“الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية

الثورة نت/..

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حول مستجدات العدوان على قطاع غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 17 ذو القعدة 1446هـ 15 مايو 2025م:

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

نتحـــدث في كلمـــة اليــــوم، عن تطورات العدوان الهمجي، الوحشي، الإجرامي، الإسرائيلي على قطاع غزَّة، الذي يمارس معتمداً على الدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية، والدعم الغربي المفتوح، جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في كل يوم.

وحصيلة هذا الأسبوع في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة من الشهداء والجرحى: بلغ أكثر من (ألف ومائتين)، معظمهم من النساء والأطفال، وبينهم أسرٌ نازحة، أبادها العدو الإسرائيلي بأكملها.

وتصل الحصيلة للشهداء والجرحى، منذ استئناف العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزَّة: أكثر من (ألفين وثمانمائة شهيد)، وأكثر من (سبعة آلاف وسبعمائة جريح)؛ لتصل الحصيلة الإجمالية على مدى تسعة عشر شهراً في قطاع غزَّة: أكثر من (مائة واثنين وثمانين ألفاً) من الشهداء والجرحى والمفقودين، نسبةٌ كبيرةٌ بينهم، تقدَّر بـ 60% أو أكثر من النساء والأطفال، هذه الإحصائية لا يدخل فيها الشهداء والجرحى والمخطوفون والأسرى من الضِّفَّة الغربية، وإلَّا فالعدد أكبر.

هذه المحصلة تبيِّن حجم الإجرام الرهيب من قبل العدو الإسرائيلي، الذي ينطبق عليه- بكل وضوح- أنه إبادة جماعية، وتستمر بين أوساط العالم الإسلامي، بمرأى ومسمعٍ من الجميع.

ويستهدف العدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة كل فئات المجتمع، ويسعى دائماً إلى إنهاء الخدمة الصحية، وإنهاء العمل الإنساني، حيث بلغ شهداء العمل الإنساني، والطواقم الطبية في قطاع غزَّة: أكثر من (ألف وأربعمائة شهيد)، ويستهدف النازحين في مراكز إيوائهم، التي عادةً ما يحددها كمناطق آمنة قبل ذلك، وقصف في هذه المدة ما يقارب (مائتين وخمسين) مركزاً لإيواء النازحين، على مدى تسعة عشر شهراً.

ويستمر أيضاً في سعيه للإبادة عن طريق التجويع، وليس فقط بالقصف، الإبادة بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية والغربية، التي تزوِّده بها الأنظمة الغربية، بل مع ذلك يستخدم التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة، وبات الوضع الإنساني في غزَّة مأساوياً للغاية، بعد نفاد ما تبقى من مخزونات الغذاء لدى المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، وإغلاق جميع الأفران، ومعظم المطابخ التي كانت تُقدِّم عدداً محدوداً من الوجبات الغذائية لعددٍ محدودٍ من السكان.

المشاهد المأساوية المؤلمة تُظهِر صرخات الأطفال وبكائهم، وهم يهيمون في الأرض بحثاً عن بقايا طعام، وتقف الأمهات حائرةً دون حيلة أمام صرخات أطفالِهِنَّ الرُّضَّع، البعض منهم باتت جلودهم تلتصق على عظامهم بسبب انعدام حليب الأطفال، البعض من أبناء الشعب الفلسطيني يحاولون أن يذهبوا إلى البحر؛ بهـدف البحث عن الصيد لتوفير القوت الضروري والطعام والغذاء، ومع ذلك يستهدفهم العدو الإسرائيلي، فهو يستهدفهم من البر والبحر والجو، هناك الكثير من الشهداء، ممن استشهدوا وهم في أثناء محاولاتهم لجلب الأسماك والصيد من البحر؛ بهدف إطعام أسرهم، حتى أوراق الشجر لم يعد الوصول إليها سهلاً؛ بعـد تجريف العدو الإسرائيلي لـ 80% من الأراضي الزراعية، أكَّدت سبع عشرة وكالة تابعة للأمم المتَّحدة ومنظمة غير حكومية، في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن الغالبية العظمى من أطفال غزَّة يعانون من حرمانٍ غذائيٍ شديد.

فالمأساة كبيرةٌ جدًّا، تكشـف عن حجم الإجرام والعدوان الإسرائيلي من جهة، والذي- كما قلنا- يعتمد على الدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية، والدعم الغربي المفتوح من بريطانيا، وألمانيا… ودول متعدِّدة، وكذلك يستفيد كل الاستفادة من التخاذل الإسلامي في البلدان العربية وغيرها.

أمَّــا في الضِّفَّـــة والقــــدس، فالعدو الإسرائيلي يستمر أيضاً في اعتداءاته بكل أنواعها وأشكالها:

– وفي المقدِّمــة: الاستباحة لمُقَدَّسات المسلمين، بالاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتدنيسه، وهذه الاقتحامات مستمرة بشكلٍ شبه يومي.

– أيضاً من الاعتداءات في الضِّفَّة الغربية والقدس: اقتحام العدو الإسرائيلي لـ (مدارس الأونروا) بالقدس، وطرده للطلاب، كمقدمة لإغلاق المدارس؛ فهو يحارب الشعب الفلسطيني في كل شيء، ويحاول أن يمنعهم من كل مقومات الحياة، أن يمنع عنهم حتى التعليم.

– وكذلك اقتحام مجمع تعليمي شمال الخليل، وطرد الطلاب والاعتداء عليهم.

– من أشكال الانتهاكات والاعتداءات أيضاً في القدس: إيقاف حفل زفاف في بلدة (العيزرية) شرق القدس، واعتقال العريس، وهذا يبيِّن- كما قلنا- الاعتداء الإسرائيلي والظلم بكل أشكاله ضد الشعب الفلسطيني، استهداف في كل شيء، حتى في حفلات الأعراس.

– في هدم المنازل، يستمر العدو الإسرائيلي في هدم المنازل في أنحاء متعددة من الضِّفَّة الغربية، ولاسيَّما في المخيمات، وصل عدد المنازل التي هدمها في مخيم (نور شمس) أكثر من (أربعمائة منزل).

– قطعان المغتصبين، الذين يطلق عليهم المستوطنون، يستمرون بكل أشكال الاعتداءات الدنيئة والمنحطة والسافلة، التي هي عبارة عن جلبطة، مثل: سرقات، أنواع من السرقات، الاعتداء على المواشي، الاعتداء على المحاصيل الزراعية، الإحراق للمزارع، ووصل بهم الحال أيضاً بالاعتداء على النساء الفلسطينيات، كما في قرية (المغير) شمال شرق رام الله.

