*المنظمة الدولية للهجرة : 21.2 مليون يمني، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم 10 ملايين طفل
تقرير / أحمد عبدالله الشاوش
* بعد عامين من العدوان الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الذي شنه العدوان السعودي وادواته الرخيصة منذ الـ 26 من مارس 2015 ، استطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية اسقاط الرهانات الخاسرة بصمودهم النادر وثباتهم في مواقع الشرف والبطولة وتلقين العدو دروساً جعلته مسخرة على كل لسان ، رغم الافراط في القوة العسكرية الضاربة والطائرات والصواريخ والقنابل العنقودية ومجازر الابادة والدماء والدمار والتهجير بصورة ممنهجة.
حيث أكدت تقارير أممية ان تحالف العدوان بقيادة السعودية الذي أوغل في تدمير منازل المدنيين ومزارعهم وقراهم ومدنهم وخزانات المياه والمدارس والمشافي الصحية والجسور والطرقات والاسواق الشعبية والمطارات، كان السبب الرئيس في نزوح السكان وتهجيرهم من منازلهم بصورة مأساوية صعقت الرأي العام الدولي.
واذا كانت محافظات حجة وعمران وصنعاء وإب وتعز والحديدة ومارب وشبوة ملاذاً آمناً لملايين النازحين إلا انها ليست كما يعتقد البعض فلقد تم استهداف بعض مخيمات النازحين من قبل طيران العدوان واستمراره في التوحش، كما ان النازحين يعانون الامرين ومعاناتهم تفوق الوصف جراء قنابل وصواريخ العدوان وحرارة الشمس وبرد الليل وعواصف الطبيعة وافتراش المخيمات والمدارس بغرض الايواء والفقر المدقع والافتقاد للمساعدات الانسانية والمواد الغذائية وانعدام النظافة وغياب المستلزمات الضرورية للبقاء على قيد الحياة مما زاد من المعاناة وانتشار الامراض، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية .
في حين ان ارقام النازحين تفوق بكثير الارقام الواردة في تقارير المنظمات الدولية ، حيث ان الكثير من النازحين ، نزح لدى بعض اقاربه ومن لديه مال استأجر منزلاً والبعض الاخر نزح في اماكن غير رسمية ، وآخرين لم يتمكنوا من مغادرة بؤر التوتر نتيجة للعدوان والصراع الداخلي ، في حين خسر الملايين منهم منازلهم بعد تدميرها .
معاناة
* وحتى اللحظة لا يشعر الآخرون بمعاناة وآلام النازحين بعد ظهور المجاعة وتفشي الكثير من الامراض والاوبئة الخطيرة بينهم ، لاسيما في الاطفال ، فإلى جانب اصابة الكثير منهم بالملاريا والتيفويد والاسهال الحاد والهزال والامراض المعدية وفقاً لمركز انباء الامم المتحدة الذي وصف الوضع الصحي في الملاجئ بالمثير للقلق ، فإن حالات من الخوف والرعب والاكتئاب والحالات النفسية والانكسار وفقدان الامل تسيطر على السواد الاعظم منهم ، لاسيما النساء الحوامل وغير الحوامل التي تتحمل مسؤولية كبيرة في ظل عجز او غياب ومرض او استشهاد عائل الاسرة والطفل الذي يفقد الحنان والسلام وابسط حقوق الطفولة ، بالإضافة الى اجهاض الكثير من النساء نتيجة للقصف والرعب وعدم الاهتمام بالجانب الصحي.
كما ان انتشار الامراض المزمنة كالسكري و القلب وضغط الدم والفشل الكلوي قد القى بظلاله السيئة على هذه الشريحة من النازحين نظراً لضيق ذات اليد وقلة المشافي وبُعدها وانعدام الادوية والصعوبة في تشغيل الطاقة الكهربائية وتوقف مراكز الغسيل الكلوي ونقص موازنات المستشفيات ، نتيجة للحصار واغلاق المطارات والموانئ كل ذلك ادى الى العديد من الوفيات.
