أرق قلوباً وألين أفئدة
علي محمد قايد
فعلا إنه عند الشدائد والمحن تظهر معادن الناس ويظهر الجميع على حقائقهم ونحن شعب يقارب تعداده 27 مليون نسمة يمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة العدوان والحصار والأزمات المتلاحقة منذ العام 2011م وآخر هذه الأزمة والمعاناة حدوث ما لم يكن في الحسبان وهو انقطاع رواتب الموظفين بسبب ألاعيب العدوان القذرة التي تهدف إلى تجويع الشعب حتى تعم الفوضى وأعمال التخريب ويتم إذلالنا وإخضاعنا ولكن هيهات لهم ذلك فالشعب اليمني قد سئم الانجرار وراء مخططات وألاعيب داخلية وخارجية، ليظل هذا الشعب العظيم والصامد يضرب أروع الأمثلة في الصبر والصمود ومن الملاحظ وخلال هذا الوضع المشين الذي نمر به جميعا أننا نحن أبناء هذا الوطن المجروح أثبتنا أننا أرق قلوباً وألين أفئدة من خلال النسيج الاجتماعي المترابط ووقوفنا إلى جانب بعضنا البعض في الشدائد والمحن ولنثبت للعالم أننا كمثل الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلم تغيرنا الظروف القاهرة ولم تقس قلوبنا حالات الشظف المعيشي والظروف القاسية بل وجدنا أنفسنا نعيش مرحلة ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى ولم نجد حليفنا سوى الصبر تجاه ما نواجهه من حرب عسكرية واقتصادية ظالمة، فلم يتحقق لهم النصر بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم ودعمهم بالمال والسلاح للمرتزقة بل سعوا إلى ممارسة الحرب الاقتصادية الفاشلة التي أرادوا من خلالها تجويعنا وممارسة أعمال النهب والتخريب، ونحمد الله أن الحياة في العاصمة صنعاء مستمرة بهذا الشكل وبشكلها الطبيعي وأن أوجه الخير لازالت سائدة رغم الظروف القاسية ومما يثلج الصدور وجود بعض المواقف المشرفة في الحارات والأحياء مثل تكفل بعض رجال الخير بتوفير المياه التي يحتاجها الأهالي وبما يسمى مياه السبيل عن طريق توفير خزانات ثابتة في الحارات وتعبئتها بالماء بشكل يومي بالوايتات وتلبية احتياجات الأهالي وكذلك توزيع المواد الغذائية الأساسية مثل القمح وكذا دعم الأفران لتوزيع رغيف الخبز للمحتاجين وغير ذلك من صور التعاون والتكافل الاجتماعي فالمواطن اليمني رغم هذه الظروف القاتلة يعيش بكرامة وعزة نفس دون الذهاب إلى حدود الدول المجاورة لطلب النزوح واللجوء في الوقت الذي انتهج فيه ضعفاء النفوس والعملاء والمرتزقة الذين يتاجرون بأنفسهم ووطنهم هذا الطريق فارتموا بين أحضان من يقومون بتدمير بلادهم وشن هذه الحرب الظالمة وطنهم وأبناء جلدتهم ولكنهم في النهاية لن يجدوا لهم وطناً لأنهم باعوا وطنهم، إننا شعب أصيل لا يقبل الذلة والمهانة والعبودية تعرضنا لظلم جيراننا فصبرنا وبدلا من تقديم المساعدات لهذا الشعب المنكوب والمظلوم وبدلا من دعم اقتصادنا تم قصفنا بالطائرات وبالأسلحة المحرمة وتم هدم اقتصادنا ومع ذلك لم نمت ولن نموت جوعا بل نعيش مرفوعين الرؤوس مهما كانت ظروفنا ليبقى الوطن غايتنا وسنحافظ عليه وندافع عنه حتى آخر قطرة دم.
ولكن لا يعني هذا سقوط الواجب على المجلس السياسي وعلى حكومة الإنقاذ فيجب عليهم مراعاة ظروف الناس المغلوبين على أمرهم والعمل بجد على إيجاد حلول مناسبة لتسليم رواتب الموظفين وإذا كان هادي قد عمل على نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن فيجب إلزامه بأي طريقة بتسليم رواتب الموظفين، فالبنك المركزي هو بنك الوطن وبنك كل اليمنيين وطالما وهو يقول عن نفسه انه رئيس شرعي فيجب عليه تسليم رواتب الموظفين في جميع المحافظات دون الاقتصار على تسليم الرواتب لأتباعه ومن العيب والنذالة تسييس رواتب الموظفين وأقوات الناس، وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.