يواصل العدو الإسرائيلي في الضِّفَّة الغربية كل جرائم القتل والاختطاف، في مناطق مختلفة من الضِّفَّة، وقلع أشجار الزيتون، بما فيها أشجار مثمرة، ومن التطورات التي تكشف توجُّه العدو الإسرائيلي، بالاستمرار في مساعيه للسيطرة التَّامَّة على الضِّفَّة الغربية: قرار ما يسمَّى بـ [المجلس الوزاري المُصَغَّر]، قراره بمصادرة مساحات شاسعة في الضِّفَّة.

ومع ما يفعله العدو الإسرائيلي في الضِّفَّة الغربية، من المؤسف جدًّا أن تستمر السلطة الفلسطينية، ومن خلال أجهزتها القمعية، التي يفترض أنها جهاز أمني لحماية الشعب الفلسطيني، تستمر بالموازاة مع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من ممارساتها السيئة، التي تصل إلى حد الإجرام ضد الشعب الفلسطيني بالقتل، بالقتل لأبناء الشعب الفلسطيني، وسفك دماء الشعب الفلسطيني؛ تعاوناً مع العدو الإسرائيلي، وتقرباً إليه، كما حدث في هذا الأسبوع، عندما قامت السلطة الفلسطينية بالقتل بدمٍ بارد لشابٍ فلسطيني في مخيم (الفارعة)، وبالاعتداء على مسنٍ أيضاً في الحي الشرقي بمدينة (جنين)، وهذا شيءٌ مؤسفٌ ومحزن أن تمارسه السلطة الفلسطينية!

اليوم هو ذكرى النكبة (نكبة 48)، وهي ذكرى فيها الكثير من الدروس، وذات أهمية كبيرة، هي ذكرى مؤسفة ومحزنة، لنكبةٍ استمرت ولم تتوقف على مدى سبعةٍ وسبعين عاماً، ما يقارب من (ستين ألف مجرم) من العصابات الصهيونية آنذاك، مدعومةً بقواتٍ بريطانية، شنَّت عدوانها على الفلسطينيين العُزَّل، الذين لم يكونوا يمتلكون السلاح ولا التنظيم، وتركوا كالفريسة لتلك العصابات المتوحشة.

ذكرى النكبة هي تذكيرٌ بمظلوميةٍ كبرى، جرى الترتيب لها قبل تاريخها المعروف، وهي- كما قلنا- مستمرةٌ لم تتوقف بحق شعبٍ بأكمله، (الشعب الفلسطيني) الذي تحوَّل أبناؤه بالملايين ما بين مُهَجَّرٍ ومشرّدٍ من أرضه، وبين محاصرٍ ومروَّعٍ ويعتدى عليه، وعلى مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن، أمام مرأى ومسمع المجتمع البشري، والمؤسسات الدولية، التي تقدِّم نفسها أنها معنية، وفي موقع المسؤولية، بحماية الإنسان وحقوقه.

ذكرى النكبة ليست كأي ذكرى عاديةٍ عابرة، هي مأساة، وجرحٌ مفتوح، تؤرَّخ بدماء وأشلاء الأطفال والنساء، على مدى سبعةٍ وسبعين عاماً، من أبريل (دير ياسين) 1948م، وحتى غزَّة، المذبحة المستمرة في هذه المرحلة إلى يومنا هذا، ذكرى تؤرِّخ لجريمةٍ تاريخيةٍ لم تنته فصولها، ارتكبتها بريطانيا والغرب، ونتج عنها: اغتصاب أرضٍ هي بلدٌ كامل، وتهجير شعبٍ بالملايين من أرضه.

يومٌ يُذَكِّرنا بالحقد والكراهية اليهودية ضد العرب والمسلمين جميعاً، والتي تتجلَّى مصاديقها في الممارسات الإجرامية العدوانية للعدو الإسرائيلي كل يومٍ، في كل هذه المدة الزمنية، وينسف كل أفكار ونداءات الاستسلام والتعايش بين العرب والصهاينة، كوهمٍ وخدعةٍ كبرى.

يومٌ يتذكَّره المجاهدون والشعب الفلسطيني، بصمودٍ أسطوريٍ لم تكسره المآسي والآلام، وبذاكرةٍ وهويةٍ لا تُمحى، وهم متمسكون بحقهم في فلسطين كاملة، بمياهها ومُقَدَّساتها، غير قابلةٍ للتشويه والتقسيم، أو الصفقات، تُذَكِّرهُم- ومعهم العرب والمسلمون- بالجليل وطبريّا، والناصرة، وبيسان، وعكا، وصَفَد، تُذكِّرهم بحيفا، تذكِّرهم بيافا، والخليل، والرملة، والقدس، تُذكِّرهم بغزَّة، وبئر السبع، تُذكِّرهم بأهمية الثبات في نابلس، وجنين، وطولكرم، وكل مدينة وقرية فلسطينية محتلة، تُذكِّرهم بحقهم في كامل فلسطين (بحرها، ونهرها، وسهلها، والجبل)، وكل ذلك سيستعاد حتماً بإذن الله تعالى، كما في وعد الله الحق، الذي لا يتخلَّف ولا يتغير.

تُذَكِّر- أيضاً- هذه الذكرى تُذَكِّر بسلسلة الهزائم، التي مُنِيَت بها الجيوش العربية المرعوبة في غضون أيام، عندما سيطر عليها التخاذل، والوهن، وضعف إرادة القتال، وما سببه ذلك من تمادٍ للعدو الإسرائيلي على المنطقة بأسرها، سبعة وسبعين عاماً من العجز العربي الكامل- على المستوى الرسمي- عن ردع الكيان المحتل، في مقابل صمود ومقاومة فلسطينية، تُحاصَر وتُجَوَّع، ولا تلقى الدعم والإسناد- ولو بالحد الأدنى- لردع ذلك العدو المجرم.

الدروس المهمة من النكبة ينبغي تسليط الضوء ولو على بعضها؛ لأن الأحداث مهما كانت مُرَّةً، وصعبةً، وقاسية، تتضمن الدروس المهمة، والعِبر المهمة، التي يمكن أن يُستفاد منها، في إطار المساعي والعمل الجاد لتغيير مسار الواقع، من خلال النهوض بالمسؤولية المهمة على هذه الأُمَّة، وبالاعتماد على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والثقة بوعده الحق.

