بالحوار نصنع السلام
محمد صالح حاتم
السلام مطلب الجميع ،وبالسلام يعيش الناس في أمن ورخاء وهدوء وراحة بال ،وبالسلام تبنى الأمم والشعوب ،وتنهض الدول وتتقدم وتزدهر صناعيا، وثقافيا .
واليمن ومنذ أن تعرضت ، للعدوان السعودي الأمريكي،منذ أكثر من عامين ،أصابها الكثير من القتل والدمار والخراب،والأمراض والتجويع للشعب اليمني .
وخلال ما يزيد عن العامين من العدوان الغاشم والحصار الجائر انعقدت عدة جولات من الحوار بين الأطراف السياسية برعاية أممية ولكن للأسف فإن حكومة فنادق الرياض أو مايسمونهم بالشرعية ، ظلت متمسكة بمواقفها وآرائها التي تهدف إلى تعطيل الحوار بما من شأنه عدم الوصول إلى أي حل سياسي يفضي إلى السلام في اليمن.
وللأسف فإن بعض دول العدوان أو أعضاء مجلس الأمن وكذلك الأمم المتحدة مجمعون ويؤكدون على أن الحل في اليمن هو حل سياسي ،عبر الحوار.
والسؤال المهم لماذا تستمر في القتل والدمار للشعب اليمني وانت تعلم ومتأكد انك فشلت في عدوانك على اليمن وان الحل في الأخير سياسي عبر الحوار ؟
فالحوار هو الحل وهو الطريق الأسهل لصناعة السلام في اليمن .
وان مواقف المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني من المبادرات الدولية للسلام دائماً مرحبة بها ، وتعلن تعاطيها مع هذه الدعوات بايجابية.
وكذلك الدعوات المتكررة للرئيس السابق علي عبدالله صالح ،والسيد عبدالملك الحوثي ،للحوار وأنهما يمدان يد السلام مع الجارة السعودية وكذلك مع حكومة الرياض ،يد السلام وليس الاستسلام حوار وسلام الأقوياء، حوار من موقع قوة وليس من ضعف أو هزيمة ولكن من اجل حقن دماء الشعبين اليمني والسعودي، فمهما تقاتلنا سنظل جيراناً وتربطنا مع بعض حدود وان أي طرف لن يستطيع أن يغير جغرافية الثاني ولن يزيحه من مكانه.
وان الحوار يجب أن يكون مع السعودية على أساس احترام حق الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر .
وعلى الأطراف السياسية وخاصة من يسمون أنفسهم الشرعية ،أن يغلبوا المصلحة العامة للوطن ،وان عليهم أن يراجعوا ضمائرهم ان كان لهم ضمائر ،فمهما ارتهنوا للخارج وللعدو فلن يقبلهم احد في بلده ،وعليهم أن يعلموا أنهم فقط عبارة عن مطايا يتم عبرهم تنفيذ مشروع خارجي،وان العدو في الأخير لن يقبلهم لأنهم في نظره عملاء وخونة ،وعليهم أن يأخذوا عبرة ممن سبقوهم في هذا العمل في العراق وغيرها من البلدان الذين باعوا اوطانهم للعدو ،كيف كان مصيرهم في الأخير ،هل أوفى العدو والمحتل بما وعدهم به .
فإذا كانت لكم مطالب أو حقوق سياسية فلن تأخذوها ولن تنالوها عبر دماء وأشلاء ابنائكم وإخوانكم اليمنيين.
فمن تسمونهم مليشيات وأنصار المخلوع ،ومن تصفونهم مجوساً وروافض هم يمنيون، وهم اقرب لكم من آل سعود وحلفائهم ،ولن يقبلكم غيرهم ،فعليكم العودة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والمنطق ،وان تعملوا على صناعة السلام في اليمن مع إخوانكم وان تلبوا نداء السلام الذي يدعوكم إليه الطرف السياسي في داخل الوطن .
وعلى جميع الأطراف التنازل من اجل اليمن ، فمن يريد السلام عليه عدم التمسك برأيه ،وعليه القبول بالرأي الصائب والسليم ،الذي يحقق المصلحة للجميع .
وعلى المجتمع الدولي ،الذي وللأسف كان طيلة العامين ،شريكا في قتل وتدمير اليمن ،من خلال مواقفه السلبية ،وذلك عبر قرارات مجلس الأمن التي كانت في مجملها تصب لصالح العدوان .
فعلى مجلس الأمن والأمم المتحدة إلزام جميع الأطراف العودة للحوار الجاد الذي يحقق السلام لليمن بما يكفل الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، فصناعة السلام في اليمن مسؤولية الجميع ، وإذا لم يتحقق السلام والاستقرار في اليمن ،فلن تستقر المنطقة،وان الجميع سيكتوي بنار الحرب ،ولن يكون احد بمنأى عن هذه الحرب ،التي ستأكل الأخضر واليابس في المنطقة عموما .
وعاش اليمن حراً أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء .