العدوان يسعى إلى تدمير البنية التحتية لقطاع الاتصالات لعزلنا عن العالم

نائب مدير عام فرع المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية بإب لـ “ٹ”:

تواجهنا العديد من الصعوبات أبرزها سرقة الكابلات
قمنا باستيراد عدد من المحطات لكنها حجزت ولم تدخل اليمن بسبب الحصار
إب/ محمد الرعو ي
طالت جرائم العدوان السعودي خلال ثلاثة أعوام على اليمن كل المنشآت وخدمات البنية التحتية في مختلف المحافظات والمناطق والأرياف.
قطاع الاتصالات في محافظة إب لم يكن بمنأى عن ذلك الدمار والقصف وليس ذلك فحسب بل طالته أيادي العبث التي تقوم بسرقة الشبكات والكابلات والتجهيزات والمعدات الخاصة بمحطات الاتصالات، الأمر الذي ضاعف من معاناة هذا القطاع الحيوي وشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل هذه المؤسسة وتجاوز قدراتها وإمكاناتها في استمرار تقديم خدماتها للمواطنين في مختلف المناطق خصوصاً في ظل الحصار والاوضاع الاقتصادية والأمنية للبلاد.
ولتسليط الضوء أكثر (الثورة) التقت نائب مدير عام فرع المؤسسة العامة للاتصالات بمحافظة إب، المهندس محمد عبدالله الحشرة، الذي بدوره اطلعنا على العديد من النقاط الهامة التي تعرض لها هذا القطاع، وهاكم الحصيلة:
كما هو معلوم أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي استهدف ودمر بشكل مباشر ومتعمد قطاع الاتصالات بمواقعه وشبكاته ومحطات الإرسال فما هو حجم هذا الاستهداف في محافظة إب؟
يمكنني القول أن قطاع الاتصالات بمحافظة إب تعرض للعديد من الأضرار الذي الحقها به العدوان من خلال قصف مواقع وشبكات ومحطات الإرسال، وتدمير خدمات البنية التحتية لهذا القطاع الهام والحيوي، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على شبكات وكابلات الاتصالات التي تتعرض للسرقة والعبث من الداخل في عدد من المناطق، كل ذلك زاد من معاناة المواطنين بل أمعن في التضييق على المواطن اليمني لما لهذا القطاع من أهمية بالغة في تقديم العديد من خدمات التواصل والاتصال مع العالم فهو شريان حيوي تقوم عليه العديد من حاجات الناس ومن خلاله  نستطيع ان نوصل للعالم رسالة عن حجم العدوان الذي لحق بنا من الانتهاكات لجميع الشرائع والقوانين الدولية والاعتداء الصارخ على حقوق الإنسان ومخالفة جميع الشرائع والاتفاقيات الدولية التي تحرم الاعتداء على المرافق العامة المدنية، وكذا استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً.
ويمكنني التأكيد انه تم الاعتداء على شبكات الاتصالات في كثير من المديريات ونتيجة لهذه الاعتداءات حصلت كثير من التوقفات وخروج الكثير من المحطات والشبكات عن الخدمة وكان المتضرر من هذه التوقفات هم المواطنون، وكذا الخسائر المادية الهائلة والتي تستنزف إيرادات المؤسسة كنوع من الحرب الاقتصادية، والتدمير لمقدرات هذه المؤسسة.
هل تم إعادة شبكات الاتصالات ومحطات الإرسال التي تعرضت للعدوان إلى سيرتها الأولى ام مازالت خارج نطاق الخدمة؟
قمنا بعد حصول الاعتداءات على البنية التحتية للاتصالات بمختلف مديريات المحافظة بحصر الأضرار الناشئة من تلك الاعتداءات وتقييمها والتواصل مع الإدارة العامة بالعاصمة صنعاء وذلك لغرض توفير المعدات والأجهزة والمواد اللازمة لعمليات الصيانة، والحمد لله تم إعادة الكثير من تلك المحطات إلى الخدمة وبحسب الإمكانيات المتاحة، وبإذن الله تعالى سيتم خلال الفترة القادمة استكمال أعمال الصيانة في وقت توفر المواد الفنية اللازمة لعمليات الصيانة من مواد الشبكات والأبراج وبالتالي إعادة الخدمة إلى هذه المحطات لاستمرارها وحتى يستفيد منها المواطنون.
