الثورة نت../
شارك رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في اللقاء الاجتماعي الموسع الذي نظمته اليوم بصنعاء الدائرة الاجتماعية في المكتب التنفيذي لأنصار الله لدراسة المستجدات في الساحة اليمنية بمناسبة ذكرى المولد النبوي تحت شعار ” محمد .. الأسوة الحسنة “.
وفي اللقاء عبر رئيس الوزراء عن شكره للمكتب التنفيذي على تنظيم الفعالية الفكرية الثقافية الاجتماعية عن أشرف المخلوقات محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم .
واعتبر يوم مولد خير الورى محمد عليه الصلاة والسلام إحدى المحطات الهامة في تاريخ الأمة الإسلامية، وله قدسيته لدى جميع المسلمين من كل المذاهب والطوائف .
ولفت إلى أن الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام إنسان استثناء في هذه الحياة وفي التاريخ، حيث وقف أمامه الفلاسفة والمفكرون في العالم أجمع، يدرسون شخصيته دراسة معمقة وكيف نجح في حمل أعظم رسالة، ونقلها من مكة المكرمة إلى جميع أصقاع الأرض .. مبينا أن مناسبة مولده ينبغي أن يعتز بها كل مسلم ومسلمة وأن يُحتفي بها إحتفاء مشرفا.
وقال ” لم يكن غريبا على الإطلاق على مجتمعنا أن يحتفي بهذا اليوم بمختلف شرائحه، إلى أن جاءتنا بعض الأفكار الدخيلة على أسلافنا وثقافتنا وهويتنا، الذين اعتبروا الاحتفاء بهذا اليوم بدعة ينبغي أن لا تتبع “.
وأضاف ” إن هذه الدعوات الدخيلة على الفكرة الإسلامية وتاريخها الطويل منذ ألف وأربعمائة عام ونيف يجب أن لا ننجر وراءها، ذلك أن يوما عظيما كهذا ينبغي أن يحتفي به الجميع من كل المذاهب والطوائف “.
وعرج رئيس الوزراء في كلمته على اللحظات المفصلية الكبيرة التي يسجلها الإنسان اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وأبناء القبائل اليمنية كافة .. موضحا أن الجميع يسجلون بحضور لافت وبعزيمة قوية وبإصرار ثابت على أن الدفاع عن الوطن شيئا أساسيا أكدت وحثت عليه الرسالة المحمدية.
وأشار إلى أنه ليس من خيار أمام الإنسان اليمني سوى الثبات والصمود وبقاءه في كل جزء محرر للدفاع عنه باستماتة عالية .. محذرا الجميع من الأراجيف والأكاذيب والمشاريع التي يخطط لها المعتدين كي تثبط عزائم الشعب اليمني وتضعفه من الداخل.
وأكد على المسؤولية العظمى التي يستشعرها الجميع في هذه الفترة للدفاع عن كل شبر من هذا الوطن مدنه وشوارعه وحاراته وعن شرفه في وجه الغزاة.
وشدد الدكتور بن حبتور، على أن الشعب اليمني وهو يواجه المعتدين والطامعين، ليس هناك من خيار أمامه سوى مواصلة مقاومتهم والموت حرا شريفا أو النصر.
ونبه إلى ضرورة أن يعي الجميع ونذكر أنفسنا وأجيالنا وكل شرائح المجتمع أن تاريخ العدوان علينا لم يبدأ في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، بل بدء في ١٩٣٢م، وأنهم أتوا لغزونا دوما ولم نذهب نحن لغزو أحد على الإطلاق.
وقال ” عندما يطالبوننا أن نسلم أسلحتنا، فهذا أمر محال ومستحيل أن يقدم عليه الشعب اليمني على الإطلاق، الذي تعمل كل شرائحه والقيادات في الدولة من أجل حشد كافة الطاقات لمواجهة العدوان، من أجل أن نحيا أعزاء كرماء على هذه الأرض، وعلى هذه التربة وأن لا نكون تابعين”.
وأضاف ” في هذه اللحظات نستذكر الدروس العظيمة من رسولنا الذي قاوم أولا بالكلمة وثانيا بالموقف وثالثا بالهجرة إلى المدينة كي يتكئ على الأنصار أجدادنا الذين نصروا الإسلام بالأمس ونحن ننصره اليوم”.
وتطرق رئيس الوزراء إلى المشاريع السياسية والإعلامية التي تروج لها الإدارة الأمريكية بشأن اليمن .. مبينا أن الهدف منها تثبيط همم المقاتلين في الجبهات وتخفيف الضغط والعبء الإعلامي والسياسي عليها وعلى الدول الغربية، التي دائماً تتحدث عن الأخلاق وقيم حقوق الإنسان والمعاني النبيلة والمٌثل.
وأوضح أنهم في الوقت الذي تناسوا فيه أن الشعب اليمني يٌقتل بأسلحة أمريكية وذخائر بريطانية وفرنسية وألمانية تحدثوا بإسهاب على مقتل شخص واحد .. مشددا على أهمية أن لا تمر هذه المشاريع كلها علينا مرور الكرام سيما التصريحات التي تتحدث عن تأخير في موضوع المشاورات والحوار ما بين أطراف القضايا اليمنية.
