اليمنيون ولوحة المولد النبوي
عبدالفتاح علي البنوس
رسم اليمنيون يوم أمس لوحة إيمانية روحانية بديعة ، لوحة يمانية تفرد بها أبناء اليمن على سائر الشعوب العربية والإسلامية ، لوحة الفرادة والتميز ، لوحة الوفاء لرسول العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كنت حاضرا في ساحة جامعة ذمار وشاهدت من الحشود الجماهيرية الغفيرة من الرجال والنساء الكبار والصغار من محافظتي ذمار والبيضاء ومن المحافظات الجنوبية الذين تسنى لهم حضور الاحتفال الجماهيري الكبير التي تشرفت باستضافته محافظة ذمار ، حشود هائلة تقاطرت منذ ساعات الصباح الباكر على ساحة الاحتفال ، ساحة الاحتفال تحولت إلى طوفان بشري غير مسبوق ، الكل على قلب رجل واحد ، قدموا لإحياء مولد الرسول الأعظم ، والصلاة والسلام عليه وآله ، الكل رسموا لوحة المولد النبوي المحمدي الأكبر في تاريخ المنطقة ، قياسا على حجم التواجد والتوافد في مختلف ساحات العزة والكرامة والصمود التي احتضنت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف .
لوحة يمانية إيمانية تعد بحق مفخرة لكل اليمنيين واليمنيات على مر العصور ، فلم يحتشد اليمنيون بكل هذا الكم الهائل ، ولم يشاركوا بكل هذا الزخم إلا في مولد النور صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله لهذا العام ، لقد أراد اليمنيون أن يرسلوا للعالم أجمع ولقوى العدوان ومرتزقته رسالة بأنهم على الدرب والمنهج والمسار المحمدي الذي رسمه وخطه لهم رسول الله محمد الصادق الأمين قبل أكثر من 1400عام ، الدرب والمنهج الجهادي الذي حطم الأصنام وأسقط الطواغيت ودك معاقلهم وأرسى قيم العدل والمساواة ورسخ مبادئ الدين ، فكيف لنا لا نحتفل بمولد هذا المنقذ الرباني الذي أنار للعالم طريق الهداية وشرح لهم معالمها وبين لهم الحق من الباطل والخير من الشر والعدل من الظلم ، إن احتفالنا بمولده هو مناسبة دينية عظيمة يجب أن نستغلها ونستثمرها الاستثمار الأمثل ،وأن نجعل منها فرصة لتجديد النشاط الإيماني والاندفاعية الجهادية .
وقد زاد الاحتفالات بهاء وألقا إطلالة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي المباشرة وكلمته التوجيهية التي تمثل برنامج العمل خلال المرحلة المقبلة والتي تضمنت الكثير من النصائح والإرشادات والتحليل والاستنباط والتفسير الدقيق لكل تفاصيل الحياة المرتبطة بحياة البشر ودورهم في إعمار الأرض وعبادة الله بإخلاص والجهاد في سبيله اقتداء بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كلمة تكتب بماء الذهب وهي تستعرض مسيرة الدين والتقى والسعادة والفلاح والرشاد التي قادها بنجاح واقتدار رسول الله وأمر بإتباعها والسير على إثرها للوصول إلى النعيم الدائم والسعادة الدائمة .
إكتمل المشهد الإيماني المحمدي في العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة وإب وذمار وفي مختلف المناطق التي أصر أهلها على أن يكون لهم شرف وأجر المشاركة في إحياء ذكرى المولد النبوي ، مشهد أنا على ثقة مطلقة بأنه أغاظ المنافقين واليهود والمرتزقة وأسيادهم وأصيبوا على إثره بالحسرة والخزي والمهانة ، فكما تنكروا لوطنهم وشعبهم ، هاهم يتنكرون لرسولهم ويستثقلون ويستنكرون الاحتفال بمولده ، وكأنهم اكتفوا بخليفتهم ترامب وبأسيادهم آل سعود وآل نهيان وهذا والله هو الخسران المبين وهذا هو الخذلان من الله والعياذ بالله ومن خذله الله فلا ناصر له وإن تحالف معه العالم أجمع .