ادهشتمونا ..اسعدتمونا ..زرعتم البسمة في شفاهنا ..غرستم الفرحة في قلوبنا .. هذا لسان حالنا أمام جملة الانتصارات الكروية التي سطرها نجوم منتخبنا المدرسي على ملاعب عربي 5 المدرسي والتي تقام في العاصمة التونسية بمشاركة 15 دولة عربية .. أذهلتم الجميع ..خطفتم الأضواء الكاملة ..التفتت إليكم الأنظار بعين الدهشة ..والإعجاب
..استحقيتم لقب حصان البطولة الأسود ..والعلامة الفارقة فيها ..وانتم تحتفلون بالفوز بعد كل مباراة..وترفعون العلم اليمني على أعناقكم ليرفرف عاليا خفاقا في سماء العاصمة التونسية ..
كل هذا لم يأت من فراغ بل كنتاج طبيعي لما سطرته اقدام الاحمر اليمني المدرسي في سجلات البطولة والتي كانت التوقعات والتنبؤات قبيل انطلاقتها قد استبعدت الاحمر المدرسي اليمني من دائرة المنافسة ..وصنفته كما هو حال
كرة القدم اليمنية عموما كمالة عدد ليس إلا ..ووضعته في خانة الفرق العادية جدا التي لاحول له ولا قوة أمام منتخبات لديها من السمعة ..والتاريخ الشيء الكثير والكثير والتي لا يمكن أن نضعها في خانة المقارنة مع كرتنا التعيسة والمغلوبة على أمرها ..
شعاع يماني يلمع من الملاعب التونسية ..ويرسل بأشعته الذهبية لتضيء كل أرجاء الوطن اليمني الكبير بانتصارات كروية مبهرة ..وتقديم صورة مغايرة تماما لكرة القدم اليمنية .. نعم لقد صنعت نجومنا المدرسية الاعجاز بخوضها غمار منافسات البطولة بصورة ابهرت الجميع ..فقهرت التوقعات ..ورفضت التنبؤات ..وقدمت للجميع درسا مجانيا لن ينساه كل من اكتوى بنار الخسارة من اليمن ..أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ ..أو السمعة ..بقدر ما تطبق شعار من يعطيها العرق ..تعطيه الانتصار ..ومن يسعى لخطب ود الفوز فيها ..فهي اكرم من حاتم الطائي معه ..
فقد قضت النجوم اليمنية على الآمال الجزائرية ..وأوقفت تطلعات اسود الاطلس المغربية ..ورسمت النهاية الحزينة لمشاركة الاخضر السعودي بخطفها بطاقة التأهل للمباراة النهائية التي لم يكن اشد المتشائمين يتوقع لليمن الوصول إليها ..وتركته ينافس بحزن على الظفر ببرونز البطولة والمركز الثالث فيها ..انتصارات مهمة تحققت ..وحلم الفوز بالبطولة وخطف كأسها الغالية ..وتزيين صدور نجومنا المدرسية بذهب البطولة والمركز الاول حق مشروع يتمناه كل يمني بأن تكون هذه هي الصورة الاخيرة والختامية للتواجد اليمني في البطولة العربية ..
ولااخفيكم سرا مقدار السعادة الكبيرة التي تملكتني جراء المتابعة الكبيرة جدا من قبل الكثيرين من ابناء الوطن لنتائج واخبارالمنتخب المدرسي الذي غادرنا الى تونس بدون مرافقة اعلامية تتولى نقل الصورة عن تواجدنا في
البطولة العربية بكل تفاصيلها ..والتي كان يسأل عنها الكثيرون ..ويتابعون نتائج مبارياته اولا بأول وبكل شغف ..وسط استغراب الجميع من تصرف المسؤولين في الوزارة بهذه الطريقة والتي حرمت الشارع الرياضي اليمني متعة العيش مع
منتخبنا المدرسي لحظة بلحظة ..هذه الانتصارات التي دلت على أننا وصلنا إلى مرحلة التعطش للانتصارات الكروية والظهور في صورة المنافس على مراكز الصدارة ..والمزاحم العنيد على اقراص الذهب ..قد يقول البعض أني أبالغ فيما ذكرت ..لكني أقول للجميع أنها الحقيقة التي نفتقدها كشارع رياضي يمني بعد الظهور السيء والمخزي لكرتنا
اليمنية مؤخرا في جميع مشاركاتها ..ومبارياتها ..الأمر الذي ولد حالة من اليأس والاحباط لدى الكثيرين ..وأصبح الفوز لكرتنا اليمنية حلم غال جدا ومن الصعب تحقيقه على ارض الواقع بمنتخباتنا الوطنية ..وخاصة الأول منها ..والتي جعلته يحتل أسوأ المواقع في قائمة التصنيف الفيفاوية مؤخرا ..وكما يوجد لكل حالة استثناء فقد جاءت نتائج ومستويات المنتخب المدرسي في البطولة العربية لتشكل حالة الاستثناء الجميلة واللذيذة جدا لملايين الشارع الكروي في بلادنا ..والتي وجدت ضالتها المنشودة في انتصارات نجوم الاحمر اليمني المدرسية ..والتي عوضت بها جملة الاخفاقات التي رافقت منتخباتنا الوطنية ..والتي يحاول البعض التقليل من أهميتها بأنها بطولة مدرسية ليس إلا ..إلا أنه ونظرا لأن هذه
الانتصارات جاءت وتحققت لكرتنا الوطنية في ظل سنين عجاف شهدنا فيها القحط الكروي ..والظهور المخيب للآمال ..فجاءت البطولة المدرسية لتعيد الحياة إلى عروقنا النابضة بحب كرة القدم والتي كادت أن تموت بفعل الاخفاقات المتتالية لكبار اللعبة ..والتي لا يجب معها أن ننتقص من جهود نجوم المنتخب المدرسي في المنافسة على لقب البطولة والقيام بدور الحصان الأسود الذي تولى مهمة إقصاء الكبار ..في طريقه نحو الذهب .. وختاما نرفع أيدينا اليوم الجمعة ونبتهل بالدعاء سائلين المولى عز وجل أن يستجيب دعاءنا وتستمر عجلة الانتصارات اليمانية على الأراضي التونسية والتتويج باللقب المدرسي للمرة الثانية في تاريخ البطولة بعد انجاز العام 2007 م والذي شهد تتويج منتخبنا المدرسي بكاس ولقب البطولة العربية الثالثة والتي استضافتها بلادنا..
عبر البوابة التونسية ابرز المرشحين لخطف اللقب .. لتعود الفرحة إلى حياتنا الرياضية من جديد ..ومعها تعود الحياة لأجواء الاحتفالات والليالي الملاح.
Prev Post
Next Post