وقال “نحن من هنا نؤكد أن أي تأخير أو مماطلة في القدوم على أي حل سياسي هو مزيد من قتل اليمنيين إما بالموت حصارا أو بالقتل بالطائرات الأمريكية السعودية الإماراتية، وبالتالي قد يكون لدينا رأي آخر بعد ذلك بان لا نواصل هذه المشاورات “.
وأضاف ” إن هذه المشاورات إذا لم ترتبط بإرادة دولية حقيقية فهي لا تعنينا على الإطلاق ، وهذه مسألة ينبغي أن يأخذها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وغيره من الذين يجوبون العالم ويسكنون في فنادقه على حساب الشعب اليمني وأوجاعه”.
وفي اللقاء الذي حضره القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس وعدد من الوزراء والمسؤولين .. أشار مسئول الدائرة الاجتماعية علي المتميز إلى أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، باعتبارها مولدا للأمة الإسلامية والعزة والكرامة والحرية.
ولفت إلى أن الله بعث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وأكرمه بصفات ومؤهلات لم ينالها احدً من البشر في هذا العالم لما تميز به من عظمة ونفس زكية وتفاني في هداية الناس.
واعتبر إحياء المولد النبوي يعرف الجميع بالقيم والمبادئ التي تحرك من أجلها النبي عليه الصلاة والسلام والتي الأمة إلى قوله سبحانه وتعالى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله “.
وأوضح المتميز أن الاحتفال بالمولد النبوي يٌقدم رسالة للأعداء أن تضليلهم للأمة وتمزيقها وإبعادها عن نبيها وقرآنها باءت بالفشل، ما يتطلب على الجميع أن يكونوا أكثر وعيا ومعرفة وتمسكا وتأسيا برسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ودعا الجميع إلى التحرك الجاد والتحشيد للجبهات ورفدها بالمال وبالرجال خاصة جبهة الساحل الغربي لصد العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف النيل من الوطن وأمنه واستقراره ونهب خيراته وثرواته .
وفي اللقاء قدمت أربع أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى التي قدمها وزير الإعلام ضيف الله الشامي بعنوان” الرسول والرسالة” مواقف الرسول ومنهجيته ومبادئه كقائد ومعلم، في حين استعرضت الورقة الثانية لعضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد طرق وأساليب الحرب الناعمة والرياح الباردة وآلية المواجهة وطرق المعالجة.
فيما أشار الشيخ شمسان أبو نشطان في ورقة العمل الثالثة إلى أهمية النفير للجبهات وتفعيل جوانب التحشيد والدعم بالمال والرجال .. مستعرضا مساوئ الاحتلال وسلبيات الغزاة وأطماع المحتلين وانتهاكاتهم .
بدوره قدم القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ورقة العمل الرابعة بعنوان “دعوة المغرر بهم للاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى صف الوطن” .. حاثا المغرر بهم الاستفادة من قرار العفو العام واحتواء الجهات المختصة الرسمي والمجتمعي لهم.
ودعا بيان صادر عن اللقاء إلى التفاعل والحشد المشرف للفعالية المركزية بمناسبة ذكرى مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله واستغلال المناسبة في تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي .
وأكد البيان على سيادة واستقلال ووحدة اليمن ورفض أشكال الوصاية الخارجية ومحاولات التجزئة والتقسيم .. مشددا على أهمية تفعيل مؤسسات الدولة ضمن أولوية مواجهة العدوان بما يعزز من حالة الصمود الاجتماعي ويخفف معاناة اليمنيين التي تسبب بها العدوان.
ودعا البيان إلى مكافحة الفساد ومعاقبة كل من يثبت تورطه بارتكاب أي جريمة فساد والعمل الجاد على رفع وتحسين الإيرادات المحلية بما يكفل تسليم المرتبات حسب الإمكانيات .. لافتا إلى أهمية الوقوف إلى جانب أبناء المناطق الساحلية وما يتعرضون له من أعمال قتل وإجرام واستهداف للبنية التحتية من قبل قوى العدوان ومرتزقته.
كما أكد البيان أنه الخيار الوحيد للشعب اليمني، هو الاستمرار في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي حتى تحرير المناطق اليمنية المحتلة سواء المحافظات الشمالية أو الجنوبية .. داعيا المغرر بهم الاستفادة من فرصة العفو العام والعودة للصف الوطني وعلى الجهات المختصة توفير البيئة المناسبة لعودتهم.
ولفت البيان إلى ضرورة ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والإحسان اقتداء برسول الإنسانية وتمتين أواصر الإخاء بين أبناء الشعب اليمني والاهتمام بأسر المرابطين في الجبهات وكذا أسر الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى من الجيش واللجان الشعبية .
وشدد البيان على أهمية تعزيز الجبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود خاصة جبهة الساحل الغربي ورفدها بالمال والسلاح والرجال .. داعيا إلى الاهتمام بالزراعة وإحياء الأراضي واستصلاحها، ورفض ما تقوم به قوات الاحتلال بالمحافظات الجنوبية ومأرب وتعز من تمزيق ونهب واستغلال للثروات وقتل وتشريد وتدمير لأبناء تلك المحافظات.
كما دعا البيان إلى رفد الجبهات بالمال والرجال بقافلة الرسول الأعظم والتي سيتم تسييرها إلى كافة الجبهات دعما وإسنادا للجيش واللجان الشعبية.
سبأ