*سقطرى اليمنية تتحول إلى حلبة صراع بين دولتي الاحتلال الإماراتي والسعودي
الإمارات عززت وجودها العسكري بإرسال قوات للسيطرة على مطار وميناء الجزيرة
الثورة / محمد شرف الروحاني
رغم إعلان احمد عبيد بن دغر رئيس وزراء حكومة الفار هادي عن انتهاء الأزمة في جزيرة سقطرى الا ان هذه الأزمة لم ولن تنتهي, فالصراعات ستستمر ومساعي الإمارات للاستحواذ على جزيرة سقطرى مستمرة وستتخذ أشكالاً عديدة فالإمارات لديها مشروع وأجندة تسعى لتحقيقها على هذه الجزيرة اليمنية ولن تترك جزيرة سقطرى مادام الوضع على الأرض لا يخدم مصالحها , وتدخل السعودية وإرسال قوات إلى جزيرة سقطرى لم يكن لإنهاء الأزمة هناك كما أشيع وإنما كان لكبح جماح أبو ظبي وضمان عدم استحواذها على الجزيرة وبالتالي انفلات الأمور من أيدي السعوديين وعدم حصولهم على نصيبهم على ارض هذه الجزيرة , وسنحاول في التقرير التالي تسليط الضوء على الأحداث التي جرت مؤخرا على ارض جزيرة سقطرى وكيف أن الجزيرة تحولت إلى حلبة للصراع بين دولتي الاحتلال الإماراتي والسعودي للحصول إلى اكبر قدر من المصالح على أراضي اليمن المحتلة .
صراعات للسيطرة
عدد من المراقبين يصفون ما حدث مؤخرا في جزيرة سقطرى بأنه محصلة لتفاعلات بين قوات الاحتلال الإماراتي وأتباعها من جهة وقوات الاحتلال السعودي وأتباعها من جهة أخرى فالسعودية والإمارات تسعيان لتقاسم المحافظات اليمنية المحتلة والحصول على اكبر قدر من المكاسب فقبل أحداث جزيرة سقطرى الأخيرة ظهرت الخلافات واضحة وجلية بين دول الاحتلال بعد تشكيل ما يسمى ( الائتلاف الوطني الجنوبي ) والذي أنشأه الفار هادي في الرياض وبدعم من النظام السعودي ويضم حزب الإصلاح مع بعض التشكيلات السياسية الجنوبية واتى تشكيل هذا المجلس ليكون بديلا للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا خوفا من انفراد السيطرة للمجلس الانتقالي وبالتالي سيطرة الإمارات على مجريات الأمور في المحافظات الجنوبية المحتلة ،كما تزايدت الأصوات التي تنادي إلى برحيل الاحتلال الإماراتي من المحافظات الجنوبية المحتلة وامتلأت جدران مدينة عدن بالعبارات التي تدعو إلى رحيل المحتل الإماراتي ، الإمارات بدورها ردت على ما يجري من تصعيد نحوها فقد اوعزت إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي التابع لها في حضرموت لإصدار بيان شديد اللهجة دعا فيه إلى إجلاء قوات علي محسن من وادي وصحراء حضرموت وبحسب البيان الصادر مما يسمى مجلس انتقالي حضرموت التابع للإمارات فإن بقاء قوات علي محسن في حضرموت يشكل خطرا قويا على حضرموت والجزيرة العربية بأكملها وان إصرار علي محسن على بقاء قواته في حضرموت مؤشر خطير على الدور الذي قامت به وستقوم به هذه القوات مستقبلا خاصة وان عقيدتها مستمدة من العقيدة الاخوانية الانتهازية التي تتحين الفرص للانقضاض على الثروات واستهداف بنيان الدولة الوطنية وتفكيكها لصالح المشروع الاخواني العالمي كل هذه التطورات لم تكن الا نتاجاً للصراع الذي يجري بين دول الاحتلال للسيطرة والاستحواذ على أكبر قدر من الاراضي اليمنية المحتلة .
ابوظبي تعزز نفوذها
وكانت مصادر يمنية أفادت أن طائرات عسكرية إماراتية حطت فجأة في مطار سقطرى تزامنا مع زيارة بن دغر للجزيرة وقامت بطرد القوات التابعة لحكومة الفار هادي المتمركزة بالمطار وانتقلت بعدها للسيطرة على ميناء سقطرى, وهذا هو سبب المظاهرات التي انطلقت في عاصمة الجزيرة حديبو ومناطق أخرى في الجزيرة على إثرها حصل توتر كبير بين حكومة الفار هادي ودولة الإمارات مما استدعى الجانب السعودي لإرسال قوات كبيرة إلى الجزيرة لضمان عدم سيطرة واستحواذ الإمارات على هذه الجزيرة وخروج الأمور من أيدي السعوديين .
في وقت سابق تحدثت جريدة الواشنطن بوست عن تعزيز الإمارات لوجودها العسكري في جزيرة سقطرى محاولة بسط نفوذها من خلال بناء قاعدة عسكرية ومركز اتصالات استخباراتي وإجراء تعداد للسكان ومغازلة سكان سقطرى بتوفير إمكانية السفر جوا مجانا لهم لأبو ظبي للحصول على الرعاية الصحية وفرص العمل وكل ذلك امتداد لوجودها وسيطرتها على الجزيرة بشكل كامل .
