*مستشار وزارة التخطيط الدكتور عادل الحوشبي لـ “الثورة”:
*ليس هناك أي صراع بين السعودية والإمارات، بل تنافس لخدمة المشروع (الصهيوامريكي)
*لا خيار آخر في ظل الضغط العسكري والحصار إلا اتخاذ قرارات عسكرية جريئة مضادة في جبهات الحدود
حاوره/ جمال أحمد الظاهري
عامان من العدوان الغاشم والحصار الجائر يتعرض له اليمنيون ولكنهم سطروا على مدى هذه الفترة أنصع ملاحم الصمود غير المتوقع إقليميا ودوليا، رغم ما يمرون به من ضغوط عسكرية واقتصادية ونفسية هائلة.
الموقع الجغرافي لليمن والثروة غير المستغلة التي أفصح عنها أطراف العدوان والأطماع الإقليمية والدولية والجوار المتخم بالثروة الذي كشف عن أطماعه في اليمن.. كلها عوامل حاضرة بقوة في هذا الصراع, ولذا فإن قراءة الصورة بإطارها الموضوعي يجب أن يكون من أولويات صناع القرار السياسي الوطني.
الصمود والتضحيات على مدى العامين المنصرمين, وحالة التجاهل أو بالأصح التواطؤ الدولي يلزم قادتنا بأجراء مراجعة وتقييم جادة لنتائج وآثار العدوان, وفحص كل الملفات الرئيسية ( الحصار، التخفيف من التبعات على المواطن، تقوية وتعزيز الثقة بين الأطراف السياسية الموجودة في الساحة الوطنية) وترميم البيت الداخلي, والعمل على تعزيز الصمود وتقوية الوحدة الوطنية..
كل هذه التداخلات والأبعاد والعوامل والجزئيات والأطر التي تشكل تفاصيل المشهد اليمني الدامي تحت عدوان بربري وحرب إبادة، ناقشتها جريدة الثورة، بمناسبة قرب اكتمال عامين من الصمود في وجه العدوان والحصار التقت الدكتور/ عادل الحوشبي مستشار وزارة التخطيط التنمية والخبير الاقتصادي والمحلل السياسي .. إلى تفاصيل اللقاء :
من وجهة نظرك ما هي خلاصات توصيفكم لواقع تحالف العدوان بعد عامين من إعلان عاصفته الهمجية ؟..
– في البداية أحب أن اهنئ الشعب اليمني وقيادته السياسية والثورية الحكيمة بمرور عامين من الصمود والتحدي لقوى العدوان السعودي الأمريكي، الذي تشكل من تحالف ضم أكثر من ١٧ دولة ودعم وتواطؤ دولي وإقليمي غير مسبوق، وقد راهن هذا التحالف على انجاز مهامه العدائية ضد الشعب اليمني في غضون ٢٠ يوما، وبما أن مهمته الرئيسية المتمثلة بإعادة ما سميت بالشرعية, قد فشلت رغم إمكانياته الهائلة والتحشيد المستمر على مختلف الأصعدة – عسكريا، سياسيا، اقتصاديا، إعلاميا، دبلوماسيا… الخ- مضافاً إلى كل ذلك دعم ومساندة المرتزقة والعملاء, والجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة, وما مارسه من الانتهاكات والجرائم المرتكبة خلال عامين كاملين, بالمخالفة للقوانين والقواعد والمواثيق والاتفاقات الدولية والإقليمية وعلاقات حسن الجوار، فإنني استطيع القول أن هذا التحالف قد انكسر وهزم (مبدئيا)، بغض النظر عن أي اختراقات ميدانية مؤقتة هنا أو هناك.
وبالنسبة للمساحات الجغرافية التي يظهر تحالف العدوان أنها تحت سيطرته وخاصة في الجنوب فالواقع مؤلم فقد أشاع فيها الفوضى والإرهاب ولا يمكنه الاستقرار فيها لمدة طويلة، والجيش واللجان الشعبية قادرون على إعادتها إلى حضن الوطن في فترة وجيزة، خصوصا مع إدخاله لتكنولوجيات حربية متطورة إلى ميدان المعركة.
