سباق محموم لتسويق البضائع المغشوشة


استطلاع‮ /‬أحمد الطيار –
,الجهات المعنية مطالبه بتحديد ظاهرة الغش لأنها تدمر الاقتصاد وصحة المستهلك
,المواطنون يشترون كميات تفوق احتياجاتهم
,كميات المعروض من السلع كافية وارتفاع طفيف في الأسعار
انطلقت موجة عرض السلع المغشوشة في‮ ‬السوق اليمنية بقوة مع قرب انتهاء العد التنازلي‮ ‬لنهاية شهر شعبان في‮ ‬واحدة من اكبر الممارسات البشعة التي‮ ‬ينفذها تجار محترفون مستغلين التخفيضات الوهمية التي‮ ‬يضعونها على تلك السلع وحاجة الناس لها في‮ ‬شهر رمضان المبارك‮.‬
وتبرز هذه التجارة في‮ ‬الشوارع الرئيسية والأسواق الشعبية وتنفذ عن طريق سيارات نقل وعربيات وبسطات متنوعة مدعومة بوجود كم هائل من البضائع المهربة في‮ ‬غش واضح للزبائن متجاهلين أنها خطر‮ ‬يهدد حياة الناس وأطفالهم خصوصا وانها‮ ‬غير مطابقة للمواصفات ولم‮ ‬يتم تخزينها وحفظها بطرق صحية معتمدة‮.‬

الزيوت النباتية
تعد الزيوت النباتية واحدة من اكثر السلع طلبا للأسر اليمنية ويتم انفاق مبالغ‮ ‬عالية على اقتنائها لحاجة الأسر لها في‮ ‬إعداد الطعام وتبرز الزيوت كهدف رئيسي‮ ‬لتجار السلع المغشوشة حين وجدوا الحاجة لها تتزايد خصوصا في‮ ‬رمضان وبجولة في‮ ‬الأسواق الشعبية وجدنا زيوتا مصنعة في‮ ‬دول عربية وأجنبية تأخذ حيزا كبيرا في‮ ‬المعروضات لدى سيارات البيع بالتجزئة المنتشرة في‮ ‬الشوارع من تلك الأصناف زيت الذرة ميمون وزيت الأكاسيد بعباد الشمس فلم نجد لهما أي‮ ‬بيانات تصنيعية أو مبين عليهما تاريخ الإنتاج والانتهاء ووجدنا أسعارهما تقل بنسبة‮ ‬50٪‮ ‬عن منتجات مشابهة لهما‮.‬
التهريب
يستغل تجار وجود التهريب لإدخال بضائع كثيرة من عدة طرق وتزداد كثافة التهريب حين‮ ‬يتعلق الأمر بموسم كموسم رمضان والذي‮ ‬يزيد فيه الطلب على المواد الغذائية بشكل عام والمستلزمات الرمضانية بشكل خاص ويشير الأخ محمد محمد صلاح نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة إلى قضية مهمة اكتشفها وفد رسمي‮ ‬حكومي‮ ‬وتجاري‮ ‬من اليمن زار ميناء جيبوتي‮ ‬حيث كانت المفاجأة أن اكثر من‮ ‬40٪‮ ‬من عمل الميناء تجاريا‮ ‬يتجه لليمن ومن هناك‮ ‬يتم نقل البضائع عبر لنشات بحرية وسنابيك إلى السواحل اليمينة وإدخالها السوق بطرق‮ ‬غير شرعية‮.‬
اتضح فيما بعد أن تلك البضائع‮ ‬غير الشرعية تتضمن سلع‮ ‬غذائية واستهلاكية وأدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية وغير مطابقة للمواصفات‮ ‬يتم جلبها لليمن وبيعها في‮ ‬الأسواق الشعبية والأرياف‮ ‬يجدها المستهلك أينما ذهب ويشتريها بثمن اقل من الأصلي‮ ‬يوميا وتتزايد في‮ ‬الأيام القريبة من شهر رمضان‮.‬
المحلبية والجيلي
يعد مسحوق الكاسترد‮ (‬المحلبية‮) ‬والجيلي‮ ‬بأنواعه من اكثر السلع التي‮ ‬ينشرها التجار المزورون ويستغلون حاجة الناس لها حيث‮ ‬يقمون بإنزال كميات وأنواع عديدة بمسميات عديدة تدخل البلد عبر التهريب فقد بدت أنواع ومن تلك الأنواع تغرق الأسواق تحت مسمى الكاسترد الجلاتيني‮ ‬وتنتشر في‮ ‬السوق وهي‮ ‬ماركات وصناعات لايتوفر حولها ادنى بيان باللغة العربية ولايعرف اسم بلد المنشأ لها أو الشركة المنتجة وتاريخ الإنتاج أو الانتهاء ويشير احد البائعين إلى أنها جيدة حيث ان سعرها علبة المحلبية‮ ‬250‮ ‬ريالا فقط فيما قيمة الباكت من الجيلي‮ ‬بـ50‮ ‬ريالا وهذا‮ ‬يقل بما‮ ‬يصل إلى‮ ‬100‮ ‬عن السعر للسلع الأصلية‮.‬
غش محلي
ينشط الغشاشون المحليون بكثافة حيث‮ ‬ينشرون سلع‮ ‬غذائية مغشوشة بقوة وتفتقد لادني‮ ‬تطبيق للمواصفات ومن تلك السلع المحلية أنواع رديئة من الخل البلدي‮ ‬والحلويات والمشروبات السائلة والمسحوقة‮ ‬يقمون المزورون بكتابة بيانات أنها اصليه ومنتجة لدى شركات رسمية أو أماكن عريقة لإنتاجها كسوق الملح بصنعاء وباستغلال الأسعار المنخفضة لها‮ ‬يقومون بتسويقها في‮ ‬الأحياء والشوارع وعلى الأرصفة‮.‬
البسكويتات
ظهرت في‮ ‬الشوارع أنواع عديدة من البسكويتات التركية والهندية وحتى البرازيلية ومن خلال عرضها للزبائن تحت أشعة الشمس والحرارة المرتفعة‮ ‬يطلق عليها علميا‮ ‬غير مطابقة للمواصفات ويستغل تجار الشوارع رخص قيمتها والعروض المقدمة فيها بتخفيضات لتسويقها للزبائن بثمن بخس خصوصا تلك التي‮ ‬بقى على انتهائها أسبوعا واحدا‮.‬
الحليب والألبان
للحليب والألبان قصص عدة مع التجار الذين‮ ‬يمارسون الغشاٍ‮ ‬والتزوير في‮ ‬البضائع فقد ظهرت في‮ ‬الأسواق والبقالات والشوارع أيضا أنواع من الحليب المسحوق‮ ‬يباع بالكيلو دون ان تكون فيها أي‮ ‬بيانات بل‮ ‬يتم تعبئته في‮ ‬البقالات والشوارع مباشرة في‮ ‬أكياس حسب الوزن وهو ما‮ ‬يعد تحديا للمستهلكين الذين لايعرفون بلد المنشأ او حتى البيانات الأساسية للمنتج ويرى مدير الإدارة التجارية بالغرفة الصناعية التجارية بالأمانة محمد حسن ان هذا‮ ‬غش تجاري‮ ‬مفضوح ويعاقب عليه القانون محذرا المستهلكين من الشراء‮ ‬كما تبرز أيضا أنواع من الحليب الرائب‮ ‬يعرض في‮ ‬الشمس لدى البائعين وهذا لايخضع لمعايير التخزين الجيد والتهوية الصحية بل‮ ‬يكون اغلبه‮ ‬غير مدون عليه البيانات المطلوبة صحيا‮.‬
مواجهة‮ ‬
يضع المواطن اليمني‮ ‬عدة خيارات لرفض ومواجهة السلع المغشوشة والحد من انتشارها في‮ ‬السوق فمن جهة‮ ‬يلقي‮ ‬باللوم على الجهات المختصة بمحاربة هذه الظاهرة ومن جهة أخرى‮ ‬يلقي‮ ‬بالاتهامات والسب على بعض التجار عديمي‮ ‬الضمير ويوجه انتقاداته بقوة لهؤلاء التجار فهؤلاء حسب وصف إبراهيم سراج مهما ربحوا فلن‮ ‬يكسبوا أبداٍ‮ ‬وأيما جسم نبت من حرام فالنار أولى به ويضيف لا عجب من انتشار هذه السلع في‮ ‬أسواقنا لأن الرقابة على من‮ ‬يقوم ببيعها تكاد تكون منعدمة والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة لن‮ ‬يحدث بالكلام فقط بل أيضاٍ‮ ‬تنفيذ إجراءات صارمة شريطة أن لا‮ ‬يتم وضعها في‮ ‬أدراج الجهات الحكومية المختصة والتي‮ ‬ان عملت بالعكس فهي‮ ‬تعد مشاركة في‮ ‬عملية انتشار هذه الظاهرة التي‮ ‬تنبئ عن جشع فضيع‮.‬
أما المواطن سعيد محمد فيقول لاغرابة مما وصلت إليه قساوة قلوب بعض التجار حيث بلغوا درجة بيع مواد‮ ‬غذائية مغشوشة لذلك أطالب الجهات المختصة بالقيام بتنفيذ حملات ضبط ومصادرة لكافة السلع المغشوشة‮.‬

قد يعجبك ايضا