مـن هـذه الـدروس المهمــة لـ (نكبة العام 48) وإلى اليــــوم؛ لأنها- كما قلنا- هي نكبةٌ مستمرة:

– في مقدمة هذه الدروس، والدرس الأول منها: أنه في كل هذه العقود الزمنية لم يتغير النهج العدواني الإجرامي الوحشي الصهيوني اليهودي:

على مدى سبعة وسبعين عاماً، لم يتغيَّر كممارسات إجرامية عدوانية، بكل تفاصيلها اليومية، سواءً في مراحل التصعيد، التي يزداد العدو فيها وحشيةً وإجراماً، أو في غيرها، فالعدو مستمر بنفس السلوك الإجرامي:

– يقتل الأطفال والنساء.

– يغتصب الأرض.

– ينتهك الحرمات.

– يسيطر عدواناً وظلماً واغتصاباً على الأراضي، والمزارع، والبيوت، والمساكن.

– يظلم الشعب الفلسطيني بكل أشكال الظلم، وبكل أشكال الإذلال، من ضربٍ، من إهانةٍ، من اعتقال، من مداهمة حتى للأعراس… وغير ذلك.

– السجون والمعتقلات كذلك ممتلئة على الدوام بالمخطوفين والأسرى، الذين يمارس العدو الإسرائيلي ضدهم كل أشكال الانتهاكات والظلم.

فكل الممارسات الإجرامية لم تتغير في سلوك العدو الإسرائيلي، على مدى سبعةٍ وسبعين عاماً وهو مستمرٌّ في ذلك.

وأيضاً المرتكزات لتلك التصرفات والممارسات والسلوك الإجرامي للعدو الإسرائيلي: المعتقدات، والفكر، والثقافة اليهودية، التي هي قائمةٌ على أساس التصنيف لما يُسَمُّونَهم بـ [الأغيار]، يعني: غير اليهود، بأنهم: [ليسوا بشراً، وبأنهم مستباحون، ومباحون حتى على أساس الشرع]، يعني: على أساس الشريعة الإلهية، زوراً وبهتاناً، يستبيحون الدم، يستبيحون الأرض، يستبيحون المال… يستبيحون كل شيء، وتعبئة عدائية، تعبئة كلها مشحونة بالكراهية، والاحتقار، والبغض، والعداء الشديد جدًّا؛ وبذلك ينشأ كل جيلٍ منهم وهو على مستوى أسوأ مما عليه سابقه، من الحقد، والعداوة، والاحتقار، والاستباحة لكل المحرمات.

فالعدو الإسرائيلي لم يتغير، وهذا شاهدٌ على أنه كيانٌ إجرامي، ليس هناك إمكانية للتعايش معه، ولا للسلام معه، هو غير قابل لذلك؛ ثقافته، نفسيته، توجُّهاته، معتقداته، ممارساته، أهدافه، ما بُني عليه واقع تلك الإصابات الإجرامية اليهودية الصهيونية، هو بالشكل الذي لا يمكن إطلاقاً أن تتعامل مع الآخرين بسلام، باحترام، باحترامٍ للحقوق، إضافة إلى ماذا؟ إلى أن المسألة من أساسها قائمة على الظلم، على العدوان، على الإجرام، وهذه مسألة واضحة؛ فهو كيانٌ غير قابلٍ للتعايش، هو قائمٌ أيضاً- أساساً- على الاغتصاب، على الإجرام.

كيف صُنِع هذا الكيان؟ وكيف استُقدِمت تلك العصابات الإجرامية إلى فلسطين؟ على أساس الاحتلال، والقتل، والتشريد، والظلم، ومصادرة الحقوق؛ فهـو كيان غير طبيعي، قائم على الظلم والإجرام، وهو غير قابلٍ للبقاء؛ لأنه ليس في إطار وضع طبيعي كبقية المجتمعات البشرية؛ إنما حالة ظلم، اغتصاب، اعتداء، إجرام مستمر… وغير ذلك.

– ثانياً: على مدى كل هذه المدة الزمنية لم تتغير السياسة الغربية:

في بريطانيا، في أمريكا، في ألمانيا… في كبريات الدول الأوروبية والغربية، لم تتغير السياسة الغربية عن مسألة الدعم الكامل، والتَّبَنِّي لتلك العصابات الإجرامية، وكانت على الدوام مفضوحةً؛ لأنها لم تراعي إطلاقاً الشعارات والعناوين، التي كثيراً ما ترفعها عن حقوق الشعوب، وحق تقرير المصير، وحقوق الإنسان… وغير ذلك.

أين هو عنوان (الحُرِّيَّة)، التي كثيراً ما يتردد هذا العنوان في شعارات الغرب، عند الأمريكيين، وعند الأوروبيين كثيراً كثيراً؟! يُغَيَّب تماماً تجاه هذا الحق الثابت الواضح للشعب الفلسطيني، وتجاه الممارسات الإجرامية، والسلوك العدواني الاستعبادي الغربي، الذي يدعمه الغرب ضد شعوب أُمَّتنا، فهم لا يراعون لا شعاراتهم التي دائماً ما يطلقونها، كأسلوب مخادع للشعوب، وفي نفس الوقت هم لا يراعون حتى مصالحهم الكبرى مع بلدان العالم الإسلامي، وفي المقدِّمة البلدان العربية، أمريكا لديها مصالح كبرى في البلدان العربية والإسلامية، أوروبا كذلك، وهم مستفيدون بشكل كبير جدًّا، هم ينهبون ثروات هذه الأُمَّة، وهي سوقٌ مفتوحةٌ لمنتجاتهم، ومصالحهم فيها مصالح اقتصادية كبيرة جدًّا، والواقع يشهد بهذا، وبما هو غبن لهذه الأُمَّة، يعني: استفادة كبيرة جدًّا لهم؛ وغبن، وحرمان، وظلم لشعوب أُمَّتنا.

ومع أنهم يستفيدون كل هذه الاستفادة الكبرى، مع ذلك هم لا يراعون شعوب هذه الأُمَّة، التي هم مستغلون لثرواتها ومصالحها، كل ذلك لم يفد معهم شيئاً، أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، في مقابل أنهم ليسوا مستفيدين على المستوى الاقتصادي بشكل كبير من العدو الإسرائيلي؛ لأنهم- بالأساس- هم من يعطونه، ليس مصدر مصالح لهم، هو يأخذ منهم ولا يعطي، لكن حالهم مع العالم العربي، وبقية البلدان الإسلامية، حال أخذ، أخذ للمواد بالخام، للثروات البترولية وغيرها، بتريليونات الدولارات، مصالح كبيرة جدًّا يجنونها، دون أن يقدِّروا شعوب هذه الأُمَّة أي تقدير، أو أن يعطوها أي اعتبار، أو ذرةً من الاحترام، أو ذرةً من المراعاة، المراعاة لها في حقوقها، في مظلوميتها… وفي غير ذلك.

– ثالثاً: من الدروس المهمة: أن الجانب الرسمي العربي- في معظمه- لم يلتفت بِجِدِّيَّة لمعالجة إخفاقاته:

لأن هناك إخفاقات كبيرة في كل تلك المراحل: (نكبة 48) كانت إخفاقاً عربياً كبيراً، وهزيمةً عربيةً مدويَّة، وما بعدها كذلك إخفاقات مستمرة، التعاطي الرسمي العربي كان يفشل، ويتكرر فشله، ويتكرر إخفاقه، لكن المشكلة أنه لم يلتفت بِجِدِّيَّة إلى معالجة إخفاقاته، ولم ينجح في تكوين توجُّهٍ عربيٍ إسلاميٍ إنسانيٍ عالمي، يستمر ضمن مسار عملي واضح، لدعم القضية الفلسطينية، لدعم الحق الفلسطيني، لدعم هذه القضية، التي هي ذات بعد وأساس إسلامي، وإنساني، وأخلاقي:

– فلها بُعد عالمي، وأساسٌ عالمي، وهو: الجانب الإنساني فيها.

– وكذلك جانب إسلامي، يعني المسلمين جميعاً؛ لأن الشعب الفلسطيني جزءٌ من العالم الإسلامي، فلسطين كأرض جزءٌ من البلاد الإسلامية، المُقَدَّسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، في مقدِّمة المُقَدَّسات الإسلامية.

فالحالة العربية ذات تأثير سلبي على المستوى الدولي، وعلى مستوى بقية البلدان، التي لا ترى لنفسها أن تكون أكثر اهتماماً من العرب أنفسهم، من المسلمين أنفسهم، وكذلك تأثير سلبي على الموقف الإسلامي لكثير من الدول الإسلامية.

فالجانب الرسمي العربي اتَّجه على العكس من ذلك، في تبني أطروحات الاستسلام المُذِلَّة، والتنازلات المجانية، التي يُصِرّ عليها الجانب الرسمي العربي، بالرغم مما يقابلها به العدو العدوانية، ومن فشلها الواضح، وتخاطب العرب حتى مع المجرم (شارون) آنذاك بهذه اللغة: لغة التنازلات المجانية، الحديث عن السلام بمعنى الاستسلام، وكم في كل المراحل الماضية يُصِرُّون على الاستمرار بهذه الأطروحات، والعدو الإسرائيلي يقابلها دائماً بالمزيد من العدوانية، والتأكيد على مصادرة الحقوق، والتأكيد على مواقفه المعروفة المفضوحة، أنه لا يريد إطلاقاً أن يعطي ولو- بحسب تلك المبادرات التي تضمنت تنازلات مجانية- جزءاً من أرض فلسطين للشعب الفلسطيني.

لـذلك الاتِّجاه الرسمي العربي اتَّجه نحو الانحدار أكثر: تنازلات وصلت به في نهاية المطاف- لدى البعض من الأنظمة- إلى التَّوَرُّط الكبير في الخيانة الكبرى فيما يسمونه بـ [التطبيع]، فهو الخيانة الكبرى لهذه الأُمَّة، والانقلاب الكامل، والارتداد الكامل عن نصرة هذه القضية المُحِقَّة العادلة، التي هناك مسؤولية على الأُمَّة بكلها تجاهها؛ وبالتـالي الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، الاعتراف به فيما هو عليه من إجرام، وعدوان، وظلم، وطغيان، وقتل، وإبادة؛ وفيما هو عليه من نهب، واغتصاب، وسيطرة، وتهديد للمُقَدَّسات، وتهديد لهذه الأُمَّة.

– من الدروس المهمة جدًّا على مدى هذه المرحلة بكلها، في هذه النكبة التي استمرت إلى الآن: درس مهم جدًّا يتعلَّق بالصمود الفلسطيني:

الصمود الفلسطيني تعاظم، بالرغم من كل المؤامرات التي استهدفت الشعب الفلسطيني، العدو الإسرائيلي عمل على كثيرٍ من المؤامرات، والخطط التي حاول أن يستهدف الشعب الفلسطيني بها حتى في إرادة الجهاد والمقاومة، حاول أن يستهدف بالحرب الصلبة، وبالحرب الناعمة المُضِلَّة، المفسدة، حاول أن يعمل بكل الوسائل، في أن يزرع اليأس في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، والهزيمة النفسية، وأن يصل بهم إلى التَّقَبُّل بالسيطرة الإسرائيلية، كواقعٍ لا يمكن الخلاص منه، ويحاول أن يزرع في نفوسهم اليأس من أي خلاصٍ ممكن، ولكنه فشل في ذلك، مع أن الجهد كبير، والمؤامرات كبيرة، وخطيرة، ومتنوعة، بكل الوسائل عمل العدو الإسرائيلي لتحقيق هذا الهدف، ولكنه فشل؛ فبدلاً من أن ينجح في أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى اليأس والاستسلام، وإلى فقدان الأمل، وفقدان الثقة بوعد الله الحق؛ كان هناك تعاظم، وتنامٍ للصمود الفلسطيني، وتنامٍ على مستوى الوعي والبصيرة، وعلى مستوى الإرادة، والثبات، والصمود، وقوة التَّمسُّك بالحق، هذا الحق الواضح الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني، وهذه مسألة مهمة جدًّا، وهي مقلقة للعدو الإسرائيلي، وأيضاً بات لها الآن تأثيرها الكبير حتى على مستوى المجتمعات الغربية، فالشعب الفلسطيني تعاظم صموده، ونما وعيه، وثبات مجاهديه هو يقدِّم نموذجاً ملهماً وناجحاً، أثبت فاعليته، وأثبت نجاحه.

الشعب الفلسطيني ومجاهدوه الأَعِزَّاء خاضوا جولات في قطاع غزَّة، من المواجهة الساخنة الشاملة مع العدو الإسرائيلي، جولات متعدِّدة، وفشل العدو الإسرائيلي في مقابل خمس جولات في قطاع غزَّة، خمس جولات أو أكثر، ليس هذا على سبيل الحصر المؤكَّد، فالفشل الإسرائيلي في تلك الجولات- في 2008، وفيما بعدها أيضاً، في جولات متعددة- شاهدٌ على فاعلية هذا الدور الذي يؤديه الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة، فاعلية عالية، ثبات عظيم، وهذا النموذج مهمٌ جدًّا جدًّا جدًّا كدرسٍ لكل هذه الأُمَّة، وهو في واقع الحال أهمّ عامل لفشل العدو الإسرائيلي، في أنَّه لم ينجح في إنجاز مخططه الصهيوني على نحوٍ متكامل، بحجمه الواسع، في إطار ما يعبِّرون عنه بـ [إسرائيل الكبرى].