هل نفهم من هذا دكتور عادل .. أن هناك توجه عدواني ومخطط مؤامراتي لتقسيم اليمن..؟
– بالتأكيد.. لقد سعى الأعداء بكل جهد ووسيلة لفرض عملية تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم عن طريق أدواته المحلية والخارجية، بدون أي مصوغ أو سند قانوني أو دستوري، وما يجري اليوم على الأرض من تواجد لقوات العدوان والمرتزقة وسيطرتهم على بعض المحافظات يأتي في سياق المحاولات اليائسة لفرض التقسيم تحت مسمى (الأقلمة) وبالقوة.
وما تم طرحه من تصور للأقاليم نجده مشوها في أكثر من صورة, – من حيث التوزيع السكاني والجغرافي ووفرة الثروات والموارد،- وقد تم تفصيل الأقاليم -التي بالطبع رفضها الشعب اليمني في حينه- على مقاس السعودية, وبما يلبي أطماعها في اليمن وموارده وثرواته، فعلى سبيل المثال إقليم حضرموت يشكل نحو ٥٢٪ من مساحة اليمن بينما يشكل نحو ٨٪ من السكان وشاطئ بحري طويل يبلغ ١٥٠٠كم بمحاذاة العمق السعودي، بالإضافة إلى أن هذا الإقليم يتمتع بالكثير من الثروات والموارد، الأمر الذي جعل السعودية تندفع لشن عدوان بمبررات غير منطقية ولذلك عملت على تشكيل تحالف دولي مدعوم أمريكيا وإسرائيليا.
برأيكم لماذا يركز العدوان على استهداف أقاليم بعينها..؟ وما هو تقييمكم لمشهد الصمود القائم الآن..؟
– استهداف تحالف العدوان لأقاليم بعينها أمر طبيعي خصوصا مع تركز كتل التوزيع البشري والسكاني في اليمن، ومع هذا الواقع يؤكد للجميع أن العدوان يستهدف اليمن ككل فقد شن غاراته العدوانية على جميع المناطق والمحافظات في الجمهورية اليمنية, إما عبر الاستهداف العسكري المباشر في بعض المحافظات أو عن طريق نشر الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة في المحافظات الأخرى.
المشهد القائم مطمئن ويبعث على التفاؤل، فبعد عامين العدوان يمر بمرحلته الثالثة والأخيرة وهي مرحلة المكابرة والتخبط والانكسار، وبالنسبة للشعب اليمني فقد استطاع تجاوز المرحلة الأولى في السنة الأولى – مرحلة الغرور والجبروت والتهور والاندفاع – وأيضا تجاوز المرحلة الثانية – مرحلة المراوحة والمناورة والمراوغة خلال العام الثاني- وأتوقع أنه سيمنى بالهزيمة والإذلال في السنة الثالثة والأخيرة.
الأداء العسكري والسياسي
ماذا عن تقييمك للأداء العسكري والسياسي للمتحالفين (المؤتمر وأنصار الله) وبقية القوى المناهضة للعدوان؟
– بالنسبة للأداء العسكري والسياسي، فبمجرد أن يتصدى الجيش واللجان الشعبية للعدوان كل هذه الفترة ويكبده خسائر هائلة في العدة والعتاد والقوة البشرية, وقيامهم بعمليات نوعية وتقدم في جبهات ما وراء الحدود, وكذا تطوير القدرات التسليحية مثل الصواريخ البالستية مختلفة المدى, وصنع وتطوير طائرات بدون طيار مختلفة المهام, وأيضا تحييد منظومة الدفاعات الصاروخية للأعداء، فهذا يعني أداءً عسكرياً عالياً وفريداً من نوعه خاصة في ظل شحت الإمكانات والحصار شامل.
إن تشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني من مختلف القوى الوطنية الفاعلة, والانسجام التام لدى القيادات السياسية يعني أن الأداء السياسي جيد من قبل جميع القوى الوطنية التي أدركت حساسية الوضع الراهن ودورها في مثل هذه الظروف المصيرية, وأهمية المحافظة على تماسك الجبهة الداخلية ومواجهة العدوان، ومن الطبيعي وجود بعض التباين في وجهات النظر الذي لا يرتقي إلى خلافات… وبالتالي فالأداء السياسي على المستوى الخارجي يحتاج إلى مراجعة دقيقة، وبالنسبة لتحالف أنصار الله والمؤتمر فإنه مبني على قاسم مشترك يتمثل في الانتصار للوطن والدفاع عنه ضد المعتدين والمتآمرين، فقد جمعهما المصير المشترك لدحر العدوان وهزيمته والوصول باليمن إلى بر الأمان.
