نموذج من بسالة الجيش واللجان الشعبية
عبدالغني العزي
قررت ان اكتب عن هذا النموذج من بسالة وصمود اللجان الشعبية بعد ان صار حديث الناس خلال اليومين الماضية ….
الواقعة اشبه بالخيال أو بأفلام الرعب السينمائية …
قصة من سمعها اندهش واخذته الحيرة عن هذه الشجاعة التي لم يتمتع بها من سرد لنا التاريخ سيرهم ولن يتمتع بها في الوقت الحاضر سوى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين اذهلوا العالم ببأسهم وعظيم تضحياتهم وقوة ارادتهم وعزيمتهم وصمودهم…..
لقد اجبرتني احداث هذه الواقعة ان اكتب عنها كنموذج واحد من نماذج اولي البأس الشديد والذي حطم بصلابته وارادته تكنولوجيا الـ إف 16 …
نعم هذه حقيقة وليست خيالاً هذه واقعة وليست مجرد رواية عابرة …
لقد دارت أحداث هذه القصة أو الواقعة عندما رصدت إحدى طائرات العدوان السعودي الأمريكي التي لا تخلو سماء وطننا الحبيب من تحليقها منذ العشرين شهرا الماضية تحركاً لأحد الأبطال المجاهدين الميامين في منطقة البقع الحدودية والتي يلقن فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية العدوان ومرتزقته الدروس البليغة في البطولة والفداء والوطنية …
نعم لقد تم الرصد لهذا البطل المجاهد المكلف بأحدى المهام البطولية لغرض القضاء عليه ومنعه من أداء مهامه الجهادية الوطنية الموكلة إليه ولكن رغم تطور الرصد والتصويب فقد استطاع هذا البطل المجاهد من إفشال جهود العدو وبعثرة خططه وتقهقر أهدافه ليس بما يملكه هذا البطل من قدرات تكنولوجية مضادة بل بما يملكه من حس امني وقتالى وبما يتمتع به من شجاعة منقطعة النظير . ….
وفعلا استطاع بما يملكه من تلك القدرات ان يجعل طائرات العدو تعود خائبة فارغة الحمولة عاجزة عن تحقيق الأهداف المرسومة…
انه البطل المجاهد عبدالله .أ . ع. الذي تم رصده كهدف لطيران العدو لغرض التخلص منه وقتله وتخليص الجيش السعودي من ضرباته الموجعة..
لقد شعر البطل عبدالله في قرارة نفسه بخطر العدو و بأنه الهدف المرصود للطائرته الـ اف 16 اثناء مروره بسيارته الطقم من علي الطريق الرئيسي المسفلت الممتد من مدينة صعدة وحتى منطقة البقع الذي يتواجد بها عبدالله …
حينها قرر عبدالله الدخول مع قائد هذه الطائرة الحربية المعادية في تحدٍ واضح كخيار وحيد امامه لا يوجد بديل عنه ..
فحمل عبدالله عزيمته التي لا تلين وتوشح بقوة صموده الذي لا يقهر وانطلق بسيارته المستهدفة بسرعة تسابق وتعجز طيران العدو ..وفي الطريق الذي كان عبدالله لا يشعر بالمرور عليه كانت طائرة العدو تترصد عبدالله وتقذف عليه حمم صواريخها ولكنها في كل مره تفشل في تحقيق هدفها بعبدالله…
وكلما شاهد عبدالله قوة انفجار الصاروخ امامه أو سمع صوت انفجار الصاروخ خلفه ازداد اصرارا وتحديا وعزما علي جعل الطائرة تعود خائبة خاسرة مهزومه….
وعلى طول ما يقارب سبعين كيلو متراً كانت الطائرة تصوب العديد من الصواريخ باتجاه سيارة عبدالله ولكنه في كل مرة ينجو برعاية ومشيئة إلهية حتى افرغت الطائرة كامل حمولتها وعبدالله لا زال في وضع التحدي لهذا الطائرة الغادرة.. .
وخلال سير عبدالله الذي قطع خلاله العديد من القرى والارياف كان حرصه شديداً جدا على ان لا يتسبب في تعرض القرى والأرياف التي مر بها لأي عدوان أو قصف من هذه الطائرة التي تحلق عاليا فوق رأسه وتريد الظفر به، ففضل الاستمرار بالسير علي الطريق الازسفلتي بدلا من دخول القرى التي مر بها بحثا عن موضع امان له ولسيارته المستهدفة..
وفي آخر محاولات الطيران للنيل من عبدالله بعد ان فشل في المحاولات السابقة وخاب في تحقيق الهدف والنيل من عبدالله بالضربات الجوية والصواريخ الباهظة الثمن هاهي تظفر بتعطيل إطارات السيارة الأربعة التي يقودها عبدالله بشظايا عنقودية بعد عناء الملاحقة للبطل عبدالله ولكن عبدالله والحمد لله لم يصب بأذى أو بالوهن بل تضاعف الصمود لدى عبدالله بمواصلة السير ولو بلا إطارات.
وفعلا واصل عبدالله السير كعادته وبلا إطارات ولم يتوقف حتى أعلن قائد الطائرة فشله الذريع في تحقيق هدفه والنيل من عبدالله ….
عبدالله ليس إلا نموذجاً الأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يكبدوا العدو ومرتزقته الخسائر اليومية المتتالية ويفشلون كافة مخططاته العدوانية …
لقد كان إفشال طائرة العدوان في تحقيق هدفه هو ما أراد أن يحققه عبدالله وعبره يبعث العديد من الرسائل بالغة الأهمية لقوى العدوان تفيد بأنه مهما امتلكتم من أسلحة ومعدات وتكنولوجيا فإنكم لا تمتلكون ما هو أهم منها والذي لا زال حصريا على الجيش واللجان الشعبية اليمنية والمتمثل في الشجاعة والصمود وقوة الإرادة.