تصفية الرموز الدينية والمشروع الإباحي لدول العدوان ..
مطهر يحيى شرف الدين
أكثر من عشرين عالما ورمزا دينيا تم تصفيتهم واغتيالهم وتلك هي أحد مشاريع دول العدوان الهادفة إلى القضاء على المظاهر الدينية وإخلاء الساحة الجنوبية من الشخصيات والوجاهات وأئمة المساجد والرموز الفكرية النيرة والمدركة للتبعات والأبعاد السلبية للوجود الأجنبي بتفريخاته وأدواته وعملائه ، استنزاف للدين الإسلامي وعدوان وإرهاب عالمي يستهدف العلم والدين والإنسانية ومخطط صهيو أمريكي يرمي من خلال أدواته إلى التقسيم الجغرافي والسكاني على أساس طائفي ومناطقي والمنطلق في هذا الإتجاه هو القضاء على أعمدة ووجاهات المحافظات الجنوبية ويظهر ذلك من خلال شعاراتهم البراقة واللامعة في ظاهرها التي تتغنى وتتشدق بالحفاظ على الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان وفي باطنها تذكي نار الفتنة والمناطقية والطائفية بين أبناء الجنوب ، فاليوم نرى ونسمع عن النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية ونرى حراكاً جنوبياً يتمثل في مجلس انتقالي تدعمه الإمارات أحد دول العدوان ونرى شرعية مزعومة متآكلة باعتراف لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة وهناك جماعات تكفيرية متطرفة والمشروع الأجنبي هو تدمير المظاهر الدينية والحضارية من خلال تصفية الساحة الجنوبية من العلماء والمرشدين والوعاظ ولو لاحظنا من تم تصفيتهم سنجد أن هناك فئات مجتمعية محددة مستهدفة تتمثل في الشخصيات والرموز المؤثرة في نشر القيم والأخلاق وتعزيز المفاهيم الدينية ، إنها مؤامرة قذرة يحيكها أعداء الإسلام والمسلمين أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في المنطقة تهدف تلك المؤامرة إلى شق الصف الوطني والديني عبر إجبار المجتمع بمختلف شرائحه على إتخاذ أفكار نشاز والقبول بإتجاهات متطرفة لا يقبلها عقل ولا منطق ولا فطرة ، المتأمل في من يتم استهدافهم خلال السنوات الأخيرة سيجد أنهم علماء ومرشدون ورموز معروفة بعلمها وإجتهادها وزهدها وسعيها لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال الذي يمثل جوهر الدين الإسلامي وهذه الخصائص والصفات في تلك الصفوة من المجتمع هي ما دفعت الأدوات التكفيرية للقيام بتلك الأعمال الوحشية الحاقدة والشيطانية التي تقتل عالم الدين و إمام المسجد والواعظ والمفكر وذلك هو ما يريده المحتل الغازي ويسعى لتحقيقه ، هذه هي الأبعاد السلبية لدول العدوان تمزيق للنسيج الإجتماعي نشر الحقد والكراهية طمس للهوية الوطنية والدينية والحضارية وإثارة الفتن بين أبناء المنطقة الواحدة وسعي حثيث لترسيخ النعرات بين أبناء الشعب الواحد وتفتيت المجتمع وتدمير ما تبقى من جيش وطني حتى لا يكون هناك دولة قوية ومتماسكة وذلك تمهيداً لتهيئة الساحة لتحقيق الأهداف الخفية وما وراء الخفية وهي إيجاد بيئة ملائمة للمشاريع الاستثمارية المنفتحة الرامية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني وإقامة علاقات تجارية و استقطاب التجار أصحاب الفنادق والبارات التي تعمل على نشر الرذيلة وفساد الأخلاق والهبوط بالمجتمع أخلاقيا وقيميا إلى الحضيض وذلك هو ما تسعى دول العدوان لتحقيقها على غرار ما هو موجود في دبي وبعض عواصم الدول العربية ، وكما هو معروف عن محافظة حضرموت أنها بيئة خصبة وملائمة للعديد من النشاطات الاقتصادية والزراعية والنفطية والتعليمية تسعى الدول الطامعة كما ذكرنا آنفا إلى القضاء على المقومات الطبيعية والمقدرات والتي تعتبر بحق ثروات طبيعية وحضارية وتاريخ عريقاً بمحاولة طمس تلك المعالم والرموز تحقيق مشاريع استعمارية يكون لها الحدود الدنيا في التطور والتكنولوجيا والسير بالمجتمع اليمني نحو المجهول ومن ناحية أخرى تسعى دول الإحتلال إلى تضييق الخناق وكبت حرية الرأي والفكر والمعتقد وتصفية المفكرين والعلماء حتى تخلو الساحة لمشاريعهم الاستراتيجية الهدامة للقيم والأخلاق وتبني مظاهر الابتذال و الانحلال الأخلاقي باسم التقدم والتطور ، والآن هل يدرك إخواننا في الجنوب حجم تلك المخططات وما يهدف إليه المحتل من إستيلاءه على خيرات وثروات بلادنا ، التوجه اليوم لدول العدوان خطير جدا يتطور من مرحلة البسط والنفوذ والتحكم بالقرار وبالمقدرات إلى مرحلة مواجهة المظاهر الدينية والقضاء عليها حتى لا تقف الرموز الدينية حجر عثرة أمام مشاريعهم ، وأخيرا نقول أما آن الأوان يا أبناء المحافظات الجنوبية أن تتنبهوا وتدركوا حقيقة ما يجري وما يدور من مخططات تستهدف الدين وتستهدف تاريخ وحضارة بلادنا ، فلا وقت اليوم للتفكير السطحي ولا مجال للعقلية الضيقة التي ترى في العدوان أملاَ وتفاؤلا بما هو أفضل فالثقافة الغربية لا تأتي بخير وأساليب ووسائل تلك الثقافة عمياء لا تبصر الا الضلال والانحطاط والانكسار ، ولتعلم قيادات الجنوب والعملاء والمرتزقة أن إستمرارهم لحالة التعاطي والتطبيع مع المحتل والنفاق والانبطاح للأجنبي وللعدو والبقاء مكتوفي الأيدي إزاء ما يحصل لهو قمة العار والاستحمار والاستعباد وهو الذل والهوان ذاته ، ولذلك يلزم علينا جميعا أن يكون لنا موقف جاد من تلك المؤامرات والمخططات والعمل على تطهير الساحة اليمنية من الوجود الأجنبي المتسلط والمحتل والمتآمر وكذلك التخلص من تلك الأفكار المتطرفة الدخيلة ، فالتاريخ يشهد لمتبني هذه الأفكار بأنهم اعداء الإنسانية والدين وأعداء للسلم والأمن والتعايش فيما بين الشعوب ، ولذلك ينبغي على أبناء الجنوب الحذر والتنبة وإعادة النظر في استقوائهم بدويلات العهر العربي والأجنبي على أبناء جلدتهم وإخوانهم ولن ينفع الندم بعد أن يقول البعض منكم أكلت يوم أكل الثور الأبيض .