الذاكرة الفوتوغرافية

خليل المعلمي

إذا أردت أن تشاهد صورتك، قبل أن تتغير ملامحك وتظهر عليك علامات الشيب، فاجزم أنك لن تجد ذلك إلا في ذاكرة الفنان الفوتوغرافي فؤاد الحرازي، لذلك لم يخطئ من وصفه بالإرشيف الفوتوغرافي.
اقتحم الفنان فؤاد الحرازي عالم التصوير من أوسع فضاءاته، عرفناه مع بزوغ شمس صنعاء عاصمة الثقافة العربية في العام 2004م يشهر سلاحه (الكاميرا) يسجل اللحظات ويوثق الأحداث، ومنذ ذلك التاريخ وهو يبحر بعدسته في جميع المحافل الإنسانية والاجتماعية والثقافية والرياضية والاحتفالية وغيرها.
تجده لا يتجاهل أحداً ولا يضع فروقاً بين الشخصيات التي يجدها أمامه، فيرسلها جميعها إلى ذاكرته “المسؤول، الصحفي، الجندي الذي يقف أمام البوابة، الكبير، الصغير، المرأة، الموظف البسيط، الإنسان العادي المار في الشارع” الجميع يضعهم في مساحات متساوية في ذاكرته، وحين ذلك تلتقطه العيون من بين الجميع، يعرفه القاصي والداني، حتى وصلت شهرته خارج الحدود.
إنتاجه المتجدد يمتع أبصارنا بأجمل اللقطات ويشغف قلوبنا بأجمل الذكريات، لهذا لا تستغرب إذا أنعش ذاكرتك بوضع صورتك التي التقطها قبل عدة أعوام على صفحته في الفيس بوك، وأعادك إلى ذكرياتك التي قد ربما تنساها.
وأضفت شخصيته المرحة والجريئة مزيجاً من الجمال والروعة على الصورة التي يلتقطها، وجعلت الجميع يستسلم أمام وميض عدسته في جميع الحالات.
لقد جمع الفنان الحرازي بين اصطياد اللحظة وأرشفتها ورصد الحياة بإيقاعاتها المتناغمة، ومثلما وثق للإنسان فقد وثق للطبيعة، ووثق للزمان والمكان، الجميع يعتز بصداقته، فإثنا عشر عاماً ليست بالقليل ونحن نعيش في ذاكرة الفنان المبدع، الفنان الإنسان، الفنان الرائع، الذي يستحق لقب “ملك الصورة”.
ونتمنى في القريب العاجل أن نشاهد معرضه الجديد ليمتعنا بما تجدد من مشاهد ولوحات تعبر عن الإنسان والحياة والطبيعة.

قد يعجبك ايضا