القائمون بالأعمال.. وقصة الإبداع الملهــــــــمة في تغطية الفراغ الرئاسي والحكومي

رسموا صورة ناصعة عن العمل المؤسسي والوطني في مرحلة لم يشهدها تاريخ اليمن المعاصر:

د. الشامي:صمود جهاز الدولة والمؤسسة التعليمية من صمود الشعب اليمني

د. الحامدي:صمدنا ومعنا كل أبناء الوطن واستهداف العدوان للمؤسسة التربوية والتعليمية عمل منافٍ للقوانين والأعراف الإنسانية

د. الحوالي:العدوان مستمر لذا نحن مستمرون في الصمود وفترة الفراغ كشفت المعدن الأصيل لأبناء الشعب اليمني

د. إسماعيل:بقاء القطاع الصحي في تقديم الخدمات كان ثمرة لصمود الكادر الوظيفي بجميع القطاعات

د. الحكيمي:ما قدمه الصف الإداري الثاني في الوزارات من إنجاز جعل الدول واقفة يعد انتصاراً كبيراً مقارنة بالتحديات وحجم العدوان

تحقيق/ محمد محمد إبراهيم – رجاء عاطف

لم تكن بالهيّنة أو اليسيرة لكنها كانت أعتى مرحلة يمر بها تاريخ اليمن السياسي والإداري والمؤسسي.. إنها فترة الفراغ الرئاسي والحكومي التي تلت استقالة هادي وحكومة بحاح ثم فرارهما إلى الرياض تاركين البلد دائرة مفرغة سياسيا وإدارياً ومؤسسياً.. غير أن ثلة من السياسيين  الإداريين الذي تعلموا العمل المؤسسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. أبوا إلا أن  تستمر الحياة في كل اتجاه خارج دوائر الصراع السياسي ..
مؤكدين عملا لا قولاً أن كل هذه المؤسسات الخدمية والصحية والتعليمية والبحثية والمالية والحضرية.. هي ملك للشعب وليس للرئيس أو حزب أو أيدلوجيا.. فكان لهذه الثُّلة أن تنتصر في عملها الإداري والمؤسسي رغم ما شهدته البلد من عدوان حصار ودمار وقتل وإبادة..
صحيفة “الثورة” قدمت هذه القراءة المتتبعة والتقييمية والاستطلاعية حول ما قدمه القائمون بأعمال الوزراء في أجهزة الدولة التي كان معظمها في طريقه إلى التهالك والدمار بفعل العدوان…. إلى التفاصيل:

على مدى عام وتسعة أشهر شهدت اليمن فترة قاسية وغير مسبوقة في تاريخ اليمن المعاصر من الفراغ السياسي والحكومي والوزاري.. واقع هذه الفترة محاط بخطر الإبادة الحرب الضروس العدوانية، قصف جوي، حرب بري مفتوح على أكثر من جبهة ومحافظة، وفق عملية عدوانية منظمة مدعومة بالمال السعودي والسلاح البريطاني والأمريكي الفتاك والقاتل، حصار بري وبحري وجوي، ووسائل حقيرة في تجفيف منابع الموارد المالية وتشتيت القوة البشرية، وامتصاص السيولة حتى من جيوب المواطنين.. غير أن ذلك قوبل بالصمود والمواجهة وتغطية الفراغ والعمل المضاعف غير مدفوع الأجر أو المرتب في معظم الظروف.. وبهذه الذاتية والصمود تجاوزت اليمن هذا الفراغ بفضل تفاني الصف الثاني من القائمين بالأعمال وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء القائم بأعمال دولة رئيس الوزراء طلال عقلان خلال فترة الفراغ.. كما ليس من العدل نسيان الجهد الوطني والإشرافي للجنة الثورية العليا بقيادة محمد علي الحوثي.. في التعاطي العقلاني والخلاق في منعطفات الفراغ السياسي والرئاسي والحكومي، وفي ذروة العدوان والحصار، وإبعاد معظم أجهزة الدولة عن دوائر التصفيات السياسية والإدارية أو التدخلات في جهات الاختصاص أو القائمين بالأعمال السابقين أو اللاحقين خلال هذه الفترة الطويلة.. بل تم الابتعاد عن طريق الكادر الوظيفي لأجهزة ومؤسسات الدولة بشكل كبير.. سمح للقائمين بالأعمال وطاقم الدولة الإداري أداء مهامهم في بلد بلا رئيس وحكومة بلا رئيس مجلس وزراء ولا وزراء أيضاً..
