في انتظار ما سيقوله بعد أيام.. “جريفث” في مواجهة “الكفّة” اليمنية
وديع العبسي
يقدم مارتن جريفيث منتصف الشهر الجاري خطته الأولية لمجلس الأمن بشأن اليمن.
والترقب هذه المرة من قبل مجتمع ملّ الخديعة والتواطؤ لن يقبل بأقل من الإنصاف بشكل واضح ودون مواربة أو دبلوماسية.
فما الذي يمكن ان نتوقع منه قوله؟ من أين سيبدأ؟ ما المنحى الذي ستأخذه خطته؟ هل سيتكئ في طرحه على جولته الأخيرة للمنطقة فقط أم بناء على قراءة لمعطيات القضية منذ بدء الطيران السعودي انتهاكه للأجواء اليمنية وقصفه كل البلاد؟
الحكم على نزاهة جريفيث من عدمها خياراته جاهزة، وكلمته الأولى -جريفث- هي من ستحدد ملامح هذا الحكم.
المظلومية اليمنية ليست ارتجالا ولا هي اجتزاء من تراجيديا أو ملهاة، يكفيه العودة إلى تقارير المنظمة التي جاء مبعوثا لها ليدرك ان الحرب على اليمن افتقدت الشرعية، وان الحرب افتقدت المبرر القانوني، بل وان الحرب في ابسط ما يمكن قوله انتهكت حتى قواعد الاشتباك التي يفترض أنه شريك في رعايتها ومراقبتها باعتبارها صادرة عن هذه الهيئة الأممية.
قصف دون تمييز بين مناطق عسكرية ومدنية، قتل جماعي شمل آلاف النساء والأطفال، تدمير للبنى التحتية حصار بري وجوي وبحري تسبب في نشر الأوبئة فسجلت اليمن أعلى حالات إصابة بالكوليرا.
ربما وصول الوضع الإنساني في اليمن نتيجة الحرب والحصار حّداً غير مسبوق، ومعطيات الفترة الماضية على المسارين السياسي والعسكري تدفعنا لتكهنات تذهب بموقف الأمم المتحدة في اتجاه كسر الجمود.
منها تواتر ما صدر من المنظمة الدولية مؤخرا والتي بدت إلى حد ما منحازة إلى قضية الشعب اليمني والقائمة على اكتشاف عبثية الحرب وافتقارها إلى الحيثيات الموضوعية التي تبرر لدولة الاعتداء على دولة أخرى.. كذلك الرغبة الخجولة من قبل التحالف المعتدي على وضع حد لهذه الحرب والسعي لمخرج يحفظ له ماء الوجه.
والى ذلك أيضا المفاجأة التي صدمت العالم ودفعت بالمحايد ومن كان (ضد) إلى الاعتراف بحق الشعب اليمني في أن يعيش على أرضه بكرامة دون وصاية من أحد:
الأولى: حالة الصمود العجيبة التي أبداها المجتمع اليمني والمرونة المثيرة في التكيف مع الوضع الذي عُدّ أسوأ وضع إنساني على مر التأريخ.
الثاني: البسالة في الدفاع عن الوطن والقدرة على تمثل الند المهدد والند القادر على إرباك مكونات المعادلة العسكرية التي وضعها جهابذة التحالف السعودي ومعهم دول كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ليفاجئهم المقاتل اليمني بعمليات عسكرية نوعية وصواريخ تلاشت أمامها أكذوبة درع الجزيرة والمضادات التي تمثل خلاصة العصف الذهني للتصنيع العسكري الأمريكي والبريطاني وأخواتهما.
الأمر اليوم يبدو مختلفا.. “الكفّة” يمنية.
من هنا ربما لنا ولو من باب حسن الظن أن نتوقع موقفا إيجابيا هذه المرة يعيد الحضور للمبادئ الإنسانية والتعايش السلمي بين الأمم.