تداعيات العدوان والحصار المباشرة وغير المباشرة هل أثرت على سير العمل؟
بالتأكيد اثر ذلك  على بلادنا وعلى خدمات الاتصالات وبنيتها التحتية بشكل كبير ومن تِلْك المشكلات والأضرار توقف كثير من الخدمات والمشاريع والتوسعات والتي كانت مستمرة ويجري فيها العمل على قدم وساق، إلا انه ونتيجة العدوان والاعتداءات، وكذا نتيجة للحصار وعدم توفر مواد الصيانة، والانقطاع التام للتيار الكهربائي وقلة توفر المشتقات النفطية ومصادر الطاقة وصعوبة الحصول عليها والتقلبات في أسعارها كل ذلك أثر بشكل كبير على خدماتنا التي نقدمها على مدار الساعة وفي كل المناطق التي تغطيها خدماتنا، وهذا كما ذكرت أثر على الخدمة وكفاءتها واستمراريتها، بالإضافة إلى الجانب الآخر من التداعيات غير المباشرة والتي تتمثل في عدم مواكبة التطور الهائل  في مجال الاتصالات ومواكبة التقنيات الجديدة والمتطورة والأجيال المتعاقبة في هذا المجال كالجيل الرابع منها.
هل استطاع فرع المؤسسة الحفاظ على مستوى الخدمات التي يقدمها.. خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد من حصار وعدوان واعتداءات وسرقة الكابلات والاختلالات الأمنية؟
حاولنا في فرع المؤسسة العامة للاتصالات بالمحافظة وبحسب الإمكانيات المتاحة وبروح التحدي لدى العاملين في مختلف الفروع والمراكز التابعة للمحافظة من استمرار خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية للهاتف الثابت ويمن موبايل والانترنت وغيرها من الخدمات التي تقدم للمرافق  الخاصة وبرغم الصعوبات التي وجهناها  فقد كان مستوى الانضباط الوظيفي عاليا والاستمرار في عمليات تحصيل الإيرادات، وكذا أعمال الصيانة وتحديث الأنظمة وعمليات توسعة المحطات وقنوات التراسل واستحداث محطات جديدة للهاتف النقال كل ذلك وفق الإمكانات المتاحة لنا.
وبدورنا حرصنا على متابعة تحصيل المديونيات على الأرقام، وكذا استمرار خدماتنا وعدم انقطاع الخدمة وتواصلها  بتوفير المشتقات النفطية وإيصالها على جميع المحطات والسنترالات التي يتم تشغيلها بالمولدات والمنتشرة في جميع مديريات المحافظة البالغة (٢١) مديرية برغم كل الصعوبات والمشاكل التي نواجهها إلا إننا في محافظة إب نقدم خدمات أفضل حيث عملنا ونعمل جاهدين على توسعة خدمات الانترنت وإيصالها إلى جميع السنترالات في المحافظة والبالغ عددها (22)سنترالا، وكذلك تمكنا من إيصالها إلى المحطات الريفية المنتشرة في الأرياف والبالغ عددها (53)محطة، وأيضا توسعة محطات يمن موبايل وإنشاء أكثر من عشر محطات جديدة وعمل دراسات للمناطق التي لا تتوفر فيها تغطية ليتسنى لنا إنشاء محطات جديدة.
تشهد عاصمة المحافظة ومديرياتها توسعاً عمرانياً ملحوظاً يقابله ضغط على خدمات الاتصالات فما هي الجهود المبذولة لتعزيز تغطية الهاتف بشقيها السلكي واللاسلكي؟
كما أشرت سابقاً ان التداعيات لظروف التي نمر بها قد أثرت تأثيراً كبيراً على جانب المشاريع وتحديث خدمات الاتصالات وعمليات التوسعة، حيث توقف العمل في كثير من المشاريع والتي كانت على وشك أن يبدأ تنفيذها سواء في مجال الشبكة النحاسية والبالغ عددها (36)مشروعاً أو كابلات الألياف والبالغ عددها (8) مشاريع، و(6) مشاريع في مجال شبكات التراسل، و (23000) خط ونقطة انترنت، و(2400) خط لسنترالات المحطات الريفية، بالإضافة إلى (12) مشروعاً لمحطات يمن موبايل، وغيرها من المشاريع.
