عدوان تحالف الشر على العاصمة .. إيران وحزب الله.. ومحاولة خلط الأوراق
محمد المنصور
تحالف العدوان يرتكب جرائمه ومجازره عادة ثم يبحث عن ذريعة أو مبرر سرعان ما يثبت عكسه، وعدوانه الجوي على العاصمة ليل السبت الماضي وسط الأحياء المكتظة بالسكان كان بزعم تدمير مصانع الطيران المسير، وعندما اتضح كذب تلك المزاعم الإجرامية وأن الأماكن التي استهدفت مدنية ومنها مصنع بفك ومنازل مواطنين سقط فيها شهداء وجرحى ، فبرك تحالف العدوان اليوم أكذوبة جديدة مفادها أنهم قصفوا مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في العاصمة صنعاء ، ولعلها المرة الأولى التي يلجأ فيها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي إلى مثل هذا الزعم المناقض لخطابه الحربي وعناصره التبريرية لارتكاب جرائمه ومجازره في كل سياقاته الإعلامية العسكرية التي يعبر عنها الناطق باسمه وكذلك مسؤولوه السياسيون وصحافته منذ البداية.
ولعل حشر إيران وحزب الله من قبل تحالف العدوان محاولة لتبرير جريمته بالعدوان على العاصمة وما سيليها من جرائم أمام الرأي العالمي وأوساط الكونجرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي المطالبين بوقف العدوان والحصار على اليمن.
تحالف العدوان لجأ إلى ادعاءاته الكاذبة باستهداف مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في العاصمة صنعاء لكي ينال الغطاء اللازم لارتكاب مثل تلك الجرائم من الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على اعتبار المواقف المعادية لإيران في أمريكا والغرب ، وهو ما قد يشير إلى رغبة أطراف التحالف وداعميه بتجاوز اتفاق السويد المتعثر على اعتبار أنهم نظروا للاتفاق كتكتيك تم الاستفادة منه سياسيا وإنسانيا وعلى نطاق واسع ، وأنه يمكن من خلاله ابتلاع الحديدة فعليا مع استمرار ماراثون التفاوض حول بنود الاتفاق الإنسانية وتوظيفها للضغط والمساومات على الطرف الوطني إلى ما لا نهاية.
هذا الخلط السعودي الإماراتي الأمريكي المفضوح للأوراق ومحاولة استنساخ تواجد عسكري لإيران وحزب الله على الواقع اليمني في ظل العدوان والحصار يأتي بنفس منطق وأسلوب الكيان الصهيوني في العدوان المستمر على سوريا الذي يتبجح به نتانياهو عادة كما يتبجح به إعلام العدوان السعودي الإماراتي.
ولا شك أن تبرير إعلام التحالف السعودي الإماراتي العدوان على العاصمة بتلك الوحشية بأنه استهداف لمقرات الحرس الثوري وحزب الله يأتي كثمرة للتنسيق والتعاون العسكري السعودي الإماراتي مع الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن الذي لم يعد سراً ولا خافياً.
ثمة رغبة أمريكية بريطانية في استمرار واستثمار العدوان على اليمن لمزيد من إضعاف الشعب اليمني وإبقاء السعودية في المستنقع عرضة للاستنزاف المالي والقابلية للخضوع والابتزاز الامريكي الصهيوني في ملفات صفقة القرن والتصعيد ضد إيران..إلخ.
وثمة رغبة لدى تحالف العدوان ومرتزقته في طي صفحة اتفاق السويد تتضح في تعاطيهم السياسي والإعلامي مع الاتفاق منذ البداية ، وتتأكد من خلال ارتفاع كم ونوع الخروقات لاتفاق الهدنة في الحديدة ، وتعثر حلحلة كل الملفات الإنسانية، واستمرار التصعيد العسكري على مختلف جبهات المواجهة، واستمرار جرائم طيران العدوان ضد المدنيين بمختلف المحافظات والتي لم تنخفض كماً ونوعاً.
ويبدو أن الإدارة الأميركية المأزومة في الداخل تحبذ الهروب إلى افتعال مزيد من الأزمات في المنطقة العربية، وتصعيد العدوان السعودي الأمريكي التحالفي على اليمن يأتي في هذا السياق، الأزمات التي تشهدها سوريا وليبيا والعراق ولبنان والتصعيد ضد إيران ولا يمكن فصلها عن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن كمحصلة للاستراتيجية الأمريكية الغربية الصهيونية التي تدير الحروب والأزمات والفتن والصراعات بذات القوى الإقليمية والأطراف والوجوه والوسائل والآليات ولغاية محددة هي الهيمنة الاستعمارية المطلقة ودخول العصر الصهيوني الذي لن يتحقق لأن ثمة في الأمة أحراراً وشرفاء ، وثمة من يقدم الدماء والتضحيات ويمتلك الوعي والبصيرة.