مسارات التسوية
على ماذا بنيت هذا التصور ؟
– على المعطيات السياسية والتطورات والتحولات الجارية في الجبهات الداخلية والخارجية, وأيضاً على مستجدات مسارات التسوية في المنطقة, وتراجع معظم المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في السعودية, وكذلك من خلال تحليل الأحداث في جميع الجبهات ومن خلال المشهد المضطرب في المحافظات الجنوبية.
برأيكم ما هي الخيارات في حال ازداد الضغط العسكري والحصار القائم.. ؟
– لا خيار آخر في ظل ارتفاع وتيرة الضغط العسكري والحصار ضد اليمن إلا اتخاذ قرارات عسكرية جريئة مضادة في جبهات نجران وجيزان وعسير، وكذا في الجبهات الداخلية (مارب وتعز), وتكثيف عملية التصنيع الحربي، بغض النظر عن التداعيات التي ستنجم عن مثل هذه الخطوات, وفي نفس الوقت التحرك المدروس في السياسة الخارجية.
التحول إلى الهجوم
هذا يعني أن ليس لدى أنصار الله والمؤتمر خيارات أخرى غير استمرار القتال؟
– مثلما ليس لدى قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي خيارات أخرى غير استمرار العدوان أو الاستسلام, ليس لدى الشعب اليمني – ممثلاً بالقوى الوطنية (أنصار الله والمؤتمر)- من خيار سوى المواجهة والدفاع عن الوطن واللجوء إلى خيارات تصعيديه تربك الأعداء وتؤلمهم, وهذا ممكن في حال التحول من الدفاع إلى الهجوم والسيطرة وإذلال العدو في موطنه..
# # كيف تقرأ ما ينشر عن أن هناك صراعاً بين السعودية والإمارات.. أم أن الأمر برمته تسريبات إعلامية وتبادل للأدوار يراد منها تسويق مبررات لتأخر الحسم.. ؟
# ليس هناك أي صراع بين السعودية والإمارات في اليمن على الإطلاق، بل تنافس على تقديم أفضل الخدمات للمشروع (الصهيوامريكي) في اليمن، ولا يمكنهما الخروج عن الإطار المرسوم لهما من قبل الأمريكان.
وإن افترضنا أن بينهما خلافات في إطار التنافس فإن من سيدفع الثمن للأسف الشديد أدواتهما من أبناء الوطن الواحد, عبر صراعات وحروب دموية، وهذا ما يجري بشكل ممنهج, بهدف تدمير ما يمكن تدميره ولإشاعة الفوضى والعنف وتمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظات الجنوبية تحديداً واليمن بشكل عام.
وما يحدث في هذه الحالة لا يندرج تحت مسمى تسريبات أو ضجيج إعلامي, ولكن مسرحيات يؤلفها ويخرجها المشغل الأمريكي وتمولها وتشرف عليها السعودية والإمارات وأبطالها اليمنيون من العملاء والمأجورين والمخدوعين, وهنا يمكن تلخيص الأمر بـ تبادل الأدوار والهدف من هذا التنسيق إنهاك وإخضاع القوى الوطنية المقاومة للعدوان والحصار.
الدور الأمريكي
أين الدور الأمريكي في كل هذه الفوضى.. ؟
– السياسة الأمريكية معروفة تجاه المنطقة وما وصل إليه الوضع في اليمن وبعض الدول العربية الأخرى إلا نتيجة لما رسمته من خطط للمنطقة، والدور الأمريكي حاضر وبقوة في كل هذه الفوضى, ليس فقط في اليمن, بل في المنطقة العربية برمتها, وهذا الحضور يتخذ عدة أشكال, حضور وتدخل عسكري مباشر والقيام بعمليات عسكرية على الأرض، كما حصل مؤخراً في محافظات البيضاء وأبين, أو عبر أدواتها في المنطقة العربية وأبرز هؤلاء وفي مقدمتهم تأتي السعودية وقطر وتركيا والإمارات وغيرها.
