عادل بشر
تتحول العطلة الصيفية لدى بعض الطلاب إلى كابوس مرعب ,حيث يدفعهم ابآؤهم إلى الانخراط في سوق العمل ,وتزداد معاناتهم أكثر عندما تتزامن العطلة الصيفية مع شهر رمضان المبارك.. ومن هؤلاء طفل يدعى مراد ويبلغ من العمر 11 عاما لم ينفذ أوامر والده بالخروج إلى العمل نهار رمضان فكان مصيره الضرب حتى فارق الحياة.
الحادثة شهدتها أمانة العاصمة وتفيد التفاصيل أن الأب يبلغ من العمر44 عاما ولديه سبعة من الابناء والبنات وليس لديه عمل ثابت أو وظيفة دائمة يعتمد عليها في تلبية متطلبات المعيشة لأسرته , وكل يوم يخرج من المنزل ويتجه إلى حراج العمال لانتظار فرصة عمل لدى هذا المقاول او ذاك وخلال شهر رمضان يقوم الأب ببيع “السنبوسة” على متن عربيه اشتراها لهذا الغرض.
اعتاد الأب أن يساعده في هذا العمل ابنه مراد , وفي احد الأيام اعد الأب نفسه للخروج إلى العمل في بيع السنبوسة كعادته وحين سأل عن ابنه مراد كي يذهب معه أخبرته زوجته انه مريض ومصاب بالحمى و”القيء” ولن يستطيع الذهاب إلى العمل هذا اليوم.
لم يتقبل الأب هذا الأمر واعتبرها حركات من الطفل ووالدته للبقاء في البيت , وأخبرها انه سوف يذهب الى العمل ويجب عليها أن تُعد ابنها وترسله وراءه لمساعدته ,مالم فإن العقاب سيكون شديداً.
أخذ الأب عربيته وانطلق إلى زاوية الشارع ,حيث يبيع السنبوسة وبدأ بممارسة عمله إلى جوار الباعة الآخرين ,, وحصل أن احتد التنافس بينه وبين احد الباعة ووصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي وتم نقلهما إلى قسم الشرطة , ثم حُلت الإشكالية التي بينهما بشكل سريع وتم الإفراج عنهما ليعود كل منهما إلى ممارسة عمله ولم يكن قد تبقى سوى وقت قصير لأذان المغرب , وفوجئ والد مراد أن ابنه لم يأت للعمل ,بينما جاره المنافس له كان ابنه قد حل مكانه اثناء وجودهما في القسم وباع جميع السنبوسة التي لديهم.. وكان هذا سببا إضافيا لإشعال نار الغضب لدى الأب تجاه ابنه.
حين عاد الأب إلى المنزل كان أشبه بشعلة نار متقدة وبمجرد أن دلفت قدماه باب المنزل سأل عن مراد ولماذا لم يلحق به ,فحاولت الأم تهدئته وإقناعه بأن ابنه فعلا مريض ولم يستطع الخروج ,ولكن هذا الأب لم ينتظر حتى تكمل الأم كلامها ,فاتجه مباشرة إلى حيث ينام ابنه وضربه بكل ما أوتي من قوة ولم تفلح توسلات الأم في ايقاف وحشية الأب ,فخرجت إلى الشارع تصيح وتستنجد بالناس ,فيما كان الأب مستمرا في إفراغ شعلة الغضب التي بداخله على ابنه وحين دخل الجيران وجدوا الطفل جثة هامدة تُداس تحت أقدام الأب الذي كان في حالة هستيرية شديدة.
تم ضبط الأب واحتجازه ليتضح بعد ذلك وبشهادة زوجته انه يعاني من حالة نفسية صعبة ثم تكفل احد فاعلي الخير بعلاجه ورعاية أسرته.