حكومة عاجزة
المحلل السياسي خالد الآنسي تحدث عن الوجود الامارتي على جزيرة سقطرى قائلا (المسؤولية في سقطرى تقع على عاتق الحكومة ، لكنها حكومة بعيدة عن الواقع ومنعزلة وتعيش في فنادق بعيدة عن اليمن اما الأصوات التي تنادي بطرد الإمارات من التحالف العربي في اليمن هي أصوات يائسة وبائسة فالوجود الإماراتي في الجزيرة سيستمر وسيتخذ أشكالا متعددة فالإمارات لن تترك جزيرة سقطرى ولا مناطق أخرى من اليمن مادام الوضع على الأرض لا يخدم مصالحها فدولة الامارت لها أجندة ولها مشروع تسعى لتحقيقه وهذا واضح من خلال التحرك وتعزيز الوجود العسكري داخل الجزيرة ونستطيع القول ان الجزيرة باتت محتلة من قبل الإمارات وبكل ما تحمله كلمة الاحتلال من معنى .
اخر الاستحواذات
صحيفة الإندبندنت البريطانية نشرت تقريراً قالت فيه أن سقطرى واحدة من آخر الاستحواذات الإماراتية في إطار بناء إمبراطوريتها خارج أراضيها بما فيها مشاريع مثيرة للجدل في جيبوتي وإريتريا والصومال ، وقالت الصحيفة إن انعدام الشفافية أثار المخاوف في جميع أنحاء سقطرى تجاه خطط الإمارات فيها خاصة في ظل غياب الإعلام داخلها، وعدم قدرة الصحفيين على دخولها، مشيرة إلى أن الإمارات التي تتكون من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين تتصرف وكأن هناك إمارة ثامنة في اليمن ،ولفتت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من نقل كنوز جزيرة سقطرى في رحلات أسبوعية إلى أبوظبي بعيدا عن الرقابة اليمنية ، وبحسب روايات سكان جزيرة سقطرى لصحيفة الاندبندنت ، قام المسؤولون الإماراتيون بالذهاب إلى بيوت السكان بيتا بيتا وأجروا إحصاء لعدد السكان، وهو أمر لم تشهده سقطرى منذ عام 2004م ، ويقول السكان إن أجزاء كبيرة من الجزيرة المحمية 70% تم تجريفها لبناء فنادق عليها وتم كشط الهضاب الكلسية من شركات بناء إماراتية ، ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال إماراتي قوله إنه يقوم ببناء فندق 5 نجوم على رمال سقطرى البيضاء وليس بعيدا عن الشعب المرجانية ، وبحسب تقرير الصحيفة لم تكشف الإمارات عن خطط تطوير أو خطط سياحة واسعة ولكنها اعترفت في مايو الجاري ، بأنها ترسل المجندين إلى سقطرى من أجل تلقي مهارات قتالية متقدمة واستخدام السلاح ودورات إسعافات أولية، ويتم نقل هذه القوات فيما بعد لجبهات القتال في الأراضي اليمنية الأخرى ،ولفتت الصحيفة إلى أن هناك اعتقادا وتقارير صحفية بأن هادي قام قبل فراره من صنعاء بتأجير سقطرى و3 جزر أخرى للإماراتيين لمدة 99 عاما, وتابعت الصحيفة إنه بعد ثلاثة أعوام من الحرب أصبحت الدولة اليمنية المتمزقة مفتوحة لأي طرف، واكتشفت الإمارات التي ظلت ولوقت طويل في ظل القوة الإقليمية السعودية أن اليمن يمكن أن يكون الأرض المثالية لفحص طموحاتها في مرحلة ما بعد الربيع العربي وحاكمها الفعلي، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
أدوات إماراتية
صحيفة الواشنطن بوست الأميركية كشفت في تقرير لها عن الأدوات الإماراتية وكيفية التحرك الإماراتي داخل الجزيرة لإحكام السيطرة عليها فبحسب الواشنطن بوست ( يعد شراء الأراضي من ابرز التحركات الإماراتية في جزيرة سقطرى ويشرف عليه شخصيتان إماراتيان وهما المدعو ابومبارك خلفان بن مبارك المزروعي والذي وصل إلى الإمارات بغطاء خيري من مؤسسة خليفة الخيرية والثاني ابو طارق ووصل هو الآخر بالطريقة ذاتها واسمه محمود فتح علي آل خاجة وبدأ آل خاجة والمزروعي فور وصولهما بتوزيع أموال بسخاء للمسؤولين في جزيرة سقطرى ولمدراء المكاتب الحكومية لشراء ذممهم ومع تواجد القوات الإماراتية على الجزيرة بات لهم إصدار أوامر بالتنفيذ كما وزعت الإمارات سيارات دفع رباعي وشققاً على مسؤولين ووجهاء ومشائخ بغرض شراء الولاء وأبرزهم المحافظ السابق سعيد باحقيبة والمحافظ الحالي سالم السقطري ومدير الأمن وقائد اللواء الأول مشاة بحري وقائد القوات البحرية ولم يقف الأمر عند توزيع السيارات والشقق لهؤلاء بل احضر بعضهم إلى الإمارات لشراء ذممهم وولائهم .
وأضافت الصحيفة : المجال الديني استغلته الإمارات هو الآخر لبسط نفوذها وكان لهاني بن بريك دور كبير في تنسيق دورات دينية للخطباء والدعاة في ابو ظبي ولإكمال السيطرة شغلت الإمارات في شهر مارس الماضي شركة اتصالات إماراتية في سقطرى ومصانع أخرى يشرف عليها خلفان المزروعي .
وكشف ضباط يعملون في مطار سقطرى للصحيفة ان الإماراتيين يقومون بتهريب ثروات حيوانية وبيئية نادرة من الجزيرة و يقومون بأشغال وحفريات في مناطق أثرية بهدف بناء قصور لهم مطلة على البحر .