الطرف الوطني
معروف أن اتخاذ قرار إيقاف الحرب يحتاج إلى شجاعة أكبر من شجاعة اتخاذ قرار الحرب.. أي الأطراف برأيك قادر على اتخاذ مثل هذا القرار ؟
– اعتقد إن الطرف الوطني ممثلاً بالمجلس السياسي الأعلى قادر في أي وقت وفي أي جبهة على إصدار توجيهات بإيقاف الحرب إن استدعى الأمر ذلك، وفي نفس الوقت لا يستطيع العملاء والمرتزقة وعلى رأسهم هادي إيقاف أي شيء، مثلما لم يكن له علم بشن العدوان لن يكون له علم بوقت إيقافها, وحتى السعودية والإمارات مهما بلغت شجاعتها لا تستطيع الإيقاف أو التصعيد إلا بتوجيهات أمريكية.
الواقع المعيشي
فيما يتصل بالواقع المعيشي الذي وصل إليه الشعب اليمني، وبعد أكثر من 6 أشهر بلا رواتب برأيكم كخبير اقتصادي وسياسي.. هل من العدالة أن يطالب الناس بمزيد من الصبر, في حين أن هناك من يتاجر ويستفيد من معاناتهم.. ؟!
– نحن نعلم أن طريق الحرية الذي اختاره الشعب اليمني ليس سالكا, وفي سبيل رفع الوصاية ونيل السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي لا بد من التضحيات، لأن العدو يسعى إلى تحقيق ما هو أكبر من الوصاية نفسها, هذه الوصاية التي فرضها علينا لعقود، في حين أن الشعب اليمني مصمم على انتزاع حريته واستقلاله, ومن أجل ذلك يخوض اليوم معركة شرسة غير متكافئة ضد دول الاستكبار والاستعمار والهيمنة, خلفت الكثير من المآسي والمعاناة والأثمان الباهظة, وفي هذا السياق نتذكر أن الجزائر وفي سبيل استقلالها ضحت بمليون شهيد حتى نالت الاستقلال والحرية والسيادة.
وأما بخصوص وجود من يتاجر ويستفيد من معاناة الآخرين، فهذه الفئة وعلى مر الزمن كانت متواجدة, والفاسدون والانتهازيون لا يمكن أن يخلوا منهم مجتمع ولا يمثلون إلا أنفسهم ولا يستبعد وجود حالات منهم هنا أو هناك, ولكن الأهم أن الفساد اليوم لم يعد ظاهرة ممنهجة, وفي هذا الصدد توجد توجهات جادة لدى القيادة السياسية والثورية لمحاربة مثل هذه الظواهر, فلا غطاء لأي فاسد أو عابث كائن من كان، والمسألة متعلقة بالوقت والاستقرار للتفرغ لمحاربتهم، كما لا نستبعد وجود مخططات تآمرية الغرض منها تشويه سمعة بعض القوى الثورية والنيل من تضحياته.
الظروف والعراقيل
هل يحق للمجلس السياسي والحكومة أن تتذرع وتتنصل عن واجباتها بحجة العدوان والحصار.. ؟!
– ليس من حق أي سلطة عليا في أي دولة التنصل عن واجباتها تحت أي مبرر, وفي هذه الصدد لم نلاحظ أن المجلس السياسي الأعلى أو الحكومة قد تنصلت عن أداء واجباتهم، بل إن الظروف والعراقيل التي وضعها الأعداء لا يمكن وصفها, فقد استخدم جميع الأساليب الممكنة وغير الممكنة، المشروعة وغير المشروعة, وبذل أموالاً ومبالغ فلكية لإنجاح عدوانه وفرض هيمنته من أجل إركاع وإخضاع الشعب اليمني والتحكم بمقدراته وثرواته, إلا أن صمود وبسالة المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية أفشلت كل مخططاتهم.