جزء من الصمود اليمني
“صمود جهاز الدولة على الصعيد المالي والإداري والتشغيلي، وكذلك صمود المؤسسة التعليمية سواء العام أو الخاصة جزء أصيل لا يمكن أن يتجزأ من صمود الشعب اليمني، طلابا وأسرة ومجتمع ومؤسسة ودولة.. أمام أحدث عدوان معاصر تشهده اليمن، حشد له من السلاح الفتاك ما تراكم من الصناعات البريطانية والأمريكية خلال خمسين عاماً.. ليتم بيعه للعدوان السعودي الأداة المطوعة لإسرائيل وأمريكا في قتل الشعب اليمني.. هذا ما لفت إليه القائم بأعمال الوزير نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد الله الشامي.. مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بفضل دعم اللجنة الثورية العليا وبفضل تفاعل وجهود صمود الكادر البحثي والعلمي والأكاديمي نجحت في إدارة العملية التعليمية دون أي توقف.. واستقبلت الطلاب النازحين الذي استهدف العدوان جامعاتهم. كما شهدت الوزارة ثورة مؤسسية باتجاه إنهاء الفساد والمخالفات والتجاوزات الي كانت تسري خارج القانون.. ولعل أبرز ما أنجزته الوزارة في ظل العدوان وفي ظل الفراغ الوزاري هو انجاز مشروع أتمته التعليم العالي والبحث العلمي.. وصولاً إلى إنجاز البوابة الإلكترونية التي شكلت مصبّ بياناتي هام لمخرجات الشهادة الثانوية ليكون المركز قلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبوابتها الإلكترونية الوحيدة لإلتحاق الطلاب بالجامعات الحكومية والأهلية، وكذلك كليات المجتمع والتعليم التطبيقي التابعة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهي.. مؤكدا أن نجاح هذا المشروع في ظل هذه الظروف يعكس مدى الحرص الذي تميزت به الكوادر الإدارية والفنية، وبفضل التنسيق الناجح بين كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني، وكذلك التنسيق والتجاوب من مؤسسات التعليم الأهلي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي..
وقال الشامي: كان ولم يزل التعليم العالي والبحث العلمي هدفا للعدوان منذ البداية، كمحاولة منه إيقافه وقتل معنوية الشعب، من خلال إرباك العملية التعليمة في البلد وإدخال الشباب في دوائر مفرغة تزعزع أمن البلد وتماسك الجبهة الداخلية.. لكن محاولات العدوان وهمجته التي طالت المدنيين وطالت البنية التحتية للتعليم العالي والبحث العلمي باءت جميعها بالفشل، وكان الصمود هو جسر النصر والإنجاز والنجاح..
مستوى عال من الوعي
“درجة الوعي والشعور بالمسؤولية  لدى منتسبي التعليم الفني في الكليات والمعاهد من أكاديميين ومدرسين كادر الإداري أحبط مخططات العدوان الإجرامي الغاشم فكان هناك صمود وإصرار على استمرار العملية التعليمية والتدريبية رغم القصف والتدمير للمؤسسات التعليمية…”.
هذا ما أشار إليه نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني القائم بأعمال الوزير الدكتور خالد الحوالي مؤكداً أن مرحلة الفراغ والعدوان كشفت عن المعدن الأصيل لأبناء هذا الشعب بمختلف شرائحه وإنَّـه شعب مؤمن أولو قوة وألو بأس شديد.. وفضحت هذه المرحلة إفلاس دول العدوان الأخلاقي والإنساني ومن معهم من العملاء والمرتزقة أدعياء ما يسمى بالشريعة ومشاركتهم في قتل وحصار الشعب اليمني، واستهداف مؤسساته التعليمية وقواه البشرية.. كما أسقطت زيف كل شعارات المنظمات الدولية في العالم والأمم المتحدة بالذات..