كما يعاني الكثير من اطفال النازحين من عدم الالتحاق بالمدارس نتيجة للفقر الشديد وبُعد المدارس وانعدام الكتاب وحالة الخوف ، بل ان بعضهم يتم استغلاله من قبل المتحاربين او تنظيمات دينية وسياسية ، كما ان بعض النازحين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس الاعدادية والثانوية والجامعة نتيجة للظروف القاهرة.
أرقام مؤلمة
* وتسبب عدوان التحالف بقيادة السعودية في قتل وجرح واعاقة الآلاف وتهجير أكثر من 3 ملايين مواطن يمني من بينهم نساء وأطفال ، ولم يكتف العدوان السعودي وحلفاؤه من الأمريكيين والإسرائيليين والاماراتيين وغيرهم بذلك بل واصل استهدافه وقصفه لعدد من مخيمات النازحين في حرض وحجة والحديدة وعلى سبيل الذكر مخيم “المزرق” بعد ان فروا الى خارج ديارهم في ظروف انسانية بالغة الصعوبة .
وتقول الأمم المتحدة إن 82% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب تقرير الحالة رقم 620 مارس 2016، إذ تعطي المؤشرات صورة صادمة لمعاناة اليمنيين، وفي المقدمة النازحون منهم .
واعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة يوم الجمعة التاسع من اغسطس 2016م ، ان عدد نازحي اليمن بلغ ثلاثة ملايين 154 ألفاً و 572 نازحاً وقال ريتا سخوبتي نائب ممثل مفوضية اللاجئين باليمن في بيان: يجبر الكثير من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الامان حيث ان أكثر من 3 ملايين شخص يعيشون حياة عابرة وغير مستقرة تحفها المخاطر ويكافحون من أجل الحصول على الاحتياجات الاساسية .
وأكد أن الاحصائيات تشير الى ان النزوح في اليمن في ازدياد وتظهر الارقام الصادرة عن الفريق التقني المختص بحركة السكان في مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية ارتفعت بنسبة 7% أي أن نسبة زيادة النزوح 24 %.
من جهتها أكدت إحصائية للوحدة التنفيذية للنازحين أن أجمالي عدد النازحين بلغ ثلاثة ملايين وتسعة عشر ألفا 188 نازحاً ، وان عدد الاسر بلغ 503198 في حين بلغ عدد الذكور 1449210 وبلغ عدد الاناث 1569977 نازحة ، مشرة الى ان هؤلاء هم النازحون المسجلون بالوحدة التنفيذية.
وأشار التقرير الى ان هناك نازحين غير مسجلين وخارج اطار الوحدة التنفيذية ، وبحسب ما ذكرته المسؤولة الإعلامية لإدارة الاعلام الإنساني بالوحدة التنفيذية للنازحين الأستاذة هناء الوجيه .
وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: إن الذين نزحوا من مناطق إقامتهم أكثر من نصفهم في محافظات حجة، صعدة، تعز، صنعاء ،عمران، أبين، والضالع، رغم أن هذه المحافظات تشهد أوضاعاً أمنية سيّئة.
في حين تشير وزارة الصحة العامة والسكان الى ان العدوان تسبب في تهجير ملايين النازحين .. وأكدت ان اجمالي المنشآت الصحية المتأثرة من العدوان 180 منشأة وان الأوضاع الصحية للنازحين مقلقة.
صورة مرعبة
* ويعكس التقرير صورة مقلقة عن حياة النازحين والتحديات التي تواجههم، والاحتياجات الأساسية التي يفتقرون إليها وعلى رأسها الغذاء والمأوى ومياه الشرب, كما يؤثر النزوح على المجتمعات المضيفة، إذ تزيد الضغوط على مواردها الضئيلة ويقيم غالبية النازحين، أي نحو 62% منهم لدى أقاربهم أو أصدقائهم فيما يعيش آخرون في أماكن إيواء غير ملائمة.
وفي تقرير لفرقة العمل التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، لشهر مارس من العام 2017م ذكر انه نزح نحو 273,780 شخصا إلى محافظة تعز مما يضعها بين أكبر خمس محافظات في استضافة النازحين في البلاد. وادى العدوان إلى نزوح مئات الآلاف من الناس داخل وخارج المحافظة على حد سواء.
كما أن العاصمة صنعاء شهدت أكبر موجة نزوح من معظم المحافظات اليمنية شمالها وجنوبها وشرقها وغربها واحتضنت الكثير في مخيمات وخارج مراكز الايواء ، لاسيما النازحين من بؤر التوتر بعد ان وجد الكثير انها اكثر المناطق امناً رغم المعاناة الكبيرة وعدم وجود الاحصائيات الدقيقة ، كما ان قصف منطقة عطان ومنطقة نقم بالقنابل العنقودية قد أدى الى نزوح الكثير من السكان الى مناطق أخرى بصنعاء.
وفي أعقاب نزوح جماعي من مدينة المخا، وهي ميناء رئيسي في تعز، في فبراير الماضي، بدأت المنظمة الدولية للهجرة تتتبع مصفوفة النزوح لمراقبة تحركات النازحين وتحديد الاحتياجات الإنسانية وتم الإبلاغ عن ما مجموعه 34,920 شخصا في مخيمات النازحين من مدينة المخا.
وقال لوران دو بويك، رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، “استخدام آلية التتبع لجمع البيانات حول نقاط ضعف السكان النازحين والمجتمعات المضيفة لهم أمر ضروري لعملنا، إذا كنا نريد التخطيط لاستجابة إنسانية فعالة وذات كفاءة ومؤثرة”.
وفي مارس من العام الجاري ناشدت إرثارين كازين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي توفير الدعم اللازم لمنع خطر حدوث المجاعة في اليمن، وتلبية الاحتياجات الغذائية هناك.
تداعيات
* وزارت كازين، أثناء جولتها التي استمرت ثلاثة أيام، مراكز التغذية ومنشآت صحية ومراكز لتوزيع المواد الغذائية والتقت أسرا تكافح لإطعام أطفالها. وقالت المسؤولة الدولية إن الوضع في اليمن مفجع.
مشيرة إلى أن أكثر من 17 مليون شخص غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل كاف. وقالت “إنه سباق مع الزمن، وإن لم نستطع إيصال المساعدات إلى أولئك الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، سوف نرى ظروفا شبيهة بالمجاعة في بعض المناطق الأكثر تضرراً والتي يصعب الوصول إليها مما يعني أن الناس سوف يموتون”.
كما افاد بيان لبرنامج الغذاء العالمي بأن الإحصاءات المتعلقة بالمحافظات الجنوبية لم تعد دقيقة كما لم يتم تحديثها، الأمر الذي يجعل من آلاف النازحين خارج تغطية رعاية الجهات المختصة محلياً ودولياً وأن نحو 169,863 من اليمنيين واللاجئين من رعايا بعض بلدان العالم الثالث، فروا إلى دول القرن الأفريقي والخليج عام 2015.
هذه الأرقام الكبيرة تجد تبريرها في ما أنتجه ” العدوان السعودي ” والمتحالفين معه من مخاطر وأسباب متعددة للنزوح مما أدى الى فقد نحو 3 ملايين يمني وظائفهم ومصادر دخلهم، بعضهم عاد إلى منطقته الأصلية، بعد أن عجز عن تحمل كلفة الإقامة في المدينة حيث كان عمله ، كما غادر كثير من الأشخاص أيضاً مناطقهم خوفاً من أعمال انتقامية، كما هو حال بعض الشماليين الذين غادروا الجنوب، أو كحال بعض سكان تلك المناطق التي تناوب طرفا الحرب السيطرة على مراكز السلطة فيها.
كما ان محدودية وانخفاض قدرة المستشفيات والمرافق الصحية على تقديم خدماتها للعدد المتزايد من المحتاجين إليها في عدد كبير من المدن والمناطق اليمنية، دفع الكثيرين للنزوح إلى مدن أخرى حيث توقعوا الحصول على الخدمات الطبية غالبيتهم مصابون بالفشل الكلوي والقلب وضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تتطلب عناية طبية متواصلة، خصوصاً في ظل الصعوبات الكبيرة.
وقال سياف الأسدي المنسق العام للمجلس التنسيقي للإغاثة في محافظة إب، رئيس فريق “سفراء الخير” أن المنظمات الإنسانية تكاد تكون غائبة إلا من مساعدات قليلة، كالسلال الإيوائية التي قدمتها “أوتشا” ومنظمة “أطباء بلا حدود”، ومساعدات متنوعة قدمها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الإغاثة الإسلامية وGIZ، وبرامج دعم نفسي وتوعية حول الألغام وأغذية أطفال قدمتها اليونيسيف، وبرامج دعم نفسي و”حقيبة الكرامة” من اتحاد نساء اليمن بالتنسيق مع الـUN، إضافة الى مساعدات قدمتها جمعية الهلال الأحمر اليمني مدعومة من منظمة الصليب الأحمر الدولي ، لكن ذلك لم يفِ إلا بجزء ضئيل من احتياجاتهم.
وأوضح أن محافظة إب تضم أيضاً مخيماً للنازحين المحتاجين لرعاية طبية عاجلة ومتواصلة، غالبيتهم مصابون بالفشل الكلوي .
كما ان النازحين يعانون شحة المراكز والمستشفيات والفحوصات والعلاجات اللازمة وعلى سبيل المثال مستشفى البداح في حجة لا يوجد به أي إمكانيات لخدمة أكثر من 12 ألف نازح ، وكذلك الحال في الحديدة وتعز التي تعاني مستشفياتها من انعدام الكهرباء وقدم أجهزة الفشل الكلوي ونقص في الادوية وتدفق النازحين.
احتياجات ملحة
* وذكر تقرير المنظمة الدولية للهجرة، الصادر في 18 فبراير 2016، عن أن نحو 21.2 مليون يمني، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم نحو 10 ملايين طفل، و14.4 مليون شخص (8 ملايين منهم أطفال) يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 7.6 ملايين منهم يعانون انعداماً شديداً في الأمن الغذائي، 19.4 مليوناً لا يحصلون على ما يكفي من المياه وخدمات الصرف الصحي، 14.1 مليون (نصفهم من الأطفال)، لا يحصلون على رعاية صحية كافية، 2.7 مليون على الأقل (أكثر من ثلثهم أطفال) فروا من ديارهم، وغالباً من دون ممتلكاتهم, كما أن 1.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، و3.5 ملايين طالب أو نحو 50% من طلاب المدارس لم يذهبوا إلى مدارسهم .
العدوان فاقم من مشكلة النزوح والتهجير بعد ان استهدف بصورة ممنهجة مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة ، بطيرانه وبوارجه بتاريخ 9 /11 /2016م م بقصف كل شيء في سواحل التحيتا من صيادين وقوارب وقرى مما تسبب في حرمان أهالي التحيتا من مصادر عيشهم ونتج عن ذلك انتشار حالات سوء التغذية وتفشي الأمراض في أوساط المواطنين في المنطقة وفرار البعض منهم الى أماكن آمنة.
تضليل
* ورغم كل هذه الجرائم ومجازر الابادة والدمار والدماء التي أزهقت أرواح اليمنيين لازالت الأمم المتحدة والخمسة الكبار بمجلس الامن والجنائية الدولية والكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية والقانونية والسياسيين والدبلوماسيين والعسكريين تغض الطرف عن جرائم السعودية وامريكا وبريطانيا والامارات والبرازيل ، بل وصل الاستهتار والنفاق الدولي وعمليات البيع والشراء ” الرخيصة “الى درجة صادمة لا يتصورها العقل بعد ان تم شراء السواد الأعظم من تلك المنظمات بالمال السعودي المدنس ومارس حكام الرياض العديد من الضغوط والتهديد بسحب الدعم عن الأمم المتحدة والعمل على تزوير التقارير وحذف جرائم حكام السعودية باعتراف الأمين العام السابق بان كي مون واخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام وتصعيد النظام السعودي مرتكب جرائم الإبادة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا لقيادة مجلس حقوق الانسان في فضيحة لن ولم يغفرها التاريخ ، ورغم تلك المغالطات ستشرق شمس العدالة وتتعرى الايادي الملوثة بدماء الأبرياء وسينال الظالم جزاء ما اقترف.