طلاب يدرسون وطلاب لا يدرسون.. والتعليم إلزامي “حسب إمكانيات دولة الإخوان”
جميل أنعم العبسي
ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و21 سبتمبر، تقول بإلزامية التعليم المجاني للشعب اليمني حتى الجامعة وما بعد الجامعة، تعليم مجاني للشعب اليمني ومنهم القادة ورجال المبادئ والأخلاق والمقاومة والثورة ضد أعداء الشعب والأمة، وهذا لا يروق ولا يناسب الأعداء.
وفي كتاب ومنهج الثقافة الإسلامية الذي يُدرَّس في الجامعات الحكومية اليمنية والذي ألفهُ جماعة الإخوان والإصلاح في اليمن، ورد فيه وتحت عنوان رئيسي “أسس النهضة للأمة العربية والإسلامية ومقوماتها” وتحت عنوان فرعي “معالم مجال التربية والتعليم والثقافة” ورد في الصفحة 373 ما يلي: ((فرض إلزامية التعليم الإلزامي وبحسب إمكانيات الدولة)) “انتهى الاقتباس الحرفي”.
اليوم إمكانيات الدولة صفر وتحت الصفر ولأسباب وأسباب خارجة عن إرادة الثورات اليمنية الخالدة، وبفعل فاعلين سيماهم في وجوههم وأفعالهم، اليوم المدارس الخاصة مفتوحة، والمدارس الحكومية مغلقة.
المدارس الخاصة تدرس أولاد المدرسين والمدرسات وأبناء كبار موظفي الدولة، والمدارس الحكومية مغلقة ناهيك عن التدمير من الجو.. مدارس الحكومة تدرس أبناء الشعب اليمني كله، حوالي خمسة مليون طالب وطالبة وبرسوم 250 إلى 500 ريال يمني في السنة.. والمدارس الخاصة تدرس أولاد المدرسين والمدرسات وبرسوم تتراوح ما بين 120 إلى250 ألف ريال وكل ذلك والأستاذة بدون راتب والاستاذ مضرب عن التعليم.
والمدارس الخاصة أنواع وأصناف وأشكال، فالأشكال من المدارس الخاصة مملوكة للمدرسين والتربويين، مدرسين مضربين عن التدريس من زمان، بل من زمن التحاقهم بسلك التدريس ويستلمون رواتب الدولة ولا يداومون في مدارس الحكومة بل يداوم ويدرس في مدرسته الخاصة، وبالتالي هؤلاء هم مضربون عن التدريس من زمان.. بالإضافة إلى مئات المدرسين لا يدرسون ويستلمون الراتب بل أن البعض منهم مضرب في السعودية من قبل العدوان وراتبه يصل إليه للسعودية مع خصم العمولة.
والصنف الثاني من المدارس الخاصة مملوك ومستثمر للتنظيم العالمي للإخوان والبعض من المدرسين يستلم الراتب من الدولة وهو مضرب عن التعليم من زمان، وجيل هذه المدارس الولاء للخارج، ومن مصلحته إغلاق المدارس الحكومية من الجو أو البر والإضراب.
والنوع الثالث مدارس خاصة مملوكة للقطاع الخاص الوطني، ومعظم كوادره ليس لهم علاقة بالمدارس الحكومية ورواتب الدولة، ولهم منا التحية والتقدير، طلاب المدرسين والمدرسات المضربين عن التعليم من زمان أو من العدوان أو من اليوم، يدرسون في المدارس الخاصة وبفلوس، يدرسون في مدارس خاصة مملوكة لمدرسين لم يدرسوا في المدارس الحكومية وهم استلموا ويستلمون رواتب الدولة ويحرضون على الإضراب لإغلاق المدارس الحكومية.
الطلاب والطالبات من أبناء وبنات المدرسين والمدرسات المضربين والمضربات عن التعليم، يدرسون ولديهم وسيلة مواصلات باص وحقيبة وزي مدرسي، يذهبون للمدارس الخاصة وأعدادهم قليلة جداً جداً، فقط أربعة إلى ثمانية من طلاب الحي والحارة يدرسون وبقية أبناء الحارة لا يدرسون، يلعبون بألعابهم المعهودة كانت “سيكل أو كرة” إن كان محظوظاً أو يلعبون “الكوفية الخضراء أو حبس أمان أو غُمَّاية أو زراقيف أو تبارة” ولا أدري ما يطلقون عليها من أسماء بحسب المنطقة والمفهوم.. ولا أظنهم يعرفون الحدائق والمنتزهات كأبناء المدارس الخاصة.. والكثير منهم يلعب أو ربما يلهث وراء وايت الماء، وقد تفشل المهمة أو يعود منتصراً للمنزل بدبة ملأها لأمه لتحضر وجبة غداء قد لا تكون موجودة أساساً في البيت.
مدرسون ومدرسات البعض منهم أستاذ والآخر وكيل والآخر مدير مدرسة والآخر موجِّه ومفتش تربوي، أولادهم في مدارس خاصة، وطلاب وطالبات الشعب اليمني في المنازل والحارات والمدارس الحكومية مغلقة والأسباب خارجية.. فبالله عليكم هل يستحق مثل هؤلاء لقب أستاذ أو أستاذة أو تربوي أو مديرة مدرسة.!
والشكر كل الشكر لمن فتح مدرسة حكومية، واللعنات كل اللعنات لمن أغلق مدرسة حكومية وهو وهي يُدرِّسون في المدارس الخاصة وكذلك أولادهم يدرسون فيها.
أيتها الطالبة… اليوم خمسة ملايين طالب يمني لا يذهبون للمدارس ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني صامتون صمت القبور.
أيها الطالب… اليوم خمسة ملايين طالبة لا يذهبون للمدارس.. إنها جريمة في وجهه وجبين الضمير العالمي والإنساني.
أيتها الطالبة.. أيها الطالب.. البعض والكل من الوجوه الكالحة والسوداء من رقيق إخوان قطر وتركيا.. ومن سوق النخاسة.. نخاسة بني سعود وأولاد زايد… يريدون المتاجرة والتجارة بهذه الورقة لنيل مكاسب سياسية ما باستمرار إغلاق المدارس.. وهاهم يمرون من مدير مدرسة إلى مديرة مدرسة.. ومن أستاذ إلى استاذة.. ومن بيت إلى بيت.. وبالترهيب والترغيب.. ممنوع فتح المدارس.. يمرون كالخفافيش وطاويط الليل تحت جنح ظلام الجاهلية والعبودية.. ممنوع فتح المدارس.. إنهم ما إنهم تربويّو وجيل المناهج الوهابية الإخوانية .. تربويّو المصلحة وخفافيش الجهل والتَّخلُّف.. جيل أسواق النخاسة والعبيد.. والخيبة والبؤس والشقاء من نصيبهم.
والمدارس كل المدارس الحكومية ستفتح اليوم وغداً وستثمر ثماراً غير قابلة للبيع والشراء في أسواق النخاسة والرقيق… ثماراً عصية على العدو والعدوان في كل زمان ومكان.. ثمار البلدة الطيبة والرب الغفور الطيعة والطائعة لله سبحانه وتعالى وللوطن.. ثماراً يمنية أصيلة من الأرض اليمنية إلى التربة اليمنية حتى الثرى في فلسطين المحتلة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.