حسن الوريث
عاتبني أحد الزملاء الإعلاميين حين كتبت موضوعاً شبهت بعض الإعلاميين الرياضيين بالشحاتين في المقابر في أحد مقالاتي وقال لي إن هذا من باب جلد الذات واصفاً ما كتبته بالقسوة على الإعلام الرياضي والإساءة لهذا الكيان الذي ننتسب إليه جميعاً حينها قلت له إن هذه القسوة ربما تنفع في معالجة وضع الإعلام الرياضي في بلادنا الذي وصل إلى درجة لا يمكن تصورها من الانهيار والتدهور جمعياً وفردياً.
وقلت لزميلي العزيز إن طرح هذا الموضوع ليس إساءة لنا كإعلاميين بل إن الأكثر إساءة لنا هو بقاء الوضع كما هو حاليا ونظرة المجتمع والناس التي تصنف الإعلاميين والصحفيين على أنهم مجرد شحاتين وان بإمكان أي مسؤول أو تاجر شراء أي إعلامي وهذا الذي يجب أن نسعى إلى تغييره من خلال طرح الموضوع بهذا الشكل وبهذه الحدة ربما غير المعهودة فالكثير منا لا يجرؤ على طرح الأمر ومناقشته بهذا الشكل.
كان ذلك الحوار بيني وبين زميلي مدخلاً لما أردت أن أتناوله في هذه الزاوية من صحيفة الثورة التي يشرف عليها الزميل العزيز الشاب يحيى الحلالي وأتشرف بالكتابة فيها وربما أن ما دفعني لإعادة تناول موضوع الإعلام الرياضي الذي كما قلت من سابق أننا أشبعناه ضرباً وجلداً دون أن نحقق أي فائدة هو تلك الصورة التي نشرت للزميل العزيز علي الريمي أحد أبرز الكتاب والصحفيين والإعلاميين الرياضيين في اليمن وهو يعمل في سرويس للسيارات والتي أثارت موجة كبيرة من ردود الأفعال الغاضبة تجاه ما وصل إليه حال الزملاء الإعلاميين من أوضاع صعبة ومأساوية وأنا ربما سأبدأ تناولها من زاوية مختلفة قليلاً وهي أن العمل شرف ولا يعيب الإنسان أن يعمل بل يزيده شرفاً وفخراً ويزيدنا أيضاً افتحاراً بالزميل العزيز علي الريمي الذي فضل أن يعمل من أجل تأمين القوت له ولأسرته الكريمة بدلاً عن التسكع على أبواب المسؤولين والانضمام إلى قائمة أولئك الشحاتين الذين يتواجدون في أروقة وزارة الشباب والرياضة وبعض الاتحادات والأندية الرياضية ولا تكاد تخلو منهم أي فعالية أو نشاط سواء كان رياضياً أو غيره وهم من تحدثنا عنهم سابقاً وقلنا أنه الكثير منهم من الدخلاء على الإعلام الرياضي وسنعيد الحديث هنا ليس عنهم ولكن عن الإعلام الرياضي وما وصل إليه من تردٍ.
بالتأكيد أن الحديث عن الإعلام الرياضي في بلادنا ذو شجون لأننا كمن ينفخ في قربة مقطوعة لا تزيدك سوى ألماً وتعباً حين تظل تنفخ فيها دون فائدة لأنها مقطوعة ولكن الأمل الذي يراودنا أن يتم معالجة القربة حتى يكون النفخ فيها مفيداً ونسهم جميعاً في معالجة وضع الإعلام الرياضي ووضع حد لتدهوره بل والارتقاء به إلى الأفضل وفي اعتقادي أن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص لإعادة الاعتبار لهذا النوع من الإعلام المتخصص لكنه يحتاج إلى إرادة قوية من قبل منتسبيه وفي اعتقادي أن أهم نقطة في ذلك وهي نصيحة لي أولاً ولزملائي في الإعلام الرياضي هذه النقطة تتمثل في إبعاد كياننا عن التبعية لأي جهة مهما كانت لأن التابع يظل دوماً مرهوناً لمتبوعه وفي ظله لا يستطيع الخروج عنه وهذا هو سبب ما وصل إليه الإعلام الرياضي من تدهور وانهيار والأهم من ذلك أن الإعلام الرياضي يفترض به أن يكون قائداً للرأي العام وليس مجرد آلة تنفذ ما يراد منها.
نظرة الناس للإعلاميين الرياضيين والصورة الذهنية السيئة عن الإعلام الرياضي ساهمنا نحن للأسف وبدرجة كبيرة فيها فقد ظل دور الإعلامي يقوم بوظيفة التلميع والتبييض للبعض الذين استغلوا بعض نقاط الضعف والانقسامات وعدم وجود رؤية حقيقية لإعلام رياضي فاعل ودخلوا من خلالها كما أنهم استخدموا الإعلام الرياضي لتصفية الحسابات فيما بينهم وهكذا تاه الطريق ولم نعد ندري هل الإعلام الرياضي ضحية أم أنه جلاد يجرد سيفه تارة مع هذا وتارة مع ذاك وربما يكون للحديث بقية؟؟.