إلى هنا وكفى؟
عبدالله الدومري العامري
أوشكنا على دخول العام الخامس من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ولا زلنا نتعامل مع ما يحدث وكأنه شيء روتيني نتقبله ونعتاد عليه، ورغم ذلك لم نسأل أنفسنا عن سر ضعف الاهتمام بتناول انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية؟
من أجل صد زحف أو الهجوم على موقع يسقط من أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية شهداء وجرحى ،ونحن لم نكلف أنفسنا إبراز عظيم ما يقدموه من أجلنا ومن أجل وطننا؟
لماذا لم نعد نتفاعل في فضح مخططات ومؤامرات العدو؟
لماذا لم تعد أشلاء الأطفال والنساء تحرك مشاعرنا، وتشعل نار غضبنا تجاه من يرتكبونها بحق الأبرياء، ونحن نعلم أن ما يقتلهم هي صواريخ طائرات وبوارج وقذائف قوى العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم؟
يميتونا جوعاً بحصارهم، ونحن لا نتفاعل مع الحملات الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي المطالبة بفك الحصار ولا نتناولها بشكل بارز؟
والله لو أن كل ما يرتكبه العدوان في اليمن يحصل في دولة أخرى، لرأيت إعلامهم لا يكل أو يمل ،ولرأيت الشعوب تغضب وتنتفض ضد كل ما يرتكب من جرائم ، ونحن الذين نمتلك القضية العادلة ونمتلك الحق ،ومع ذلك لم نستطع تقديمه بالشكل المطلوب .
صحيح أن الغالبية يتفاعلون ويهتمون بالقضايا الداخلية التي تنشر، ويقل اهتمامهم وتفاعلهم عند كل جريمة يرتكبها العدوان ، لكن هل سألنا أنفسنا عن السبب ؟ أليس السبب هو من عندنا نحن ؟ أليس نحن من نعمل على خلق رأي عام ؟ اهتمامهم وتفاعلهم مع القضايا الداخلية والمماحكات السياسية ناتج عن اهتمامنا وتفاعلنا مع تلك القضايا ، لكن إذا قمنا جميعاً بالتفاعل والاهتمام بالقضايا الأهم ذات الأولوية فسنجد الجميع يتفاعلون معها وكل شخص له طريقته في الكتابة .
أيها الأخوة ..والله إن العدو يدرس وضعيتنا الداخلية ويرصد ويتابع أكثر منا نحن، وذلك من أجل أن يعرف الطريقة والمدخل الذي يستطيع من خلاله أن يبث سمومه من أجل تفريقنا وإلهائنا حتى يتسهل له تنفيذ مخططاته .
لذلك فلنستشعر المسؤولية ونتخلص من حالة الركود واللامبالاة التي تلازمنا ،ولنقم بدورنا أمام الله وأمام شعبنا .