وبرغم ما ذكر إلا إننا نحاول استيعاب طلبات المواطنين والتزايد العمراني الحاصل سواء في المدن الرئيسية أو الثانوية بالتعامل مع الإمكانيات المتوفرة ومحاولة إخراج المبيعات الاحتياطية المتوفرة وبحسب توفر المواد الفنية.
ماذا عن ظاهرة التخريب والسرقة التي تطال كابلات الاتصالات؟ وهل هناك تنسيق مع الجهات الأمنية للحد من هذه الظاهرة وهل تم إعادة الشبكات والكابلات التي سرقت في عدد من المناطق؟
إن ظاهرة الاعتداء على شبكات الاتصالات وسرقة الكابلات تعاني منها معظم المحافظات وتسببت في الكثير من المشاكل والخسائر المادية لخزينة الدولة ونحن في محافظة إب نالنا الكثير من هذه الاعتداءات والسرقات ويوجد في هذه اللحظة محطات خارجة عن الخدمة بشكل كامل ومطلق، ويكمن السبب في سرقة معظم الشبكات التابعة لها مثل (القفر، حليل وحيسان في بعدان، وغيرها)،وقد تسبب الانفلات الأمني وتحديداً منذ العام 2011م، من تزايد عمليات السرقة التي تستهدف الشبكات والكابلات خاصة في المناطق الريفية بشكل كبير جداً.
اما فيما يتعلق بإعادة الشبكات المعتدى عليها فنحن في فرع إب نؤكد أنه تم إعادة الشبكة والخدمة في بعض المناطق من خلال ما  توفر لدينا من المواد الفنية من الكابلات والأعمدة ومواد التوصيل خاصة وان هناك متابعة مستمرة من قبل إدارة الفرع والشئون القانونية في الفرع ومسؤولي المراكز المختلفة وبالتنسيق مع الجهات المختصة في إدارات الأمن في المحافظة والمديريات وكذا النيابة العامة والقضاء وخاصة في القضايا التي تم معرفة المعتدين على الشبكات، وقد تم رفع الكثير من القضايا ومتابعتها لدى النيابات والمحاكم في المديريات واستصدار الكثير من الأحكام لصالح المؤسسة،كما يوجد الكثير من القضايا المرفوعة لدى المحاكم وبانتظار البت فيها.
حدثنا عن مستوى تحصيل الإيرادات وآليه التحصيل؟
يمكنني القول ان من الأعمال الرئيسية التي يقوم بها فرع المؤسسة بالمحافظة هي تحصيل الإيرادات المختلفة لجميع الخدمات كالهاتف الثابت أو الانترنت ويمن موبايل، كما يعد الفرع أفضل الفروع في هذا الجانب،كوننا تميزنا بإيجاد العديد من نقاط التحصيل المنتشرة في كافة مناطق ومديريات المحافظة والبالغ عددها (23) نقطة تعمل سواء في تقديم الخدمات أو تسديد الفواتير وتجديد الاشتراكات، بالإضافة إلى وجود نقاط مكتب البريد المنتشرة في معظم المديريات التي تعمل معنا في هذا المجال، وأيضاً بواسطة كروت الدفع المسبق، وكذا التحصيل عن طريق خدمات الجوال للحسابات الجارية في البريد.
