الشهيد الصماد عطاء ليس له حدود

 

زيد البعوة

لم يكن الشهيد الصماد حزبياً ولا طائفياً بل كان حنيفاً مسلماً عربياً مجاهداً مناهضاً للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة وكان وطنياً جمهورياً وحدوياً صادقاً مخلصاً لوطنه وشعبه وامته وكان إيمانه بالله وبصيرته وتمسكه بهدى الله أهم العوامل التي جعلت منه رجلاً من رجال الله الذين لا يهدأ لهم بال وهم يرون الله يعصى في أرضه وهم يرون أعداء الآمة العربية والإسلامية الأمريكان والصهاينة يتحركون بكل إمكانياتهم للنيل من هذه الأمة فدفعه إيمانه وبصيرته استشعاره للمسؤولية للقيام بدوره كمسلم وإنسان عربي لخوض غمار المعركة بماله ونفسه وبما يستطيع..
الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية رجل من رجال الله الصادقين وشخصية استثنائية عركته الأحداث حتى صنعت منه رجلاً في زمن أشباه الرجال وفي زمن التحولات والمتغيرات وزمن الفتن والصراعات التي تعصف بالكثير من عديمي الوعي وفاقدي الثقة بالله إلا أن الشهيد الصماد كان على مستوى عالٍ من الوعي والثقافة القرآنية والإحساس بالمسؤولية..
في أحلك الظروف ليس على المستوى السياسي و الاقتصادي فقط بل في كل المجالات العسكرية والأمنية والإعلامية والاجتماعية تولى الرئيس الشهيد الصماد منصب رئاسة المجلس السياسي الأعلى لقيادة اليمن في بحر متلاطم الأمواج وفي معركة شاملة بين الحق والباطل وبين المستضعفين والمستكبرين بقيادة أمريكا وال سعود وحلفائهم بكل ما يمتلكون من إمكانيات مادية وعسكرية لم يلتفت الرئيس الشهيد إلى ما لدى العدوان ولا إلى حجم المسؤولية التي القيت على عاتقه فيدفعه ذلك إلى الخوف والقلق والتنصل عن المسؤولية بل قفز إلى وسط الميدان قفزة الرجال القرآنيين وخاض معركة التحدي بكل جوانبها ومجالاتها..
كان الشهيد الرئيس الصماد مجاهداً بماله ونفسه ووعيه وثقافته وإحسانه وقلمه ولسانه ويده وبندقيته كان حاضراً في كل ميدان من ميادين الصراع مع العدو ولو لم يكن عمله مؤثراً لما أعلنت دول العدوان ومنحت مكافأة مالية مقدارها 20 مليون دولار لمن يقتله أو يأتي بمعلومات عنه ليس هذا فحسب بل جندت الكثير من عناصر الاستخبارات لترصد الشهيد الصماد وملاحقته والبحث عن معلومات عنه وعن تحركاته حتى تمكنت بعد جهد جهيد من النيل منه في محافظة الحديدة وقصفه بثلاث غارات حتى انها لم تتأكد انه قد صار شهيداً وبقيت تتوجس الخبر خمسة أيام حتى تم الإعلان عنه من قبل المجلس السياسي..
كان الشهيد الصماد يتحرك في كل الميادين يحضر الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية ويحضر الدورات العسكرية ويلتقي المسؤولين والقادة ويستقبل الوفود من الخارج ويصدر قرارات ويتنقل في مختلف المحافظات اليمنية ويشارك الناس ويلامس همومهم ويزور الجبهات في البر والبحر وكان لديه مشروع كبير ومهم للغاية هو بناء مؤسسات الدولة تحت شعار يد تحمي ويد تبني لهذا كان الشهيد الصماد منظومة جهادية متكاملة من البذل والعطاء والعمل والحركة والنشاط ..
كان الرئيس الشهيد الصماد يعشق ميادين الجهاد ويحب المجاهدين بشكل جنوني إلى درجة انه قال في إحدى زياراته للمجاهدين في جبهة الجوف (( مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا )) وكان الشهيد الصماد من عشاق الحق الذين يخوضون غمار الموت من أجل الحق في كل مكان لم يكن ينظر إلى توليه منصب رئاسة المجلس السياسي الأعلى كمغنم ومنصب معنوي ومادي بقدر ما كان ينظر إليه كمسؤولية وواجب ديني ووطني قام به وعمل من أجله بكل ما يستطيع..
لقد كان الرئيس الشهيد الصماد نموذجا راقيا للإنسان المؤمن الصادق المخلص المتفاني فهو كان شخصية إيمانية عملية جهادية تحرك بحركة القران وبثقافة القران وثقافة الجهاد والاستشهاد وعمل بكل عنفوان في سبيل الله وسبيل المستضعفين والوطن والشعب فكان عطاؤه مع الله كبيراً إلى درجة انه استحق عطاء الله ووسامه الرفيع بالشهادة فسلام الله ورحمته على الشهيد الرئيس الصماد وعلى جميع الشهداء الأبرار.

قد يعجبك ايضا