مراحل اندحار الإمارات في اليمن

سنان الصايدي

على مدى العشر السنوات الأخيرة والإمارات تنفق مليارات الدولارات في تجهيز جيشها بالعدة والعتاد حتى تم تصنيفه كأحد أقوى الجيوش بالمنطقة،وهنا استبشرنا خيراً وأصبحنا متيقنين بقرب معركة تحرير الجزر الثلاث الإماراتية المحتلة إيرانياً وفي ليلة وضحاها جاءت الأوامر الأمريكية لأبناء زايد حاكم الإمارات بالمشاركة وإعلان التحالف مع السعودية في الحرب على اليمن بدعم أمريكي بريطاني مصدر قوتهم و نشوتهم وكما هو المعتاد جاء رد خدام أميركا بالسمع والطاعة،فتم إعلان الحرب واشتركوا في العدوان على اليمن وهنا كانت الطامة الكبرى لكليهما وبالأخص للإماراتيين.
فمنذ الأشهر الأولى للحرب ظهرت موازين القوى للعلن فكانت العدة والعتاد تميل بالكفة إلى جانب تحالف العدوان أما الدهاء والتكتيك العسكري فكان للجيش اليمني ولجانه الشعبية،الذين فرضوا أجندتهم وأجبروا قوى تحالف العدوان على تغيير مسار خططهم وتشكيلتهم العسكرية وتم تقسيم قيادة التحالف إلى قيادتين سعودية و إماراتية حتى يتمكنوا من تحرير اليمن بالكامل حسب وصفهم .
فبدأت الإمارات تأخذ بعض الجبهات التي أعلنت مسبقا أنها ستحررها من أيادي الانقلابيين حسب خططهم ولم يكونوا يعلمون بأنهم وقعوا في فخ للجيش اليمني وقد تم استدراجهم لتأخذ المعارك مساراً جديداً لتبدأ مرحلة الهزائم والتنكيلات بالقوات الإماراتية واحدة تلو الأخرى من جبهة إلى جبهة ففي صافر مأرب كلنا نعرف معركة توشكا وكيف تم التنكيل بالقوات الإماراتية هناك حتى ظننا بأن صاروخ توشكا سيعرف باسم الإمارات وهذه حقيقة لا تخفى على كل من تابع الشأن اليمني،أما في جبهة تعز فالكلام تطور أكثر فأكثر فبعد دخول الإمارات في معركة باب المندب الشهيرة رغم استعانتهم بأعداد كثيرة من قوات شركة بلاك ووتر الأمريكية السيئة السمعة عالمياً والمرتزقة السودانيين ومنافقي الداخل وقف الجيش اليمني لهم بكل ما أوتي من قوه وصمود أسطوري فتم التنكيل مرة أخرى بالقوات الإماراتية فبعدها أعلنت شركة بلاك وتر الانسحاب من اليمن نهائياً،فجل المعارك التي تخوضها القوات الإماراتية تخرج منها مدحورة منكسرة مطأطأة الرأس خايبية الرجاء.
أما تزال القيادات الإماراتية في ضلالها القديم ؟و لم تغير من سياستها الطائشة رغم آلمها،ألم يتداركوا اخطائهم السابقة و يتخذوا القرار الصعب والتحلي بالشجاعة وإعلان إنهاء مشاركتهم في تحالف العدوان على اليمن إن أرادوا الخروج بماء وجههم وإنهاء مأساة أمهات الجنود المتواجدين ضمن القوات الإماراتية في اليمن،ألن يكون هذا القرار بمثابة انتصار لهم وخاصة بعد كل هذه الانكسارات والخسائر المتتالية بقواتهم التي طالما ادوشو العالم بكلامهم عنها ووصفهم لها بالجيش القوي المتدرب على أيادي أقوى وأعتى المدربين الأمريكيين والبريطانيين،ورغم كل هذا الوصف يعتبر الجيش الإماراتي ليس أول من تم التنكيل بهم وقد سبقهم عدد من الجيوش منها البرتغالي والبريطاني والتركي الذي سبق وأن حاولوا احتلال اليمن ونهب ثرواته.
ألم يتضح جلياً للعالم أن الجيش واللجان الشعبية أصبحوا سيفاً مسلطاً على رقاب الغزاة من القوات الإماراتية والسعودية والسودانية ومنافقيهم من مرتزقة الداخل الذين يقفون في صف واحد مع تحالف العدوان اللئيم،على مايبدو أنه ينطبق عليهم قول النبي صلوات الله عليه وعلى آله ( إذا أراد الله بقوم سوءاً سلب ذوي العقول عقولهم ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومع استمرار العدوان على اليمن نرى ضجيج الشعب الإماراتي على هذا النظام الطائش،هاهي الأصوات تخرج للعلن للمطالبة بسحب أبنائهم المتواجدين في اليمن ضمن قوات تحالف العدوان،فكل يوم يخرج لنا الناشطون بفيديوهات لشباب إماراتيين تؤكد ما نقوله ونكتبه،وكان آخرها ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع الفيديو الذي أكد فيه الشاب الإماراتي أن مصير كل الجنود الإماراتيين المشاركين في العدوان على اليمن هو القتل،و أن النظام الإماراتي يخدع الشباب ويذهب بهم للقتال في اليمن من أجل مصالح ومطامع بن زايد،تحت مسميات وطنية،داعياً نظام بلاده إلى الذهاب والقتال في الجزر الثلاث التي تحتلها إيران.
وفي قادم الأيام سنرى السلطات الإماراتية تتوسع في سياسة بناء السجون لقمع وترهيب كل شخص يقول كلمة حق حرصاً منه على حقن دماء أبناء الإمارات التي تسفك دماؤهم عبثاً دون طائل منها لغرض تكتيم جل الأصوات المطالبة بسحب قواتها من هذه الحرب الخاسرة التي تلتهم أرواح جنودهم وأبنائهم .

قد يعجبك ايضا