ماذا عن المديونيات المتراكمة لدى المشتركين منذ فترات طويلة وما الإجراءات التي ستتخذونها حيال ذلك؟
لقد قمنا بتشكيل لجان لتحصيل المديونيات المتراكمة من فترات سابقة وتم تحصيل كثير من تلك المديونيات والعمل جار لتحصيل المديونيات الأخرى ، ومن هنا ومن خلالكم يمكنني أن أؤكد أننا سنقوم بمصادرة الأرقام للهواتف الممتنعة عن السداد خلال شهر  كإجراء قانوني مخول للمؤسسة اتخاذه وتنفيذه لأننا سبق وان أشعرنا وتابعنا تحصيل هذه المديونيات وتصل عدد الأرقام التي سيتم مصادرتها لامتناعها عن السداد (٦١٣١) رقماً، ويصل مبلغ المديونية على الأرقام مبلغ، (ثلاثة وخمسين مليوناً وثلاثمائة وخمسة وأربعين ألفاً وواحد وسبعين) ريالاً، وتخص هذه المديونية الفترة من عام ٢٠٠٤ وحتى ٢٠١٠م .
من الملاحظ في الآونة الأخيرة تفاقم مشكلة ضعف في شبكة يمن موبايل في كثير من المناطق حتى داخل عاصمة المحافظة؟كيف توضحون أسباب هذه المشكلة؟
بالنسبة لهذه المشكلة التي نواجهها في ضعف التغطية تكمن في عدد من الأسباب منها، أن المحافظة استقبلت خلال العامين الماضيين الكثير من الوافدين والنازحين مما سبب ضغطاً على المكالمات الهاتفية وخدمات النت في الهاتف المحمول، هذا إلى جانب عدم وجود المحطات الكافية لتلبية الاحتياج ومتطلبات الخدمة مع أن عدد المحطات في المحافظة تبلغ (56) محطة منها (15) محطة داخل المدينة إلا أنها لا تلبي الزيادة السكانية المحلية والقادمة من محافظات أخرى.
ومن الأسباب أيضاً عدم وجود المحطات اللازمة في مخازنا، وبدورنا قمنا باستيراد عدد من المحطات لكنها حجزت ولم تدخل اليمن بسبب الحصار.
أما الإجراءات المتخذة لحل هذه المشكلة فقد قمنا بعمل المسح الميداني وتحديد مواقع جديدة داخل عاصمة المحافظة وخارجها والرفع بها إلى يمن موبايل لاعتمادها ضمن محطات التقوية لخدمات الاتصالات وقد أقرت جميعها وقد بدأ، وحالياً يوجد (6) مواقع جاهزة لإقامة المحطات، ولم يبق إلا وصولها وتركيبها وتشغيلها.
ماهي الصعوبات التي تعترض عمل مكتب المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية بالمحافظة؟
تواجهنا العديد من الصعوبات منها، عدم تنفيذ المشاريع المقرة سابقاً سواء الجديدة منها أو التوسعات المقرة مسبقاً، وكذا استمرارا لاعتداءات على المشاريع المنفذة وإخراجها عن الخدمة سواء من قبل العدوان أو عن طريق السرقة والتخريب التي تتعرض لها الكابلات والشبكات، بالإضافة إلى تأخر النيابات والمحاكم في البت في القضاء، ومن الصعوبات التي تواجهنا أيضا هي شحة المواد الفنية اللازمة لعمليات الصيانة نتيجة الحصار المفروض على البلاد من قبل دول العدوان، وكذا توقف البرامج التدريبية الخاصة بالموظفين والتي تعمل على تحديث معلوماتهم وتنمية مهاراتهم باستمرار كون قطاع الاتصالات يشهد تطوراً مستمراً لمواكبة مستجدات ومتطلبات التقنية الحديثة، وغيرها من الصعوبات مثل توقف التيار الكهربائي وصعوبة الحصول على المحروقات وكذا شحة السيولة المالية.
هل من كلمه أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
رغم ما ألحقه العدوان من خسائر مادية كبيرة وأضرار جسيمة في البنية التحتية لقطاع الاتصالات لن يثني منتسبي الوزارة والمؤسسة وفروعها في المحافظات وتحديداً فرع محافظة إب عن أداء واجبهم وبذل جهود أكبر لإصلاح الأضرار التي خلفها طيران العدوان.
ونبتهل إلى الله تعالي في علاه أن يمدنا في قطاع الاتصالات بالقوة والثبات لنقدم ما يأمله منا شعبنا العظيم ونرجو من المولى عز وجل أن ينصرنا ويحفظ يمننا الغالي من كيد الكائدين وغدر الغادرين.

قد يعجبك ايضا