بالمختصر المفيد.. الحكومة وحديث المرتبات
عبدالفتاح علي البنوس
المتحدث أو الكاتب المنصف هو من يضع النقاط على الحروف بتجرد تام دونما انحياز أو تعصب أو ترك مجال للعواطف والانفعالات أو أي اعتبارات أخرى قد توثر على توجهاته ومواقفه ،فلا هو الذي يتعصب لرأيه وموقفه ولا الذي يتحول إلى إمعة مع التيار والنغمة السائدة والمتدوالة حتى ولو كانت غير منطقية ولا معقولة تماما كما هو الحديث اليوم حول المرتبات ودعوات الإضراب من قبل نقابات أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات وبعض النقابات العمالية, حيث تمثل المطالبة بالمرتبات مطلبا حقا يراد به باطل وهو إشاعة الفوضى وعرقلة مسار العملية التعليمية وفتح ثغرات لقوى العدوان ومرتزقتهم للتسلل من خلالها والقيام بأعمال فوضوية تقود إلى صراعات وأزمات وفتن داخلية البلاد لا تحتاج إليها .
فالراتب حق مكفول ولا يسقط بالتقادم والمطالبة بصرفه مسألة طبيعية ولكن في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد وفي ظل فهمنا وإدراكنا للملابسات التي أدت إلى تأخير صرف المرتبات والأطراف التي كانت السبب في ذلك يجب علينا أن نتحلى بالإنصاف ونوجه اللوم والعتب على هذه الأطراف وخصوصا إذا ما علمنا بأن الطرف الوطني المناهض للعدوان ظل ملتزما بصرف المرتبات منذ بداية العدوان واستمر قرابة العام وأربعة أشهر بما في ذلك مرتبات المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف قوى العدوان ، ولم يتغير الوضع إلا عقب قيام الخائن هادي باتخاذ قراره الأرعن بنقل البنك إلى عدن ومنع توريد عائدات النفط والغاز وإيرادات المنافذ الجمركية والمحافظات الجنوبية إلى العاصمة صنعاء ومنع وصول العملات النقدية التي قام البنك المركزي اليمني بطباعتها في روسيا بهدف معالجة أزمة السيولة النقدية وتأمين صرف المرتبات لخمسة أشهر .
حكومة الإنقاذ الوطني وضعت ضمن أولوياتها معالجة أزمة المرتبات ووعد رئيسها الدكتور عبدالعزيز بن حبتور بصرفها مع بداية العام الجديد وهذه بادرة طيبة كان من المفترض أن تلقى تفاعلا وتجاوبا من قبل الأكاديميين وكافة الموظفين لا أن تقابل بالدعوات للإضراب وإثارة الفوضى والقلاقل ومعاقبة الحكومة والقوى الوطنية المناهضة للعدوان على ذنب لم ترتكبه وجريمة لم تقترفها .
وبالمختصر المفيد, من قطع المرتبات هو الطرف الذي لا يريد الخير لليمن واليمنيين وهو الطرف الذي تآمر على تدمير الوطن وقتل وحاصر الشعب عبر استجلاب الغزاة والمحتلين وهؤلاء لا هم لهم بوطن ولا بشعب, لذا فإن من الحماقة الدعوة إلى إضرابات وخزعبلات في هذا التوقيت كون المجلس السياسي والحكومة وكافة القوى الوطنية ليست المذنبة فيما يتعلق بتأخير صرف المرتبات كما أنها ليست متفرجة على ذلك فهناك تحركات وجهود مبذولة لمعالجة ذلك بحسب الإمكانيات المتاحة إلى حين حصول الانفراج التام لهذه الأزمة التي تتطلب منا التحلي بالصبر والوعي كونها خارج نطاق قدرات الدولة وسيفرجها الله قريبا، ولا حاجة (للتشاعيب والسيخفة والبعسسة ) وخفة العقل فالمرحلة خطيرة والأوضاع لاتحتمل ارتكاب المزيد من الحماقات والممارسات الرعناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله