مساعٍ إماراتية بإيعاز أمريكي سعودي للسيطرة على “مارب “
زين العابدين عثمان
لاتزال موجة التوسع وبسط السيطرة التي تحركها الإمارات في مناطق الجنوب اليمنية في أوجها الميداني والسياسي حيث أوضحت الأحداث الأخيرة بأن شهية الإمارات انفتحت على مصراعيها خصوصا بعد أن أقدمت مؤخرا على فرض سلطتها المباشرة على محافظة شبوة والسيطرة على منابع النفط والغاز.
اليوم هناك مساعٍ جديدة للإمارات تتركز حول كيفية السيطرة على محافظة مأرب ومحطات تكرير النفط في منطقة صافر بالمحافظة بعد إزاحة قوات هادي ،ويبدو أنها قد بدأت فعليا في تحريك المعادلات الميدانية في هذا الشأن حيث أخذت سحابة التوتر الكبير بين قوات ما يسمى با«الشرعية» والقادة العسكريين الإماراتيين المتواجدين في مأرب تأخذ طابع الخلافات والصدامات المسلحة، وهذا بطبيعته ربما مقدمة يعقبها مسار اجتياح ستنفذه قوات الإمارات وحلفاءها المحليين من أجل إزاحة سيطرة قوات هادي كليا على منشآت النفط بمنطقة صافر بالمقام الأول وتشكيل ما يسمى بالنخبة الماربية كتكرار للسيناريو الذي جرى تنفيذه للسيطرة على منابع النفط بمحافظة شبوة وتشكيل ما سمي بالنخبة الشبوانية.
ربما قد لاتبدو الأحداث واضحة بما فيه الكفاية من أجل الجزم على تنفيذ مسار سيطرة الإمارات على مأرب ،ولكن الوقائع والحقائق الميدانية تشير إلى وجود مشروع حقيقي بإيعاز وتخطيط أمريكي يفضي لإدراج محافظة مارب ضمن لائحة المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الإمارات حيث هذا المشروع يدل دلالة قطعية بأن كل التغيرات الميدانية التي جعلت الإمارات تتصدر الصراع في الجنوب في الفترة الأخيرة ما كان ليحدث لو لم تكن أمريكا راضية في هذا المسار لأن الإدارة الأمريكية هي المهندس والمخطط لهذا التكتيك الميداني ولاغبار على هذا .
ما يجب الإشارة إليه في خضم كل هذه المتغيرات والتحولات هي الأبعاد الاستراتيجية والسياسية الناتجة عن سيناريو تمدد سيطرة الإمارات الذي بدا وكأنه يخفي في طياته مخططاً أمريكياً حذقاً جدا قد يكون هو الخارطة العسكرية والسياسية النهائية في إطار العدوان على اليمن من منظور مثلث التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي ولعل البروتوكول الذي أزاح قوات هادي من المناطق النفطية والاستراتيجية بالجنوب ومكن الإمارات من إحكام السيطرة عليها، هو القسم الأول من المخطط الأمريكي الذي بدأت معالمه تتضح تدريجيا،.
في النهاية ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو ماهية الأهداف المرسومة في هذا المخطط وما هي أبعاده الجيوسياسية وهل سيتضمن فصل الجنوب عن الشمال أم أن الأوضاع ستبقى كما هي مع تنفيذ المشاريع الأمريكية والمصالح السعودية والإماراتية …