القبيلة اليمنية في مواجهة العدوان

 

 

يحيى أحمد القرعي

لقد كان دور القبائل اليمنية منذ الزمن الغابر عظيماً ومتميزاً ومسؤولاً في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد بلدهم.
وإن شوه دور القبيلة اليمنية في مدة زمنية معينة فهو بسبب استبعاد عقلاء القبائل ووجهائها وتقريب أراذل الناس والمتسلطين مما شوه دور القبيلة فضلاً عن الهجمة الفكرية التي شوهت القبيلة.
أما في ظل العدوان السعودي الأمريكي فقد قدمت القبيلة أعظم الدروس وأنصعها وتاريخها، فمنذ أول يوم من العدوان كان للقبيلة الدور البارز لأن المجتمع اليمني مجتمع قبلي، غلبتها المدنية أدعياء لا صحة لمدنيتهم الزائفة التي غلبتها أخلاق القبيلة وأسسها ومبادئها.
فالقبيلة اليمنية انبرت مدافعة عن سيادة البلد وحريته واستقلاله مواصلة مشوار النضال الذي أطاح بالعملاء والخونة والمرتزقة، فبعد رصيد حافل بالبذل والعطاء في الثورة الشعبية التي أطاحت بمراكز النفوذ المدعومة من الخارج وكان لها الدور الأكبر في انتصار الثورة ودعمها ومساندتها والحد من وأدها أو الاستحواذ عليها وبعد انتصار الثورة وهزيمة المشروع الخارجي بهزيمة أذنابه في الداخل كانت القبائل اليمنية أمام اختبار جديد وتحد كبير أمام الوطن فاختارت الاختبار وأقبلت بثقلها مضحية ومقدمة النموذج الأنصع للوطنية.
ونكفت القبائل وأدانت المرتزقة وأخرجت بوثيقة الشرف القبلية من خان وطنه والتحق بمشروع الغزو والاحتلال والهيمنة مظهرة أن للقبيلة مبادئ وقيماً وأخلاقاً لا يمكن تجاوزها ومن صبأ والتحق بأعداء البلد واحتسابه من ضمن قبيلة عار على القبيلة وعلى وجهائها لقد كان لوثيقة الشرف القبلية صدى كبير في أوساط المجتمع اليمني فقد تضمنت معظم مبادئ القبيلة وقائمة العار التي تحدد العقاب لمن يخرج عن مبادئها.
وعليه فقد قامت القبيلة بكامل مسؤوليتها وقدمت الشهداء والجرحى ودعمت الجبهات بالرجال والمال ومع كل تصعيد من قبل العدو تكون القبيلة اليمنية صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحرك بروح العزيمة الواحدة.
لقد أثبتت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وأثبتت فشل تقديرات العدو على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن مراهنته على شراء الولاء في القبل اليمنية التي لم يشب قبيلتها شيء من المدنية والحداثة أمر مستحيل وغير وارد ولم تخضع لا بالترغيب ولا بالتهريب وأن مسؤوليتها هي الحفاظ على الوطن ومعاداة كل أعدائه، مهما تكلمنا عن القبيلة اليمنية خصوصا في كل الأخطار والخطوب لن نفيها حقها لأن اليمنيين كلهم ينتمون إلى قبائل وكل يمني له قبيلة التي يفخر بها ويعتز بانتمائه إليها.
إن للقبائل اليمنية أعرافاً نشمية وقانوناً يحكم القبائل حتى من قبل الإسلام فكيف بها الآن وهي مؤمنة بالله متحملة للمسؤولية أمام الله وأمام الأجيال مبادرة ومسارعة إلى ميادين الوفاء والجهاد مستبسلة من أجل إعادة كرامة شعب واعادة حرية وطن.
ولقد مرغ أبناء القبائل أنف العدوان عند كل سهل وواد وحولوا هيبة المعدتين إلى ضعف وسقوط واثبت اليمني أن المعتدي جبان مهزوم ولئيم يخاف من ظله فأوردوهم إلى أودية جهنم غير مأسوف عليهم.
القبيلة اليمنية وبكل اعتزاز وفخر هي من كسرت حاجز الخوف وأسقطت من قلوب العرب والمسلمين هيبة أمريكا وأذنابها وعرتهم وكشفت عن سوءتهم للعيان لتقول لكل القبائل العربية إذا رجعت القبائل إلى أسسها ومبادئها وقيمها وإسلامها وإيمانها وثقتها بربها ستغير وستسقط أنظمة وفراعنة في الجزيرة العربية تجبروا وطغوا وحولوا الأمة إلى خول وقدموها لأمريكا طيعة لا تقول ولا تتكلم ولا تتحرك إلا وفق ما يريد حكامها عبر أسيادها .
القبيلة اليمنية هي التي حافظت على تلاحم الجبهة الداخلية وعلى وأد كل فتنة عبر مرتزقة العدوان في مهدها وحولت كل بصيص أمل للعدوان إلى صفعة مفاجئة للعدو تقصم ظهره وتخيب أمله وتصيبه بالإحباط والاكتئاب والهستيريا والخروج من سنة الغفلة إلى واقع حقيقي ومعادلة يقينية أن شعبنا مكون من هذه القبائل لا يمكن أن يهزم لاعتماده على الله ولتفويته عبر قبائله لفرص كثيرة كان يمكن أن يستغلها العدوان لتحقق شيئاً .
إن اشتراك القبيلة في الرقابة الشعبية وتسيير ومراقبة مؤسسات الدولة هواعتراف من قبل الثورة وقائدها بالدور الذي لعبته القبيلة عبر نضالها ومعاهدتها وتضحيتها من أجل الله والوطن والشعب.
والله ولي الهداية والتوفيق .

قد يعجبك ايضا