وأضاف نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني: الصمود بالنسبة لنا واجب بكل المقاييس والمبادئ  الدينية والأخلاقية والوطنية لأننا نعرف جيداً ما هو المشروع البديل الذي يريد الأعداء فرضه على اليمن…. لافتاً إلى أن العدوان مستمر في همجيته حتى اللحظة وبالتالي نحن مستمرون في الصمود ومواجهته على كل المستويات بالتوكل على الله وإيماننا بعدالة قضيتنا ومظلوميتنا والنصر قريب وتلوح بشائره وسيهزم المعتدون بإذن الله..
وقال أيضاً: كانت التحديات كثيرة ومتعددة منها ما هو مالي وانعدام الموازنات التشغيلية للمؤسسات  والبحث عن حلول وبدائل لاستمرار العملية التعليمية في المؤسسات التي تعرضت للاستهداف وإنجاح العملية التعليمية والاختبارات الوطنية.. والأهم الذي لم ولن تنساه ذاكرة الأجيال اليمانية هي الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق اليمنيين منذ بداية العدوان وحتى اليوم..
واختتم حديثه بالقول: “التحية والإجلال للشعب اليمني الصامد المجاهد.. كما ندعو لاستمرار التعبئة العامة ومواجهة العدوان ونقدم الشكر والتقدير لكل العاملين في مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني وندعوهم لاستمرار عطاءهم في خدمة بلدهم وسيسجله التاريخ في انصع صفحاته ونحث أبناءنا للتحصيل العلمي الجاد وعكس ما يتعلمونه من مهارات للابتكار والإبداع والإنتاج.. فالتحديات والصعوبات فيها فرصة للبناء وتحقيق المعجزات مثلما حصل مع العديد من الأمم والشعوب التي تعرضت لمثل هذه الظروف..
التربية والتعليم.. استهداف ممنهج
ميدانياً سارت عجلة التربية والتعليم بشكلها المعتاد في كل المدارس التي لم يطلها القصف.. أما تلك التي طالها القصف والدمار فقد نزح طلابها من مناطقهم، لتفتح وزارة التربية والتعليم كل مدارس الجمهورية لهم، فعبر هوية أو تعريف من قريب يدخل الطلاب النازحون الامتحان في أقرب مدرسة نزلوا في مناطق جوارها.. وكان حظ أمانة العاصمة بما يتجاوز الـ 100 ألف طالب وطالبة من النازحين.. وأتذكر في هذا المقام الاستعادي لذاكرة تقييم أداء القائمين بأعمال الوزراء، أنني تحت أزيز الطائرات، والصواريخ المعادية ورُعب إنفجارات قذائفها في مختلف محافظات الجمهورية ، وعلى رأسها أمانة العاصمة.. أجريت حوارا صحفيا- مع نائب وزير التربية والتعليم القائم بأعمال الوزير ورئيس اللجنة العليا للامتحانات الدكتور عبد الله الحامدي – على مشارف العام الدراسي 2015م حول  تقييم أداء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، في مبنى قطاع المناهج الكائن في الزبيري وتم الحوار بعد اجتماع مضني جعلني انتظر ساعتين.. وكانت الطائرات تقصف لحظتها في عيبان، وعطان، ونقم.. لقد جازفت في الانتظار ولست الأهم في هذا الانتظار فالكوادر التربوية العليا في اللجنة العليا للاختبارات أيضا مجتمعة برئاسة الحامدي وسط هذا القصف دون الاكتراث لما يجري وكل همها مواصلة الحياة واستمرار عجلة العملية التربوية والتعليمية..
وفي هذا السياق يؤكد الدكتور عبد الله الحامدي أن الوزارة تغلبت ونجحت في إجراء تلك الاختبارات وغيرها من الاختبارات التكميلية في تلك الظروف العصيبة، بعد أن استكملت المقررات الدراسية بفصليها الأول والثاني للعام الدراسي 2014 – 2015م وهيئت الأجواء والبيئة المناسبة لعام دارسي آخر تحت نيران العدوان وهو العام الدراسي”2015 – 2016م”.. وهي الآن تضع الخطط السنوية لاستكمال العام الدراسي 2016 – 2017م  وفق عمل منظم استوعب مستجدات وتحديات الراهن التعليمي والدمار الذي شهدته المؤسسات التعليمية جراء العدوان..
وحسب الدكتور عبدالله الحامدي فقد وائم كادر الوزارة الإشرافي والإداري والتربوي التعليمي بين مسارين مسار الصمود ومواصلة العملية التعليمية، وبين مسار الحرص الشديد على حياة الطلاب إذ شهدت المراكز الامتحانية أكثر من نقل خلال أيام.. كما شهدت المدارس التي كانت قريبة من أماكن القصف نقل طلابها إلى مدارس أخرى.. وأكد الحامدي أن الوزارة تغلبت على التحديات في ظل حروب داخلية ونزوح أسري كبير من كثير من المحافظات.. وبعد تدمير شامل استهدف ما بين 3000-2000 منشأة تعليمية من مدارس ومكاتب إدارية ومرفقات، ما يصل خسائره إلى أرقام خرافية تراكمت خلال خمسين عاما من البناء والتغلب على شحة مصادر التمويل..
استشعار المسؤولية
بعدما قدمت الحكومة السابقة وهربت إلى الرياض، وبدت الأمور الإدارية لجهاز الدولة في فراغ ينذر بالانهيار استشعر الصف الثاني في الوظيفة الإدارية للدولة (نواب الوزراء ورؤساء مؤسسات وأجهزة الدولة) خطر المرحلة.. فاضطر كلا في وزارته ومكانه أن يقوم بعمل الوزراء ليقضوا ساعات من العمل المضني المشوب والشبع بالمخاطرة الكبيرة، ولمدة سنة و9 اشهر ونيف.. صحيح أن العمل كان روتينياً أسوة بالسنوات الماضية.. لكن الخطر كان في حقد العدوان الذي استهدف كل أجهزة الدولة خصوصا تلك القريبة من المواقع العسكرية داخل وخارج العاصمة وفي المحافظات المختلفة…
نائب الوزير القائم بأعمال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ عبد محمد الحكيمي أكد في هذا السياق ما كان يكتنف مرحلة الفراغ المحاط بخطر العدوان والقصف والحصار.. مضيفاً:يعتبر الدور الذي قام به الصف الثاني وما تحته من المستويات الوظيفية، كان انجازاً ونجاحاً رغم الإمكانات الشحيحة بأنهم حافظوا على تنفيذ القوانين ولم يستطع أحد أن يتلاعب لعدم وجود دولة، وقال: أنا راضي عن نفسي بما قمت به من عمل وضميري مرتاح بإنجاز عملي ولم أتغيب يوم عن الوزارة وغيري من الموظفين إلا لاجتماع خارجها وهذا إنجاز بحد ذاته حتى لا تتعطل الوزارة رغم القصف وكل شيء، وأديت دوري وفق الإمكانات المتاحة واعتبر حققت أشياء صحيح ناقصة لكن على الأقل لم اتقاعس عن عملي، ولكن حكاية نجاح لا اقدر أقول نجحنا لأنه بنينا بالإمكانات الموجودة ولكن قياسا بالوضع الحالي يعتبر نجاح ونجاح ناقد..
ظلت الدولة واقفة
وقال الحكيمي : أن الصعوبة في أداء هذه المهمة هو لم يتسن لنا أن نحقق كل شيء ولكن بحسب الإمكانيات المتاحة لدينا قطعنا شوط لا بأس فيه في مجال العمل في مختلف التخصصات بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهناك أشياء لم نستطع تحقيقها حتى اللحظة نظراً للحرب والحصار المفروض جوا وبرا وبحرا ولأن صندوق الرعاية الاجتماعية ومعظم إيراداته كان من الدولة والدولة الإيرادات فيها شحيحة جدا الجمارك مغلقة والأجواء مغلقة والبر كل شيء مغلق لم نستطع جمع المبالغ الذي تفي بالغرض المطلوب ولكن رغم ذلك كله ظلت الدولة واقفة على أكتافها ولا أقول أن نحن السبب لأننا استطعنا أن نحقق ما نستطيع تحقيقه وفقا للإمكانيات المتاحة ولولا قيامنا أنا وزملائي في بقية الوزارات ما استطاعت الدولة أن تقف على أقدامها وبالطريقة التي هي واقفة عليها الآن..
وأضاف: فللأسف الشديد لن تتحقق لنا الإمكانات التي كانت موجودة في عهد الوزراء الذي سبقونا لأنه كان عندهم ميزانيات وكما أن دولتنا لا تعطي الفرصة للكادر الذي أنشأ من الوزارة ودائماً ما يأتي واحد من خارج الوزارة للعمل.. فلدينا خطط وبرامج ولكن لا تتحقق بسبب الروتين الموجود أو الذي جاء يحمله الوزير هذا أو ذاك فكل وزير يأتي وله أجندة معينة يريد ان ينفذها فنحن هكذا نختلف في كثير من الأمور ، فكثير من الإنجازات لم تحقق فجأت الفرصة لي ولكنها كما يقول المثل (ما تنفع الكاملة في البيت العطل) وهذا حالنا أتيحت لنا فرصة لنشتغل ونقوم بعملنا ولكن انصدمنا في الجانب المالي ، وكلما في الأمر نحن بحاجة إلى إمكانات مالية لنقوم بالخطط المرسومة في عمل دراسات لمنظمات المجتمع المدني والجمعيات وعمل مراجعة وعملية متابعة وغربلة لمن يستفيدوا من الضمان الاجتماعي ، وكذا فيما يخص العمل والقيام بالتثقيف العمالي عبر دورات تدريبية، فأشياء كثيرة كنا نريد أن نحققها وقد أنجزنا الكثير لكن هذا الكثير لا يُعد إذا ما كانت هناك إمكانيات .
دور تنشيطي وتوجيهي
ويقول الدكتور غازي إسماعيل – القائم بأعمال وزارة الصحة العامة والسكان : إن ما قمنا به من دور كقائمين بأعمال الوزراء في الوزارات منذ بداية العدوان خاصة في القطاع الصحي ما هو إلا دور تنشيط الجهود وتوجيهها ومحاولة ترشيد بعض الموارد في تلبية الاحتياجات الحادة والمباشرة واستخدامها بما يؤهل سير الحد الأدنى من الخدمات والإجراءات الصحية، حيث كان هناك الكثير من الإسهامات الرئيسية التي ساعدت وكان لها دور في دعم وصمود القطاع الصحي وتجاوز الأزمات الحادة فالمصدر الأول هو ما كان متوفر من موارد واعتمادات سواء مالية أو أدوية في المخازن أو في المستشفيات ساعد على أن يتم تقديم الكثير من الخدمات سواء خدمات مباشرة في المستشفيات نفسها بشكل عمليات او معاينات أو فحوصات وإجراءات تشخيصية وثانيا مشاركة المجتمع المحلي من المواطنين في هذا الدور لأن  أي خدمة يقدمها المستشفى المواطن يدفع مقابل هذه الخدمة وهذا يلعب دور كبير بالرغم من الحصار وصعوبة الحياة و المصدر الرئيسي الثالث والذي لا يمكن أن ينكره أحد هو دعم المجتمع الدولي منظمة الصليب الحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الطبية العاملة في البلد ساعدت إلى حد كبير في توفير المتطلبات والاحتياجات في القطاع الصحي من أدوية مادة الأنسولين بشكل كامل وأيضاً شراء الأدوية الخاصة بعقار الأنسولين لمرضى السكر..
وأضاف: أيضاً أنه عبر الدعم الواصل وكثير من الموارد المالية التي تُسخر في المحافظة على استمرارية عمل المستشفيات في ظل الحصار المالي المفروض وعدم وجود موازنة تشغيلية خاصة في عام 2016م ونهاية عام 2015م، وقال: كان لمنظمات الصحة العالمية دور كبير في توفير متطلبات الوقود ما مكن الكثير من المستشفيات لتقديم الخدمات وأيضاً توفير الحافز لبعض الكوادر المتخصصة ولمن يقومون بالعمل خاصة في المناطق الساخنة ومناطق المجابهات، إلى جانب أن كثير من المستشفيات تقدم خدمات وخدمات مجانية أيضاً، وهذا يوثق لصالح منظمات المجتمع الدولي بأنها ساعدت في التغلب على الوضع فهذه المنظمات خاصة منظمات الصليب الأحمر ومنظمات قامت بالمحافظة على تشغيل الكثير من مراكز غسيل الكلى وبتوفير أدوية لمن قاموا بزراعة الكلية الصناعية وبعض الأدوية المنفذة للحياة التي تم توفيرها من قِبلهم ، ويضيف كما لا ننسى القطاع الخاص المحلي ودوره أثناء الأزمات والكوارث بتغطية كل الاحتياجات.. وكذا مساهمات من سلطنة عمان التي قامت باستقبال بعض المرضى وأيضا توفير بعض الدواء من الجمهورية الإيرانية الإسلامية وتغطية الاحتياجات لفترة طويلة وتوصيل مساعدات من هنا وهناك ..
تمكنت من تجاوز الحصار
وأوضح الدكتور غازي: أن النجاح الذي تحقق هو بتظافر الجهود وتوفير الدعم من عدة جوانب والذي كان يُسخر لخدمة المرضى وتجاوز كبير لتغطية بعض الاحتياجات الصحية الحادة فطوال هذه الفترة تم مواجهة الكثير من التحديات عن طريق تكثيف الجهود سواء جهود دولية أو محلية وجمعيات خيرية وكانت كلها تسخر تسخير مناسب ولا نقول أن الوضع كان مثالي لأنه في هذه الفترة ربما ذهب الكثير من الضحايا نتيجة العدوان المباشر والقتل والإصابات وأيضاً لم يستطع البعض الذهاب إلى المرافق الصحية وكانوا يعانون من عدم قدرة الوصول إليها بالتالي أصيبوا بمضاعفات صحية والأمور كانت في نهاية التعقيد ..
وتابع بالقول : أن القطاع الصحي مر بفترة حرجة وصعبة جدا وتمكن من أن يقدم طوال هذه الفترة الخدمات الصحية لأنه كان هناك انفراج خاصة من الناحية المادية بتوفير موازنة تشغيل بزيادة المعونات الدولية والمجتمع الدولي وأيضاً بصمود الشعب ومحاولة استمراره في إبقاء الحياة مستمرة رغم العدوان عليه والحصار ورغم المعاناة التي يعاني منها طوال هذه الفترة وقد اثبت بصموده وجلده بقدرته على التحمل وهو يعيش في ظروف قاسية وكذلك كل المرافق الصحية العامة والخاصة ولا ننسى ان للبعض له دور كبير في تحمل بعض الأعباء واستجابة لحوادث الطوارئ وكان لهم دور كبير.. فالطموح كبير والقصور مازال قائم في كثير من الجوانب والمرافق لكن إذا اخذنا الصورة الإجمالية بشكل عام اليمن في ظل هذا العدوان صمدت صمود أسطوري وتمكنت من تجاوز آثار الحصار والعدوان والسير قدما بالبقاء والعيش على أمل أن تنفرج هذه الأزمة وتتحسن الأوضاع من الناحية المادية والصحية وأن يعيش المجتمع بظروف وحياة أفضل..

قد يعجبك ايضا