” ما بعد بعد الرياض ” شعار لـ مرحلة عسكرية جديدة تحدد قواعد الاشتباك

جمال محمد الأشول
انتقلت قوات الجيش واللجان الشعبية إلى مرحلة ما بعد بعد الرياض التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وأطلقت للمرة الأولى صاروخاً من طراز ” بركان H2 ” مستهدفاً مصافي تكرير النفط في محافظة ينبع السعودية التي تبعد 1000 كيلومتر عن الحدود اليمنية مع السعودية.
من المعادلات الجديدة التي رسمها السيد عبدالملك في خطابه ، نستطيع القول ان الجيش واللجان الشعبية كقيادة ودور ، باتوا يمتلكون الآن وبكل ثقة كامل مقوّمات العمل باستراتيجية هجومية واضحة ملائمة للموقف، وسيقابل تصعيد العدوان بمعادلة الرد تصل نار قوات الجيش واللجان الشعبية الى كل المناطق الاستراتيجية الهامة في السعودية “.
وهو ما أكدته القوة الصاروخية في بيان لها ، عقب استهداف مصافي محافظة ينبع النفطية بالسعودية بصاروخ باليستي طويل المدى نوع ( بركان H2 ) وأن مصافي النفط في السعودية باتت هدفاً عسكرياً، وطالبت من الشركات الأجنبية حزم حقائبها والمغادرة.
وهذا يعني من خلال استقراء الميدان ، أن التصعيد سيطال مدن هامة وذات طابع حيوي في العمق السعودي ـ مثل جيزان ونجران وعسير ، وهو ما أكده مساعد الناطق باسم قوات الجيش واللجان الشعبية ، العقيد عزيز راشد ، إن العمليات القادمة ستكون أقوى وستستهدف مناطق ذات طابع حيوي مالم توقف السعودية عدوانها على اليمن”.
فإعلان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي مرحلة ما بعد بعد الرياض ، التي دشنتها القوة الصاروخية السبت ، على مصافي تكرير النفط في ينبع ، تحولت المعادلة من حرب حدود وقصف وخطوط الدفاع إلى حرب مدن تضرب المنشآت الحيوية في السعودية وخاصة مصافي تكرير النفط والقواعد العسكرية والشركات ذات الطابع المالي والاقتصادي في العمق السعودي وهي انجاز استراتيجي كبير للشعب اليمني الصامد المقاوم في وجه تحالف عدوان عالمي يضم اكثر من 36 دولة عربية واقليمية .
المعادلة التي ادخلها قائد الثورة في الحرب القائمة الآن في اليمن تجعل السعودية ومن ورائها أمريكا وإسرائيل والغرب والتحالف والمؤسسة العسكرية والاستراتيجية في وضع جديد، أن السعودية أمام عجزها عن حسم المعركة لصالحها منذ عامين واربعة اشهر من الحرب ومازال الجيش اليمني واللجان الشعبية ، أكثر قوة وفاعلية ، وقادر على ضرب المنشآت في ينبع والرياض والتهديد لضرب العمق السعودي ما بعد بعد الرياض هذه المعادلة الجديدة تجعل السعودية وأمريكا في خيارات جديدة، ونظرة جديدة، في مواجهات مقبلة.
فالرد الصاروخي على العدوان السعودي كشف لتحالف العدوان مستوى الثقة بالنفس والطمأنينة والوثوق بالجيش واللجان الشعبية التي يعيشها قائد الثورة كما تمثل الحكمة والشجاعة والذكاء التي يتسم بها هذا القائد العظيم.
إذاً على السعودية ومن خلفها أمريكا انها امام مرحلة جديدة في اليمن تختلف عما كانت تتمناه ، مرحلة تفرض فيها اليمن قوتها الردعية و تجعل السعودية اكثر حذرا و حيطة في السلوك العدواني .. قوة اليمن المقاومة الذي شاء العدوان اسقاطها و تفكيكها وتقسيمها ، و اذ به بعد عامين و4 اشهر تفرض نفسها رقما صعبا و أساسيا في أي معادلة إقليمية و رقما مؤثرا في المعادلات الدولية .