المسؤولية الدولية تجاه جرائم التحالف السعودي في اليمن
يحيى صلاح الدين
هنالك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي تجاه ما يقوم به التحالف السعودي من عدوان غاشم وغير مشروع أو مبرر بحق الشعب اليمني كون هذا العدوان خارج مظلة الأمم المتحدة وكونه يمثل اعتداء على بلد مستقل ذي سيادة.
إن ما يقوم به التحالف السعودي ومرتزقته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني من قصف للمدنيين في البيوت والأسواق وصالات العزاء والأعراس وكذلك من قصف للمنشآت المدنية من مستشفيات ومحاكم، والمباني التعليمية والتاريخية ومن حصار جماعي، كل تلك الجرائم تعد بنظر القانون الدولي الإنساني جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وتلقي على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية ملاحقة النظام السعودي وحلفائه كمجرمي حرب وتقديمهم للمحاكمة، باعتبار ما ارتكبوه من جرائم في اليمن تهدد السلم والأمن الدوليين طبقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لذلك يعد أمرا مخجلا وغير مقبول أن لا نرى مواقف جادة للمجتمع الدولي لإيقاف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والتي اكتفت بعض المنظمات والحكومات ببيانات الشجب والإدانة رغم خطورة ما يقوم به النظام السعودي من جرائم بحق الإنسانية تهدد السلم والأمن الدوليين في تحد صارخ للمجتمع الدولي وللمعاهدات والمواثيق الدولية المتمثلة باتفاقيات جنيف 1949م والبروتوكول الأول والثاني المتعلقة بحماية المدنيين والمنشآت المدنية أثناء النزاع المسلح.
ومخالفته لما يعرف بنظام روما 1998م النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية بشأن جرائم الإبادة والتي اعتبر الحصار الجماعي لشعب بأكمله وحرمانه من الطعام والدواء والحقوق الأساسية من ضمن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية .
إن المجتمع الدولي اليوم يمر بأزمة إنسانية وأخلاقية لعدم قيامه بمواقف جادة تجاه ما يحصل في اليمن ولاكتفائه بدور المتفرج وأصبح عاجزاً عن منع النظام السعودي وحلفائه من ارتكاب هذه الجرائم دون محاسبة إلا من بعض المواقف الخجولة والضعيفة من بعض المنظمات الدولية وبعض الهيئات الحكومية التي لا تتناسب مع حجم جرائم النظام السعودي في اليمن.
ان كل يوم يمر هو زيادة في المعاناة للشعب اليمني ان لم يتحرك الضمير الإنساني لدى المجتمع الدولي لتقول للتحالف السعودي كفى استهتارا بالإنسانية يجب أن توقفوا جرائمكم وحان وقت محاكمتكم على كل جريمة اقترفتموها بحق الشعب اليمني والإنسانية جمعاء.