياه إلى مجاريها وحافظ على الشراكة مع المؤتمر الشعبي عبر السياسي الأعلى كما حافظ على بقاء السلطة التشريعية والشوروية والتي تعد محسوبة على حزب المؤتمر ورئيسه بنسبة تفوق 80 % وكذلك على السلطة المحلية بكاملها وهذا ما أزعج دول العدوان كثيرا كونهم سعوا جاهدين إلى تمزيق النسيج المجتمعي في المناطق الذي تقع تحت قيادة السلطة الوطنية ممثلة بالرئيس الصماد بحيث تنجر البلاد في اتون الصراع الداخلي والاقتتال الأهلي وصرف النظر عن مواجهة العدوان ليتسنى لهم بعد ذلك تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه منذ بداية العدوان..
كذلك ما زاد الطين بلة بالنسبة لتحالف العدوان هو التفاف أبناء الشعب حول الرئيس الصماد ورضاهم عنه، نتيجة لقربه منهم، وصدقه معهم، وإخلاصه لهم، وتحركه في أوساطهم، وتلمس همومهم، وتفانيه، ولما يتمتع به من حس وضمير وطني ، وحسن النوايا التي يحملها لشعبه وقضاياه ومواطني، أيضا ما أزعجهم أكثر من الشهيد الرئيس هو وقوفه على مسافة واحدة من كل مكونات الشعب. وتوجهه المؤسسي لبنا مؤسسات الدولة ، وإعادة اعتبارها ، ورسمنة عملها، كذلك إعادة تأهيل وتدريب وتفعيل المؤسسة العسكرية، وفتح أكثر من مصنع عسكري للتصنيع المحلي ،وتصنيع وتطوير المنظومة الصاروخية، وأخيرا اطلاقه مشروع الدولة التي يحلم بها كل يمني تحت شعار (يد تحمي- ويد تبني)وكذلك إعلانه تدشين العام الرابع البالستي في وجه العدوان وهذا كان بالنسبة لهم أشبه بكابوس حل عليهم ، أو مصيبة كبرى نزلت بهم ، ونتيجة لذلك سارع نظام آل سعود إلى الاتفاق مع الادارة الأمريكية باغتيال وتصفية الرئيس الصماد.
_مما سبق ذكره أستطيع القول إن الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه كان رجلا فريدا واستثنائيا ، جاء إلى السلطة في ظل مرحلة فريدة واستثنائية ، لم يسبق أن مرت بها البلاد.. مرحلة سيئة للغاية، ومنعطف خطير يكاد يهوي بالبلاد إلى الهاوية… مرحلة يتلبدها غيوم المصير المجهول، وتسكنها عتمة النفق المسدود، وتتلاطمها أمواج البحار العدوانية الهائجة، وتصارعها تيارات وأعاصير الرياح العاتية، ويتقاذفها طوفان المنايا الحاقدة.. وأمام كل تلك التحديات االتي يواجهها الشعب والمخاطر المحدقة بالوطن استجاب القدر لإرادة الشعب اليمني الذي نتج عنه اختيار الرئيس الصماد رئيسا له عبر هذه الإرادة الوطنية.
وبذلك يعتبر الصماد أول رئيس للإدارة اليمنية الوطنية الحرة الخالصة منذ زمن بعيد ، وبالتالي يعتبر رئيس معركة التحرر والاستقلال ، ورمزاً للتضحية والفداء.
وفى الأخير أستطيع القول إن الشهيد الرئيس امتلك من الصفات الحميدة، والسمات النبيلة، والخصال السامية ، ما لم يمتلكه كثير من أسلافه الرؤساء والقادة.. وبذلك نال أعلى مراتب المجد والشرف وبلغ أعلى درجات السمو والعلو ، ولم يسبق لأي يمني من قبل أن وصل إلى ما وصل اليه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رحمة الله تغشاه.
وفي ذكرى استشهاده الأولى نجدد العهد والوفاء لرئيسنا الخالد البطل ولكل الشهداء الأبرار أننا على النهج ماضون وعلى الدرب سائرون ولن نحيد أو نميل عن الطريق الذي قصده الرئيس الشهيد ونحن وكل الشهداء والشرفاء من أبناء هذا الوطن العظيم وهي طريق التحرر والاستقلال والعزة والكرامة المؤدية بنا إلى النصر المؤزر لا محاله والذي نراه قريباً وهم يرونه بعيدا ولا خيار لنا إلا النصر ولا خيار للنصر إلا نحن..
الرحمة والخلود والمجد للرئيس الشهيد ولكل الشهداء والنصر لليمن واليمنيين