يعني: ما الذي أعاق العدو الإسرائيلي من أن يكون قد ألحق نكبات بمثل تلك النكبة، بمثل (نكبة 48)، بالشعوب والبلدان الأخرى المجاورة لفلسطين؟

– في لبنان: المقاومة والمجاهدون، مجاهدو حزب الله والمقاومة اللبنانية، بجهادهم، بصبرهم، بتضحياتهم، هم الذين طردوا العدو الإسرائيلي من لبنان، وألحقوا به الهزائم الكبرى.

– في بقية البلدان: الدور الأهم، الدور الأساس، هو لمجاهدي فلسطين، الذين يواجهون العدو الإسرائيلي بكل بسالةٍ وثبات في قطاع غزَّة، وأيضاً ما ينفِّذونه من عمليات في الضِّفَّة الغربية، في صمودهم العظيم في مخيم جنين وغيره، الإخوة المجاهدون في فلسطين، والحاضنة الشعبية التي لها نفس هذا التَّوجُّه: في الجهاد في سبيل الله، والثبات، والتَّمسُّك بالحق، والتَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي، والتي لم يكسرها العدو الإسرائيلي في إرادتها، ولم يصبها الوهن، والضعف، والاستكانة، بالرغم من حجم التضحيات، لكنها تضحيات لها أهمية، لها نتيجة، لها ثمرة مهمة جدًّا في وعد الله الحق، الذي لا يتخلف ولا يتغير.

الدرس الكبير لهذا الصمود الفلسطيني: أنَّه نموذجٌ ناجح، أثبت نجاحه، أثبت فاعليته، وليس هناك أي عذر على الإطلاق، على الإطلاق لكل الأنظمة، ولكل الشعوب التي تخذل هذا النموذج، ولا تناصره، ولا تقدِّم له الدعم بأي شكلٍ من الأشكال الممكنة، الخذلان والتَّفرُّج، بل والاتِّجاه السلبي لبعض الأنظمة ضد إخوتنا المجاهدين في فلسطين، جريمة بكل ما تعنيه الكلمة، وليس له أي مبرر.

– من الدروس المهمة للنكبة، من بدايتها وإلى اليوم، ولاسيَّما أيضاً في بدايتها:

أنَّ التَّذَكُّر لها، بتفاصيلها، ومجرياتها- سواءً ما جرى في 48 وما قبلها- يُذكِّر بحقائق كبرى دامغة لكل الزيف، الذي يهدف إلى تشويه القضية الفلسطينية، ومجاهدي فلسطين، وأحرار الأُمَّة، ويحاول أن يقدِّم توصيفات مختلفة للقضية الفلسطينية، ويقدِّم الموقف ضد العدو الإسرائيلي وكأنه مجرد قضية إيرانية خاصة، لا تعني الشعب الفلسطيني بشيء، ولا تعني بقية العرب بشيء، ولا تعني بقية المسلمين بشيء، وأن من يقف موقفاً ضد العدو الإسرائيلي، من كل العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها؛ إنما يقدِّم خدمة مجانية لإيران في قضية لا تعنيه، ولا تعني الآخرين!

هذا هو التوصيف الإسرائيلي الأمريكي، المخادع للعرب، والمستغبي لهم، كما قلنا عِدَّة مَرَّات: أنَّ هذا من أفظع وأسوأ وأقبح حالات الاستغباء للعرب قبل غيرهم، أن يقال للعرب، وأن يقال للشعب الفلسطيني، وأن يقال عن مجاهديه: [أنتم ليس لكم قضية، لماذا تعادون العدو الإسرائيلي؟ أنتم إذاً عملاء لإيران، القضية صراع إيراني إسرائيلي، لا تتدخلوا، ماذا يعنيكم؟ ماذا يهمكم؟ لماذا تقومون من أجل إيران ضد الإسرائيلي، إسرائيل يمكن أن تكون صديقةً لكم، ليس لكم معها مشكلة]! هذا المنطق من بدايته كان منطقاً إسرائيلياً، يردده الإسرائيليون، قادة العدو الإسرائيلي، وسائل إعلامه، وردده الأمريكيون أيضاً كثيراً، ويستمرون في ترديده، لكن الأبواق والصدى لهم في العالم العربي والإسلامي يكرِّر نفس هذا الطرح؛ البعض لتبرير عمالتهم، والبعض لتبرير خذلانهم.

القضية واضحة، هذه النكبة في العام 48 وما قبلها، يعني: قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران بزمن، بزمنٍ طويل، ماذا يعني ذلك؟ يعني: أنَّ العصابات اليهودية الصهيونية قَدِمت بحمايةٍ بريطانية غربية، ودعمٍ أمريكيٍ مبكر منذ تلك المرحلة، إلى فلسطين العربية الإسلامية؛ لقتل شعب فلسطين، واحتلال أرض فلسطين، وبهدف أيضاً السيطرة على المقدَّسات الإسلامية في فلسطين، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف، وبدأت ذلك، وصلوا إلى فلسطين، بدأوا منذ اللحظة الأولى بتشكيل عصابات، تمارس جرائم القتل والإبادة للشعب الفلسطيني، قبل أن يكون هناك ثورة إسلامية في إيران، وقبل انتصارها- كما قلنا- بزمنٍ طويل، قتلوا الشعب الفلسطيني، احتلوا الأرض الفلسطينية، امتد إجرامهم ضد الشعب اللبناني، ضد البلدان العربية الأخرى، وظهروا معادين للمسلمين بشكلٍ عام، وفي المقدِّمة: العرب، وهتفوه منذ يومهم الأول في احتلالهم لفلسطين، ولا يزالون يهتفون بـ [الموت للعرب]، بـ [الموت للعرب]، احتلوا الأرض، قتلوا الناس، مارسوا الإبادة الجماعية، واستمروا في ذلك، ويستمرون إلى اليوم، فالقضية لها هذه الحقائق، التي تكشف زيف كل الذين يحاولون أن يقدِّموا لها توصيفات أخرى.

الجمهورية الإسلامية، بدءاً بالثورة الإسلامية ما قبل الانتصار، وما بعد الانتصار، اتَّجهت الاتِّجاه الإسلامي المشرِّف، في تبني القضية الفلسطينية، في نصرة الشعب الفلسطيني، في تقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين، وهذا ما يجب أن يفعله كل نظامٍ في العالم الإسلامي، في البلاد العربية، وفي غير البلاد العربية؛ لأن القضية الفلسطينية هي قضية إسلامية، وهي قضية إنسانية، ويجب أن يلتف حولها المجتمع البشري كمظلومية إنسانية لدعمها بكل أشكال الدعم، ويجب أن يلتف حولها كل المسلمين، كقضية تعنيهم بحكم المسؤولية الإسلامية والدينية، تجاه شعبٍ منهم، جزء منهم، أرض من بلادهم، مقدَّسات عظيمة من أهم وعلى رأس قائمة المقدَّسات الإسلامية، فهذه قضية واضحة؛ لأن الأبواق الصهيونية تكرر كثيراً- كما قلنا: البعض لتبرير عمالتهم، والبعض لتبرير خذلانهم- التوصيفات الإسرائيلية للقضية، وللموقف ضد العدو الإسرائيلي، حتى تجاه الإسناد اليمني، أبواق الصهيونية من العملاء لليهود في اليمن، ماذا يقولون في بياناتهم عن الإسناد اليمني؟ [مشكلة بين إيران ويتدخل فيها الحوثيون]، يعني: هم يكررون المنطق الإسرائيلي، بأن احتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين، وقتله لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين هم عرب مسلمون، أنَّه قضية لا تعني أحداً، وأنَّه يباح للعدو الإسرائيلي أن يفعل كل شيء في منطقتنا، ولا يردُّ عليه أحد، ولا يتصدى له أحد، ولا يقف بوجهه أحد؛ وإلَّا اتُّهِم أنه يفعل فعلاً إيرانياً، خدمةً لإيران! الجمهورية الإسلامية ثبتت في أداء واجبها الإسلامي المشرِّف، لنصرة الشعب الفلسطيني، وتبني القضية الفلسطينية، وهذا واجبٌ إسلاميٌ إنسانيٌ على كل المسلمين جميعاً.

فالآن حتى في الموقف الفلسطيني، البعض- للأسف الشديد- حتى من الداخل الفلسطيني، يسيئون إلى إخوتنا المجاهدين في كتائب القسَّام وسرايا القدس، ويوصِّفون ما يقومون به من جهادٍ في سبيل الله تعالى، وهم أصحاب القضية الواضحة، العادلة، والمظلومية الواضحة، بأنه: [من أجل إيران، وعملاء لإيران، وقضية لإيران]! وكأنه ليس لهذه الأُمَّة، ولهذه الشعوب، وللشعب الفلسطيني بنفسه، لا مظلومية ولا قضية.

إنَّ من يرددون المنطق الإسرائيلي الأمريكي، في التوصيف للقضية الفلسطينية، والموقف ضد العدو الإسرائيلي، وكأنه شأنٌ لا علاقة للفلسطينيين به، ولا للعرب به، ولا للمسلمين به، وأنه مجرَّد إشكالية خاصة بين إيران والعدو الإسرائيلي، ولا تعني الأُمَّة بشيء، هم خونة، هم يسيئون إلى القضية الفلسطينية، هم يعملون ذلك لترديد نفس المنطق الذي منشؤه من العدو الإسرائيلي، ببغاوات، ينطقون بالمنطق الإسرائيلي، وهم أبواق للصهيونية.

الشعــب الفلسطينـي في ثباتـه العظيـم في قطــاع غــزَّة يواصــل عملياتــه الجهاديــة البطوليــة:

– نفَّذت كتائب القسام مجموعةً من كمائن الموت المركبة، والقاتلة، والمنكِّلة بالعدو الإسرائيلي، شرق مدينة رفح، وكذلك عمليات في أماكن أخرى من قطاع غزَّة.

– كذلك سرايا القدس نفَّذت عمليات مهمة، برشاقات صاروخية، إلى المغتصبات التي تسمى بـ [غلاف غزَّة]، وهذا عملٌ عظيمٌ ومهم، ويقدِّم رسالة كبيرة للعدو الإسرائيلي، في فشله الواضح منذ استئنافه للعدوان على قطاع غزَّة، هو في فشلٍ واضحٍ ومكشوف.

إخوتنا المجاهدون الأَعِزَّاء في سرايا القدس، قاموا بالإعلان عن إهداء هذه العملية المباركة للشعب اليمني، وأبلغونا سلامهم في بياناتهم، ونحن نبلِّغهم كذلك عن أنفسنا، وعن شعبنا، وعن رفاق دربهم المجاهدين في القوات المسلَّحة بكثير السلام، ونسأل الله لهم ولكل الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة أن يُمِدَّهُم بالعون، والنصر، والتأييد.

العــدو الإسرائيـلي مستمـرٌ باعتداءاتـه على لبنـان بكـل أشكـال الاعتـداءات:

– غارات جوية.

– قصف مدفعي.

استهداف بكل أشكال الاستهداف.

في هذا الأسبوع، كان هناك كلمة مهمة ومفيدة للأمين العام لحزب الله الشيخ/ نعيم قاسم “حَفِظَهُ اللَّه”، وفيها ما يكفي ويفي فيما يتعلَّق بالشأن اللبناني.

العــدو الإسـرائيـلي مستمـرٌ في اعتـداءاتـه على سـوريـا، بالتوغلات في الأراضي، كما في القنيطرة، بالاعتقالات والتفتيش للمنازل، بالاستباحة التَّامَّة للأجواء، حتى أجواء دمشق، ومن الخطأ الفادح استخدام البعض في سوريا لعبارة: [التدخُّلات الإسرائيلية]، ما يفعله العدو الإسرائيلي ليس مجرَّد تدخُّلات؛ اعتداءات، وجرائم، عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، التلطيف للعبارات لن ينفع شيئاً في مقابل العدو الإسرائيلي.

في هـذا الأسبــوع كـان هنــاك زيــارة لـ (ترامب) الكافـر لبعـض دول المنطقـة، والهـدف واضـح: مادي للحصول على الأموال، وسياسي أيضاً.

