أوقفوا (الحرب القذرة) على اليمن
عبدالعزيز الحزي
ما يجري في اليمن من مجازر بشعة يندى لها الجبين، قتل وتدمير وحصار وتجويع وتهجير وحماقات يرتكبها تحالف العدوان السعودي، على مسمع ومرأى من العالم أجمع.. دون أن يحرك هذا العالم ساكنا، كل هذا يحتم علينا أن نوجه نداءً للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية ،نستصرخ فيه ضمير العالم قائلين: (أوقفوا هذه الحرب القذرة على اليمن) ، ردوا المعتدي عن عدوانه ،إن اليمنيين يقتلون بدم بارد من قبل العدوان السعودي وسط صمت مخز من العالم اجمع .
اليمنيون ليسوا بحاجة إلى جمع المساعدات أو إلى مؤتمرات دولية على غرار مؤتمر جنيف بقدر ما أنهم بحاجة إلى إنهاء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وفك الحصار البري والبحري والجوي وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
نداء نوجهه من أجل رفض العدوان على اليمن والتدخل العسكري في الصراع الداخلي، ورفض احتلال موانئه وشريطه الساحلي امتدادا إلى باب المندب حيث لاشك في أن هذا الصراع قد يعصف بالمنطقة.
مؤتمر جنيف ما هو إلا واحد من حلقة كبيرة من منظومة تآمرية يقودها العدوان السعودي على اليمن ليس إلا لإضفاء صورة تجميلية لوجهه القبيح، وذريعة لتغطية إخفاقه في (عاصفة الحزم) أولا وعملياته الأخرى وآخرها عملية الشريط الساحلي أو ما تسمى بـعملية(السهم الذهبي) ،وهو ما يعني عدم تحقيق أي نجاح ملموس للعدوان على الأرض وحقيقة انكسار الغطرسة السعودية وإخفاقها المتكرر في الحرب على اليمن تحت ذرائع واهية (شرعية الفار هادي أحياناً وأحياناً التواجد الإيراني).
اليمن ليست في حاجة إلى مؤتمرات دولية كمؤتمر جنيف الذي رعته الأمم المتحدة صورياً ودول تحالف العدوان فعليا هذا المؤتمر لم يلب الرغبة الدولية والمحلية في إيقاف الحرب على اليمن وفك الحصار وإنهاء معاناة اليمنيين , بل جاء ليخدم العدوان ويجمل صورته البشعة.
اليمن بحاجة إلى حوار يمني- يمني خالص لحل الخلافات السياسية داخلياً, وليس لمؤتمر دولي شكلي ومخيب للآمال .
لقد أصبحت السعودية وتحالفها العدواني صاحب اكبر الجرائم البشعة في التاريخ المعاصر ناهيك عن الانتهاكات التي ارتكبت في اليمن والموثقة عالميا في منظمة حقوق الإنسان والأمم المتحدة وإعلانها صراحة أن العدوان بهمجيته يرتكب جرائم إنسانية ترقى لجرائم حرب بما يعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية.
ومع غض الطرف عن جرائم العدوان واستمرار الحرب والقصف على المدن وقتل المدنيين نساء وشيوخا وأطفالا تصبح إقامة المؤتمرات والدعوات للمساعدات وتباكي المنظمات الدولية على اليمن واليمنيين دون جدوى.
وتبقى سيناريوهات السعودية والقوى المتآمرة والمتحالفة معها تعيد ذات السيناريو والحبكات السياسية هنا وهناك من أجل تجميل الصورة البشعة للعدوان على أنه حريص على حياة الناس والدعوات الإنسانية ذات الصبغة النفاقية لقوى العدوان واستنساخ الحالة السورية والليبية في اليمن عبر حلقات متكررة، كل هذا هو من الالاعيب التي تجيدها قوى الشر في العالم التي تسعى إلى تغذية الصراع في اليمن عبر صنع نموذج لحكومة في المنفى وانتهاءً بإضفاء ولو قدر صغير من الشرعية للعدوان بهدف استمرارية الصراع أو بغية إيجاد حالة لا متناهية من الصراع الدائم وإنهاك دول المنطقة وتمزيق لحمتها الاجتماعية والسياسية وتدمير بنيتها التحتية والاقتصادية خدمة لأهواء خارجية بحتة باستخدام وسائل عدة مباشرة وغير مباشرة لقتل الناس بالحديد والنار أو عبر حصارهم وتجويعهم في عالم متخاذل لا يهتم لأمر احد يسعى وراء المصالح ويلهث خلف الدينار والدرهم أو بالأصح في عالمنا خلف (الدولار) .