الثورة نت/متابعات
دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بتغيير خطابه السياسي حول سوريا، مؤكدة أن الحديث عن رحيل الأسد أصبح من الماضي.
ووصفت زاخاروفا، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، التصريحات الأخيرة لجونسون حول الوضع في حلب، بأنها بعيدة عن الواقع، واستغربت من إصراره على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
واستطردت قائلة: “أتفهم جيدا أن بوريس جونسون ليس دبلوماسيا محترفا، لكن لا يجوز أن يصل لمثل هذا الحد”.
وأضافت: “لن أعلق على هذه التأملات التي أصبحت، حسب اعتقادي، من الماضي، بشأن ضرورة رحيل الأسد. وحتى إذا لم يكن بوريس جونسون على علم بذلك، لم يعد هناك من يتحدث عن (رحيل الأسد) باستثناء المعارضة الأكثر تشددا: المتطرفون والإرهابيون. أما زملاء جونسون، فقد غيروا خطابهم بهذا الشأن”.
وأعادت الدبلوماسية الروسية إلى الأذهان، أن جونسون في تصريحاته المذكورة، زعم منع زيارة ممثلي الأمم المتحدة إلى شرق حلب، وادعى أن استعادة سيطرة الجيش السوري على هذه المدينة لا يعني انتصار دمشق الكامل في الحرب الأهلية، وتحدث أيضا عن تبعية الأسد لـ”قوات أجنبية” والدعم الجوي من قبل الطيران الروسي.
ولفتت زاخاروفا إلى أن تصريحات جونسون تظهر ضعف معلوماته حول الوضع بحلب، ولا سيما فيما يخص الجهود لضمان الوصول الإنساني إلى المدينة في سياق تنفيذ القرار رقم 2328 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي مؤخرا.
وذكّرت بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري، ومنظمة الصحة العالمية بدأت عملها الفعال لتقديم المساعدات الإنسانية المباشرة لسكان حلب، حتى قبل تبني القرار المذكور.
وشددت زاخاروفا على أن روسيا كانت تدعو دائما إلى مشاركة الأمم المتحدة في هذه الجهود، وأوضحت أن مؤسسات أممية انضمت إلى العمل الإنساني في حلب يوم 15 ديسمبر/كانون الأول. أما الآن، فتجاوز عدد موظفي الأمم المتحدة في المدينة مئة شخص، وأوضحت زاخاروفا أن أكثر من 30 موظفا أمميا يعملون في الأحياء الشرقية بحلب.
وأشارت زاخاروفا إلى حدوث تطورات عسكرية سياسية إيجابية بسوريا، معتبرة أن استعادة الجيش السوري لحلب شكلت خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار.
وتابعت: “نعتبر تحرير حلب من أيدي العصابات الإرهابية، مرحلة مهمة في الطريق إلى استعادة الاستقرار بسوريا، مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها، والحيلولة دون انحلال الدولة السورية”.
وتابعت الدبلوماسية الروسية، أنه على الرغم من الدمار الذي تركه المسلحون وراءهم، وتفخيخهم للعديد من المراكز الحيوية للبنية التحتية والمباني، تعود حلب تدريجيا للحياة السلمية.
وذكرت أن العسكريين الروس يساهمون بنشاط في استعادة الحياة السلمية، لافتة إلى دور أفراد المفرزة الروسية المعنية بإزالة الألغام. وقالت إن هذه المفرزة المنتشرة في حلب، قد تمكنت من تطهير هكتارات عدة من مساحة المدينة من الألغام المزروعة والمتفجرات.
وأشارت زاخاروفا بشكل خاص إلى نشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في حلب، موضحة أن أفراد هذه الكتيبة سيتولون مهمات مختلفة بقيادة المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا. ومن مهمات الكتيبة، ضمان أمن العسكريين الروس والطواقم الطبية للمستشفيات الميدانية الروسية المنتشرة بالمدينة والقوافل الإنسانية التي تصل إليها.
كما عبرت زاخاروفا عن قلقها العميق من الأنباء عن العثور على مقابر جماعية في حلب، تحتوي على عشرات الجثث لناس تعرضوا للتعذيب وتمت تصفيتهم ميدانيا. وتابعت أن هناك مخاوف من استمرار العثور على مثل هذه المقابر في حلب خلال الفترة المقبلة.
و كشفت عن مضمون بعض التهديدات التي وجهها الغرب إلى روسيا، على خلفية التطورات الأخيرة في سوريا.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، “للأسف الشديد، نتلقى تهديدات ليس من جانب الإرهابيين فحسب. فخلال سنة كاملة، حاول زملاؤنا المتحضرون، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون من مختلف الدول، تخويفنا”.
وقدمت الدبلوماسية للصحفيين حزمة تحذيرات بلهجة الوعيد، سمعتها روسيا من شركائها الغربيين خلال الأشهر الماضية.
وأوضحت قائلة: “سمعنا من شركائنا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم لمتحدة تصريحا مفاده: ستكون هناك إجراءات مضادة ردا على كل نجاح عسكري لكم. وعلى الأرجح، ستحصل القوى التي تواجهكم ميدانيا، على مضادات جوية جديدة كفيلة بإسقاط مروحياتكم”.
كما أعادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى الأذهان تصريحا لنظيرها الأمريكي جون كيربي، قال فيه إن روسيا “ستواصل إرسال عسكرييها لمسقط رأسهم في توابيت الجثث”.
وتابعت أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال كلمة له في البوندستاغ الألماني، دعا إلى احتجاجات ومظاهرات ضد السياسة الروسية تجاه سوريا، وأعرب عن دهشته لماذا لا تخرج مظاهرات ضد عمليات موسكو في سوريا أمام السفارة الروسية في برلين!.
وتساءلت زاخاروفا قائلة: “من كان يؤجج هذه الكراهية التي أدت في نهاية المطاف إلى اغتيال السفير الروسي (في أنقرة) ؟. كانوا كلهم متحضرين..”
وبشأن قرار واشنطن رفع القيود عن توريد الأسلحة لحلفائها في ميادين القتال في سوريا، قالت زاخاروفا إنها خطوة ضارة وخطيرة بالنسبة للمنطقة برمتها.
وذكّرت بأن واشنطن قد أقرت بعجزها عن الفصل بين الإرهابيين والمعارضين المعتدلين في سوريا. وتساءلت: “كيف يمكنكم توريد الأسلحة لهم، إن كنتم لا تعرفون من منهم إرهابي ومن منهم معارض معتدل”.
وتعهدت الناطقة باسم الخارجية الروسية بتوزيع المعلومات حول هذه الجرائم على أوسع نطاق ممكن عالميا.
وتابعت أن موسكو تأمل في أن يقدم المجتمع الدولي تقييما لائقا لجرائم الإرهابيين وأفراد العصابات المسلحة بحق المدنيين السوريين.