في التعليـق على هـذه الـزيـارة، يهمنــا التنبيــه على نقطتــين بـإيجـاز:

– أولاً: أنَّ السياسة الأمريكية تجاه الأنظمة العربية، حتى من لها علاقات متقدِّمة وطويلة وكبيرة بالأمريكي، هي علاقة قائمة على الابتزاز:

السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة بكلها، تجاه الأنظمة العربية، هي تمارس الابتزاز دائماً، ولا تتعامل باحترام إطلاقاً، والأمريكي واضحٌ في هذه السياسة التي تعتمد أسلوب الابتزاز المالي والسياسي، والأمريكي يكثر من الترهيب والتخويف للأنظمة؛ بهدف ابتزازها، ويصوِّر لها أنَّه لولا حمايته لها لانتهت وتلاشت؛ ولـذلك كان هناك تصريح لـ (ترامب)، قال فيه عن بعض الأنظمة: [أنَّ ما تقدِّمه تلك الأنظمة هو بادرة تقدير لدور الولايات المتحدة في حمايتها]، وقال: [نحن نبقي هذه الدول آمنة، ولولا أمريكا؛ لما استقر وجودها على الخريطة]، لاحظوا هذا المنطق، منطق ابتزاز واستغلال.

– النقطة الثانية: هي أنَّ الإسرائيلي شريكٌ في كل المكاسب الأمريكية (المالية، والسياسية):

على المستوى المالي واضح؛ لأن الأمريكي يأخذ المال من العرب، ويقدِّم للإسرائيلي، يقدِّم له بسخاء، يقدِّم له السلاح، القنابل، القذائف، وحتى الأموال النقدية، فالإسرائيلي شريك في كل ما يحصل عليه الأمريكي، والذي يحصل عليه الأمريكي كبير، كبير من الأنظمة العربية، تريليونات الدولارات.

وكذلك يُحرِّض (ترامب) ضد الفلسطينيين، بل يسيء إليهم، ويفتري عليهم، في كلامه عن المجاهدين في غزَّة، افترى (ترامب)، افترى الأكاذيب ضدهم؛ بهدف تشويههم، نسب إليهم جرائم الاغتصاب وجرائم أخرى، الجرائم التي يمارسها العدو الإسرائيلي، وإخوتنا المجاهدون بريؤون منها، فهو ينسبها إليهم، وهو- في نفس الوقت- يُبَرِّر للعدو الإسرائيلي كل جرائمه، ويُبَرِّر لأمريكا كل دعمها للعدو الإسرائيلي، ويسعى بوضوح إلى أن يورِّط الأنظمة العربية في خيانة التطبيع، والولاء للعدو الإسرائيلي.

الأمريكي أيضاً يستغل ترسيخ نفوذه على كل المستويات، فيما يتعلَّق بالأنظمة العربية والبلدان العربية، ولاسيَّما مع حرص بعض الأنظمة نفسها على الذوبان مع الأمريكي، يذوبون معه، فهو يكسب مرتين:

– مرةً بما يأخذه منهم.

– ومرةً ثانية بتوظيفهم كل ما يعطيهم في المقابل في خدمته، وهذه إشكالية كبيرة!

يستغل أيضاً نفوذه للتأثير على وضعهم بكله: التأثير السياسي، الثقافي، الفكري، الإعلامي، الطمس للهوية الإيمانية للأُمَّة… وغير ذلك.

نحــن نقـــول لكــل أُمَّتنـــا: مهما فعلتم مع الأمريكي والإسرائيلي، فلا يمكن أن يكون ذلك مجدياً لكم؛ إنما يوظِّفونه في إطار سياساتهم العدوانية، التي لن تتغير تجاه هذه الأُمَّة، الله قال في القرآن الكريم: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران:119]، {وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} ولا يمكن أبداً أن يحبوكم؛ ولهـذا ليس هناك أي تغييرات، لا في السياسة، لا في الثقافة، لا في النظرة نفسها تجاه هذه الأُمَّة، يبقى المنطق هو نفس المنطق الأمريكي والإسرائيلي في الاحتقار لهذه الأُمَّة (أنظمة، وشعوب)، والموقف منها بكل أشكاله.

الله يقــول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة:120]، النهج السلبي العدواني لا تغيره سياسة الاسترضاء، سياسة الاسترضاء فاشلة وخاسرة، ما يقدَّم لهم (للأمريكي، للإسرائيلي) يستفيدون منه، لكنه لا يغيِّر شيئاً من توجُّهاتهم تجاه هذه الأُمَّة، حتى تجاه من يعطيهم، من يقدِّم لهم، يستغلونه ليس أكثر.

في هــــذا الأسبـــوع كـان هنــاك مظاهرات وأنشطة طلابية مساندة للشعب الفلسطيني في بلدان متعددة، في مقدِّمتها: البلدان الغربية، بل مما يلفت النظر، وهو خطوة مهمة ومتقدِّمة: حملات للمقاطعة الاقتصادية من جامعات أمريكية، مقاطعة اقتصادية لشركات لها دور في تقديم السلاح للعدو الإسرائيلي في أمريكا، يعني: عندما ننادي شعوب أُمَّتنا، وحتى الأنظمة والحكومات، ونؤكِّد على مسؤولية هذه الأُمَّة في المقاطعة لما يخدم العدو مادياً واقتصادياً، والعدو يعتمد على الإمكانات الاقتصادية والمادية في عدوانه على الشعب الفلسطيني، في إبادته الجماعية، في قتله للأطفال والنساء، ثم لا يكون هناك استجابة، هذا من المخجل! في مقابل أن يكون هناك تَحَرُّك بمثل هذا المستوى في جامعات أمريكية، تقاطع، وتسحب استثمارات لها مع شركات؛ لأنها تدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح، يعني: موقف يتقدَّم حتى على بعض المسلمين، بالدافع الإنساني، بالضمير الإنساني، وللأسف عندما يفلس البعض من أبناء أُمَّتنا إنسانياً وأخلاقياً، ويفلسون إسلامياً، ويفلسون أيضاً حتى في نظرتهم وحساباتهم فيما يتعلَّق بالأمن القومي لهذه الأُمَّة، بالمصالح الحقيقية لهذه الأُمَّة… وبغير ذلك، هناك سحب للاستثمارات من جامعات أمريكية من شركات تدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح.

في مقابل النشاط الطلابي في الجامعات الأمريكية، هناك اعتداءات على الطلاب بكل أنواع الاعتداءات:

– من ضرب.

– من اعتقالات.

– من طرد من الجامعات، وفصل في بعضها.

هناك أيضاً مظاهرات في عدد من البلدان الأوروبية، في أكثر من عشرة دول أوروبية، وفي خمس دول عربية (للاختصار).

فيمــا يتعلَّـق بعمليـــات الإسنــــاد، مـن يمـن الإيمـان والجهـاد، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس):

كان في هذا الأسبوع (تسع عمليات) بصواريخ فرط صوتية وبالِسْتِية، وطائرات مُسيَّرة، ومن أهمها: العمليات باتِّجاه (مطار اللد)، في إطار العمل المستمر الهادف لفرض حظرٍ جوي على العدو الإسرائيلي، قواتنا المسلحة هي تسعى لتحقيق هذا الهدف المهم، ومنها: عمليات تزامنت مع كلمة (ترامب).

