
الثورة نت عبد الكريم مهيوب –
يواجه اليمن الكثير من التحديات التي تكاد تعصف بإقتصاده واستقراره¡ فقبل الأزمة السياسية كانت اليمن تخوض صراع كبير مع الفقر. ووفقا للتقديرات¡ فتعد من أشد البلدان فقرا◌ٍ في الوطن العربي ¡ إذ يبلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 1209 دولارات¡ وت◌ْعد معدلات النمو السكاني في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم¡ مما يضع ضغوطا◌ٍ على خدمات التعليم والرعاية الصحية¡ ومياه الشرب¡ وفرص العمل. ومن غير المتوقع أن يحرز اليمن أيا◌ٍ من الأهداف الإنمائية للألفية. وتشير التقديرات إلى زيادة معدلات الفقر ــ التي كانت في زيادة فعلية قبل الأزمة ــ مرة أخرى من 42 في المائة من السكان في 2009 إلى 54.5 في المائة في 2012. وترتفع معدلات الفقر بصورة خاصة في المناطق الريفية التي يقطنها حوالي 73 في المائة من السكان و84 في المائة من الفقراء.
وتشير تقديرات البنك الدولي ¡إلى أن حوالي 806586 شخصا◌ٍ يعتبرون من أكثر المعرضين للمخاطر بسبب الصراعات الحالية والسابقة في اليمن¡ ومن بين هؤلاء أطفال شاركوا بصورة مباشرة في الاقتتال الداخلي والعنف و تضرروا منهما¡ وكذلك هناك 213 ألفا من العائدين والمتضررين من الحرب في الشمال¡ وحوالي 150 ألف مشرد في الجنوب. أما المرأة ــ التي كانت ومازالت تعاني أيما معاناة من الحرمان في اليمن ــ فقد عانت أيضا◌ٍ بصورة كبيرة للغاية من جراء هذه الأزمة. وتشير الأرقام الأولية لعام 2011 إلى تراجع توفر الخدمات الأساسية والاجتماعية والفرص الاقتصادية¡ بالإضافة إلى زيادة معدلات العنف ضد المرأة كنتيجة لهذه الاضطرابات. وأدت هذه الآثار إلى مضاعفة الخلل الحاد (القائم بالفعل) في مسألة المساواة بين الجنسين.
وقالت وزارة الزراعة ان الفقر يزداد في الأرياف اليمنية كما أن الأمن الغذائي في هذه المناطق في تناقص مستمر ويؤدي هذا الوضع الى تدهور معيشة سكان الارياف وانتشار مؤشرات سوء التغذية بين الفقراء من النساء والرجال والأطفال¡ وأن السكان الذين لايمتلكون الموارد هم الضحايا في مؤشرات الأمن الغذائي .
و تشيرمؤشرات احصائية الى أن 63 بالمائة من الأسر الزراعية في الارياف يمتلكون حيازات بسيطة وعلى المستوى الوطني تبلغ نسبة من يحصلون على خدمات الري 26 بالمائة وفي المديريات الفقيرة تبلغ هذه النسبة 21 بالمائة فقط كما أن 31 بالمائة من الأسر الزراعية في الأرياف ينتجون غذاء للاستهلاك المنزلي ويكفي هذا الانتاج حوالي 10 بالمائة من احتياجهم الاجمالي للغذاء .
ويشيرتقرير التغذية العالمي الصادر عن اليونيسف¡ أن ما يقارب من 60% من أطفال اليمن دون سن خمس سنوات يعانون من “سوء التغذية المزمن” والذي ينتج عنه التقزم في النمو وتأخر التطور العقلي. ومع ذلك فإن ما يزيد عن طفل واحد من بين كل ثمانية أطفال في اليمن (267,000 طفل) دون سن خمس سنوات يعاني من سوء التغذية الحاد الشديد (SAM) يعني أنه يواجه خطر الموت بسبب أمراض الطفولة الشائعة. وهناك أيضا◌ٍ 730,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط (MAM) والذي يعني كذلك ازدياد مخاطر الإصابة بالأمراض ومن ثم الوفاة.
وقال خبراء ¡ أن سوء التغذية ليس مرتبط فقط بالجوع وإنما هو مؤشر على محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية ذات الجودة مثل الرعاية الصحية والمياه الآمنة والصرف الصحي المناسب وكذلك ممارسات النظافة الشخصية والتغذية المناسبة. إن ضعف ممارسات التغذية (مثل التوقف عن الرضاعة الطبيعية) وكذلك نقص الأغذية المناسبة والموسعة كانت جميعها من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استمرار الأزمة. وبالرغم من أن توفر الأغذية الأساسية لوحده لن يعالج هذه المشكلة فإن كل من توفر واستخدام الأغذية المناسبة للأطفال يمكن أن ي◌ْحدث فارقا◌ٍ في تلبية الاحتياجات التغذوية الخاصة لهذه الشريحة.