المغضوب عليهم سعودياً والضالون إماراتياً
طالب الحسني
يتبدَّدُ حلمُ القادة السياسيين للمرتزقة في السعودية والإمارات، فعندَ مفترق طرق وقَفَ الكثيرُ منهم بعد قرابة ثلاثة أعوام من الانتظار لانفراجة ما لمأزق عاصمة الحزم العدائية على اليمن.. السعودية والإمارات هما الأخريان وضعتا خطوطاً حمراءَ ودوائر كثيرة حول أسماء عدد من الذين دعمتهم في بداية الأمر، انقلابات متوالية تحصل الآن داخل الشرعية المزعومة ولم تعد الأبوّة السعودية والإماراتية والأمريكية بالنسبة للكثيرين مهمة، من بين هؤلاء من يتولون حقائبَ وزاريةً ومقاعدَ قياديةً في مجموعة الخائن هادي.
في السابق اتهم البعضُ منهم السعوديةَ والإمارات بالفشل وعدم الجدية في دعم الشرعية المزعومة، عاقبت السعوديةُ هذه الأصوات بإبعادهم عن الأضواء الخَاصَّــة بأدواتها، وربما قطع المخصّصات المالية التي كانت تُصرَفُ لهم، والاستمرار بوجوه جديدة وأقنعة للتو دخلت حلبةَ النفاق المترهلة.
في مسار آخر استُبدلت وجوه كثيرة لم تجدهم السعودية بارعين بما فيه الكفاية لتلميع سقوطِها المدوي، وبين مرحلة وأُخرى تبدو السعودية مضطرةً لجلب قادة الإصلاح ومقربين من هادي لتوبيخهم؛ لأن أسماء كثيرةً محسوبة عليهم ينتقدون السعودية والإمارات.
ازدادت أرقام الذين يتركون عربة السعودية بمفردها، وهذه المرة بالكشف عن مأساة هادي التي تزداد اتساعاً، فالأصواتُ التي تقول منذ وقت مبكر إن الخائن هادي رهنُ الاعتقال وتحت الإقامة الجبرية، لم تعد محصورةً باتجاهات معينة فقد وصلت هذه المرة إلى أعضاء حكومة بن دغر، هذه الأخيرة تعاني شللاً تاماً فليست سوى صورة مصغَّرة لعجز التحالف السعودي الأمريكي في اليمن.
الطابورُ الذي كان يزدحِمُ هناك في صالات واسعة بالعاصمة السعودية الرياض، تشتّت في كُلّ العواصم بحثاً عن مأوىً ولقمة عيش غير نظيفة، حيث أُغلقت أبواب السلطات السعودية التي كانت تمنح الأموال لكل من يقبل أن يصبحَ جزءاً من التحالف ضد بلاده، ورقماً في قائمة الارتزاق المهانة.
تتوسّعُ دائرةُ المغضوب عليهم سعودياً بعد أن تبنّتهم لفترة طويلة، وتتسعُ دائرةُ الضالين بالنسبة للإمارات، ووسط هذه اللعنة يقفُ البقية.