ومن هنا نستطيع القول إن المجلس السياسي والحكومة قاموا بمهامهم ذات الأولوية القصوى على أكمل وجه, في هذه الظروف الصعبة الناتجة عن عدوان مركب عسكري اقتصادي إعلامي ثقافي دبلوماسي حقوقي…الخ.
برأيك ما هي اقل الواجبات التي يجب على حكومة الإنقاذ الوطني الوفاء بها تجاه المواطن؟
– أقل الواجبات التي على حكومة بن حبتور الوفاء بها تجاه الشعب في مثل هذه الظروف تأمين الحد الأدنى من الغذاء والدواء للمواطن والمحافظة على الأمن والاستقرار ومتانة الجبهة الداخلية وعدم حدوث كوارث إنسانية .
الساحل الغربي والعدوان
بالعودة إلى مجريات معارك الساحل الغربي الشرسة مع الغزاة.. كيف ترى النتيجة وما أثرها على المشهد اليمنى بشكل كامل.. ؟
– النتيجة معروفة سلفا يمكن للغزاة والمعتدين احتلال مساحة جغرافية معينة ولكن لن يستطيعوا البقاء فيها لفترة طويلة وما يحدث في الساحل الغربي عمليه استنزاف كبرى لقوى العدوان ولن تؤثر على المشهد اليمنى كثيرا.
وهل أنت ممن يراهنون على الوقت وعلى تغير المواقف أو حدوث انشقاق بين صفوف تحالف العدوان .. ؟
– الوقت عامل مهم في الحرب, ولو عرف السعودي أن العدوان سيطول لأكثر من عامين دون أن يحقق انجازات مفيدة لما شن عدوانه, كما أن تداعياتها بمرور الوقت على دول تحالف العدوان اشد واضر منها على اليمن, فتداعيات العدوان على اليمن اقتصادية إنسانية قصيرة ومتوسطة الأجل، أما على تحالف العدوان السعودي الأمريكي وعلى وجه الخصوص السعودية فإنها سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، أما بخصوص تغير المواقف أو حدوث انشقاق في صفوف التحالف فهذا غير وارد لأنهم محكومين من قبل سيدهم الأمريكي, فالرأي رأيه والقرار قراره, وفي الأخير ما عليهم إلا تنفيذ ما يؤمرون به, ومهما حصل من خلافات فهي شكلية, ونستطيع التأكيد أنه لا مراهنة إلا على الميدان وعلى صمود واستبسال المجاهدين الأبطال في مختلف الجبهات, وهذا هو رهان الشعب اليمني الذي يتصدى للعدوان السعودي الأمريكي, معتمد على الله وعلى رجاله المخلصين.
الفشل الذريع
قال وزير الخارجية السعودي (الجبير) في آخر تصريح له مؤخراً إن العام 2017م سيشهد نهاية لـ(الحرب اليمنية) .. برأيك على ماذا بنى هذه القناعة..؟
– بناها على الواقع المرير والفشل الذريع الذي منيوا به, والأثمان الباهظة التي دفعوها, والتداعيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية التي لحقت بالمملكة وأثرت بشكل سلبي على كل شيء تقريبا في المملكة, وعلى الحالة المعيشية للمواطن السعودي بشكل مباشر.
أخيراً
أخيرا دكتور عادل .. برأيكم .. كم من الوقت يستطيع الشعب اليمني مواصلة الصمود وتحمل كل هذه الضغوط, وبماذا تنصح صناع القرار؟
– في الحالة الاستثنائية التي نعيشها جراء العدوان والحصار لابد من إعداد الخطط والبرامج الاستثنائية المناسبة, واتخاذ إجراءات ومعالجات دقيقه تمكن الشعب من تعزيز الصمود والثبات وتحمل الضغوط أياً كانت، بحيث يكون أثر التداعيات أقل حدة وغير كارثية, وبحيث يستطيع تحملها لأطول فترة زمنية ممكنة, قد تصل لسنوات عديدة، وهذا يعتمد على الأداء والتحرك من قبل الجميع, بما فيهم الجهات الرسمية والمنظمات الإقليمية, والدولية والمنظمات غير الحكومية العربية والأجنبية العاملة في بلادنا, وكذا المنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني المحلية.