ثمار العزة.. تحيي ذكرى زارعها
علي احمد جاحز
شاهدنا قمة الذل والعهر والخيانة في الظهران شرق السعودية التي جمعت أحقر وأهون ما سجلته التواريخ من عملاء يجلسون على كراسي الزعماء، وتذكرنا الشهيد القائد الرائي الذي قرأ باكرا ذلك المشهد المهين الذي شاهدناه في قمة الهوان بالسعودية قبل يومين، وتذكرنا جديته قبل أكثر من سبعة عشر عاما وهو يعطي التوصيفات الدقيقة لمآلات الأمور في المنطقة في ظل الانسياق وراء المشروع الأمريكي والاستهانة بخطورته وعدم الوقوف بوجهه باكرا.
شاهدنا صحفيا يسأل وزير خارجية السعودية: ” هل نقلتم القمة من الرياض الى الظهران خوفا من صواريخ الحوثيين ؟”
فيجيب الجبير: ” بإمكان صواريخ الحوثيين الوصول إلى الظهران أيضا ”
ليدلي باعتراف وشهادة بل وإقرار أن مشروع العزة والكرامة والاستقلال الذي زرعه الشهيد القائد قبل سنوات طوال أثمر، وهاهي ثمرته تحتفي بذكراه الخالدة في ضربات الصواريخ وترقص على لسان العدو الذي سقط وسقطت هيبته ووصايته على اليمن أمام عظمة مشروع العزة القرآني التحرري الثوري الذي ملأ اليمنيين اعتزازا وشموخا.
ها هي قمة الانحطاط التي كانت تجتمع لتشرعن للنظام الهالك في اليمن الحروب المتعددة والعالم المنافق والأمم المتحدة والدول الكبرى وكل تلك الأنظمة التي حاولت ان تطفئ ضوء مشروع التنوير والتحرر القرآني في بداية انطلاقه وتوصي باستئصاله وتشرعن جرائم الإبادة والدمار، ها هي اليوم تشكو من صواريخ وضربات حمَلَة المشروع ورجاله، وهي تهدد حتى صالة اجتماعهم الذي نقلوه إلى الظهران خوفا من صواريخ يمن العزة والكرامة.
أي فارق هائل في واقع اليمنيين هذا الرجل الاستثنائي في زمن استثنائي وفي ظل أحداث وظروف استثنائية، نقل اليمن واليمنيين من أدنى السفح الى أعلى القمة على كل الأصعدة، من الخنوع إلى التحدي ومن الذل إلى العزة ومن الاستعباد إلى الحرية ومن الوصاية إلى الاستقلال ومن الهوان إلى الاعتزاز والشموخ ومن الخوف إلى الشجاعة ومن الكسل إلى العمل ومن الخذلان إلى التحرك ومن الغفلة إلى الوعي ومن الضعف إلى القوة ومن العجز إلى القدرة ومن العمى والاتكال والاستهلاك إلى الابتكار والإبداع والإنتاج … الخ
لم يعد ثمة مستحيل في ثقافة اليمني، حتى مواجهة العالم بكل غطرسته وقوته جعلها اليمني ممكنة، بل وفي ثقافة اليمني المستمدة من القرآن الكريم الذي هو كلام الله ودستوره الذي لا يعلى عليه ولا يغيره الزمان والمكان، سيجعل اليمني الانتصار على كل قوى الطاغوت والطغيان العالمي ممكنة.
تلك البذور التي زرعها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( محاضراته وملازمه ) في وعي اليمنيين النقي وأرواحهم الخصبة وعقولهم النظيفة، أثمرت عزة تتدلى من كل شرفة ، وشموخا يقف مع كل صاروخ ، وصرخة تنفجر مع كل ضربة ، وغضباً يزمجر مع كل زحف ، وثورة تهدد أمن الطغاة من الرياض إلى أبو ظبي ومن تل أبيب إلى واشنطن.
سلام الله على الشهيد القائد الذي تحرك بكل ما يستطيع وضحى بكل ما يملك حتى نفسه لم يبخل بها ، ليثبت قواعد مشروع عظيم ومسيرة كبيرة وغايات نبيلة لا تتوقف عند حدود اليمن ولا تتقيد بقيود مذهب او فئة ولا جنسية ولا لون ، مشروع رجال الله الذي يسعى لإنقاذ الأمة وتخليص الإنسانية من براثن نظام الشيطان.