المؤامرة الكبيرة
عبدالله الأحمدي
يبدو أن السلام في اليمن لازال بعيد المنال، وان فصول المؤامرة التي تحيكها القوى الاستعمارية وأدواتها ضد اليمن لم تكتمل بعد، ولم يحقق المتآمرون أهدافهم الخبيثة، برغم ما حل بالبلد من قتل ودمار وحصار وتجويع وترويع طوال ما يقارب الأربعة أعوام.
ويبدو ان استقلال اليمن وسيادته، ووحدة أراضيه أصبحت في مهب الريح، وأن مسألة تشظية، ونجاح المشروع الاستعماري اصبح واقعا معاشا على أيدي الأدوات الاقليمية والمحلية، وبإشراف الدول الاستعمارية، وما يجري في الجنوب ومارب وتعز والمخا أكبر دليل على ما نقول.
وكل يوم يبرز جديد في الشأن اليمني يؤكد الشكوك التي كان البعض من المهمومين بقضايا البلد يهجسون بها.
في منتصف يناير من هذا العام عقد اجتماع في المانيا بين الكثير من دول الاستكبار، ودول تحالف العدوان، دعا هذا الاجتماع الى عقد مؤتمر دولي حول اليمن، وطبعا اليمنيون مستبعدون جميعا من هذا الاجتماع، سواء جماعة فنادق الرياض، او انصار الله في صنعاء، وسيتم استبعادهم من المؤتمر القادم.
هذا المؤتمر الذي سيغيب عنه اليمنيون سيكون هو الأخطر، والذي، يعني أن القرار صار بيد الخارج، وأن الكثير من اليمنيين قد خرجوا من اللعبة واصبحوا ادوات بيد من يوجهون، ويمولون هذه الحرب. هناك شر يدبر لليمن يجري وراء الكواليس الدولية ضمن ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تديره امريكا واسرائيل.
الكثير من النخب اليمنية بدلا من أن تجنب البلد الحرب وتضحي من اجله ذهبت الى التضحية بالبلد من اجل مصالحها الشخصية.
أحرار اليمن يواجهون هجمة امبريالية شرسة على وطنهم، وبصدورهم وأدوات عسكرية متواضعة. يواجهون الصواريخ والطائرات وآلات الموت والدمار الهائلة التي تقتل النساء والاطفال والعجزة. اليمنيون يمتلكون إرادة فولاذية لا تلين، وهم يواجهون هذه الحرب الكونية عليهم. العدوان شكل حالة فرز للكثير من الامور، ووضح الصورة أكثر وأبرز العناوين.
تشير حالة الفرز إلى ؛ يمن الإيمان مقابل قرن الشيطان، ولا موقف ثالثا. والذين خانوا بلادهم، واصطفوا الى جانب قرن الشيطان هم الأخسرون أعمالا، والأيام بيننا.
ما يجري من تغاضٍ عن الخروقات في الحديدة من قبل الصهيوني باتريك كاميرت كنا قد حذرنا منه، ودعونا الى اليقظة والحذر من المؤامرة الصهيونية التي يديرها مجلس الأمن ودول الاستكبار التي تسيطر عليه، إضافة إلى قارونات المال في الخليج السعودية.
مجلس الامن والمنظمات الدولية لا يصدرون في مواقفهم عن مهنية، وانما عن تكتيك وتباطؤ وجرجرة للأمور لصالح العدوان وادواته. فهو(أي مجلس الأمن) جزء من المؤامرة الكبرى على اليمن.
وكل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تتاجر بمآسي اليمنيين، بل وتقلل من جرائم العدوان ضد المدنيين من الاطفال والنساء والعجزة. ومن يلق نظرة على تقرير مجلس حقوق الانسان الصادر في العام الماضي ير العجب العجاب.
يقول التقرير إن عدد الضحايا من المدنيين هو فوق العشرة الاف بقليل، ويتوقف عند ذلك، بينما الحقيقة أن الضحايا يزيدون عن 70 الف ضحية. وهكذا بالنسبة للجرحى.
لا تستغربوا ما يحدث في الحديدة وسكوت المنعوث) المبعوث (الأممي، فكل مبعوثي الامم المتحدة ليس في وارد مهمتهم تحقيق السلام وايقاف الحرب، بل هناك مهام اخرى لهم تخدم المشروع الاستعماري وأجندات أدواته.
اتفاق السويد حول التهدئة في الحديدة بدأ بمراقب واحد، ثم بقرار من مجلس الامن بإرسال 75 مراقبا، وسيأتي قرار آخر بارسال قوات مراقبة دولية. وهكذا تمضي سياسة (المرابط.. (الخروقات التي تمارسها قوى العدوان ومرتزفتها، وسكوت المبعوث الدولي ومندوبه في الحديدة، أضعفت امال السلام التي انعشها اتفاق السويد لدى اليمنيين.
وللأمانة فالأمم المتحدة ومجلسها عاجزون عن تحقيق السلام، وحل قضايا الشعوب ليس في اليمن فقط، بل في كل أنحاء العالم، لأن هذه الهيئات أصبحت مسيسة، وتعمل لصالح القوى الاستعمارية. انظروا إلى قضية الشعب الفلسطيني، أكثر من سبعين عاما ولم يستطع مجلس الأمن إعادة لاجئ واحد فما بالك بحل قضية.
والخلاصة: إن السلام لن تأتي به الامم المتحدة، ولا دول العدوان وأدواتها، بل سيفرضه الشعب بصموده ودفاعه عن استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه، وقضيته العادلة.