” البراميل أمركت شيخ ظبّة”
صولان صالح الصولاني
لقد صار الكيان السعودي اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة لمن يضمن له بقاء عرشه المترنِّح ونظام حكمه الجبروتي المتغطرس قائماً ومهيمناً على شعب الجزيرة العربية في نجد والحجاز، بما من شأنه الاستمرار في مواصلة الدرب والنهج الذي اختطَّه الأب المؤسس، طبعاً بإيعاز ودعم وإسناد من قبل أصدقائه الامريكان والانجليز- آنذاك- قبل حوالي قرن من الزمن، والمتمثل بعملية سلب ونهب ثروات ومقدرات الأمة العربية وانتهاك حرماتها وتشويه دينها والعمل على طمس هويتها وتدمير معالمها الأثرية والتاريخية ومصادرة حريتها وسفك المزيد من دماء أبنائها الأبرياء إشباعاً لغرائز ورغبات شيطانية جبل عليها ” شيخ ظبة” منذ نعومة أظافره وتوارثها الأبناء والأحفاد من بعده كابراً عن كابر.. ولمن لا يعرف من هو شيخ ظبة فليقرأ عنه تاريخاً ملطخاً بدماء أكثر من 2900حاج يمني، ضحايا مجزرة ” تنومة” الغادرة والجبانة في العام 1922م، والذين كما قال الشاعر المبدع أحمد مطر عن زملاء لهم من القرن الحادي والعشرين استشهدوا في موسم الحج قبل الماضي جراء ما أسماها نظام بني سعود حادثة ” التزاحم” داخل أسوار الكعبة: “…. أزهقت- (أرواحهم) – ذابوا فلا من يخبر القصة أو يسمع أقوال الشهود
ربَّما كانوا بقايا قوم عادٍ
أهلكوا بالرِّيح
أو قوم ثمود”
وإذا لم يتضح الأمر، فليقرأ شعراً: ” البراميل أمركت شيخ ظبّة” قاله شاعرنا اليمني الكبير عبدالله البردوني- طيب الله ثراه- بإحدى قصائده الشهيرة، قاصداً بذلك عبدالعزيز آل سعود بذاته وصفاته-صاحب سروال المؤسس الذي لأجله ملأوا الدنيا ضجيجاً، وجعلوه بكل فخر يتصدَّر أولى صفحات تاريخ مملكة الرمال التي يتربعون عرشها وارثاً بعد وارث، مخلَّدين به ذكرى والدهم المؤسس ومآثره الخالدة التي تركها لأبناء شعب نجد والحجاز، سروالاً ناصع البياض، علَّهم بذلك يطمسون ولو جزءاً يسيراً مما علقت به ذاكرة الآباء والأجداد من تاريخ أسرتهم الدموي، أما راهناً وفي ظل ما تمتلكه الأسرة من جاه وثروة وسلطة فليس هناك حرج لدى النظام السعودي بقيادة سلمان الزهايمر ونجله المهفوف ومن على شاكلتهما من أفراد العائلة، في أن يمارس الغطرسة والدموية بتجلياتها البشعة وأساليبها القذرة، لأن لديه هالةً إعلامية ضخمة وواسعة الانتشار، بل ومتعددة الوسائل، المقروءة والمسموعة والمرئية، يعمل القائمون عليها على مدار الساعة واليوم والليلة، على تلميعه أمام شعوب العالم العربي والاسلامي بالصورة التي يريدها، فضلاً عن شركات الدعاية العالمية التي لا يتوانى الابن المدلّل محمد بن سلمان عن عقد الصفقات معها بمليارات الدولارات لمقابل قيامها بتلميع صورة النظام السعودي أمام بلدان وشعوب العالم المتحضّر.
غير أن ذلك لا يعفي نظاماً رجعياً متغطرساً كنظام بني سعود عن التخبط والهستيريا واللّهث وراء البحث عمّا يضمن له البقاء والهيمنة والتي اضحت حالياً تمثل شغلاً شاغلاً لدى سلمان الزهايمر وابنه المهفوف ومن لفّ لفّهما من أبناء وأحفاد المؤسس الذين يتكاثرون كالارانب ويفتكون بشعوب امتنا العربية والاسلامية كالسرطان، وذلك نظراً للقلق الشديد الذي ينتابهم هذه الأيام خوفاً من الأهوال والمخاطر الجمَّة التي باتت تتهدَّد نظام حكمهم الكهنوتي الرجعي بالزوال.. فدماء عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء الذين عمدوا عبر تحالفهم العدواني اللعّين إلى إزهاق أرواحهم ظلماً وغدراً وعدواناً على مدى أكثر من عامين ، صارت تشكل ثوراناً بركانياً هائجاً يزداد غليانه يوماً بعد يوم، ويزحف واثق الخطى باتجاه قصر سلمان لاحتثاث عروش الظلم والطغاة، مستمداً ثقته وقوة ثوراته البركاني من ملك السموات والأرض الذي قال في محكم كتابه ” أذن للذين يقاتلوا بأنهم ظلموا وأنَّ الله على نصرهم لقدير” صدق الله العظيم.