لا تزال عشرات الشركات (شركات الطيران) تُعَلِّق رحلاتها إلى (مطار اللد)، المسمَّى إسرائيلياً بمطار [بن غوريون]، هذا التعليق له تأثير واضح على العدو الإسرائيلي على كل المستويات، وفي مقدِّمتها: الجانب الاقتصادي.

الملاحـة الإسرائيليـة، وحركة السفن من البحر الأحمر عبر باب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي، محظورةٌ على العدو الإسرائيلي، وهو متوقِّف وملتزم بقرار الحظر، وهذا العمل مستمرٌ في منع العدو الإسرائيلي من الملاحة، موقفنا- كما قلنا- في إسناد غزَّة لم ينقص، ولم يتراجع أبداً، موقف ثابت، نسعى على الدوام للتصعيد فيه.

فيمــا يتعلَّـق بالفشــل الأمـريكـي في العــدوان على بلـدنـا: هناك إجماع، إجماع في الغرب، إجماع في أمريكا، وحتى من المعلِّقين الإسرائيليين، سواءً من خبراء، من مراكز دراسات وأبحاث، من وسائل الإعلام، على فشل الأمريكي، وأنَّ عدوانه على بلدنا كان فاشلاً بكل ما تعنيه الكلمة، وأنَّه خرج من هذا العدوان فاشلاً في هذه الجولة، فشل في الجولة التي قبلها، في جولة إسناد العدو الإسرائيلي من جهة (بايدن)، وفشل أيضاً مع (ترامب)، (ترامب) في كلامه يُهَرِّج، ويحاول أن يغطي على فشله، ويفشل حتى في التغطية على فشل عدوانهم.

شعبنــا العـزيـز مستمرٌ في أنشطته الشعبية بزخمٍ عظيم والحمد لله:

– مسيرات الأسبوع الماضي كانت مسيرات عظيمة، وكبيرة، ومشرِّفة، في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات، والمديريات، والأرياف.

وفعلاً خروج شعبنا العزيز على المستوى الأسبوعي، هو خروج مليوني عظيم لا مثيل له في كل الدنيا، بزخمٍ عظيمٍ مستمرٍ دون كللٍ ولا ملل، هذا يعبِّر عن إيمان، عن ضمير إنساني، عن أخلاق، عن قيم، عن شهامة ومروءة، وعن إخلاص لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ووفاء، وفاء بكل ما تعنيه الكلمة.

في الأسبوع الماضي بلغ عدد المسيرات والمظاهرات إلى (ألف وسبعة وستين مسيرة) حاشدة ومصغَّرة، بحسب المحافظات، بدءاً من ميدان السبعين، وصولاً إلى المديريات والأرياف.

– الأنشطة الطلابية في الجامعات والمدارس مستمرة بزخم.

– الوقفات القبلية المسلَّحة، التي تعبِّر عن الموقف الحاسم لهذا الشعب على أعلى المستويات، مستمرة بزخم كبير، وتعبِّر عن ثبات شعبنا، عن عِزَّته الإيمانية، عن صموده، عن شجاعته، عن ثقته بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

– أنشطة التعبئة العامة مستمرة، من: تدريب، ومناورات عسكرية، وعروض عسكرية، ومسير عسكري، والحمد لله.

هذه نعمة، هذا من توفيق الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لشعبنا العزيز، هذا من السلامة من الوزر المخزي والمعيب، في التخاذل في نصرة الشعب الفلسطيني، في اختبار كبير لهذه الأُمَّة؛ ولـذلك شعبنا العزيز بإيمانه مستمرٌ في موقفه، في أنشطته، في فعالياته، يقف بكل عنفوان، بكل ثبات مع الشعب الفلسطيني، ويقدِّم النموذج الملهم لكل الشعوب في كل العالم.

وهذا الموقف العظيم له أهميته عند الله أولاً، وقبل كل شيء، له أهميته مع الشعب الفلسطيني نفسه، وإخوتنا الأَعِزَّاء في فلسطين من المجاهدين والشعب الفلسطيني يقدِّرون هذا الموقف لشعبنا بشكلٍ كبير، وكل الأحرار في العالم، في كل الدنيا، حتى في المجتمعات الغربية، يقدِّرون هذا الموقف لشعبنا العزيز بشكلٍ كبير، والأهم فوق كل شيء هو: مرضاة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأداء هذه المسؤولية التي لها أهمية كبيرة في مستقبل هذه الأُمَّة، وفيما يكتبه الله لشعوب هذه الأُمَّة، والله يُفرِّق بين من اتَّبع رضوانه، واستجاب له، وأطاعه، ووثق به، وتوكل عليه، وبين من تخاذل، وفرَّط، وعصى، وقصَّر، وخاف من أمريكا وغيرها، وقصَّر في مسؤولياته الإنسانية والإيمانية والأخلاقية من أجلها، ولم يتق الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[التوبة:13].

هذا الدور، وهذه النهضة لشعبنا العزيز، هذا القيام وهذا التَّحرُّك له أهميته في بناء واقع شعبنا العزيز، وفي مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي هو خطرٌ على كلِّ هذه الأُمَّة.

ومآلات هذه القضية واضحة، مهما بلغ العتو من العدو الإسرائيلي، والظلم، والإفساد، والإجرام، مهما حظي به من دعمٍ غربي، المآلات لهذه القضية محسومة؛ لأن فيها الوعد من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في كتابه الكريم، وحتى في التوراة والإنجيل، العدو الإسرائيلي إلى زوال، إلى فناء، كيانه مندثر، كيانه مؤقَّت، منتهٍ، وعد الله الذي لا يتخلف، وهو القائل: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء:7]، هو القائل: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}[الإسراء:8]، فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وعد وعداً لا يتخلف أبداً، ووعد أيضاً بالخسارة للمسارعين فيهم، للموالين لهم، للذين يقفون في صفهم، سيخسرون معهم، ويفشلون معهم.

أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم الكبير المشرِّف، يوم الغد إن شاء الله، في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، وأن يكون الصوت عالياً، واضحاً، بكل ثبات، إلى جانب الشعب الفلسطيني: (نحن إلى جانبكم، والله معكم، والعاقبة لكم وللمتقين، ووعد الله لن يتخلف).

أَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَلِمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

قد يعجبك ايضا