حسن الوريث
أصبحت مشكلة الإعلام الرياضي عصية على الحل ،وكلما مر الوقت ازداد الوضع تعقيداً وتأزماً، وذلك يعود إلى عدة أسباب أهمها سيطرة وزارة الشباب والرياضة على الإعلام الرياضي وأزمة الثقة الموجودة بين الإعلاميين الرياضيين أنفسهم وعدم اتفاقهم على كيان واحد يجمعهم بعيداً عن السيطرة الرسمية أياً كانت.
بالتأكيد أننا كإعلاميين رياضيين استسلمنا كثيراً ولفترة طويلة لوزارة الشباب والرياضة التي سرقت اتحاد الإعلام الرياضي وحولته إلى ملكية خاصة بها تسيره كيفما تشاء وتتقاذفه مصالحها هي والاتحادات الرياضية ومسؤوليها ،ونتيجة لذلك ضاع الإعلام الرياضي وسط كل هذا وصرنا محل سخرية من قبل الجميع فالوزارة سخَّرت بعض الإعلاميين للدفاع عنها والاتحادات استقطبت عدداً آخر فيما ضاع الباقي في زحمة التجاذبات بينهما.
مما لا شك فيه أن بقاء الإعلام الرياضي هكذا وضع غير طبيعي ينعكس سلبا على رجال الكلمة الرياضية وعلى الحركة الرياضية نفسها لأن تأسيس اتحاد الإعلام الرياضي تحت مظلة الوزارة كان خطأ قانونياً فادحاً فالوزارة لا تملك حق امتلاك هذا الكيان فليس من حق أي وزارة أن تؤسس أي كيان يضم الإعلاميين المتخصصين ،وإلا كنا أعطينا الحق لوزارة الخارجية لتأسيس اتحاد الإعلام السياسي ووزارة الاقتصاد لتنشئ اتحاد الإعلام الاقتصادي، ووزارة التربية والتعليم اتحاد الإعلام التربوي خلال إدراج ذلك في لوائحها وهكذا تصبح الوزارات مشرفة على الصحفيين والإعلاميين وتسيرهم كيفما تشاء وهذه كارثة كبرى أن يتحول الصحفي والإعلامي إلى ألعوبة بيد الوزارات وكأنه موظف لديها.
ويفترض أن يكون اتحاد الإعلام الرياضي بعيداً عن وزارة الشباب والرياضة وتحت رحمتها تلعب به متى ما أرادت، بحيث إذا تناقض مع مصالحها غيبته وأخفته كما هو الحاصل منذ 2003م وحتى الآن ومتى ما تكرمت الوزارة رمت الطعم للإعلاميين الرياضيين وعشمتهم بأنها ستعيد تنشيطه وتفعيله وأنها حريصة على الإعلام الرياضي وعليهم كما يجري حالياً وبالتأكيد أن المحاولات من هنا أو هناك لتفعيل الإعلام الرياضي ستفشل ولن تؤدي سوى إلى المزيد من الانقسام والتشتت والانهيار لدور الإعلام الرياضي.
وقد تحدثنا كثيراً عن الإعلام الرياضي وأهمية استقلاليته وتبعيته غير المنطقية لوزارة الشباب والرياضة ،على اعتبار أن هذه التبعية هي سبب الإشكاليات القائمة والتجاذبات والخلافات والتدهور الكبير في أدائه لأن الوزارة من مصلحتها إبقاء الإعلام الرياضي مفككاً عن طريق تأجيج الخلافات والصراعات وتشجيع الانقسامات بين أعضائه ليبقوا منشغلين فيما بينهم وإبقاء المبادرة بيد الوزارة ومسؤوليها حتى لا يقوم الإعلام الرياضي بدوره المناط به، حيث يعرقلون ويفشلون كل محاولات إعادة كيان الإعلام الرياضي، وبالتأكيد فقد نجحوا في مساعيهم وأوصلونا إلى ما نحن فيه من الانقسامات والصراعات كما أنهم أدخلوا عدداً كبيراً وهائلاً إلى الإعلام الرياضي وشجعوهم ،وهم أبعد ما يكون عن هذه المهنة.
ومن هنا ولإفشال أي محاولات جديدة لتكريس الانقسامات يجب علينا أن نعمل على أن يكون لدينا كيان حر مستقل ونعرف أن تأسيس اتحاد للإعلام الرياضي تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة يجعل منه كياناً غير شرعي وغير قانوني أولاً، ويجعلنا جميعاً تحت رحمة الوزارة ولعلنا نعاني إلى هذه اللحظة بسبب تبعية الإعلام الرياضي للوزارة حيث عاش الاتحاد سنوات طويلة من التشتت والضعف والتبعية غير القانونية فعلينا أن نقطع الطريق على كل من يريد العبث به والتحكم في قراراته وإرادته ونضع نصب أعيننا جميعاً مصلحة الإعلام الرياضي فقط وليس مصالح أفراد أو مؤسسات ونعيد الاعتبار للإعلام الرياضي ومهنيته ومكانته ومصداقيته ليسهم في تطوير الرياضة وإعادة الاعتبار لمهنية الإعلام الرياضي ومكانته ومصداقيته ليكون منبراً حراً لنا جميعاً دون تبعية لأي كان.