لجنة خبراء دوليين لا يعرف رئيسها شيئا عن إغلاق مطار صنعاء!!
أحمد عبدالرحمن
تصريح أشبه بالفضيحة ذلك الذي أطلقه محمد الجندوبي كبير الخبراء الدوليين المعني بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، عن “عدم علمه بأن مطار صنعاء الدولي مغلق أمام الرحلات الجوية”!.
التصريح الصادم للخبير الدولي، جاء في مؤتمر صحفي عقده الخميس 15 مارس 2018م في مطار صنعاء، قادما من عدن، في زيارة هي الأولى للجنته إلى العاصمة اليمنية، التقى خلالها بقادة من أنصارالله ومسؤولين حكوميين وقادة منظمات مدنية وحقوقية وتسلم ملفات جرائم تحالف العدوان.
والسؤال، إذا كان رئيس لجنة الخبراء الدوليين المؤلفة من مجلس حقوق الإنسان في جنيف، لا يعلم شيئا عن إغلاق التحالف السعودي لمطار صنعاء بعد عامين من إغلاقه، فما الذي يعلمه بالضبط؟!! ومن يفترض به أن يعلم؟؟!
تصريح غريب؛ والأغرب عدم إثارته أية جلبة في الداخل!، أتحدث هنا، عن الجهات الرسمية والحزبية، التي يثير التصريح حفيظتها، ولم تتخذ حياله أي موقف.
لا شك أن هكذا تصريح، يفضح تماما هذه اللجنة الحقوقية الدولية ويعريها، ويدينها بشكل مباشر، وبالقدر نفسه يدين المجتمع الدولي، ويشي ضمنا بوقوع اللجنة منذ تأليفها قبل أشهر، تحت حصار حقيقي، فرض عليها من التحالف السعودي وأدواته، كما أنه يشير بوضوح إلى حجم التعتيم المفروض سعوديا وأمريكيا عليها، وعلى الرأي العام الدولي.
ثمانية أشهر تقريبا، مرت على تأليف لجنة الخبراء في سبتمبر العام الماضي برئاسة الوزير التونسي محمد الجندوبي وعضوية تشارلز جاراوي من المملكة المتحدة وميليسا باركي من أستراليا، وهي فترة أكبر من كافية باعتقادي لأن يلم أعضاء اللجنة بتفاصيل ملف الحرب على اليمن، أو على الأقل لعرفوا بالحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء، وكان بمقدورهم الاكتفاء بمتابعة الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن، أو بقراءة التقرير الأخير للجنة الخبراء الأممية، ومنه لن يعرفوا بإغلاق مطار صنعاء، بل وبإغلاق تحالف الحرب والعدوان جميع المنافذ والموانئ وفرضه حصارا كاملا على أكثر من 20 مليون يمني.
ممنوعون من السفر..ممنوعون من العودة
شعب بكامله تحت الحصار، والتحالف السعودي الذي شن حملته العسكرية لإعادة ما يسميها بالحكومة “الشرعية” وتمكينها من استعادة الحكم في صنعاء، يعاقب الشعب اليمني جماعيا، منع عنه الغذاء والدواء، وأوصل 8 ملايين يمني إلى حافة المجاعة؛ في حين بات 18 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي كما تفيد تقارير الأمم المتحدة نفسها، إضافة إلى فرضه -أي التحالف – قيودا كاملة على النشاط الاقتصادي، وتقييد حرية اليمنيين ومنعهم من السفر ومن العودة إلى وطنهم.
وحين يتعلق الأمر بمطار صنعاء، سنجد الأرقام والإحصائيات الرسمية تقول إن إغلاقه تسبب في وفاة قرابة 13 ألف يمني، بينما ينتظر 90 ألف مريض يمني دورهم في الموت، بفعل استمرار اغلاق منفذ خروجهم الوحيد في وجوههم، مع حاجتهم الملحة لتلقي العلاج في الخارج، والأرقام تشير أيضا، إلى وجود أكثر من 60 ألف يمني عالق في مدن وعواصم العالم، لم يتمكنوا من العودة إلى بلدهم وأسرهم، بسبب استمرار الحظر الجوي على المطار، ووجود الكثير من التعقيدات الأمنية، إلى جانب مشقة الوصول إلى مطاري عدن وسيئون في الجنوب، ناهيك عن الخسائر الإقتصادية الكبيرة، ومع ذلك لا يعلم الخبير شيئا عن هذه الأرقام أو عن المطار المغلق!، ولا أظنه يعلم شيئا عن العدوان الواقع على هذا الشعب منذ ثلاثة أعوام؟!
من الواضح أن الرجل لا يعرف شيئا عن حرب التحالف السعودي، ولا عن مجازره، وانتهاكه للقانون الدولي الإنساني، ولا عن استخدامه -أي التحالف- للاقتصاد والتجويع سلاحا في حربه القذرة على اليمن واليمنيين، والتوصيف الآنف لمنظمات دولية مرموقة، كأوكسفام وهيومن رايتس ووتش، والأمم المتحدة تحدثت في تقاريرها المتواترة طيلة سنوات الحرب عن “أكبر أزمة للأمن الغذائي من صنع الإنسان في اليمن” بفعل الحرب.
أسئلة كثيرة يثيرها هذا التصريح، ليس أقلها، عن معايير اختيار أعضاء هذه اللجنة؟، ومصادر معرفتهم؟، ومن حقنا أن نتساءل ونعرف ما قاموا به منذ تعيينهم في اللجنة الدولية قبل أكثر من نصف عام؟، وهل هم جادون في بحثهم وتحقيقهم وتقصيهم؟، وبعد ذلك إنصافنا من آلة القتل والتجويع السعودية، وفضح جرائم وانتهاكات التحالف السعودي في تقريرهم المنتظر نهاية العام الجاري؟؟، وهل سيقبل أعضاؤها على أنفسهم أن يكونوا مجرد أراجوزات، وأن تكون لجنتهم صورية؟!!!
أريد أن أتفاءل فعلا. فأتذكر أن رئيس اللجنة لا يعلم شيئا..فألعن هذا العالم القاتل والمنافق!.