آل سعود بين الزعامة والسخافة

 

عبدالفتاح علي البنوس

يحاول آل سعود التغطية على فشل سياستهم الداخلية والخليجية والعربية والدولية التي جعلت منهم أضحوكة العالم بأسره ، من خلال الذهاب نحو إظهار العظمة ولعب دور الزعامة في المنطقة عبر سعيهم لتأسيس ما يسمى بكيان البحر الأحمر ، هذا التوجه المثير للسخرية والاستهزاء يأتي في الوقت الذي بات فيه مجلس التعاون الخليجي مهدداً بالتفكك والانقسام والتشظي نتيجة الرعونة التي يتسم بها صناع القرار في السعودية بقيادة المهفوف محمد بن سلمان الذي عمل منذ توليه مهام ولي العهد على الدخول في خلافات وافتعال أزمات مع بعض دول المجلس وفي مقدمتها قطر التي أعلنت السعودية مقاطعتها وفرضت عليها حصاراً شاملاً بمشاركة الإمارات ومصر والبحرين والأردن ، حيث عملت السعودية والإمارات على تسخير مجلس التعاون الخليجي وتكييفه لخدمة مصالحهم وأهدافهم ومخططاتهم التآمرية ، وهي ذاتها التي تعاملوا بها فيما يخص الجامعة العربية التي حولها آل سعود وآل نهيان إلى جامعة خاصة بهم ومنطلقا للمؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية وقضايا العرب المصيرية وفي طليعتها القضية الفلسطينية .
وذهب المهفوف محمد بن سلمان إلى العبث بأمن واستقرار المنطقة من خلال السير خلف المخططات والمشاريع الأمريكية ، فأقحم السعودية في عدوانها وحربها الهمجية على بلادنا وقاد تحالفاً إجرامياً ضد أبناء يمن الحكمة والإيمان وفرض حصاراً شاملاً على ملايين اليمنيين ، ومضى في دعم الجماعات الإرهابية في سوريا ، وتأجيج الفتنة في لبنان باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني المكلف رفيق الحريري في الرياض وإجباره على تقديم استقالته من الرياض ومهاجمته لحزب الله وذلك في محاولة منه لإشعال فتنة مذهبية وطائفية في لبنان ، وصولاً إلى فضيحته الكبرى بتورطه في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والتي شكلت ضربة قاضية لطموحاته التي كان يسعى من خلالها لتمكينه من لعب دور الزعامة على المنطقة ، حيث جلبت قضية خاشقجي عليه السخط العالمي الذي يتنامى يوماً بعد آخر .
وفي ظل هذا الوضع الصعب ، ذهب بن سلمان إلى التغطية على سلسلة إخفاقاته وسقطاته المتكررة من خلال الذهاب نحو إنشاء كيان جديد يضم الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن المتوقع أن يضم “كيان البحر الأحمر” كلاً من السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن ، حيث أكدت السعودية أن هذا الكيان من شأنه تعزيز الأمن ومضاعفة فرص الاستثمار والتنمية لدول البحر الأحمر، كما يهدف إلى حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية وهو ما يدعو للاستغراب ، حيث قوبلت هذه الخطوة بحالة غير مسبوقة من التندر من قبل العديد من المحللين والمتابعين، حيث اعتبروا فكرة سعي السعودية لتأسيس كيان يضم دول البحر الأحمر محاولة بائسة منها للتغطية على فشلها في سياستها الخارجية وعجزها عن مواجهة حالة الكراهية المتنامية تجاهها في المنطقة والعالم جراء جرائمها في اليمن وتورطها في مقتل خاشقجي ، مشيرين إلى أن فكرة تأسيس كيان دول حوض البحر الأحمر تعود إلى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي قبل حوالي40 عاماً والذي جاءته الفكرة بهدف مواجهة الخطر الصهيوني خصوصاً عقب حرب 1973وتنامي الأطماع الصهيونية في المنطقة ، مؤكدين أن محاولات النظام السعودي الذهاب خلف تأسيس كيان يضم دول حوض البحر الأحمر يهدف بدرجة أساسية لتأمين إسرائيل ومصالحها وتمكينها من السيطرة على مضيق باب المندب تحت رعاية وإسناد أمريكي .
بالمختصر المفيد.. السعودية لم تحسن الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي ودفعت به نحو حافة السقوط والانهيار والانقسام ، وأفرغت الجامعة العربية من محتواها وحولتها إلى جامعة خاصة بها وبالإمارات وباتت مصدر تهديد للملاحة البحرية وعبر البحر الأحمر ، وأضحت مصدراً للقلق والإجرام في المنطقة غير مؤهلة للاستمرار في إدارة شؤون بلاد نجد والحجاز، فكيف بإدارة كيان يضم دول حوض البحر الأحمر؟! إنهم أعجز من أن يحموا أنفسهم ، هذه هي حقيقتهم المخزية والمذلة ، ومهما حاولوا الظهور بخلاف ذلك ، فما يصح إلا الصحيح والعالم بات يدرك تماماً حقيقتهم التي لم تعد خافية على أحد وأضحوا مهزلة للعالم قاطبة ، لذا لا غرابة أن يتسابق السعوديون في الخارج للتخلي عن جنسيتهم السعودية التي جلبت عليهم العار .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله

قد يعجبك ايضا